أنواع الموظفين: من عاشق المال إلى المختبئ في الزاوية
افهم كل نوع من الموظفين، لتصنع بيئة عمل مزدهرة مليئة بالإبداع والنجاح
إذا كُنتَ قد عملت في أيّ مكانٍ، فمن المحتمل أنَّك قابلت أنواع الموظفين الكثيرة، مثل خريجي أكاديميَّة الاستقرار ونخبة الانطوائيّين، فدعنا نُلقي نظرةً على بعض أنواع الموظفين الَّتي قد تصادفها في مكتبكَ، والَّتي تشعركَ وكأنَّك تتعاملُ مع طائفةٍ متنوِّعةٍ من الشَّخصيَّات السِّينمائيَّة؛ لذا استعدَّ لتجربةٍ مشوّقةٍ مع موظَّفين يُمكنهم إضفاء الحياة على أيّ يوم عملٍ، مهما كان روتينيّاً بشرط أن تمتلكَ مهاراتٍ قياديّةً عميقةً لقيادتهم!
أنواع الموظفين الإيجابيين وكيفية تحفيزهم
قد تعتقد أنَّ الإيجابيّين أحد أنواع الموظَّفين الَّذين يسهِّل التَّعامل معهم، وهذا بالتَّأكيد صحيحٌ نسبيّاً، لكنَّ الأمر لا يخلو من بعض النَّصائح لتحافظَ على إيجابيتهم أوّلاً، وتحافظ عليهم في شركتك ثانيّاً. [1]
الموظف المستقرّ
الموظَّف المستقرُّ من أفضل أنواع الموظَّفين في معظم الشَّركات، فهو يمتلكُ طبيعةً تجعله يفضِّل الأمان في كلِّ جوانب حياتهِ، وبالتَّالي لا يميلُ إلى المخاطرة، وعوضاً عن ذلك يستمتعُ بالاستقرار، كما أنّ هؤلاء الأشخاص نادراً ما يبحثون عن فرصٍ أُخرى، ويُفضِّلون بيئة عملٍ متوقَّعةً وثابتةً؛ لذا لا تقلق بشأن مقابلاتهم للعمل في أماكن أُخرى.
طرق تحفيزه: أفضل طريقةٍ لتحفيزهم، هي اطّلاعهم على مدى ربحيَّة الشَّركة، ما يمنحهم الأمل في مستقبلٍ آمنٍ، كما يحبُّون التَّواصل المستمرَّ مع مديرهم في العمل، فهذا يشعرهم بأنَّهم جزءٌ من الشَّركة ويزيد من ثقتهم في دورهم. مثلاً، يُمكنك أن تُرسلَ لهم تقرير الأرباح مع بطاقة تهنئةٍ: "تهانينا على الثَّبات والأمان، أرباحنا في ازدياد مثل حبِّنا لك".
الموظف الاجتماعيّ
يُمكن أن تعرِّفه بمجرَّد رؤيته، فهو شخصٌ ودودٌ، يتَّفقُ مع معظم زملائهِ، ويتميَّزُ بالانفتاح والطَّبيعة الاجتماعيَّة، كما أنَّ هذا النَّوع مليءٌ بالطَّاقة عندما يتعلَّق الأمر بالأنشطة الجماعيَّة.
طرق تحفيزه: الانتماء هو المفتاح لتحفيزهم، يزدهرون في فريقٍ يمتاز بعلاقاتٍ قويَّةٍ، وأنشطةٍ اجتماعيَّةٍ، ووجود الفرص لمساعدة الآخرين، ويمكن تحفيزهم بثقافةٍ اجتماعيَّةٍ ممتازةٍ بين أعضاء الفريق، مثل الحفلات المكتبيَّة والنُّزهات. مثلاً، يُمكنكَ تنظيم "يوم البيجاما" في المكتب، ودعوتهم ليكونوا "قادة المرح" لهذا اليوم.
شاهد أيضاً: كيفية التعامل مع الموظف الاجتماعي الذي يسيطر على الاجتماعات
الموظف التّنافسيّ
كما يبدو اسمهُ، يمتلكُ طبيعةً تنافسيّةً، كذلك يمتلكُ تركيزاً حادّاً على تحقيق الأهداف، ويمكن التَّعرُّف عليه بسهولةٍ، فهو دائماً في دائرة الضَّوء فيما يتعلَّق بالإنتاجيَّة، لا يفوته تحقيق هدفه، ويبقى دائماً في قمَّة القائمة من حيث النَّتائج.
طرق تحفيزه: أفضل طريقةٍ لتحفيز هؤلاء الأشخاص هي من خلال تقديرهم، إذ يزدهرُ هؤلاء الأفراد في بيئةٍ تقديريَّةٍ تحترمُ إنجازاتهم. مثلاً، يُمكنك أن تُرسل لهم جائزة "ملك الإنجازات" مع ميداليَّةٍ ذهبيَّةٍ مكتوبٍ عليها "لأنَّك ببساطةٍ الأفضل".
الموظف المدير
نعم كما فهمتهم، هو أحد أنواع الموظَّفين الَّذين يحبُّون التَّأثير والسُّلطة، وإعطاء الأوامر والشُّعور بالسَّيطرة، وغالباً ما يمتلك مهارات قيادية، وغالباً ما يقفزون عندما تسنحُ الفرصةُ لقيادة المشاريع، ومن المرجَّح أن تجدهم في مناصب قياديَّةٍ.
طرق تحفيزه: أفضل طريقةٍ لتحفيزهم هي منحهم المسؤوليَّة، فهذه المسؤوليَّة تتحوَّلُ إلى قيادةٍ بالنِّسبة لهم، ويُمكنك الاستفادة منهم بشكلٍ كبيرٍ في المناصب الإداريَّة. مثلاً، يٌمكنكَ أن تمنحهم لقب "الرّئيس التَّنفيذيّ ليومٍ واحدٍ" لقيادة الفريق في مشروعٍ خاصٍّ.
الباحث عن المال
بالتَّأكيد كلُّ أنواع الموظفين يبحثون عن المال، لكنَّ هذا النَّوع يبالغُ بالبحث، ويمتلكُ طبيعةً موضوعيّةً تحليليّةً، ويستمتعُ بأسلوب حياةٍ فاخرٍ. ويمكن التَّعرُّف عليهم من خلال مراجعة وظائفهم السَّابقة، يتركون وظائفهم عادةً من أجل رواتب أعلى، ليس لتحدِّياتٍ جديدةٍ، كما أنَّهم عنيدون في التَّفاوض على حزم الرَّواتب.
طرق تحفيزه: بما أنَّ المال هو المحفِّز الأساسيُّ لهم، يجب تقديم حزمة رواتبٍ تنافسيَّة، وتفقد الزِّيادات بانتظامٍ، فالتَّحفيز الماديُّ يعمل أفضل معهم. مثلاً، يُمكنك تقديم "شيكٍ ذهبيٍّ" في نهاية السَّنة مع ملاحظة: "لأنَّك تستحقُّ الأفضل، ونحن نعرفُ ذلك".
الموظف الخبير
هو ذلك النَّوع من الموظفين الَّذين يتمتَّعون بمعرفةٍ واسعةٍ، يُتقن مجال تخصُّصه بدقَّةٍ، ويمكن التَّعرُّف عليه بسهولةٍ، فهو يمتلكُ دائماً الإجابات الصَّحيحة لكلِّ موقفٍ، ومشهورٌ بين زملائه بتقديم المساعدة لهم في مشاريعهم.
طرق تحفيزه: المعرفة هي الحافز الأسمى لهؤلاء الأفراد، التَّدريب والتَّطوير المستمرُّ مهمٌّ لهم؛ لذلك يحبُّون البقاء في بيئةٍ يمكنهم فيها تعلُّم أشياء جديدةٍ. مثلاً، يُمكنك أن تنظِّمَ لهم "يوم اكتشاف العلم" حيث يُقدِّمون ورش عملٍ لبقيَّة الفريق.
الموظف المبدع
لديه روحٌ إبداعيَّةٌ كبيرةٌ، وهو يحبُّ الابتكار، ويبحث عن طرقٍ أفضل لفعل الأشياء، نعم هو ذلك الموظَّف الَّذي ترغبُ كلُّ الشَّركات بامتلاك عشرةٍ منه على الأقل، ويمكن التَّعرُّف عليهم فور الحديث معهم، فهم يمتلؤون بالأفكار في الاجتماعات، بارعون في حلِّ المشكلات، ويُقدِّمون دائماً ملاحظاتٍ بنّاءةً.
طرق تحفيزه: المبدعون لا يحبُّون العمل الرُّوتينيَّ، يجبُّ منحهم مشاريع جديدةً باستمرارٍ، يحبُّون الابتكار في مكان العمل، ويكرهون البقاء في مشروعٍ واحدٍ لفترةٍ طويلةٍ، ويمكنك تحفيزهم بوضعهم في دورٍ إبداعيٍّ وتقدير نتائجهم. مثلاً، يُمكنك أن تنظِّم لهم "يوم الابتكار المفتوح" حيث يمكنهم العمل على أيّ فكرةٍ يرغبون بها.
الموظف الحُرّ
لديه طبيعةٌ فريدةٌ، فهو يستمتعُ بالاستقلاليَّة والحريَّة، ويكره القيود والالتزامات الرُّوتينيَّة، يحبُّ العمل بمفرده دون إشرافٍ، ويحبُّ أن يحظى بكامل الحريَّة في طريقة عمله، ويُقدِّر عالياً منحه السَّيطرة على عمله بشكلٍ مطلقٍ.
طرق تحفيزه: كما توحي طبيعتهم، لا يحبُّون الإدارة الدَّقيقة، لتحفيزهم، يجب منحهم المسؤوليَّة، والثِّقة في جهودهم، ومنحهم القدرة على اتِّخاذ قراراتهم لتحقيق أفضل النَّتائج، فأيُّ تدقيقٍ شديدٍ سيؤدِّي إلى إحباطهم. مثلاً، يمكنك أن تعطيهم "بطاقة الثِّقة" الَّتي تمنحهم الحريَّة في اتّخاذ القراراتِ بأنفسهم.
الموظف المُسلّي
فريدٌ من نوعهُ، يعيش لحظتُه، ويتمتَّع بطبيعةٍ سهلة التَّعامل، محبوبٌ من الجميع وسهل المعشر، كما أنَّه يجب تواجد الجميع حوله، دائماً ما يكون سعيداً، وممتعاً للغاية ما يجعله المفضَّل بين زملائه.
طرق تحفيزه: يُمكنك تحفيزه من خلال توفير توازنٍ ممتازٍ بين العمل والحياة، كما أنَّ بيئة العمل المرحة وغير الرَّسميَّة تشجِّعه أكثر من بيئة الشَّركة الرَّسميَّة بالكامل، والعلاقة المتناغمة مع أعضاء الفريق تُساعد في الاحتفاظ بهذا النَّوع. مثلاً، يُمكنك أن تُنظِّم "يوم المرح" في المكتب، مع مسابقاتٍ وألعاب وأوقاتٍ لتبادل الضَّحكات.
شاهد أيضاً: كيف تتعامل مع ضعف أداء موظفيك
بعض أنواع الموظفين السلبيين وكيفية قيادتهم
بخلاف الموظَّفين الإيجابيّين، فإنَّ قيادة الموظَّفين السَّلبيين تتطلَّبُ مهاراتٍ قياديَّةً عاليةً، والكثير من الصَّبر خصوصاً إن كان أولئك الموظَّفون يتمتَّعون بمهاراتٍ تجعل من الصَّعب التَّخلّي عنهم. [2]
الموظف المُدلّل
الموظَّف المدلَّل هو من يشعر أنَّ العالمَ يدور حوله، إذ يعتقدون أنَّهم يستحقُّون كلَّ شيءٍ، من زيادةٍ في الرَّاتب إلى مزيدٍ من الاحترام، بالمقابل لا يشعرون أنَّهم بحاجةٍ لتقديم أيّ جهدٍ إضافيٍّ للحصول على ذلك. وغالباً ما يتواجدُ هذا النَّموذج في الشَّركات الَّتي تعاني من قيادةٍ ضعيفةٍ، بحيث يكون الموظَّفون قادرين على التَّصرُّف كما يحلو لهم، ويُكافؤون على الأداء العاديّ المطلوب منهم.
لقيادة هذا النَّوع ينبغي القيام بهذه الخطوات:
- وضِّح توقُّعاتك بوضوحٍ: اشرح لهم ما تتوقَّعه منهم في دورهم، وضع معايير واضحةٍ لما يجب عليهم القيام به للحصول على ما يريدون.
- حدِّد حدود السُّلوك المتوقَّعة: تأكَّد من عدم تجاوزهم للحدود وقيامهم بما يحلو لهم.
- كن متَّسقاً في العواقب والمكافآت: ستحتاج إلى إعادة تدريب هؤلاء الموظَّفين، ليفهموا أنَّ الأمور ليست كلَّها عنهم.
لفهم هذا النَّوع أكثر، تخيَّل أنَّه كطفلٍ مدلَّلٍ، دائماً يطلب لعبةً جديدةً، دون أن يلعبَ بالألعاب المتوفِّرة لديه؛ لذا يجب أن تكونَ مثل الأهل الَّذين يطلبون إليه ترتيب الغرفة أوّلاً، ليستجيبوا لطلبه الجديدِ.
الموظف الذي لا يريد التّقاعد
الأشخاص الَّذين قضوا وقتاً طويلاً في العمل قد يصبحون محبطين، لكنَّهم يحتاجون للاستمرار في العمل؛ لأنَّهم لا يمتلكون المال الكافي للتَّقاعد، ويطلق على هؤلاء الأشخاص "المتقاعدين غير المتقاعدين". وعادةً ما يكون هؤلاء الموظَّفون أكبر سِنّاً، ويحتاجون إلى طريقةٍ خاصَّةٍ في التَّعامل معهم، بالطَّبع ليس جميع الموظَّفين كبار السِّنِّ يتصرفون بهذه الطَّريقة.
عادةً ما يقوم المتقاعدون غير المتقاعدين بالحدِّ الأدنى من العمل لتجنُّب الرَّقابة، فهم لا يرغبون حقّاً في التَّواجد بالعمل، كما أنَّك لا تستطيع؛ لأنَّ لديهم خبرةً كبيرةً وعلاقاتٍ قويَّةً، ولديهم الكثير ليعلِّموك إياه إذا كنت مستعدّاً للاستماع.
إذاً كيف يمكن قيادة هذا النَّوع؟ تعال لأخبرك:
- استمع إلى خبراتهم: تعلَّم منهم، خصوصاً إذا كانوا أكثر خبرةً منك، فهذا سيساعدكَ في كسب احترامهم.
- لا تتوقَّع منهم أن يكونوا الأكثر إنتاجيّةً: دعهم يركِّزون على المهام الرَّئيسيَّة الَّتي لديهم وتأكَّد من إتمامها، وحاول ألَّا تثقلهم بمهامٍ كبيرةٍ ومتعدَّدةٍ.
تخيَّل أنَّ الموظَّف الَّذي لا يريد التَّقاعد يقول لك: "أنا هنا فقط لأكمل عدد السَّنوات المتبقيَّة لي!" فتردُّ عليه بابتسامةٍ:" أعتقدُ أنَّك ستحقِّق رقماً قياسيّاً في الحضور، لكنَّني أحتاج منكَ بعض المساعدة في مشروعٍ معيَّنٍ".
الموظف السّلبي العدوانيّ
هذا الشَّخصُ يشبهُ الغلاف الصَّلب لكتابٍ غامضٍ، يتجنَّب التَّواصل المباشر، ويتعاملُ مع الطَّلبات وكأنَّها اختباراتٌ لتحمُّل الصَّبر، فإذا كنتَ ترغبُ في اختبار مدى تحمُّلك، فالتَّعامل مع هذا الموظَّف قد يكون أفضل تدريبٍ لك على الهدوء والصَّبر، ويُمكنُ التّعامل معهم وفق الآتي:
- حافظ على هدوئكَ: لا تدعهم يُثيرون أعصابكَ، إذا انفجرت، قد تبدو وكأنَّك غير متماسكٍ، كما أنّ عبقريَّة الموظَّف السّلبيّ تكمن في امتلاك حججٍ مُقنعةٍ، فإذا لم يردُّوا، قد يقولون إنَّهم "كانوا مشغولين"، ومن الصَّعب تحديد إذا كانوا صادقين أو يكذبون؛ لذلك تحتاجُ إلى الحفاظ على هدوئكَ.
- ابني علاقةً جيدةً من خلال الإصرار: هم يريدونكَ أن تبتعدَ، لا تفعل، استمرَّ في التَّفاعل معهم عندما تحتاج إلى ذلكَ، وحاول أن تظلَّ إيجابيّاً ومبتهجاً أثناء القيام بذلك.
كمثالٍ بسيطٍ على الهدوء المطلوب في التَّعامل معهم، تخيَّل أنَّ الموظَّف السَّلبيَّ العدوانيَّ يتأخَّر في تسليم تقريرٍ مهمٍّ، وعندما تسألهُ، يردُّ قائلاً: "آسف، كنت مشغولاً جدّاً بمشاهدة فيديوهات القطط!" فتردُّ مبتسماً: "أنا متأكَّد أنَّ الفيديوهات كانت ممتعةً، ولكنَّ تقاريرنا تحتاجُ إلى نفس القدر من الاهتمام".
الموظف الانطوائيّ
هذا هو الشَّخصُ الَّذي يجلسُ في الزَّاوية، وكأنَّه يُفضِّل التَّواجد في عالمهِ الخاصِّ، لا يتحدَّثُ كثيراً، لكن عندما يُقرِّر الكلام، قد تكتشف أنَّه يحملُ كنوزاً من الأفكار العميقة، فقد يكون هذا النَّوع بمثابة اللَّمعان الخفيّ بين موظَّفي المكتب، وكمديرٍ يمتلك مهاراتٍ قياديَّةً جيِّدةً، تستطيعُ قيادة هذا النَّوع باتّباع الخطوات التَّالية:
- اطلب رأي الانطوائي بشكلٍ مُحدَّدٍ: قد لا يقدِّم رأيه بوضوحٍ مثل الآخرين، لكنَّ ذلك لا يعني أنَّ رأيهُ أقلُّ قيمةً، وليس من الضَّروريّ أن تجبرهم على التَّحدُّث في حضور الجميع، بل يُمكنكَ طلب رأيهم بشكلٍ خاصٍّ إذا كان ذلك يناسبهم أكثر.
- قم بإجراء محادثاتٍ خاصَّةٍ مع الانطوائيّ لتقييم أهدافهم وطموحاتهم: قد لا يكشفون عن ذلك بسهولةٍ، بينما قد يكون الآخرون مستعدِّين لمشاركة كلِّ آمالهم وأحلامهم فوراً.
- إذا كان الانطوائيُّ يريدُ تطوير مسيرته المهنيَّة، امنحه فرصاً لقيادة المشاريع: أعطه مزيداً من المسؤوليَّات، ولكن تأكَّد من التَّواصل بوضوحٍ مع الآخرين حول ما تقومُ به.
تخيَّل أنَّك تسأل الانطوائيَّ عن رأيه بفكرةٍ جديدةٍ، فيردُّ عليك بصوتٍ منخفضٍ: "قد تكون الفكرة جيدةً، لكنِّي أفضِّل أن تظلَّ في الخزانة" فتجيب مبتسماً: "أعتقد أنَّك يجب أن تساعدني في تطوير الفكرة، يبدو أنَّك قادرٌ على ذلك".
الموظف قليل الثّقة بالنّفس
هذا هو الموظَّف الَّذي يتجوَّل في أرجاء المكتب وكأنَّه يحمل حقيبةً من الشُّكوك، ويحتاج إلى طمأنةٍ مستمرَّةٍ، لكن لا تدع شكوكهم تجعلهم يقلِّلون من قيمتهم، فهم أبطالٌ في طور التَّكوين، وعملهم يُمكن أن يفاجئك إذا منحتهم الفرصة، وسواء كان فقدان الثّقة بسبب أحد أنواع المدراء السَّيئين أو تربيةٍ منزليَّةٍ، فإنَّ الموظَّف قليل الثّقة بالنَّفس يحتاج إلى انتباهك، فأنت تريدُ الوصول إلى النُّقطة الَّتي يُمكنكَ فيها الوثوق بهم للعمل بشكلٍ مستقلٍّ، ولكن حتَّى يكتسبوا الثِّقة، قد تحتاج إلى تقديم دعمٍ مستمرٍّ ومستهلكٍ للوقت، ويجب أن تظهر لهم أنَّك تثق بهم، وسترى ربَّما تحوّلاً مذهلاً، فجرِّب أن تفعل التَّالي معهم:
- اعمل مع الموظَّف قليل الثِّقة بالنَّفس لاكتشاف نقاط قوَّته وضعفه: ضعهم في مجالاتٍ يُمكنهم عرض قوَّتهم فيها.
- كن متاحاً لتقديم الدَّعم عندما يحتاجون إليه: أظهر الثِّقة من خلال السَّماح لهم بالعمل بشكلٍ مستقلٍّ، لكن قدِّم لهم إشرافاً وثيقاً في البداية، ثُمَّ خفِّف من الرَّقابة تدريجيّاً، حتَّى يبدؤوا في العمل بكفاءةٍ بمفردهم.
- لا تكن نقديّاً بشكلٍ مفرطٍ تجاه الموظَّف قليل الثِّقة بالنَّفس: حتَّى إذا ارتكبوا خطأً، تذكَّر أنَّك قد ارتكبت أخطاءً أيضاً، تحتاج إلى تدريبهم ليكونوا واثقين بأنفسهم، وفي النّهاية سيصبحون كذلك.
تخيَّل أنَّ الموظَّف قليل الثِّقة بالنَّفس يطلب منك مراجعة تقريره، فتردُّ عليه: "هل أنت متأكِّدٌ أنَّ هذا التَّقرير يعكس قدراتك؟" فيجيب متردّداً: "أعتقد أنَّ التَّقريرَ يحتاج إلى المزيد من المراجعة"، فتقول: "لا مشكلة، حتَّى التَّقرير يُمكن أن يحتاجَ إلى قليلٍ من التَّشجيع".
في النِّهاية، سواء كان في فريقك المستقرُّ الَّذي يزرع الأمان، أو الانطوائيُّ الَّذي يختبئ خلف الشَّاشة، فإنَّ المكتبَ يحتاج إلى الجميع لتكمل لوحة الفسيفساء البشريَّة الفريدة!