أسرار النجاح لمن يبدؤون مشروعاً جديداً: 8 أمور يجب مراعاتها
هذه النصائح والأفكار المفيدة التي لم تُكتسب بسهولة ستساعدك لإنجاح شركتك الناشئة.
بقلم فلاديسلاف بودولياكو Vladislav Podoliako، مؤسس Belkins
بدءُ عملٍ جديدٍ يبدو وكأنّه رحلةٌ مثيرةٌ مليئةٌ بالإمكانيات والوعود. ولكن عندما يتعلّق الأمر بالتحدّيات الحقيقية، فإنّها تكون بعيدةً عن الإثارة. لا عجبَ أنّ واحدةً من كلّ خمس شركاتٍ ناشئةٍ في الولايات المتّحدة لا تصمد عاماً كاملاً. [1]
بصفتي مؤسّس شركةٍ تَمكّنَ من تحويل العقبات إلى عملٍ تجاريٍّ بقيمة 10 ملايين دولارٍ، تعلّمت دروساً لا تقدّر بثمنٍ على طول الطريق التي أودّ مشاركتها مع روّاد الأعمال الزّملاء. ويمكن لهذه الأفكار أن تحوّل استراتيجيةَ عملك ونموّه بشكلٍ كبيرٍ، حتى وإن بدا بعضها بسيطاً.
1. لا تبدأ شركة خدماتٍ أثناء أشهر الصيف
في أيّامنا الأولى، لم نأخذ في اعتبارنا أنّ العملاء والشّركاء المحتملين قد يكونون في عطلتهم خلال فصل الصّيف. بالنّسبة لنا، أصبح ذلك أوّل عقبةٍ: لم نتمكّن من الحصول على أيّ ردٍّ إلّا بجملةِ "أنا خارج المكتب"، ناهيك عن تحديد موعدٍ. ونظراً لأنّ بعض الشّركات تتّبع عمليّات اتّخاذ قراراتٍ طويلةٍ، جعلتْ عطلات الصّيف دورة مبيعاتنا تقريباً مدمِّرة بالنسبة لنا.
ما أنقذَنا كان الانتقال إلى مشاريعَ قصيرة الأجل. مع ذلك، كاد هذا التّركيز القصير النّظر أن يكون مدمّراً آخر، وفي غضون بضعةِ أشهرٍ، انتهت كلّ هذه المشاريع واضطررنا للبحث عن مشاريع جديدةٍ مرّةً أخرى.
الدّرس هو: خذْ في الحسبان أن يكون تاريخُ الإطلاق في بداية الخريف أو نهاية الرّبيع، حيث يكون عالم الأعمال مليئاً بالنّشاط.
شاهد أيضاً: كيف تنجح في إدارة المشاريع الجديدة مع فريقك
2. اضمن أول صفقة قبل الغوص في عمليات الشركة
صدّقني، لا تحتاج إلى وجود عمليّةٍ مثاليّةٍ أو فريقٍ مثاليّ للبدء. ستمتلكُ ما يكفي من الوقت لبنائهم وصقلهم عندما تنجح. ركّز على تأمين تلك الصّفقة الأولى قبل الاستثمار بمقاديرَ كبيرةٍ من الوقت والموارد في روتينٍ تشغيليّ. هذا لا يؤكّد مفهوم عملك فحسب، بل يوفّر أيضاً تدفّقاً نقدياً حيوياً؛ إنّه أساس استدامة عملك.
على سبيل المثال، بدلاً من توظيف مطوّرين لبناء موقع ويب، قمنا بإنشائه بأنفسنا على منصّة ويكس Wix. الآن لدينا موقعُ ويب وحتى فريقٌ من المطوّرين الدّاخليين لدعمه. ولكن عندما بدأنا، كان من غير المنطقيّ الاستثمار في توظيف أشخاصٍ لإنشائه بدلاً عنا.
3. حدّد أهدافاً مشتركةً ومؤشرات أداء رئيسية واضحة
الرّؤية الموحّدة هي الأساس الرّئيسي لنجاح الأعمال. لذلك تأكّد من أن يفهم كلّ عضوٍّ في الفريق دوره، وكيف يسهم في تحقيق الأهداف الأكبر. وضَعْ مؤشّرات أداءٍ رئيسيةٍ واضحةٍ، توائم جهود الجميع وتساعد في قياس التقدّم بفعاليةٍ .وفيما يلي مثالٌ على بعض الأهداف المشتركة:
- هدف الشّركة العام: تحقيق 10 ملايين دولارٍ من الإيراد السّنوي المتكرّر في خمس سنواتٍ.
- أهداف فريق التّسويق: توليد X عدد من العملاء المحتملين المؤهلين في مجال المبيعات شهرياً، وتقليل تكلفة كسب العملاء إلى X دولارٍ للاتّصال الواحد.
- أهداف فريق المبيعات: تحويل X عميلٍ محتملٍ إلى فرصٍ، وتحقيق نسبة نجاحٍ في إتمام الصّفقات بنسبة X٪.
- أهداف الفريق المشترك بين التّسويق والمبيعات: الوصول إلى X دولارٍ من الإيراد الشّهري الجديد المتكرّر.
بشكلٍ عامٍّ، نضمن أنّ لدى كلّ عضوٍّ في الفريق مؤشر أداءٍ رئيسيّاً واضحاً متوافقاً مع أهداف الشّركة.
شاهد أيضاً: التنمية المستدامة.. 17 هدفاً لتغيير العالم وجعله مكاناً أفضل
4. تتبُّع مقاييس عملك الحيوية
على الرّغم من أنّه يمكنك التّضحية بالعمليات الرّاقية، يجب عليك الاحتفاظ بسجلّاتٍ مفصّلةٍ للأرباح والخسائر (P&L)، والإيرادات، والنّفقات من اليوم الأول . إذ إن الاحتفاظ الدّقيق بالسجلّات يزيل الغموض ويبني الشّفافية والثّقة مع أصحاب المصلحة؛ خاصّةً إذا كان لديك مستثمرون خارجيون. تسمح هذه الممارسة أيضاً باتّخاذ قراراتٍ مدروسةٍ، وهو أمرٌ حاسمٌ في المراحل الأولى لأيّ عملٍ.
5. افعلها وحسب، لا تخطط كيف
سأكون مختصراً هنا: على الرّغم من أنّ التّخطيط له مكانه، إلّا أنّ التّحليل الزّائد يُمكن أن يكبحك. العمل هو المكان الذي يحدث التقدّم الحقيقيّ. تقبَّل التّجارب وكن جاهزاً للتكيّف، ولا تخف من الأخطاء: الأخطاء هي أفضل معلّمٍ لك، إذا استطعت استنتاج الخلاصة الصّحيحة من تلك الأخطاء.
شاهد أيضاً: 5 أخطاء شائعة يرتكبها القادة عند التخطيط الاستراتيجي
6. استثمر في التسويق وإنشاء المحتوى
دون أن يكون لك حضورٌ قويّ عبر الإنترنت، أنت غير مرئيّ، لذا خصص الموارد لإنشاء محتوىً عالي الجودة مع تجربةِ استراتيجياتِ تسويقٍ مختلفةٍ. واستفد من عدّة قنواتٍ: وسائل التّواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام من الطّبقة العليا، والمدوّنات، إلخ. هذا لا يعرض معرفتك فقط، ولكنّه أيضاً يجذب العملاء المحتملين إلى عملكَ. ولا تنسَ دراساتَ الحالة ومنصّات المراجعات، فالأخيرة تجلب لنا من اثنين إلى خمس صفقاتٍ مغلقةٍ كلّ شهرٍ.
7. ابنِ علاقات مع فريقك
يمكنني أيضاً أن أصيغها كالتّالي: تبادل التّغذية الرّاجعة بانتظامٍ مع فريقك، بصدقٍ وتعاطفٍ. إذ إن التّواصل هو دم الحياة لأيّ مشروعٍ ناجحٍ. لذلك عزِّزْ بيئةً تُقدَّر فيها التّغذية الرّاجعة المفتوحة والصادقة. وكن متعاطفاً في تفاعلاتك، مستوعباً أنّ كلّ عضوٍّ في الفريق يساهمُ بشكلٍ فريدٍ في الجهدِ الجماعيّ. وستدهشُ من الطّريقة التي يُمكن أن تؤثّرَ بها العلاقات الصّحية والأجواء الجيّدة على نتائج عملكَ.
شاهد أيضاً: 6 خطوات لزرع ثقافة التوقعات الصريحة والمسؤولية القوية في فريق عملك
8. لا تلعب لعبة "أنا الزعيم هنا"
لا تفكّر بمكتب المؤسّس الشّخصي الخاصّ بك، أو طاولات المكتب الخاصّة، أو المكافآت الفرديّة، بل كن متّحداً مع فريقكَ ككيانٍ واحدٍ. ولتعزيز ثقافة الوحدة والتّعاون، يجب أن تقودَ بطريقةِ القدوة. تجاوز التّسلسل الهرميّ الذي يُعيق الإبداع والنّموّ، وشجّع على الشّعور المشترَك بالملكيّة واحتفل بالنّجاحات كفريقٍ.
أعتقد أنّه بأخذ هذه الدّروس الثّمانية في الاعتبار، ستكون مجهّزاً بشكلٍ أفضل للتنقّل بين التّحدّيات واغتنام الفرص التي تأتي في طريقك. تذكّر، البساطة والشّفافية والفريق الموحّد هم أسس النّجاح في الأعمال التّجارية؛ نتمنّى لك كلّ التّوفيق والنّجاح في رحلتك الرّيادية.