إطلاق Dubai Loop يُحدث ثورة في مجال النقل السريع
دبي تمضي قدماً نحو مستقبل التّنقل عبر تطوير نظام نقلٍ سريعٍ ومستدامٍ يختصر زمن الرّحلات إلى دقائق

هذا المقال متوفّرٌ بالّلغة الإنجليزيّة من هنا.
في خطوةٍ جديدةٍ نحو مستقبل النّقل الذّكي والمستدام، أعلنت "هيئة الطّرق والمواصلات" (Road and Transport Authority – RTA) في دبي عن توقيع مذكّرة تفاهمٍ مع "ذا بورينغ كومباني" (The Boring Company – TBC)، الشّركة الأمريكيّة المُتخصّصة في حفر الأنفاق المتطوّرة، وذلك لإطلاق مشروع "دبي لوب" (Dubai Loop)، وهو نظام نقلٍ مبتكرٍ تحت الأرض سيغطّي مختلف أنحاء الإمارة.
يهدف دبي لوب إلى الرّبط بين المحاور الرّئيسيّة في الإمارة عبر شبكة أنفاقٍ متقدّمةٍ، ووفقاً لبيانٍ صادرٍ عن ذا بورينغ كومباني، فإنّ النّظام سيمكّن من تحقيق سرعاتٍ تصل إلى 100 ميل في السّاعة (160 كم/سا)، ممّا يقلّص زمن التّنقل بين الوجهات الحيويّة في دبي إلى دقائق معدودةٍ، ما يجعل التّنقل داخل المدينة أكثر كفاءةً وراحةً.
وتعتمد هذه المبادرة على استخدام تقنياتٍ مستدامةٍ ومبتكرةٍ لنقل الرّكاب بطريقةٍ آمنةٍ وفعّالةٍ عبر نظام لوب، الّذي أثبت نجاحه في الولايات المتّحدة، حيث نقل أكثر من مليوني راكبٍ في مدينة لاس فيغاس منذ عام 2021.
تأسّست ذا بورينغ كومباني عام 2017 على يد إيلون ماسك بهدف إحداث ثورةٍ في قطّاع النّقل عبر تصميم أنفاق نقلٍ سريعة الحفر ومنخفضة التّكلفة. لا تقتصر أنشطة الشّركة على تطوير آلات الحفر المتقدّمة المعروفة باسم "تنل بورينغ مشينز " (Tunnel Boring Machines) أو اختصاراً (TBMs)، بل تشمل أيضاً تصميم وتشغيل هذه الأنفاق والمحطّات التّابعة لها، ممّا يُتيح تشغيل منظومات نقل حضريّةٍ متكاملةٍ تحت الأرض.
في الوقت الّذي يتمّ فيه تطوير "فيغاس لوب" (Vegas Loop)، أشارت ذا بورينغ كومباني إلى أنّ المشروع المستقبليّ سيشمل 104 محطّاتٍ و110 كيلومتراتٍ من الأنفاق، مع قدرةٍ استيعابيّةٍ تتجاوز 90,000 راكبٍ في السّاعة عند اكتماله.
أمّا بالنّسبة إلى دبي لوب، فسيبدأ المشروع بنسخةٍ تجريبيّةٍ تشمل 11 محطّةً و17 كيلومتراً من الأنفاق، ما يسمح بنقل أكثر من 20,000 راكبٍ في السّاعة، مع خططٍ توسعيّةٍ مستقبليّةٍ لرفع القدرة الاستيعابيّة إلى أكثر من 100,000 راكبٍ في السّاعة، ممّا يجعلها إحدى الحلول عالية الكفاءة لمتطلّبات النّقل الحضريّ في الإمارة.
يعتمد دبي لوب على مركباتٍ كهربائيّةٍ تعمل ضمن بيئةٍ خاضعةٍ للتّحكم، ممّا يجعله نموذجاً للنّقل المستدام، حيث يسهم المشروع في تحقيق أهداف استراتيجية دبي للطّاقة النّظيفة 2050، والّتي تسعى لجعل الإمارة مركزاً عالميّاً للطّاقة النّظيفة وخفض البصمة الكربونيّة لقطّاع النّقل.
تمّ توقيع مذكّرة التّفاهم رسميّاً خلال القمّة العالميّة للحكومات 2025 الّتي عُقدت في دبي، بحضور سموّ الشّيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدّفاع، ورئيس المجلس التّنفيذيّ. كما حضر التّوقيع معالي مطر الطّاير، رئيس مجلس إدارة هيئة الطّرق والمواصلات، ومعالي عمر العلماء، وزير الدّولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرّقميّ وتطبيقات العمل عن بعد في الإمارات.
كما مثّل ذا بورينغ كومباني في الحفل كلٌّ من جيمس فيتزجيرالد، رئيس تطوير الأعمال العالميّة في الشّركة، وجون هيرينغ، المستثمر الرّئيسيّ والمستشار الأوّل، والّذي يُعدّ أحد المؤسسين والشّريك الإداريّ في شركة "ڤاي كابيتال" (Vy Capital).
يمثّل مشروع دبي لوب خطوةً كبيرةً نحو تطوير حلول نقلٍ أكثر كفاءةً وسرعةً واستدامةً، كما يُتوقّع أن يُسهم في تعزيز الاقتصاد الرّقميّ والاستثمار في التّقنيات المتقدّمة، بما ينسجم مع رؤية الإمارات المستقبليّة.
ومع توقيع هذه الشّراكة، تواصل دبي ترسيخ مكانتها كمركزٍ عالميٍّ للابتكار في قطّاع النّقل، حيث يمضي المشروع قدماً نحو تحويل مفهوم التّنقّل الحضريّ عبر إعادة تعريف السّرعة والرّاحة والاستدامة في المدن الحديثة.