إطلاق شركتك الناشئة: دليل النساء الرائدات في العالم العربي
سواء كنتِ تُخططين لبدء مشروعك الخاص أو تسعين لتوسيع نطاق عملك الحالي، هذا المقال يُقدّم استراتيجيات مجرّبة لتأسيس مشروعات ناجحة وتجاوز التحديات في سوق الأعمال العربية
على الرّغم من أنّ ريادة الأعمال ليست مقيّدةً بقضايا مثل الجنس، فإنّنا نعلم أنّ ريادة الأعمال النسائية، التي تعني قيادة النساء لمشاريعهنّ الخاصّة أو تولّيهن مناصب إداريّة في شركاتٍ أخرى، لم تحظَ إلّا مؤخّراً بالاهتمام والتّحليل اللذين تستحقهما.
وقد أدّت هيمنة الرّجال تاريخيّاً على المشهد التّجاريّ إلى خلق بيئةٍ غير مواتيةٍ للنّساء اللّواتي يسعين لتأسيس أو قيادة مشاريعهنّ الخاصّة. ولكن مع تنامي النّقاش حول المساواة بين الجنسين، بدأت ريادة الأعمال في فتح أبوابها بشكلٍ أوسع لمشاركة النساء وتعزيز أدوارهنّ القياديّة.
لذا، من المهمّ فهم المشهد الحالي لريادة الأعمال النّسائية، والتّحديات التي تواجهها، وكيف تُؤثّر القيادة النسائية بشكلٍ إيجابيٍّ على الشّركات والصّناعات حول العالم، ولكن بدايةً دعنا نفهم المعنى الدّقيق لريادة الأعمال النسائية.
ما هي ريادة الأعمال النسائية؟
تتمحور ريادة الأعمال النسائية حول إطلاق مشاريع تجاريّةٍ بقيادة نساء، وتضمن أيضاً تبوؤهنّ لمناصب قياديّة عليا في مختلف الشركات، كالإدارة التّنفيذيّة، الرّئاسة وغيرها من الأدوار القياديّة. وهذه العملية تُطبّق مبادئ ريادة الأعمال المعروفة، مثل تحديد الاحتياجات وتطوير المشروعات التي تُقدّم حلولاً مبتكرةً، ولكن من خلال رؤية وخبرات النساء الرائدات.
من المهمّ التّأكيد على أنّ النساء الرائدات ليسن ظاهرةً جديدةً، فقد كنّ موجوداتٍ وفاعلاتٍ في مجال الأعمال منذ زمنٍ طويلٍ، ولكن الاهتمام بهذا الدّور تعاظم خاصّةً بعد انتشار الجائحة العالميّة.
وبحسب التقرير الصادر عن مراقبة الريادة العالمية (GEM) لعام 2020، كان هناك نحو 274 مليون امرأةٍ تُشارك في الأعمال التّجاريّة والشّركات النّاشئة، و139 مليون منهنّ في مناصب الإدارة والملكيّة.
تشير هذه الإحصائيّات إلى أنّ تفاعلَ النساء في الأعمال وريادة الأعمال قد ساهم في تشكيل بيئةٍ رياديّةٍ ذات إمكانيّاتٍ واسعةٍ للنّمو وتقديم حلولٍ جديدةٍ للتّحديات المعاصرة في سياق الاقتصاد العالميّ.
شاهد أيضاً: نور الحسن.. رائدةُ أعمالٍ راهنت على نجاح النساء
أهمية وفوائد دور المرأة بريادة الأعمال
المرأة الرائدة في الأعمال ليست مجرّد عنصرٍ إضافيٍّ في السّاحة الاقتصاديّة، بل هي قوّةٌ دافعةٌ للابتكار والتّطور. إذ تُظهر الدّراسات الاقتصاديّة الحديثة، بما في ذلك تلك التي أجراها معهد ماكنزي العالميّ، أنّ تمكين المرأة في مجال الأعمال يُمكن أن يضيفَ ما يصل إلى 12 تريليون دولارٍ إلى الاقتصاد العالميّ بحلول العام 2025. وهذا الرّقم ليس فقط دليلاً على القدرة الإنتاجيّة للنساء، بل هو شهادةٌ على الأثر الذي يُمكن أن يحدثه تحقيق المساواة الجندريّة في الأعمال. [1]
تعزيز الابتكار وتحقيق نموٍّ اقتصاديٍّ مستدامٍ
التّنوع يُعدّ محرّكاً أساسياً للإبداع، والشّركات التي تدمج النساء في مواقع قياديّة تشهد معدّلات نموٍّ وابتكار متزايدةٍ. إذ تشير الدّراسات إلى أنّ الشّركات ذات التّنوع الجندريّ تُسجّل أداءً مالياً أفضل بنسبةٍ تصل إلى 15% مقارنةً بنظرائها الأقل تنوّعاً. النساء، بمهاراتهنّ التّحليليّة وقدرتهنّ على التّعامل مع التّحديات المُعقّدة، يمكن أن يكونَ لهن دور بارز في صياغة استراتيجيّات الأعمال التي تتجاوز التّوقعات السّوقيّة التّقليديّة.
تقليص الفجوة الجندرية وتعزيز العدالة الاقتصادية
ريادة الأعمال النسائية تعمل على تقليص الفجوات الجندريّة بشكلٍ فعّالٍ. ومن خلال توفير فرصٍ متكافئةٍ للنساء لبدء وتوسيع المشاريع، تُسهم في تحقيق توازنٍ اقتصاديٍّ يعود بالنّفع على الجميع. فضلاً عن ذلك، تُظهر الأبحاث أن النساء يجلبن طرقاً جديدةً في التّفكير الاستراتيجيّ وحلّ المشكلات، ممّا يُعزّز من قدرة الشّركات على التّكيف مع التّغيرات السّريعة في الأسواق العالميّة.
التأثير المجتمعي والاستدامة
رائدات الأعمال يُمثلن قدوة للأجيال القادمة، موضحاتٍ كيف يمكن للمرأة أن تحقّقَ النّجاح في المجالات التي كانت تُعتبر حكراً على الرّجال. ومن خلال مشاريعهن، يُظهرن كيف يُمكن للأعمال التّجاريّة أن تُحدث تأثيراً إيجابيّاً على المجتمع بشكلٍ عامٍ، وتحقيق الاستدامة ليس فقط من النّاحية الاقتصاديّة، ولكن أيضاً الاجتماعيّة والبيئيّة.
أهم الخصائص التي تميز رائدات الأعمال الناجحات
تبرز مجموعةً من السّمات الأساسية التي تُميّز رائدات الأعمال النّاجحات. وهذه الخصائص لا تُعتبر مجرّد معايير للنّجاح، بل هي الأساس الذي يُمكن من خلاله تحقيق الرّيادة في مجالٍ يتطلّب الكثير من القوّة والتّصميم. دعونا نستعرض أهم هذه الخصائص التي تُميز النساء الرائدات في عالم الأعمال:
-
الثقة بالنفس: الأساس الذي تقوم عليه مسيرة كلّ رائدة أعمال هو الثّقة المطلقة بالنّفس، فالإيمان بالقدرات الشّخصية ليس فقط يمنح القوّة لمواجهة التّحديات، بل يُعدّ الدّافع الرّئيسيّ وراء كل قرارٍ يُتّخذ.
-
الطموح: لا يمكن لرائدة الأعمال أن تكتفي بما هو أقلّ من القمّة، فالطّموح هو الوقود الذي يدفع الرائدة لتجاوز الحدود واستكشاف آفاقٍ جديدةٍ.
-
الشغف: الشّغف هو القلب النّابض لكلّ مشروعٍ ناجحٍ، فرائدات الأعمال مثل هدى قطّان، مؤسِّسة Huda Beauty، جسدت كيف يُمكن للشغف أن يتحوّل إلى مؤسّسات ضخمةٍ تقدّر بالملايين.
-
التعلم المستمر والتواضع: العالم لا يقف عند حدٍّ، ولا ينبغي لرائدة الأعمال أن تكتفي بما تعلمته، فالنّجاح يتطلّب تعلّماً دائماً واستعداداً للاستماع والتّعلم من الآخرين، وهذا يتطلّب تواضعاً لا ينتهي.
-
الحزم: في عالمٍ يتّسم بالمنافسة الشّديدة، يجب على رائدة الأعمال أن تكونَ حازمةً وواثقةً من نفسها، فهذه هي الطّريقة الوحيدة لكسب الاحترام والتّقدير.
-
العمل الجاد: كما يقول المثل، "ليس هناك بديلٌ للعمل الجاد". الإصرار والتّفاني في العمل هما من أبرز سمات النّاجحين، وكلّ قصة نجاحٍ تبدأ بساعاتٍ طويلةٍ من العمل الشّاق والمثابرة.
-
الشجاعة: تحتاج رائدة الأعمال إلى الشّجاعة لتواجه التّحديات وتغتنم الفرص، فالشّجاعة لازمةٌ للتغلّب على الصّعاب وتحويل الفشل إلى دروسٍ تُعلّم.
-
المثابرة: الاستمراريّة والتّصميم على النّجاح حتّى عند مواجهة الفشل المُتكرّر هي ما تُميز الرائدات الحقيقيات، فالمثابرة هي الّتي تحوّل الأحلام إلى واقعٍ ملموسٍ.
هذه الخصائص هي النّواة الأساسيّة لأيّ رائدة أعمال تسعى لترك بصمتها في السّوق، فالنّجاح ليس محصلة لظروف مواتيةٍ فحسب، بل هو نتاج شخصيّة تجمع بين الشّغف، والحزم، والإصرار على التّميز والابتكار.
أبرز رائدات الأعمال في المنطقة العربية: تحفيز التغيير والابتكار
في المنطقة العربية، هناك نساء استثنائيّات استطعن أن يتركن بصمةً لا تُمحى في عالم الأعمال، متجاوزات الحواجز والتّحديات بشغفٍ وإصرارٍ لا يلين. هؤلاء النساء لم يُساهمن في نجاح أعمالهنّ فحسب، بل كذلك في تحفيز التّقدم الاجتماعيّ والاقتصاديّ في بلدانهنّ. إليكم نظرة على بعض من أبرز رائدات الأعمال في العالم العربي حسب مجلة فوربس:
-
لبنى العليان (Lubna S. Olayan): رائدة أعمالٍ سعوديّةٌ بارزةٌ، وكانت الرّئيسة التّنفيذيّة لمجموعة العليان المالية، وهي واحدةٌ من أكبر الشّركات الخاصّة في السعودية. لبنى هي رمزٌ للتّغيير في المملكة، حيث كانت من أوائل النساء اللّاتي شغلن منصباً إداريّاً رفيعاً في القطّاع الماليّ بالمملكة.
-
لبنى هلال (Lobna Helal): نائبة محافظ البنك المركزي المصري، ولعبت دوراً محوريّاً في إدارة السّياسة النّقدية في مصر. هي مثال للمرأة القياديّة التي تمكّنت من تحقيق الاستقرار في الأوقات الاقتصاديّة الصّعبة.
-
رجاء عيسى القرق (Raja Easa Al Gurg): إماراتيّة قويّة الحضور في عالم الأعمال والتّجارة، تشغل منصب العضو المنتدب في مجموعة القرق، وهي واحدةٌ من أكثر النساء تأثيراً في الخليج.
-
فاطمة الجابر (Fatima Al Jaber): إماراتيّة وعضو مجلس إدارة مجموعة الجابر، واحدةٌ من أكبر الشّركات في الإمارات، وهي معروفةٌ بدورها في دعم تمكين المرأة في الإمارات والعالم العربي.
-
الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني (Sheikha Al Mayassa bint Hamad Al Thani): شخصيّةٌ بارزةٌ في عالم الفنّ والثّقافة، الشيخة المياسة من أقوى النساء تأثيراً في العالم في مجال الفنون، حيث ترأسّت متاحف قطر.
-
مها الغنيم (Maha Al Ghunaim): مؤسّسةٌ ورئيسةٌ مجلس إدارة شركة جلوبل للاستثمار، وقد ساهمت الغنيم في ترسيخ دور المرأة في القطّاع الماليّ في الكويت.
-
شيخة البحر (Shaikha Al Bahar): الرّئيس التّنفيذي للبنك الوطني الكويتي، وهي من الشّخصيات الرّائدة في القطّاع المصرفيّ في الكويت.
-
منى المؤيد (Mona Almoayyed): مديرةٌ تنفيذيّةٌ في شركة يوسف خليل المؤيد وأبنائه، وهي ناشطةٌ بحرينيّةٌ بارزةٌ في مجال البيئة وحقوق المرأة.
-
نزهة حياة (Nezha Hayat): الرّئيسة والعضو المنتدب لهيئة السّوق الماليّة المغربيّة، وقد لعبت حياة دوراً مهمّاً في تطوير القطّاع المالي المغربي.
-
خولة الأسدي (Khawla al-Asadi): مديرة فرع بنك الرافدين، وهي من الشّخصيات العراقيّة البارزة في المجال المصرفيّ، معروفة بقيادتها القويّة والحاسمة.
هذه النساء لم يخترن فقط التّميز في مجالاتهنّ، بل أيضاً ساهمن في تغيير الصّورة النّمطية للمرأة في عالم الأعمال العربي، ومن خلال قيادتهنّ وإنجازاتهنّ، فإنهنّ يثبتن أنّ المرأة العربية قادرةٌ على تحقيق التّأثير الإيجابيّ في الاقتصاد والمجتمع.
تحديات وعقبات تواجه ريادة الأعمال النسائية في المنطقة العربية
رغم النّجاحات اللّافتة التي حقّقتها رائدات الأعمال في العالم العربي، فإنّ الطّريق لا يزال محفوفاً بالتّحديات الجسيمة. وهذه التّحديات تشمل مجموعةً متنوّعةً من العوائق الثّقافية، والاجتماعيّة، والاقتصاديّة التي تتطلّب نظرةً عميقةً ومتبصّرةً لفهم ديناميكياتها وسبل التّغلب عليها. [3]
التّعليم والتّدريب: يُعتبر الوصول المحدود إلى التّعليم الجيد عقبةً رئيسيّةً تواجه النساء في الشرق الأوسط، فالنّقص في الموارد التّعليميّة وفرص التّدريب يحول دون قدرة النّساء على المنافسة في الأسواق التّجاريّة العالميّة ويحدّ من فهمهنّ للإدارة الفعّالة للأعمال.
المسؤوليات المنزلية: في كثيرٍ من الأحيان، تجد النساء أنفسهنّ مثقلات بالمسؤوليّات المنزليّة والرّعاية، ممّا يؤدّي إلى تحديّاتٍ جمّةٍ في تحقيق التوازن بين العمل والحياة، وهذه المسؤوليات تٌعيق بشكلٍ كبيرٍ إمكانيّة مشاركتهّن الكاملة في الأنشطة الاقتصاديّة.
العوائق الاجتماعية والمهنية: النّساء في الشرق الأوسط يواجهن صعوباتٍ كبيرةٍ في بناء شبكات دعمٍ مهنيّةٍ بسبب الحواجز الاجتماعيّة والدّينيّة التي تحدّ من فرصهنّ في التّواصل والتّفاعل في البيئات المهنيّة.
التمويل: تعاني رائدات الأعمال من صعوباتٍ في الوصول إلى التّمويل اللّازم لبدء أو توسيع مشروعاتهنّ، حيث أنّ القيود المفروضة على تملك الأصول والضّمانات تُمثّل عائقاً كبيراً أمام تحقيق طموحاتهنّ الرّياديّة.
النماذج الناجحة: غياب النّماذج القياديّة النّسائيّة في مجال الأعمال يُمكن أن يثبط عزيمة النساء الطّموحات، ويحدّ من إلهامهنّ للدّخول في عالم الرّيادة.
الثقافة المجتمعية: القيود الثّقافية والاجتماعيّة تلعب دوراً كبيراً في تحجيم طموحات النّساء وتثبيط عزيمتهنّ عن المخاطرة واقتحام مجال الأعمال، حيث تُعتبر المرأة في كثيرٍ من الأحيان أقل قدرةً على القيادة والمبادرة.
تلك التّحديات، على رغم قسوتها، تبقى محفّزاً لاستمرار الجهود الرّامية لتحقيق تمكينٍ اقتصاديٍّ حقيقيٍّ للمرأة في العالم العربي، وتحويل تلك العقبات إلى نجاحاتٍ ملهمةٍ.
ومع ذلك، فإنّ الفترة بين 2019 و2022 شهدت تحوّلات مهمّة، حيث قامت دول مثل السعودية ولبنان بتنفيذ تحسيناتٍ تشريعيّةٍ وتنظيميّةٍ لتسهيل بدء الأعمال التّجاريّة وتمويل المشروعات للنساء. وقد تم تشكيل استراتيجيّات وطنيّةٍ لتعزيز ريادة الأعمال وخلق فرص العمل، بالإضافة إلى برامج تنمية المهارات والتّدريب لتمكين النساء من النّجاح في عالم الأعمال.
دور التكنولوجيا في تمكين رائدات الأعمال
في عصرٍ تتسارع فيه التّحولات التّكنولوجيّة، أصبحت التّكنولوجيا عاملاً محوريّاً يُعزّز من قدرات رائدات الأعمال، ويفتح أمامهنّ آفاقاً واسعةً للنّموّ والابتكار. وهذا التّقدم لا يسهم فقط في تحسين كفاءة العمليّات اليوميّة، بل يُوفّر أيضاً الدّعم اللّازم لتجاوز العديد من التّحديات التّقليديّة التي تواجه المرأة في سوق العمل. [2]
1. تحسين التواصل والتعاون في الأعمال
أحد العناصر الرّئيسية التي شهدت تطوّراً ملحوظاً بفضل التّكنولوجيا هو التّواصل في بيئة العمل. الأدوات التكنولوجية، مثل الحوسبة السّحابيّة سمحت لرائدات الأعمال بتنظيم فرقهنّ والتواصل مع الشركاء التّجاريين بكفاءةٍ عاليةٍ، ممّا أدّى إلى تعزيز التّعاون وتحقيق النّمو المطلوب.
2. سد الفجوات في التعلم والتطوير
مع ظهور تكنولوجيا التّعليم الإلكترونيّ، أصبح بإمكان النساء المشاركة بفعاليّةٍ في برامج التّعلم والتّطوير دون قيودٍ جغرافيّةٍ أو ديموغرافيّةٍ، وهذه الأدوات ساهمت في تسريع وتيرة الابتكار والتّطوير المهنيّ للنساء، ممّا فتح الباب أمام تحقيق النّجاح في الأعمال.
3. تمكين البيع الإلكتروني
ثورة البيع عبر الإنترنت قدّمت لرائدات الأعمال فرصاً غير مسبوقةٍ لبيع المنتجات من أيّ مكانٍ، ممّا أتاح لهنّ الوصول إلى أسواقٍ عالميّةٍ دون الحاجة للتّواجد الفعليّ فيها. الجائحة العالمية أسهمت بشكلٍ كبيرٍ في تسريع تبنّي التّقنيات الرّقميّة، ممّا ساعد النساء على استغلال أدوات السّوق الإلكترونيّة بفعاليّةٍ.
4. دعم التمويل الرقمي
تحوّلت منصّات الإقراض الرّقمي إلى نعمةٍ للعديد من رائدات الأعمال، حيث قدّمت لهنّ فرصاً تمويليّةً مبتكرةً كانت محدودةً أو غير متاحةٍ في الأساليب التّقليديّة. وهذه المنصات تعمل على تقديم قروض تجاريّة تُلبّي احتياجات المشاريع النسائية الصّغيرة والمتوسّطة، ممّا يسهم في تسريع عملية التّمويل وتقليل الوقت اللّازم لبدء أو توسيع الأعمال.
أفضل النصائح لبدء شركة ناشئة للنساء في المنطقة العربية
بدء مشروعٍ تجاريٍّ يُمكن أن يكونَ من أكثر القرارات التّمكينية للنّساء، حيث يُتيح تحويل الشّغف إلى نشاطٍ تجاريٍّ مربحٍ، ويُوفّر المرونة التي تفتقدها الوظائف التّقليديّة. ولكن طريق الرّيادة مليء بالتّحديات، مثل التّحيزات الجندريّة، ونقص التّمويل، وضغوط الالتزامات الأسرية. ومع ذلك، من خلال استراتيجيّاتٍ صحيحةٍ وعقليّةٍ قويّةٍ، يمكن لأيّ امرأة أن تنجحَ في هذا المجال. وإليك بعض النّصائح المفيدة:
1. تطوير خطة عمل قوية
تأكّدي من أنّ خطّة العمل تشمل بياناً لرؤية شركتك، وأهدافك، وغاياتك، والتّوقعات الماليّة، وتحليل السّوق المستهدف، وتقييم المنافسة، واستراتيجيّات التّسويق، إذ يجب أن تتضمّنَ الخطّة أيضاً نظرةً على المخاطر والفرص التي قد تنشأ خلال دورة حياة الشّركة.
2. بناء شبكة علاقات
الانضمام إلى منظّمات الأعمال أو مجموعات الشّبكات المهنيّة التي تُركّز على دعم النساء يُساعد في بناء علاقاتٍ قويّةٍ مع أشخاصٍ يفكرون بطريقةٍ مشابهةٍ، ممّا يُتيح لك تبادل الأفكار والتّعلم من تجاربهم، ويمكن للشّبكات الاجتماعيّة أيضاً أن تكونَ منصّاتٍ فعّالةً للتّواصل مع الشّركاء والعملاء المحتملين.
3. البحث عن فرص التمويل
غالباً ما يُشكّل التّمويل أكبر عقبةً تواجهها النساء عند بدء أعمالهنّ. ولكن هناك برامج حكوميّة، ومؤسّسات خاصّة تُقدّم منحاً وقروضاً بشروطٍ ميسرةٍ لدعم المشروعات الصّغيرة للنساء، ويمكن أيضاً استكشاف منصّات التّمويل الجماعيّ للحصول على دعمٍ من المجتمع.
4. البحث عن مرشدين
المرشدون الذين لديهم خبرة في الصّناعة التي تنوين دخولها، يُمكن أن يقدموا إرشاداتٍ قيّمةً حول كيفيّة التّغلب على التّحديات، فابحثي عن مرشدين من خلال شبكات الأعمال أو المجتمعات المتخصّصة.
5. الاستفادة من الموارد المتاحة
هناك العديد من المنظّمات الحكوميّة والخاصّة التي تُقدّم ورش العمل، وبرامج التّدريب، والإرشاد لدعم النساء في مجال الأعمال، فاستفيدي من هذه الموارد لتعزيز معرفتك وتطوير مهاراتك.
6. الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية
توازن الالتزامات العائليّة والمهنيّة يُمكن أن يكونَ مرهقاً، لذا لا تتجاهلي تخصيص الوقت لأنشطةٍ ترفيهيّةٍ تجلب لكِ السّعادة، مثل ممارسة الرياضة أو التطوع، فالاهتمام بنفسكِ يساعد في التّركيز على أهداف عملكِ وتجنّب الإرهاق.
في نهاية المطاف، ابدئي مشروعكِ بنيّة تحقيق استقلالٍ ماليٍّ ومسيرةٍ مهنيّةٍ مُرضيةٍ، إذ باستخدام الموارد المتاحة، وبناء شبكةٍ داعمةٍ، وإدارة الضغوط بذكاءٍ، يُمكنك أن تُصبحي رائدة أعمال ناجحةً في المنطقة العربيّة والعالم، تكون قدوةً لغيرها.