Elon Musk يطلب 25% من أسهم Tesla، فهل هذا جنون؟
إيلون ماسك يرغب بزيادة التحكم في شركة تسلا بعيداً عن المطامع المادية، وإلّا سيأخذ مهاراته في الذكاء الاصطناعي إلى مكان آخر
ألهم إيلون ماسك مجموعةً جديدةً من العناوين هذا الأسبوع، بعدما غرَّد بأنَّه يرغب في الحصول على 25% من أسهم Tesla، وإذا لم يحصل عليها، هدَّد بأنَّه سيقوم ببناء منتجات ذكاءٍ صناعيٍّ وروبوتات خارج نطاق Tesla.
بالنَّسبة للكثير من المراقبين، يبدو هذا الأمر في غاية الجشع ومن قبيل العبث بصراحةٍ، خاصَّةً عندما نأخذ في اعتبارنا أنَّه كان يمتلكُ حصَّةً أكبر بكثيرٍ في الشَّركة قبل أن يبيعَ أكثر من ثلث أسهمه ليتمكَّن من شراء Twitter (الذي يُطلق عليها الآن اسم X)، كما أنَّه من السَّهل النَّظر إلى هذا بوصفه نوعاً من الاستبداد الآتي من رجل أعمالٍ ملياردير، الذي -بوصفه ثالث أغنى شخصٍ في العالم- ليس لديه حاجةٌ منطقيَّةٌ لأيّة أموالٍ إضافيّةٍ، ولكن كما شرح ماسك على X، لا تتعلَّق المسألة بالمال، بل في التَّحكُّم. [1]
"إذا كنت أمتلك نسبة 25%، فهذا يعني أنَّ لديّ نفوذاً، ولكن يمكن التَّغلُّب عليّ من حيث عدد المساهمين في حال صُوِّت ضدِّي مرّتين، أمَّا في حال امتلاكي ما نسبته 15% أو أقل، فذلك يجعل من السَّهل جداً التَّغلُّب على نسبة المصوِّتين لصالحي من قبل أصحاب مصالح مشبوهين"، وأضاف أنَّه سيكون سعيداً بنموذج أسهمٍ ذي فئةٍ مزدوجةٍ، الذي من شأنه أن يعطيه قوَّة تصويتٍ إضافيَّةً (كما يفعل مارك زوكربيرج في Meta)، ولكنَّ قوانين ولاية ديلاوير لا تسمح بذلك بعد إجراء الطَّرح الأوليّ العام.
شاهد أيضاً: Zuckerberg يصف Facebook بأنه "شركة أصغر" مع ارتفاع أرباح Meta عام 2023
من سيسيطر على الذكاء الاصطناعي في Tesla؟
على الرَّغم من أنَّ هذا ليس دائماً الحال مع ماسك، إلَّا أنَّ ما يقوله منطقيٌّ بعض الشَّيء، إذ يبدو أنَّ الذَّكاء الاصطناعيّ يتَّجه نحو أن يكونَ تكنولوجيا تُغيّر العالم، ويعتقدَ ماسك أنَّ لديه القدرة على أن يشكِّل خطراً هائلاً، ففي عام 2017، قال لجمهور حكَّام الولايات إنَّه "أكبر خطر نواجهه كحضارةٍ" إذ استحضر صورة "الرُّوبوتات التي تنزل إلى الشَّوارع وتقوم بقتل النَّاس" في الأذهان، وهو شيءٌ ممكن بالفعل باستخدام طائراتٍ مسيّرةٍ تعمل بواسطة الذَّكاء الاصطناعيِّ.
وعلى الرَّغم من أنَّه لم يحدِّد من هم المقصودون بـ "أصحاب المصالح المشبوهين"، يمكن بسهولةٍ معرفة سبب قلقه حول من يتحكَّم في هذه التُّكنولوجيا، وربَّما زاد من ذلك مشاهدة مسرحيّة إقالة سام ألتمان من OpenAI ثمَّ إعادة تعيينه كرئيسٍ تنفيذيٍّ لها، وإذا كان سيشارك في بناء هذه التُّكنولوجيا ذات الأهميّة الكبيرة والخطورة المحتملة، عندها يبدو من المنطقيِّ أنَّه لا يريد لأحدٍ تجاوز قراراته بشأنها بسهولةٍ.
شاهد أيضاً: إيلون ماسك Elon Musk يتهم المعلنين بالابتزاز ثم يخبرهم بحقيقة شعوره
لكن قد يختلف ما يريده عمَّا يمكن أن يحصل عليه؛ حتَّى لو كان مجلس إدارة Tesla مستعداً لتلبية طلبه -وما هو قد يكون كذلك- توجد عدَّة عقباتٍ تعترض طريقه، أوَّلها وأكثرها وضوحاً هو دعوى قضائيَّة لم يتمّ حسمها بعد، وفيها يطعن مساهمو Tesla بخطة تعويضٍ مَنحتْ لماسك ما يقرب من 50 مليار دولارٍ في خيارات الأسهم مقابل تحقيق أهدافٍ ماليَّةٍ محدّدةٍ، وإلى أن يتمَّ حسم هذه القضيَّة، من المحتمل أن يمتنعَ مجلس إدارة Tesla عن تقديم خطّة تعويضٍ جديدةٍ لماسك، ولكن لا توجد قراراتٌ حتَّى الآن، على الرَّغم من أنَّ المحكمة عقدت جلساتها منذ أكثر من عام.
وحتَّى لو تمَّ تجاوز تلك الدَّعوى القضائيَّة، إذا كان مجلس إدارة Tesla سيصدر العديد من الأسهم الجديدة ويمنحها لماسك لزيادة حصَّته، سيؤدِّي ذلك إلى تخفيف قيمة جميع الأسهم، الذي سيؤدِّي بالضَّرورة إلى المزيد من دعاوى المساهمين، وقد يتمثَّل أحد الحلول في منحه خيارات الأسهم، ربَّما تكون مرتبطةً بتحقيق أهدافٍ معيّنةٍ، لكن مجدَّداً، هذا ما قد يؤدِّي إلى إقامة دعاوى مستمرَّةٍ لا تنتهي.
من الواضح أنَّه من غير المرجَّح أن يكون ماسك قد حصل على حصّة 25% في Tesla في وقتٍ قريبٍ، وبغضِّ النَّظرٍ عما إذا كان مرتاحاً أو غير مرتاحٍ إلى ذلك، الواقع هو أنَّه بالفعل يُعرِّف Tesla كشركةٍ رائدةٍ في مجال "الذَّكاء الاصطناعيّ والرُّوبوتات"، لكن بدون تلك الحصَّة البالغة 25%، هل سيقوم حقَّاً بنقل ابتكاراته في مجال الذَّكاء الاصطناعيّ إلى مكانٍ آخر؟ يبدو ذلك غير مُرجَّحٍ، ومع ذلك، مع ماسك، لا يُمكن التَّنبُّؤ بالتَّصرّفات بدقَّة.
لمزيدٍ من الأخبار في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.