هل يكون النوم في غرف منفصلة الحل السحري للحياة الزوجية؟
طبّ النوم يكشف عن اتجاه متزايد نحو النوم في غرف منفصلة لتحسين جودة النوم، فهل يُعدّ هذا الخيار مفتاحاً لعلاقة زوجية أفضل أم يُخفي وراءه تحدياتٍ؟
إنَّ أكثر من ثلث الأمريكيّين يختارون "الانفصال السَّريريّ" وفقاً للأكاديميّة الأمريكيَّة لطبِّ النَّوم American Academy of Sleep Medicine، فهل يجب عليك أنت أيضاً القيام بذلك؟ [1]
يُخصّص العديد من الأشخاص غرفاً منفصلةً لهم وحدهم لتحسين جودة نومهم، سواءً كانوا يتضايقون من الشَّخير المتواصل للشَّريك ويرغبون في تجنُّبه، أو لهم تفضيلاتٌ مختلفةٌ في درجات الحرارة، ووضعيَّة السَّرير أثناء النَّوم، أو ربَّما لأنَّ أحدهم يتحرَّك كثيراً أثناء النَّوم.
وتختار نسبة تقارب النِّصف (43%) من جيل الألفيَّة أحياناً أو بانتظام النَّوم في غرفةٍ مستقلَّةٍ للتَّكيُّف مع احتياجات شريك النَّوم، ويُلاحظ هذا الاتِّجاه عند (33%) من الجيل X [الجيل إكس مصطلح يشير إلى الفئات التي ولدت ما بين أوائل السِّتينيَّات إلى أوائل الثمانينيَّات]، تليهم 28% من الجيل Z [جيل Z هو الجيل الذي يضمُّ المواليد خلال فترة ما بين منتصف التِّسعينيَّات ومنتصف العقد الأوَّل من الألفيَّة الثَّانية، و22% من مواليد جيل الطَّفرة السُّكَّانيَّة Baby Boomers.
- ولكن هل هذا هو القرار الصَّحيح لعلاقتكما؟
يمكن أن يؤدِّي النَّوم السَّيئ إلى تأثيرٍ ضارٍّ على صحَّتك، وعلى مزاجك، وتقليل رضاك عن العمل، وكما تُظهِر الأبحاث أنَّ الشُّركاء الَّذين ينامون فتراتٍ قصيرة تزداد لديهم النَّزعة العدوانيَّة تجاه شركائهم الَّذين ينامون لفترةٍ أطول، وأخيراً، فإنَّ التَّقليلَ من جودة النَّوم من شأنه إنقاص حدَّة الذكاء العاطفي، الذي يعدُّ أمراً أساسيَّاً للحفاظ على علاقات عملٍ طيِّبةٍ وعلاقاتٍ أسريَّةٍ صحيَّةٍ.
ومع ذلك، يعدُّ الذَّهاب إلى الفراش مع الشَّريك بالنِّسبة للكثيرين، أمراً من شأنه تمتين العلاقة من خلال إجراء محادثاتٍ حميمةٍ وقضاء وقتٍ طيِّبٍ بعيداً عن مشاغل الحياة، وقد يؤدِّي الانفصال السَّريريّ إلى حدوث شرخٍ في العلاقة وتوتُّرها ما لم يجرِ التَّعامل معه بشكلٍ صحيحٍ.
شاهد أيضاً: تطبيق هذه الخطوات الثلاث قبل النوم يضمن لك ليلة هانئة
لكن أولاً، إذا كان شريككَ يشخر بشكلٍ متكررٍ، فقد يكون ذلك نتيجة لاضطراب انقطاع النَّفس الانسداديّ أثناء النَّوم، الذي يعدُّ حالةً طبيةً خطيرةً، يمكن أن تؤدِّي إلى العديد من المشاكل الصِّحيَّة؛ لذا عليك التَّحدث مع الطَّبيب إذا لاحظت أيَّاً من العوارض التَّالية:
- شخيرٌ بصوتٍ عالٍ يؤرّق نومك.
- توقَّف التَّنفس لفتراتٍ.
- الاستيقاظ مع صعوبةٍ في التَّنفُّس أو الاختناق.
- النُّعاس الزَّائد خلال النَّهار.
وبعد ذلك، اعمل مع شريككَ على تهيئة الظُّروف الملائمة لنومٍ هادئٍ ومريحٍ، ويُشار إليها غالباً بمصطلح Sleep hygiene "العناية بالنَّوم"، وذلك وفق الخطوات التّالية:
- اجعل غرفتك باردةً ومظلمةً وهادئةً، مثل الكهف.
- تجنَّب تناول الكافيين بعد السَّاعة 2 مساءً، خاصَّةً إذا كنت تعاني من حساسيَّة الكافيين.
- تجنَّب تناول الكحول في المساء؛ حيث تؤدِّي المشروبات الكحوليَّة إلى إفساد النَّوم والتَّقليل من جودته.
إذا لم تؤدِّي هذه الاستراتيجيَّات إلى توفير بيئة نومٍ مريحةٍ، قد تحتاج إلى النَّظر في ظروف نومٍ مستقلَّةٍ عن شريكك، ويتضمَّن ذلك إجراء مناقشةٍ مفتوحةٍ حول أهميَّة النَّوم دون المساس بالحميميَّة، والتَّخطيط لطرقٍ بديلةٍ لتعزيز علاقتكما.
لمزيدٍ من النّصائح المفيدة للصّحة النّفسية والجسديّة، تابع قناتنا على واتساب.