الرئيسية التنمية تعلُّم قول "لا": مهارةٌ لحماية صحتك النفسية والجسدية

تعلُّم قول "لا": مهارةٌ لحماية صحتك النفسية والجسدية

استراتيجيات لرفض طلبات الآخرين بلباقة، دون الشّعور بالذّنب، ممّا يساعد على وضع حدودٍ صحيّةٍ تُعزّز السّعادة وتحافظ على العلاقات

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

في حياتنا اليوميّة، كثيراً ما نُواجه مواقف نجدُ فيها أنفسنا نقول "نعم" أكثر ممّا نرغب أو نستطيع تحمّله، فقط لأنّنا نخشى خيبة أمل الآخرين، أو نريد تجنّب المواجهة. وفي حين أنّ إرضاء النّاس قد يبدو جيّداً على المدى القصير، إلّا أنّ ذلك يُمكن أن يؤدّي إلى عواقب وخيمةً على صحّتنا النّفسيّة والجسديّة، فمن الإرهاق المستمرّ إلى الشّعور بالاستياء والغضب تجاه أنفسنا والآخرين، تُصبح قدرتنا على الاستمرار محدودةً، وقد تُؤثّر على علاقاتنا وحياتنا العمليّة.

لماذا نعاني من قول "لا"؟

هناك عدّة أسبابٍ تجعلنا نواجه صعوبةً في رفض طلبات الآخرين، وهذه الأسباب غالباً ما تكون ناتجةً عن مخاوف نفسيّةٍ أو اجتماعيّةٍ مُتجذّرةٍ:

  • الخوف من الرّفض: نخشى أن نقولَ "لا" لأنّنا نعتقد أنّ ذلك قد يسبّب فقدان الصّداقات أو العلاقات المهمّة في حياتنا، فنخاف أن نبدو أنانيّين أو غير متعاونين في نظر الآخرين.
  • الشّعور بالذّنب: قد نشعر بأنّنا ملزمون بمساعدة الآخرين حتّى في الأوقات الّتي لا تكون فيها الظّروف مناسبةً لنا، وقد يكون هذا الشّعور بالواجب والالتزام عميقاً لدرجةٍ تجعلنا نتجاهل احتياجاتنا الشّخصيّة.
  • إرضاء الآخرين: غالباً ما نرغب في أن نكونَ محبوبين ومقبولين من الجميع، فنُلبّي رغباتهم حتّى وإن كانت على حساب راحتنا وسعادتنا. في النّهاية، نميل إلى التّفكير فيما يريده الآخرون أكثر ممّا نفكّر في احتياجاتنا الخاصّة.

لماذا يجب علينا قول "لا"؟

من المهمّ أن نتذكّرَ أنّ قول "لا" ليس أمراً سلبيّاً، بل هو خطوةٌ أساسيّةٌ نحو حماية صحتنا النفسية ووضع حدودٍ صحّيةٍ في علاقاتنا. نحن بحاجةٍ إلى إدراك أنّ قبول جميع الطّلبات والمهمّات ليس بالضّرورة علامةٌ على القوّة أو التّفاني، بل يُمكن أن يؤدّي إلى التّوتر والإرهاق المُستمرّين. فعندما تقول "لا"، أنت في الواقع تحترم وقتكَ، وطاقتكَ، واحتياجاتكَ الشّخصيّة. قد يشعر البعض بالدّهشة في البداية أو يتضايقون، لكن في النّهاية سيفهمون ويُقدّرون حدودك. 

كيف تقول "لا" بلباقةٍ؟

إتقان فن قول "لا" يحتاج إلى ممارسةٍ وتفهّمٍ، ولكنّه مهارةٌ يُمكنك اكتسابها مع الوقت، وإليك بعض الطّرق التي يُمكنك استخدامها لرفض الطّلبات دون إيذاء مشاعر الآخرين:

  • كُن واضحاً وصريحاً: عند رفض طلبٍ ما، إذ يُمكنك قول "أنا لا أستطيع مساعدتكَ الآن بسبب التزاماتي الشّخصيّة"، لا تحتاج إلى إعطاء تفاصيل دقيقة، ولكن من المهمّ أن تكونَ صادقاً حول سبب رفضكَ.
  • قدّم بديلاً إذا أمكن: إذا كُنت لا تستطيع تلبية الطّلب، ولكن ترغب في المساعدة بشكلٍ آخر، يُمكنكَ اقتراح بديلٍ. على سبيل المثال، "أنا لا أستطيع المساعدة الآن، ولكن ربّما يمكنني مساعدتك لاحقاً في الأسبوع المُقبل."
  • حافظ على احترام الآخرين: عند قول "لا"، تذكّر أن تكون لطيفاً ومحترماً، قد يكون من المفيد أن تُظهِرَ تفهّماً لموقف الشّخص الآخر وتوضّح أنّك تُقدّر ثقته بك، حتّى لو كنت غير قادرٍ على المساعدة.
  • ضع حدوداً واضحةً: من الجيّد أن تضعَ حدوداً واضحةً في حياتكَ الشّخصيّة والمهنيّة، فعندما يعرف النّاس ما هو مقبول وما هو غير مقبول بالنّسبة لك، سيقلّ احتمال أن يطلبوا منكَ ما لا تستطيع تحمّله.

فوائد قول "لا"

عندما تبدأ في قول "لا" بانتظامٍ، ستلاحظ تحسّناً في العديد من جوانب حياتكَ، إذ ستشعر بقدرٍ أكبر من السّيطرة على وقتكَ وطاقتكَ، وستتمكّن من التّركيز على الأشياء التي تهمّك حقّاً. بالإضافة إلى ذلك، سيزداد احترام الآخرين لك عندما يرون أنّك قادرٌ على وضع حدودٍ واضحةٍ والالتزام بها.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: