أنواع المدراء: قل لي أيّهم مديرك، أقل لك كيف تتعامل معه
استراتيجيات التعامل الفعّال مع المدراء بمختلف شخصياتهم، من الغاضب دائم الصراخ إلى الأبويّ المحبّ
ربَّما تكون قد فكَّرت في مرحلةٍ ما بخنقِ مديرك أو ضربه والاستراحة منه، لكن وقبل أن تتكاثفَ تلك التَّخيُّلات في رأسك، تراجع خطوةً نحو الوراء وفكِّر قليلاً، بكيفيَّة التَّعامل معه، ومعرفة أيِّ نوعٍ من المدراء هو ستساعدك جداً في معرفة كيفيَّة التَّعامل معه.
المدراء السلبيون
دعنا نبدأ قائمتنا هذه بأنواع المدراء السَّلبيين، حتَّى نُنهيها بطريقةٍ إيجابيَّةٍ، ولتكن العبرة بالخواتيم الجيِّدة التي تبقى عالقةً في أذهاننا بخلاف البدايات، الَّتي غالباً ما تترك تأثيراً أقلَّ داخلنا، وللأسف لا يوجد نوعٌ واحدٌ فقط من المدراء السَّلبيون، فهناك أنواعٌ عدَّةٌ، مثل:
المدير الغاضب دائم الصُّراخ
أتمنَّى ألّا أواجه مثل هذا النَّوع من المدراء في حياتي، إذ إنَّه يكون الأسوأ بين المدراء، يتقصَّد الصُّراخ على الموظَّفين لإذلالهم، ومن المستحيل أن يتعاطفَ مع مشاعر الآخرين، تراه دائمَ الغضب على أتفه الأمور، إنَّه لا يتوقَّف أبداً عن الصُّراخ ويزيد من التَّوتُّر في بيئة العمل.
كيف أتعاملُ معه؟ ربَّما تتمنَّى أن ترميه من الشُّباك وترتاح منه، لكن في الحقيقة أنت تمتلك طُرقاً عدَّةً لتجنُّبه، مثل إتمام عملكَ بالشَّكل الأمثل، وتخفيف المواجهة معه ما أمكن، جرِّب أن تتعاملَ معه بواسطة الإيميل مثلاً ودعه يصرخُ على الحاسوب.
شاهد أيضاً: كم مرّةً تخيّلت أنّك ترمي مديركَ من الشّباكِ؟
المدير الذي يرميك تحت الحافلة
ربَّما يكون أكثر سوءاً من سابقه، هو لا يصرخ لكنَّه سيستخدمك ككبش فداءٍ، وسيحاسبك على خطأٍ ارتكبه هو ويحمُّلكَ مسؤوليَّته، لدرجة أنَّك في النّهاية ستفكِّر أن تتحوَّلَ إلى حافلةٍ لتدهسه وتَرتاح!
كيف أتعاملُ معه؟ ابدأ بتسجيل كلِّ شيءٍ، وتأكَّد بأنَّ عملكَ ممتازٌ، للأسف لن يكونَ هذا كافياً في الغالب، لكن على الأقلِّ تكون قد عملت كلَّ ما في وسعكَ.
المدير المُحبِط
قد لا يكون مديراً سيئاً من النَّاحية الشَّخصيَّة، على العكس تماماً ربَّما يُثير شفقتك تجاهَهُ، لكنَّه بإحباطه الدَّاهم سيشيع جواً سلبيَّاً في بيئة العمل، وغالباً سيشعركَ بقلَّة الحماس في العمل.
كيف أتعاملُ معه؟ أهمُّ شيءٍ أن تُدركَ بأنَّ إحباطه أمرٌ يتعلَّق بشخصيَّته لا بقدراتك؛ لذا تحكَّم بما تفعله وحاول أن تحفِّز نفسكَ، ببذل قصارى جهدكَ واجعل الأمور تسير بهدوءٍ ريثما تغادر لمكانٍ أفضل أو يغادر هو.
المدير المُتردِّد
يمكن أن يكون هذا النَّوعُ، واحداً من الأشخاص الذين يصعب العمل معهم، حيث لا يستطيع هذا النَّوع من المدراء اتّخاذ أيِّ قرارٍ، كما أنَّه سيكون منحازاً للشَّخص الأقوى، مثلاً، هناك ضرورةٌ لاتِّخاذ قرارٍ ما، تراهُ يتَّفقُ معك الآن، وبعد قليلٍ ستجده منحازاً لوجهة نظرِ الشَّخصِ الأقوى.
كيف أتعاملُ معه؟ حاول الحفاظ على حماسك كخطوةٍ أُولى، ثمَّ تأقلم مع الوضع وإلّا ستكون أنت من يُعاني.
المدير الاستبداديُّ
من حسن الحظِّ أنَّه أقلُّ انتشاراً مؤخَّراً نتيجة تطوُّر أنماط القيادة، ويميل هذا النَّوع إلى التَّحكُّم بالآخرين بطريقةٍ مفرطةٍ، ولا يمكن أبداً أن يكونَ منفتحاً على الآراء أو المقترحات، كما أنَّه متشبِّثٌ برأيه لدرجة أنّه يُشعر الموظَّفين بأنَّهم مجرَّد دمىً أو روبوتاتٍ عليهم أن يُطيعوا رغباتهِ وقراراتهِ فحسب.
كيف أتعاملُ معه؟ ستكون مضطراً للتَّعامل معهُ بحذرٍ واحترامٍ، قدِّم أفكارك بشكلٍ موضوعيٍّ واستخدم حججاً قويَّةً ومنطقيَّةً، ربَّما تستطيع مشاركته اتِّخاذ القرار إن اكتسبت ثقته في يومٍ ما.
شاهد أيضاً: كيف ترفع من تفاعل ومشاركة الموظفين في عام 2024؟ إليك 3 طرق فعالة
المدراء الإيجابيون
بخلاف النَّماذج السَّابقة، ستكون واحداً من أكثر الأشخاص حظَّاً إن امتلكت مديراً مشابهاً لأيٍّ من النَّماذج الجيّدة التَّالية:
المدير الواضح
وأخيراً وبعد طول انتظارٍ، نحن أمامَ نوعٍ جيِّدٍ لا بل ممتازٍ من المدراء، حيث يمتلك رؤيةً واضحةً عمَّا يريد فعله مع موظَّفيه، ينظر إلى الصُّورة الكُلِّيَّة ولديه أفكارٌ كبيرةٌ يعمل على تحقيقها بجدٍّ ومثابرةٍ، وينتظر من الموظَّفين أن يجارونه بها، الكاريزما الخاصَّة به تجعله شخصاً محبوباً بين الجميع.
كيف أتعاملُ معه؟ باختصار تعلَّم منه كلَّ ما يمكن أن يُفيدكَ، فأنت أمام نموذجٍ استثنائيٍّ سيحفِّزك ويخرج أجمل ما فيكَ خدمةً للعمل والإنتاجيَّة.
المدير الذي يطوِّر فريقه
إنَّه ذلك النَّوع الذي لا يتوقَّف عن التَّفكير، في كيفيَّة تطوير الموظَّفين وتدريبهم، ويساعدهم عبر التَّشجيع والإلهام والتَّحفيز، ما يزيد من شعورِ الموظَّفين بالانتماء لمكان العمل.
كيف أتعاملُ معه؟ أيضاً تعلَّم منه، فأنت أمامَ شخصيَّةٍ استثنائيَّةٍ فريدةٍ من نوعها، تستطيع إلهامك في كافَّة مراحل حياتك، سواءً المهنيَّة أو الشَّخصيَّة.
المدير الدّيمقراطيّ
إنَّه عكس المدير الاستبداديِّ تماماً، ففي حين يتشبَّث الأخير برأيه، فإنَّ المدير الدِّيمقراطيَّ يُتيح للموظَّفين إمكانيَّة اتّخاذ القرارات معه، ليس هذا فحسب، بل غالباً يطلب من جميع الموظَّفين تقديم مقترحاتهم وآرائهم، دون أن ينتظرَ مشاركتهم بشكلٍ تلقائيٍّ.
كيف أتعاملُ معه؟ اشكر الله على نعمة وجود هذا النَّوع من المدراء، الذي يجعلكَ تشعر وكأنَّك شريكه لا مجرَّد موظَّفٍ عاديٍّ لديه.
المدير المفوّض
بقدر ما يكون العمل معه مريحاً، بقدر ما يكون صعباً جداً، فهو ذلك النَّوع الَّذي يطلب منكَ مهمَّةً ما، ويمنحكَ الأدوات اللَّازمة لإتمامها، ثمَّ يترككَ تعمل وشأنكَ، دون أيّ تدخلٍ منه، ممَّا يجعلك تحمل مسؤوليَّةً كبيرةً.
كيف أتعاملُ معه؟ في الحقيقة لا أستطيع معرفة كيفيَّة تصرُّفه في حال لم تُنجز المهمَّة الموكَلةَ إليكَ بالشَّكل الصَّحيح، هذا أمرٌ عائدٌ لشخصيَّته، لكنَّك تستطيع تجنُّب المشاحنات معه عبر التزامك العمل وبذل الجهد لتحقيق الهدف، واترك الباقي جانباً.
المدير الأبويّ
هذا النَّوع صديق الجميع، يُقدِّر السَّلام والحبَّ والوئام، ويحوِّل بيئة العمل إلى ما يشبه الأسرة الواحدة، يستطع أن يكون مُلهماً بدرجةٍ كبيرةٍ، ويجعلك تشعر وكأن أيَّ خطأٍ هو بمثابة جريمةً ارتكبتها بحقّ عائلتك.
كيف أتعاملُ معه؟ ببساطةٍ كُن ابناً صالحاً واعمل بجدٍّ، كأيّ ابنٍ ممتنٍّ لوجود والده في حياته، واحذر من غضبه؛ لأنَّ بعض أنواع الآباء قد يتفنَّنون بطرق العقاب دون رحمةٍ أحياناً.
ختاماً، عليك أن تُدرك أنَّ مُديرك ليس مصبوباً في قالبٍ واحدٍ، من الممكن أن يجمعَ بين شخصيَّاتٍ عدّةٍ من أنواع المدراء، تبعاً لحالته المزاجيَّة أو ظروفهِ، كذلك متطلَّبات العمل؛ لذا كلَّما تعلَّمت أكثر عن شخصيَّته، كلَّما نجحت في إدارة التَّعامل معه دون أيّ عواقب محتملة.