مستقبل يَعد بالكثير: أكثر الاتجاهات تأثيراً على عالم الأعمال
تطوراتٌ غنيٌّة بالابتكارات والتحولات المتنوعة، بحيث لا يمكن على الإطلاق تجاهل التغيرات المجتمعية المتزامنة مع القوى التقنية المتزايدة لأي صاحب أعمال.
مع التطوّر الفائق في مجال الأعمال، لم يعد البقاء في المقدّمة رفاهيةً على الإطلاق بل هو ضرورةٌ لتظلّ على قيد الحياة، ويعدك عام 2024م أن يكون غنياً بالابتكارات والتحوّلات المتنوّعة، بحيث لا يُمكن على الإطلاق تجاهل التّغيرات المجتمعيّة المتزامنة مع القوى التّقنية المتزايدة لأيّ صاحب أعمالٍ يرغب في النّجاح والبقاء المستمرّ. [1]
وفي الأسطر التالية سوف نستعرض أهمّ 10 اتّجاهاتٍ ستغيِّر عالم الأعمال تماماً في 2024م، والتي يجب على كلّ مؤسسةٍ وشركةٍ أن تحاول تبنّي أكبر عددٍ ممكنٍ منها.
وضع خطة قوية لإدماج الذكاء الاصطناعي
إنّ الذّكاء الاصطناعي الآن بالفعل في كلّ مكانٍ، ولكن من المتوقّع أن يحقّق قفزةً قويةً للغاية في 2024م، ولكي تُصبح رائداً في الصّناعة خلال 5 سنواتٍ، فلا بدَّ من أن يكون لديك استراتيجيّة ذكاءٍ اصطناعيٍّ واضحة ومقنعة من اليوم، وتعمل هذه التّقنية على زيادة قدرة المؤسّسات على تصميم تجارب عملاءَ مميزة، ودعم العمليّات الدّاخلية، وأتمتتها بذكاءٍ وسرعةٍ، فالذّكاء الاصطناعي في الأعمال لم يعد رفاهيةً على الإطلاق بل هو استراتيجيّةٌ شديدةُ الأهميّة.
التركيز على المهارات الناعمة واللمسات الإنسانية
على الرّغم من دخول الذّكاء الاصطناعي في كلّ المجالات، إلّا أنّ اللّمسة الإنسانيّة لا تفقد قيمتها على الإطلاق، وهذا على خلاف من يقول بأنّ الذّكاء الاصطناعي سوف يحلّ محلّ البشر، ولكن ما يجب أن يتمّ هو التطوير الفائق للمهارات البشرية المتنوّعة، والتّركيز على فاعلية التّواصل والذّكاء العاطفي، وحلّ المشكلات بين الأشخاص والقيادة الفكرية، فالأتمتة تتعامل مع الجوانب التّقنية، ولكن كلّما زادت قدرة فريقك على بناء تواصلٍ فعّالٍ مع البشر، فإنّ هذا لن يُقدَّر بثمنٍ في مستقبل الأعمال.
شاهد أيضاً: كيفَ تستخدم الذكاء العاطفي لتهدئة الزبون الغاضب؟
البحث عن حلٍّ لمشكلة نقص المهارات
أصبح النّقص الدّائم في المهارات من مصادر القلق الأكثر أهميّةً لدى أصحاب الأعمال، وسوف يزيد هذا القلق في 2024م، لذا تعمل الشّركات على تغيير طريقة التّوظيف، فبدلاً من الاعتماد على المؤهّلات التّقليدية تركّز أكثر على الخبرات والمهارات المتنوّعة للمرشحين مع الاعتماد على التّدريب التّقني فيما بعد، فمن الأهمّ بمكانٍ توظيف أشخاصٍ يتمتّعون بالمهارة اللازمة للتّطوير والتعلّم خصوصاً في مجالاتٍ مثل الذّكاء الاصطناعي التّوليدي، حيث يظهر ارتفاعاً حادّاً في الطّلب على الاقتصاد القائم على الذّكاء الاصطناعي.
شاهد أيضاً: 6 كتب لرواد الأعمال الذين يرغبون في توسيع أعمالهم
الاهتمام بالأعمال المستدامة
كلّما كانت منتجاتك وخدماتك أكثر حفاظاً على البيئة كلّما ارتفع الإقبال عليها، فتُظهر الكثير من الأبحاث الأخيرة، أنّ المستهلكين يميلون أكثر إلى الشّركات التي تُظهر تفانيها الصّادق في الحفاظ على البيئة وتقليل المخاطر حولها، وعلى جانبٍ آخر فإنّه مع التوسّع في الاقتصاد الأخضر تمّ اكتشاف أنّ الحلولَ الصديقة للبيئة غالباً ما تساهم في زيادة الرّبح خصوصاً على المدى الطّويل.
فمثلاً عندما حوّلت Walmart أسطول التّوصيل الخاصّ بها إلى سياراتٍ كهربائيةٍ، فإنّها قلّلت نفقاتها بشدّةٍ والتي كانت مهدورةً على الوقود وصيانة المركبات، ومن الضّروري هنا عدم ممارسة الخداع، حيث تقوم بعض الشّركات فقط بإحلالٍ سطحيّ لتُوهم المستهلكين بحماية البيئة، وفي الحقيقة هي تفعل هذا فقط لصرف الانتباه عن ممارستها الضارّة، لذا تكون النّتيجة ضدّها تماماً.
منح المزيد من الاهتمام للتخصيص
يميل المستهلكون دائماً إلى التّجارب المخصّصة، وبدأت الكثير من الشركات في الاستجابة لهذا الاتجاه، فعلى سبيل المثال فإنّ شركةَ لوريال تصنع الآن مكياجاً يناسب نوع بشرةٍ معينٍ، كما تتيح شركة نايك تصميمات أحذيةٍ بالكثير من الأنماط والألوان ليجد كلّ شخصٍ ما يتلاءم مع ذوقه مهما كان، وقد اتّخذت الكثير من الشّركات هذا النّهج لتقديم المزيد من المنتجات والخدمات المخصّصة ليكون عملاؤها أكثر سعادةً.
التوصل إلى أفضل طريقة لاستخدام البيانات
سواءٌ بخصوص الأسواق أو طبيعة المستهلكين أو شكل المنتجات والخدمات وطريقة تطوّرها وأيّ بياناتٍ عن الصّناعة، فلا بدّ من البحث باستمرارٍ عن أفضل طريقةٍ للتعامل مع هذه البيانات. فقد أصبحت هذه البيانات والمعلومات ذات أهميّةٍ متزايدةٍ وسوف ترتفع هذه الأهميّة بشدّةٍ في 2024، وسوف تكون الكثير من الشركات قد توصّلت إلى أفضل طرقٍ للحفاظ على هذه البيانات وتوظيفها لتقديم خدماتٍ أفضلَ للعملاء.
كما يُمكن للشركات جني الأموال من هذه البيانات عبر خلق فرص عملٍ لشركاتٍ أخرى رائدةٍ مثل John Deere، والتي تستفيد من البيانات في بيع معدّاتٍ زراعيةٍ للمزارعين، ممّا يجعلهم أكثر إنتاجيّةٍ، ولأن التّقنيات المتطوّرة الآن تُسهِّل على الشّركات الصّغيرة في مختلف المجالات جمع البيانات فإنّ هذا الاتّجاه سوف يتزايد بشدّةٍ في السّنوات المقبلةِ.
شاهد أيضاً: طفرة الأعمال الجديدة: الدوافع وراء تأسيس مزيد من الشركات في عام 2023
الاهتمام أكثر بتجربة العملاء
إنّ تجربةَ المستخدم أو تجربة العميل من أهمّ الاتّجاهات التي سوف تؤثّر على عالم الأعمال في 2024، وهي تعني مدى سعادة ورضاء عملائك من اللّحظة التي يبدؤون فيها بالتفاعل مع شركتك ومنتجاتك إلى ما بعد الاستخدام وإمكانية أن يرشّحك العميل للمحيطين به بناءً على الفائدة التي حصل عليها.
وفي عام 2024 سيكون الهدف الرّئيسي للشركات هو تحقيق هذه الأهداف والتأكّد من أن يحصل العميل على فائدةٍ حقيقيةٍ عند التعامل مع الشّركة، ويشمل هذا تخصيص ما يحتاج إليه العميل وتسليمه في الوقت المحدّد، وتسهيل الإعدادِ والاستخدام والسّرعة في معالجة المشكلات، إذ تقوم الكثير من الشّركات بالفعل بتعيين رئيسٍ تنفيذيّ للتأكّد من حصول العميل على خدمةٍ مميزةٍ.
المرونة والعمل عن بعد
عند انتشار وباء كوفيد 19 انتشرت بشدّةٍ فكرة المرونة والعمل عن بعدٍ والتباعد الاجتماعيّ، إلّا أنّ النّتائج الجيّدة للغاية من هذا النّظام لكلٍّ من الشّركات والموظّفين أدّت إلى تزايد الاتجاه لتوفير خياراتٍ مرنةٍ للعمل واحترام وقت الموظّفين، والاستفادة أيضاً من مواهب القوى العاملة في جميع أنحاء العالم دون الاضطرار للانتقال إلى مركز الشّركة.
وفي حين عاد الكثير من الموظّفين بالفعل إلى العمل من المكتب العام الماضي، إلّا أنّه على صاحب العمل أن يتأكّد من قدرته على التّعاون مع فرقٍ ومهاراتٍ خاصّةٍ عن بعد، إلى جانب قدرته على مواصلة العمل في أيّ وقتٍ تحدث فيه أيّ أزمةٍ تجعل العمل من المكتب صعباً.
ومن المتوقّع بشدّةٍ تزايد رؤية إعلانات التّوظيف التي تشير إلى ترتيبات العمل عن بعد أو بشكلٍ هجينٍ، يجمع بين المكتب والعمل الحرّ، وربما يزيد الأمر عمّا كان موجوداً بالفعل وقت وباء كورونا.
الاهتمام بالتنوع والشمول في الأعمار والثقافات
يجب أن يهتمّ صاحب العمل في 2024 أكثر بالتنوّع الكبير في المواهب بصرف النّظر عن العُمر أو الهويّات أو الخلفيات الثّقافية أو التوجّهات المختلفة. فإذا كان هذا أمراً مطلوباً من قبل فإنّه سوف يُصبح شديد الأهميّة في 2024 والمستقبل القريب، لذا يجب التّركيز على الموهبة فقط والملاءمة للوظيفة والحرص على الشّمول والتنوّع لتزيد الاستفادة، وتتّسع قاعدة العملاء.
شاهد أيضاً: تسعى لتوظيف فعال في شركتك؟ إليك استراتيجيات عالمية مفيدة لرواد الأعمال
التأكد من القدرة على الصمود في الأزمات
يجب أن يكون لدى صاحب العمل رؤيةً واضحةً لطريقة الصّمود عند التعرّض لأيّ أزمةٍ، سواء هجماتٍ إلكترونيّةٍ أو ضرباتٍ اقتصاديةٍ أو كوارثَ بيئيةٍ أو صراعاتٍ وحروب أو حتى أوبئة وأزمات عالميّةٍ. وهذا يشمل الاستفادة من تجارب الشّركات المتنوّعة، التي لم تحقّق فقط النّجاح في أوقات الرّخاء، ولكن تمكّنت أيضاً من عبور الأوقات الصّعبة بكفاءةٍ.
وعلى الرّغم من عدم القدرة على التنبّؤ بالمستقبل، فإنّ محاولات الاستعداد الدّائمة لأيّ كوارث خصوصاً مع ارتفاع نسبتها كثيراً في الآونة الأخيرة سوف يكون من أهمّ اتّجاهات الأعمال في 2024.
وفي النّهاية فإن مشهد عالم الأعمال عموماً يتسم بالحذر الشّديد في 2024 نتيجة التّقلبات الاقتصادية العالميّة، ومع هذا فإنّ الحرص على تبني أهمّ اتّجاهات الأعمال في 2024 يمكن أن يقلّل بشدّةٍ من تأثير هذه التّقلبات وزيادة الاستفادة من الذّكاء الاصطناعي ودعم التّجارب الشّخصية وزيادة القدرة على التّكيف وبالتالي تحقيق المزيد من الازدهار.