أبرز الشركات الصناعية المستدامة في العالم العربي
تتجه كبرى الشركات الصناعية في العالم العربي، خصوصاً في دول الخليج، إلى التحول بشكل كلّيٍ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
تتجّه كُبرى الشّركات الصّناعية في منطقة الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى التّوجّه كليّاً نحو تطبيق أهداف التّنمية المستدامة، تماشياً مع الحالة العالميّة الرّاهنة في التّحوّل نحو الاستدامة، وجعلها أسلوب حياةٍ لدى البشر وشركاتهم الصناعية، إضافةً لما لها من أهميّةٍ في التّوفير وتخفيض الكلف على المدى البعيد.
أبرز الشركات الصناعية التي تعمل لتحقيق التنمية المستدامة
تتركّز معظم هذه الشّركات في دول الخليج العربي، التي تعتبر رائدةً في مجال التوجّه نحوالتنمية المستدامة، وفيما يلي أبرز تلك الشّركات:
الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك"
- عام التّأسيس: 1976م.
- الرّئيس التّنفيذي: عبد الرحمن الفقيه.
- مجال العمل: الكيماويات المتنوّعة.
تعمل الشّركة السّعودية للصناعات الأساسية سابك، على إنتاج الكيماويّات المتنوّعة، مثل المعادن والمغذّيات الزّراعية وغيرها، وتُعتبر إحدى الشّركات الرّائدة في مجال عملها.
وقّعت العديد من الاتفاقيّات، أبرزها كان خلال عام 2022م، مع شركة Covestro الألمانيّة، بهدف تطوير تقنيّة راتنج طلاءٍ جديدٍ مقاومٍ للحرارة، وانتقلت مواقع سابك في هولندا خلال العام 2023 الجاري، للاعتماد على طاقة الرياح المتجدّدة، لتوفّر بذلك نحو 90% من احتياجاتها السّنوية للطاقة، وتساهم في التّقليل من الانبعاثات غير المباشرة لغاز ثاني أوكسيد الكربون، بأكثر من 300 ألفِ طنٍ متري.
تقول الشّركة عبر موقعها الرّسمي، إنّها حقّقت خلال عام 2020، صافي أرباح بلغ 17.8 مليون دولارٍ أميركي، في حين بلغت إيرادات مبيعاتها للعام ذاته 31 مليار دولارٍ، وحجم الإنتاج وصل إلى 60.8 مليون طنٍ متري.
الشّركة السّعودية التي تعمل فيما يزيد عن خمسين بلداً حول العالم، تمتلك أكثر من 32 ألفَ موظف وموظفة، وسجلّت نحو 9946 براءة اختراعٍ، إلى جانب امتلاكها موارد بحثيةً كبيرةً ومتنوّعةً.
شاهد أيضاً: في اليوم العالمي للمدن الذكية: أهم 7 مشاريع مُدن ذكية في العالم العربي
شركة التعدين العربية السعودية "معادن"
- عام التّأسيس: 1997.
- الرّئيس التّنفيذي: روبرت ويلت.
- مجال العمل: التّعدين والمناجم.
شركة معادن السّعودية، إحدى أسرع شركات التّعدين نموّاً في العالم، كما أنّها أكبر شركة تعدين ومعادن متعدّدةِ السّلع في منطقة الشّرق الأوسط، تنشط في صناعة التعدين داخل السّعودية، وهي اليوم لاعبٌ رئيسيّ في تنويع الاقتصاد السّعودي الذي يسعى للتخلّص من احتكار القطاع النّفطي.
تمتلك الشّركة طموحاً واسعاً، إذ إنّها تتطلّع إلى النجاح في تحقيق الحياد الكربوني حتى عام 2050م، وقد نجحت خلال عام 2022م، في تخفيض انبعاثات الطّاقة غير المباشرة بنسبةٍ وصلت إلى 14%. ورغم أنّ نشاطها كان يقتصر على إنتاج الذّهب، إلّا أنّ الشّركة وسّعت عملياتها، لتعمل في الألومنيوم والفوسفات، إضافةً إلى عمليات تركيز النّحاس على مستوىً عالميّ كذلك المعادن الصّناعية.
شركة الإمارات العالمية للألمنيوم
- عام التّأسيس: 1975.
- الرّئيس التّنفيذي: عبد الناصر بن كلبان.
- مجال العمل: صناعة الألمنيوم.
شركة الإمارات العالميّة للألمنيوم تعتبر أكبر شركة صناعيّة في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، خارج القطاع النّفطي والغازي، في الوقت ذاته تحتلّ مكانةً رائدةً على مستوى العالم، في إنتاج الألمنيوم عالي الجودة.
حيث تنتج الشّركة الإماراتيّة هذه 4% من نسبة الإنتاج العالميّ من الألمنيوم، أي تماماً نصف ما تنتجه دول مجلس التّعاون الخليجي مجتمعةً من المادّة. وتؤكّد الشّركة عبر موقعها الرّسمي، أنها ملتزمةٌ بأهداف الوصول إلى الحياد المناخي في كلّ عملياتها وسلسلة التّوريد الخاصّة بها، بحلول العام 2050.
وكدلالةٍ على التزامها بأهداف الوصول إلى الحياة المناخيّة، حصلت مصفاة الطويلة للألومينا التابعة للشركة خلال أغسطس 2023م، على شهادة مبادرة رعاية الألمنيوم، إذ إنّها من أقلّ المصافي في انبعاثات غازات الاحتباس الحراريّ في صناعة تكرير الألومينا.
مجموعة حديد الإمارات "أركان"
- عام التّأسيس: 1998.
- الرّئيس التّنفيذي للمجموعة: سعيد الرميثي.
- مجال العمل: إنتاج الصلب ومواد البناء.
مجموعة حديد الإمارات، أركان، تعتبر أكبر منتجٍ للصلب وموادّ البناء في دولة الإمارات، وخلال عام 2022م الفائت، استثمرت نحو 921 ألف دولارٍ أميركي في البحث والتّطوير. وخلال العام ذاته، طرحت منتج حديد التّسليح ES600، الذي تمّ تصميمه لتقليل انبعاثات الكربون والحدّ من استهلاك الطّاقة، حيث أنّ المجموعة تعمل للوصول إلى صفر انبعاثاتٍ بحلول العام 2050م.
وخلال لقاءٍ صحفيّ مع الرّئيس التّنفيذي للمجموعة، سعيد الرميثي، قال شهر أغسطس الفائت، إنّ المجموعة تمتلك 65% من مبيعات الحديد في الأسواق المحليّة، وأضاف أنّ مبيعات المجموعة بلغت 55% داخل السّوق المحليّة، مقابل تصدير 45% من المنتجات إلى الأسواق العالميّة، وذلك خلال النّصف الأوّل من عام 2023م الجاري.
شاهد أيضاً: في اليوم العالمي للطاقة: أهم مشاريع الطاقة النظيفة في الإمارات
شركة ألمنيوم البحرين "ألبا"
- عام التّأسيس: 1968.
- الرّئيس التّنفيذي: علي البقالي.
- مجال العمل: صناعة الألمنيوم.
شركة ألمنيوم البحرين، المعروفة باسم ألبا، تعتبر إحدى أكبر الشّركات الصّناعية في منطقة الشّرق الأوسط، كما أنّها من ضمن أكبر 10 مصاهر منتجةٍ للألمنيوم في العالم. وخلال عام 2022م، أنتجت الشّركة البحرينيّة ما يزيد عن 1.6 مليون طنٍ متري من الألمنيوم، وفي العام ذاته، أعلنت عن خطّتها في تغيير ممارسات المعايير البيئيّة والاجتماعيّة والحوكمة، بهدف الوصول إلى صفر انبعاثاتٍ كربونيةٍ حتى عام 2060م.
خلال مارس 2023م، تلّقت الشّركة البحرينية قرض تمويلٍ مستدامٍ وصلت قيمته إلى 4.3 مليون دولار، من بنك البحرين والكويت، بهدف بناء مشروع حديقة الطاقة الشّمسية بقدرة ما يزيد عن 6 ميغاواط، علماً أنّ مصنع بقايا بطانة خلايا الصّهر الذي تمتلكه الشّركة، يعالج حوالي 35 ألف طنٍ سنوياً دون أيّ مخلّفاتٍ.
مجموعة شركات بترومين في السعودية
- عام التّأسيس: 1968م.
- الرّئيس التّنفيذي للمجموعة: كليانا سيفاغنانام.
- مجال العمل: توفير حلول التّنقل.
تنطلق مجموعة شركات بترومين السعودية، من شعار "التنقّل للجميع"، وتدير نحو 235 محطّةِ وقودٍ، تقدّم من خلالها مجموعةً متنوّعةً من الخدمات، مثل غسل السّيارات بالبخار الصديق للبيئة، ما يساعد على تقليل نسبة استهلاك المياه بنحو 90%، مقارنةً بطريقة غسل السيارات التّقليدية.
تعمل شركة إلكترومين التّابعة للمجموعة، على بناء شبكةٍ لشحن السيارات الكهربائيّة في السّعودية، حيث تعاونت الشّركة خلال 2022 لاستيراد شواحن للسّيارات الكهربائية في السّعودية. كما تعمل إحدى الشّركات التابعة للمجموعة، وتدعى شركة بترولوب، على تقليل الانبعاثات الكربونيّة ما أمكن، عبر رفع كفاءة الخدمات اللّوجستية، وهو ما ساهم بزيادة كفاءة الرّحلات بنسبة ما يزيد عن 22% منذ العام 2018م.
شركة 3M في الإمارات
- عام التّأسيس: 1902.
- نائب الرّئيس والعضو المنتدب لمنطقة الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا: لاسيزلو مونفر.
- مجال العمل: التّكنولوجيا.
شركة 3M في الإمارات، هي شركةٌ أميركيةٌ مدرجةٌ في بورصة نيويورك، افتتحت مقرّها الإقليميّ في دبي عام 2022م الفائت. ونجحت الشّركة عام 2019م، في تقليل انبعاثاتها الكربونيّة حول العالم بنحو 37.8%، كما نجحت بالحصول على نحو 50% من احتياجاتها للطّاقة، من مصادر الطّاقة المتجدّدة حتى عام 2022م.
تعمل الشّركة على تقليل وزن خطوط الكهرباء بهدف المساعدة في وصول طاقةٍ أكبر إلى عددٍ أكثر من الأشخاص، وتقدّم خدماتها للشركات المصنّعة عبر مساعدتها باستخدام كميّاتٍ أقلّ من الطاقة. وما يميّز هذه الشّركة هو عملها الدّؤوب للمساهمة في التنمية المستدامة العالميّة، عبر حماية البيئة والمسؤولية الاجتماعية للشّركات.
شركة التصنيع الوطنية السعودية "التصنيع"
- عام التّأسيس: 1985.
- الرّئيس التّنفيذي: مطلق المريشد.
- مجال العمل: البتروكيماويات والبلاستيك.
شركة التّصنيع السّعودية، تعمل في مجالاتٍ متعدّدةٍ، مثل: البلاستيك، والبتروكيماويات، إضافةً إلى الصّناعات التّحويلية وغيرها، وتقول إنّ الاستدامة تكمن في صميم أعمالها، حيث تسعى لتحقيق النّموّ المستدام عبر الاستثمار المسؤول والالتزام بحماية البيئة، والمسؤوليّة الاجتماعيّة.
وتعمل الشّركة السّعودية، للوصول إلى صفر انبعاثاتٍ كربونيةٍ بحلول العام 2060م، وحالياً تعمل على تثبيت الطّاقة الشّمسية في منشأة البحث والتّطوير التابعة لها في الجبيل السّعودية، ما يؤدّي إلى تغطية 20% من الاستهلاك السّنوي للكهرباء بالنّسبة للشّركة.
شاهد أيضاً: للخليج حصة الأسد.. أبرز شركات الخدمات البيئية في العالم العرب
شركة BMW Group Middle East الإماراتية
- عام التّأسيس: 1994م.
- المدير الإداري لمنطقة الشرق الأوسط: حامد حقباروار.
- مجال العمل: صناعة السّيارات.
شركة BMW الرّائدة في صناعة السّيارات والغنيّة عن التّعريف، دعمت من خلال مجموعتها في منطقة الشّرق الأوسط ومقرّها الإمارات، إنشاء سلسلةٍ خاصّةٍ بالهيدروجين الأخضر، ولأجل هذا الغرض وقّعت عدّة مذكّرات تفاهم مع شركاتٍ في السّعودية، وقطر، والأردن، والإمارات، إضافةً إلى توقيعها اتفاقاً مع وزارة الطاقة والبنية التّحتيّة الإماراتية، بهدف توسيع شبكات شحنِ السّيارات الكهربائيّة.
وبينما يسعى العالم إلى التّحوّل للسيارات التي تعمل بالطّاقة النّظيفة، والتخلّي بشكلٍ نهائيٍّ عن الوقود الأحفوري، لتخفيف الانبعاثات الكربونيّة، أطلقت مجموعة BMW، أسطولاً تجريبيّاً لمركّبات الهيدروجين خلال فبراير 2023م.
مجموعة إي. إف. إس لخدمات إدارة المنشآت في الإمارات
- عام التّأسيس: 2006.
- الرّئيس التّنفيذي للمجموعة: طارق شوهان.
- مجال العمل: إدارة خدمات المرافق.
تمتلك مجموعة إي. إف. إس لخدمات إدارة المنشآت في الإمارات، 28 شركةٍ تابعةٍ لها تعمل في 21 دولةٍ، وتعدّ اسماً بارزاً في منطقة الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا في مجال عملها بإدارة خدمات المرافق.
توفّر المجموعة تقنياتٍ ناشئة بهدف الحصول على مبانٍ مستدامةٍ وذكيّةٍ، وتعتمد على تقنيات الذّكاء الصّناعي لرفع مستوى كفاءة إدارة منشئتها. وخلال تقديمها حلول تنسيق الحدائق والبستنة، تركّز للحفاظ على البيئة والإدارة المناسبة للنّفايات، ما يجعلها إحدى أهمّ الشّركات الصّناعية في مجال تحقيق أهداف التّنمية المستدامة.
من الواضح أنّ الشّركات الصّناعيّة التي تتجاهل مبادئ التنمية المستدامة والحفاظ على الكوكب، لن تحجز لها مكاناً بارزاً في عالم الغدّ، مع توجّه كبرى الشّركات العالميّة للمساهمة في تحقيق مبادئ التّنمية المستدامة قولاً وفعلاً.