في مقابلة التّوظيف: احذر هذه السّمة الشّخصيّة وابحث عن تلك!
سرٌّ التّوظيف الناجح الذي يساعد مدراء الأعمال على اتّخاذ قراراتٍ صائبةٍ لبناء فريقٍ مثاليٍّ
بقلم مارسيل شوانتيس Marcel Schwantes، محرر مساهم في Inc. ومؤسِّس Leadership from the Core
قد يكون التَّوظيف في سوق العمل اليوم أمراً صعباً، ومن الضَّروريِّ اختيار أعضاء الفريق المناسبين، في حين أنَّ العديدَ من المدراء يبحثون عن أفرادٍ أذكياءٍ وواسعي المعرفة؛ فإنَّ توظيف "مَن يعرف كلَّ شيءٍ" يعدُّ علامة تحذيرٍ رئيسيَّةٍ. [1]
من خلال تجربتي في التَّوظيف وإجراء المقابلات مع كبار العملاء مثل Enterprise Rent-a-Car، وSprint، وXerox، تعلَّمت كيفيَّة التَّعرف بسرعةٍ على المرشَّحين الَّذين قد لا يكونون مناسبين للوظيفة، وتبيَّن أنَّ المرشَّحين الَّذين "يعرفون كلَّ شيءٍ" كثيراً ما يكون أداؤهم ضعيفاً في مثل هذه الشَّركات.
إحدى العلامات التَّحذيريَّة أثناء المقابلة هي عندما يدَّعي المرشَّحون أنَّهم يعرفون شيئاً ما، ولكنَّهم يفشلون في تقديم مزيدٍ من التَّفاصيل عند سؤالهم، إذ يشير هذا إلى أنَّهم قد لا يكونون صادقين في معرفتهم ويحاولون ببساطةٍ إبهار مَن يُجري المقابلة، لماذا يجب على القادة أن يفكِّروا مرتين قبل جلب "من يعرف كلَّ شيءٍ" إلى فرقهم؟
إنَّهم يخنقون التَّعاون
غالباً ما يميلُ الأشخاص الَّذين يعرفون كلَّ شيءٍ إلى السَّيطرة على المحادثات ويعتقدون أنَّ لديهم كلَّ الإجابات، ويمكن أن يؤدّي هذا إلى خنق التَّعاون داخل الفريق؛ حيث قد يشعر الأعضاء الآخرون بالتَّردُّد في المساهمة أو مشاركة أفكارهم، وقد يقاوم "الَّذين يعرفون كلَّ شيءٍ" أيضاً التَّكيُّف مع الأفكار أو التَّقنيَّات أو المنهجيَّات الجديدة، ممّا يعيقُ قدرة الفريق على الاستجابة بسرعةٍ للتَّغيُّرات.
شاهد أيضاً: قاعدة وارن بافيت الأولى في التوظيف: هذه الصّفة أهم من الذكاء
يقوّضون معنويات الفريق
إنَّ موقفَ "معرفة كلَّ شيءٍ" يمكن أن يخلق بيئة عملٍ غير صحِّيَّةٍ، ممّا يؤدّي إلى انخفاض معنويات الفريق والمشاركة في العمل، والمثال الكلاسيكيِّ هو عندما يرفض القائد الَّذي "يعرف كلَّ شيءٍ" ويتمتَّع بنفوذٍ لدى كبار المسؤولين أفكار أعضاء الفريق أو مخاوفهم أو اقتراحاتهم، إنَّ "معرفة كلَّ شيءٍ" قد تؤدّي إلى خنق الابتكار في بيئةٍ يتمُّ فيها تشجيع وجهات النَّظر المتنوِّعة، وذلك من خلال رفض وجهات النَّظر البديلة والأفكار غير التَّقليديَّة.
من الضَّروريّ طرح الأسئلة الصحيحة في المقابلة للوصول إلى جوهر الثِّقة المفرطة في "معرفة كلِّ شيءٍ". أحد هذه الأسئلة هو: "على مقياس من 1 إلى 10، كيف تقيُّم معرفتك باتِّجاهات التُّكنولوجيا؟" إذا قام شخصٌ ما بتقيِّيم نفسه بـ 9 أو 10، فقد يكون ذلك علامةً حمراءَ؛ حيث لا يمكن لأحدٍ أن يعرفَ كلَّ شيءٍ، هذا السُّؤال يمكن أن يكشفَ عن صدق الشَّخص ووعيه الذَّاتيّ.
ابحث عن التَّواضع والصّدق بدلاً من ذلك
إحدى الصِّفات التي أبحث عنها دائماً في السَّاعين وراء عملٍ هي قدرتهم على إظهار الصِّفات القياديَّة، بغضّ النَّظر عن المنصب الذي يتقدَّمون إليه، يجب أن يكونَ القائد العظيم منفتحاً لطرح الأسئلة عندما يكون غير متأكِّدٍ وأن يكونَ على استعدادٍ للاعتراف بحدوده، في حين أنَّ هذا قد يبدو بمثابة خطرٍ محتملٍ أثناء المقابلة، فقد أوصيتُ في كثير من الأحيان بالمرشَّحين للوظائف الَّذين يُظهرون التَّواضع والصِّدق لمديري التَّوظيف.
شاهد أيضاً: صياغة أسئلة مقابلة فعّالة لتوظيفٍ جديدٍ
في حين أنَّ إغراء توظيف شخص "يعرف كلَّ شيءٍ" قد يبدو جذَّاباً، يجب على القادة أن يأخذوا في الاعتبار التَّأثيرات السَّلبيَّة المحتملة على ديناميكيَّات الفريق، ومن خلال تقييم شخصٍ لا يخشى الاعتراف بأنَّه لا يملك كلَّ الإجابات، يستطيع القادة بناء فرقٍ تزدهر بالانفتاح والشَّفافيَّة والتَّواضع ووجهات النَّظر المتنوِّعة، ممّا يؤدّي في نهاية المطاف إلى تحقيق النَّجاح في اقتصاد اليوم القائم على العلاقات.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.