هل تحتاج للرّد على زميلٍ يتّهمك بالتّقصير؟
دليل التّعامل مع زملاء العمل المعقّدين، وأربع مواقف واقعيّة وحلول فعّالة
تجيب أليسون غرين، كاتبةٌ في موقع Inc.com، عن أسئلةٍ تتعلّق بمشكلات مكان العمل والإدارة. حيث تناقش كلّ شيءٍ بدءاً من كيفيّة التّعامل مع مديرٍ متسلّطٍ، وصولاً إلى كيفيّة معالجة موضوعٍ حسّاسٍ مع أحد أعضاء الفريق، مثل الرّائحة الكريهة. وفيما يلي إجاباتها على أربعة أسئلةٍ من قرّائها:
1. لا يعتذر موظّفي عن الأخطاء
السّؤال: أدير موظّفاً جديداً تخرّج حديثاً من الجامعة. قدّم هذا الموظّف أداءً مميّزاً، وأثبت جدارته على جميع المستويات، وحصل على تقديرٍ لعمله الجيّد. ولكن هناك أمراً يزعجني: في المشروعات الكبيرة ذات المهل الزّمنيّة الضّيّقة، يقدّم عملاً يحتوي على أخطاءٍ كبيرةٍ، وعندما أشير إلى الأخطاء، أو اضطرّ إلى تصحيحها بنفسي، يكتفي بشكري على التّصحيح دون تقديم اعتذارٍ. هل يجب أن أتحدّث معه بصراحةٍ عن هذا الأمر؟ هل يعتبر هذا تصرّفاً وقحاً أم أنّني أبالغ فقط؟
إجابة غرين: لا يعتبر الاعتذار ضروريّاً في هذه الحالة، لأنّه لم يخطئ بحقّك شخصيّاً. إذا تقبّل التّصحيح برحابة صدرٍ، واستفاد من ملاحظاتك لتحسين أدائه لاحقاً، فهو يؤدّي ما يجب عليه القيام به. أمّا إذا لم يطبّق الملاحظات مستقبلاً، فهذه مسألةٌ تستدعي النّقاش، ولكنّها تختلف عن مسألة الاعتذار.
ورغم أنّ الاعتذار قد يكون مناسباً في بعض الأحيان عندما تضطرّ إلى تصحيح أخطائه، لكن لا تطلب منه ذلك؛ فطلب الاعتذار من موظّفٍ كمديرٍ قد يكون أمراً محرجاً بسبب الفوارق الواضحة في السّلطة بينكما.
2. ادّعى زميلي أنّني لا أردّ على رسائله الإلكترونيّة، لكنّها لم تصلني
السّؤال: يعمل فريقي عن بعدٍ، ونعقد العديد من الاجتماعات عبر تطبيق "زوم" (Zoom). تغيّبت عن اجتماع الأمس، ولكنّ زميليّ أخبراني بأنّ شخصاً ما، دعونا نسمّيه "غريغ"، قال إنّني لا أردّ على رسائله الإلكترونيّة. بحثت في بريدي الإلكترونيّ، ولم أجد أيّ رسائل منه. أشعر بالقلق من أن يستخدم هذا كعذرٍ لتأخير مشروعٍ معيّنٍ، أريد أن أتصرف قبل أن يزداد الوضع سوءاً. هل أرسل له رسالة بريدٍ إلكترونيٍّ مع إرسال نسخةٍ إلى المدير؟ هل سيضع هذا زملائي الذين كانوا في الاجتماع في موقفٍ محرجٍ مع هذا الشّخص، هو ليس لديه سلطةٌ، لكنّه قد يكون غير لطيفٍ في بعض الأحيان؟ أم أترك الأمر، وأنتظر حتّى يسألني هو بشكلٍ مباشرٍ؟
إجابة غرين: أفضل طريقةٍ للتّعامل مع هذا النّوع من الأمور هي التّصرف كما لو كنت تفترض أنّ الشّخص الآخر كان صادقاً تماماً (حتى لو لم تكن تعتقد ذلك)، والرّد بقلقٍ، كما لو كنت تعتقد أنّ هناك سوء تفاهمٍ حقيقيٍّ أو مشكلةً تقنيةً وراء ذلك. يمكن أن يحبط ذلك ما يحاول الشّخص الآخر فعله. بينما تبقى أنت فوق أيّ لومٍ.
وفي هذه الحالة، أرسل له هذا البريد الإلكترونيّ: "كنت قلقاً جداً عندما سمعت أنّك ذكرت في اجتماع الأمس أنك لم تتلقَّ ردوداً على رسائل البريد الإلكترونيّ منّي! بحثت في بريدي الإلكترونيّ، ولم أجد أيّ رسائل منك على الإطلاق في الشّهر الماضي، لذا لست متأكّداً ممّا حدث! دعنا نتحقّق مع قسم تقنيّة المعلومات لمعرفة ما إذا كانت رسائلك لا تصل لسببٍ ما. وفي هذه الأثناء، إذا أمكنك إعادة إرسال الرّسائل لي، سأكون سعيداً بالطبع بالرّد عليها. وحتى نتأكّد من حلّ المشكلة، هل يمكنك الاتصال بي إذا لم تتلقَّ رداً مني على شيءٍ ما؟ يبدو أنّ هذه مشكلةٌ تقنيّةٌ، ولا أريدك أبداً أن تعتقد أنّني لم أكن متجاوباً".
3. هل أشكّر شركة زوجي على حفلة العطلة الرّائعة؟
السّؤال: أقامت شركة زوجي حفلها السّنويّ بمناسبة نهاية العام، وكانت مميّزةً بشكلٍ غير عاديٍّ. أرغب في إرسال رسالة شكرٍ للشّركة على هذه الأمسية الرّائعة، والثّناء على التّنظيم. في الوقع، لا يرغب زوجي في أن أرسل هذه الرّسالة، وأنا متردّدةٌ إن كان من المناسب أن أفعل ذلك نيابةً عنه.
إجابة غرين: لا تفعلي! هذا حدث عملٍ، وليس مناسبةً اجتماعيّةً. إذا كان هناك شكرٌ يجب تقديمه، فعلى زوجك كموظّفٍ أن يقوم بذلك. ولكن لا يجب أن تضغطي عليه لفعل ذلك إذا لم يرغب، لأنّ تنظيم هذه الحفلة يعدّ من الامتيازات الّتي تقدّمها الشّركة للموظفين. ومن جهةٍ أخرى، تقيم الشّركة الحفل؛ لأنّها تعتقد أنّه يساعدها في تحقيق أهدافها، مثل تعزيز الرّوح المعنويّة وبناء العلاقات بين الموظفين. من المؤكّد أنّه من اللّطيف شكر الأشخاص الذين نظّموا الحفل، لكن لا توجد نفس الالتزامات كما لو كان الحدث اجتماعيّاً خارج العمل.
4. هل أحذف زملائي في الوظيفة السّابقة من LinkedIn؟
السّؤال: أفكّر في حذف زملائي السّابقين من قائمة اتّصالاتي على "لينكدإن" (LinkedIn). لم أكن مرتاحاً في الفريق الذي كنت جزءاً منه، وقرّرت ترك الوظيفة بناءً على قراري الشّخصيّ (حيث كانت بيئة العمل سامّةً، وأدركت ذلك ثمّ قررت المغادرة). لكنّني أخشى أنّ استمراري في الاتّصال بهم على لينكدإن قد يعطي انطباعاً بأنّني لا زلت على علاقةٍ جيّدةٍ معهم، وقد يتواصل مع هؤلاء الزّملاء مسؤولو التّوظيف أو القائمون على الفرص المهنيّة بمجرّد أن يلاحظوا أنّني متّصلٌ بهم. ولا أعتقد أنّهم سيتحدّثون عني بشكلٍ إيجابيٍّ إذا تمّ الاتّصال بهم من قبل آخرين. ما النّصيحة الّتي يمكنك تقديمها لي في هذا الخصوص؟
إجابة غرين: أنت تبالغ في التّفكير! في العادة، لا يهتم النّاس كثيراً بقائمة لينكدإن. ولا يفسّر معظم النّاس اتّصالات لينكدإن بأكثر من أنّك عملت مع هؤلاء الأشخاص سابقاً. أمّا بالنّسبة للأشخاص الذين يبحثون عن موظفٍ، فهم غالباً ما يتوجّهون إليك مباشرةً، وليس من الشّائع أن يتواصلوا مع الأشخاص الذين تربطك بهم صلةٌ على وسائل التّواصل الاجتماعي. يمكنك بالطبع إلغاء الاتّصال بهم إذا كنت ترغب في ذلك، لكن لا يوجد ضررٌ من الاحتفاظ بهم أيضاً.