أبوظبي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتطوير خدماتها الحكومية

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

في خطوةٍ ثوريّةٍ نحو التّحوّل الرّقميّ، وقّعت حكومة أبوظبي، متمثّلةً بـ"دائرة التمكين الحكومي – أبوظبي" (Department of Government Enablement – Abu Dhabi -DGE)، اتفاقيّة شراكةٍ متعدّدة السّنوات مع "مايكروسوفت" (Microsoft) و"كور 42" (Core42)، التّابعة لشركة الذكاء الاصطناعي والحوسبة السّحابيّة "جي42" (G42) الّتي تتّخذ من أبوظبي مقرّاً لها، بهدف تطوير نظام سحابةٍ متكاملٍ يساهم في تعزيز كفاءة الخدمات الحكوميّة وتقديمها بطرقٍ مبتكرةٍ.

تسعى هذه الشّراكة إلى إنشاء بيئة حوسبةٍ سحابيّةٍ ذات أداء عالٍ، قادرةٍ على التّعامل مع أكثر من 11 مليون تفاعلٍ رقميٍّ يوميّاً بين الجهات الحكوميّة في أبوظبي والمواطنين والمقيمين والشّركات، ممّا يضمن تقديم خدماتٍ حكوميّةٍ أسرع وأكثر كفاءةً وأماناً.

وقد تمّ توقيع الاتفاقيّة بحضور شخصيّاتٍ بارزةٍ، من بينهم سموّ الشّيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم أبوظبي ورئيس مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدّمة، وخلدون المبارك، رئيس جهاز الشّؤون التّنفيذيّة وعضو مجلس الذكاء الاصطناعي والتّكنولوجيا المتقدّمة. ووقّعها كلٌّ من أحمد تميم هشام الكتاب، رئيس دائرة التمكين الحكومي – أبوظبي، وساتيا نادالا، رئيس مجلس الإدارة والرّئيس التّنفيذيّ لمايكروسوفت، وبينغ شياو، الرّئيس التّنفيذيّ لمجموعة جي 42.

أكّد ساتيا نادالا، رئيس مايكروسوفت، على أهميّة هذه الشّراكة قائلاً: "سوف يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورةً في طريقة عمل الحكومات وخدمة المواطنين حول العالم، وأبوظبي ستقود هذا التّحول؛ فمن خلال شراكتنا مع دائرة التّمكين الحكوميّ وجي 42، نضع معياراً جديداً في تبنّي الذكاء الاصطناعي في القطّاع العامّ، ونسهم في جعل أبوظبي أوّل حكومةٍ قائمةٍ على الذكاء الاصطناعي في العالم".

بدوره، أشار بينغ شياو، الرّئيس التّنفيذيّ لمجموعة جي 42، إلى أهميّة هذه الاتفاقيّة في تحقيق رؤية أبوظبي قائلاً: "يشكّل هذا التّعاون خطوةً جوهريّةً في التزام جي 42 بدعم طموح أبوظبي لتصبح أوّل حكومةٍ قائمةٍ على الذكاء الاصطناعي بالكامل. إذ تمكّن سحابة " كور 42" (Core42)، المدعومة بمنصة "أزير" (Azure) من مايكروسوفت، الجهات الحكوميّة من الحفاظ على سيادة بياناتها مع الاستفادة من الابتكار السّحابيّ على نطاقٍ واسعٍ؛ فهذه المبادرة ليست مجرّد قفزةٍ تكنولوجيّةٍ، بل هي التزامٌ ببناء بنيةٍ تحتيّةٍ رقميّةٍ مرنةٍ وجاهزةٍ للمستقبل، تُشكّل نموذجاً عالميّاً للابتكار".

ومن جانبه، أكّد أحمد تميم هشام الكتاب، رئيس دائرة التمكين الحكومي – أبوظبي، أنّ: "التّكنولوجيا قادرةٌ على إعادة تعريف العلاقة بين الحكومات والمجتمع، ممّا يجعل الخدمات أكثر كفاءةً وسلاسةً وتأثيراً؛ فهذه الشّراكة تُمثّل نقطة تحوّلٍ في مسيرتنا الرّقميّة، حيث نجمع بين تقنيات الحوسبة السّحابيّة من مايكروسوفت، وخبرات الذكاء الاصطناعي من جي 42، والرّؤية الاستراتيجيّة لحكومة أبوظبي لإنشاء منصّةٍ قويّةٍ تُعيد تشكيل الخدمات الحكوميّة".

كجزءٍ من رؤية حكومة أبوظبي لتصبح أوّل حكومةٍ قائمة على الذكاء الاصطناعي بالكامل بحلول عام 2027، تسعى العاصمة الإماراتيّة إلى أتمتة 100% من عمليّاتها الحكوميّة، بدعم استثماراتٍ رقميّةٍ تصل إلى 13 مليار درهمٍ إماراتيٍّ (3.54 مليار دولارٍ أمريكيٍّ)، وذلك ضمن استراتيجيّة حكومة أبوظبي الرّقميّة 2025-2027.

وتهدف هذه الاستراتيجيّة إلى نشر أكثر من 200 حلٍّ يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين تقديم الخدمات العامّة، وزيادة كفاءة العمليّات التّشغيليّة، وتعزيز الاستدامة البيئيّة. ومن أبرز المشاريع الّتي تعكس هذه الرّؤيّة تطبيق "تم 3.0" (TAMM 3.0)، الّذي يُعدّ منصّةً موحّدةً للخدمات الحكوميّة، حيث أسهم في تقليل عدد الزّيارات الفعليّة للعملاء بنسبة 90%، وجعل أكثر من 73% من المعاملات فوريّةً.