سرّ النجاح الاجتماعي: كيف تترك انطباعاً أوليّاً لا يُنسى؟
اكتشف كيف يُمكن خطف اهتمام الآخرين باستخدام استراتيجيات بسيطةٍ تُعزّز من جاذبيتك الشّخصية وتساعدك على بناء علاقاتٍ اجتماعيّةٍ قويّةٍ
من الطّبيعيّ أن نسعى جميعاً لترك انطباعٍ أوليٍّ رائعٍ عند مقابلة أشخاصٍ جُدد، خاصّةً إذا كُنّا نعاني من الخجل، فوفقاً لعلم السّلوك، هناك استراتيجيّاتٌ بسيطةٌ يُمكنك اتّباعها لتزيد من شعور الآخرين بالإعجاب بك، وإحدى هذه الاستراتيجيّات هي طرح 3 أسئلةٍ أساسيّةٍ، والتي قد تكون البداية المُثلى لفتح قلوب الآخرين وجذب اهتمامهم.
أهميّة الجمع بين الاحترام والمحبة
يُقال في القيادة إنّ الاحترامَ أهمّ من المحبة، ولكن في الحقيقة، الحصول على كلاهما هو المفتاح لتحقيق النّجاح، إذ يقول رجل الأعمال الشّهير مارك كوبان: "اللّطف هو أحد أكثر المهارات التّجاريّة الّتي لا تحظى بالتّقدير الكافي"، كما تُشير الأبحاث إلى أنّ الأشخاصَ الذين يتمتّعون بمحبّة من حولهم يميلون إلى أن يكونوا قادةً أكثر فعاليّةً، وأكثر نجاحاً في المبيعات، قادرين على بناء علاقاتٍ جيّدةٍ والحفاظ عليها، وأكثر عرضةً للتّرقيّة أو الحصول على وظائف جديدةٍ، وأخيراً والأهمّ، مؤثّرين إيجابيّاً في حياة الآخرين.
الحديث عن الآخرين، وليس عن نفسك
الخطوة الأولى لتكون أكثر قبولاً لدى الآخرين هي تجنّب الحديث المُتكرّر عن نفسكَ، وفقاً لدراسةٍ نُشرت في مجلّة "علم الشّخصيّة وعلم النّفس الاجتماعيّ"، فإنّ طرح سؤالٍ متبوعٍ بسؤالين إضافيّين يزيد بشكلٍ كبيرٍ من احتمال إعجاب الآخرين بك، ويعود ذلك إلى أنّ معظمَ النّاس يفضّلون التّحدّث عن أنفسهم، وقد أظهرت دراسةٌ أُخرى نُشرت في مجلة وقائع الأكاديميّة الوطنيّة للعلوم (Proceedings of the National Academy of Sciences) أنّ حوالي 40% من حديثنا اليوميّ يدور حول تجاربنا الشّخصيّة.
من الغريب أنّنا لا نستطيع منع أنفسنا من الحديث عن أنفسنا، إذ أظهرت الأبحاثُ أنّ التّحدّث عن تجاربنا الشّخصيّة يُنشّط مناطق الدّماغ المرتبطة بالمكافأة والرّضا، بشكلٍ يشبه تأثير المال والطّعام. لذا، إذا أردت أن تكون محبوباً، شجّع الآخرين على الحديث عن أنفسهم، كما أوضحت الدّراسة، أنّ الأشخاص الذين يطرحون أسئلةً متتابعةً يُنظر إليهم على أنّهم أكثر استجابةً واهتماماً، ممّا يجعلهم أكثر جاذبيّةً في أعين الآخرين.
المعاملة بالمثل في الإعجاب
يميلُ النّاس بطبيعتهم إلى الإعجاب بمن يُظهر لهم مشاعر إيجابيّةً، ففي دراسةٍ كلاسيكيّةٍ نُشرت في مجلّة العلاقات الإنسانيّة، تبين أنّ المشاركين الذين سمعوا تعليقاتٍ إيجابيّةً عن أنفسهم أحبّوا الشخص الآخر أكثر من أولئك الذين سمعوا تعليقاتٍ سلبيّةً. هذه الظاهرة، المعروفة بتأثير بن فرانكلين، تُشير إلى أنّنا نميل إلى الإعجاب بالأشخاص الذين يُعجبون بنا، وهذا يُقلّل من احتمالات التّنافر المعرفيّ.
الاستفادة من قوة التّوقعات الذّاتيّة
تُشيرُ الدّراسات المنشورة في مجلّة Psychological Science إلى أنّ كثيراً من النّاس يعتقدون أنّهم يتركون انطباعاتٍ اجتماعيّةً سيئةً، في حين أنّ العكس هو الصّحيح. هذا التّحيّز الفكريّ، المعروف باسم فجوة الإعجاب، يُمكن أن يجعلَ من الصّعب عليكَ بناء علاقاتٍ جديدةٍ أو تحسين التّعاون مع زملائكَ في العمل، فإذا كُنت تعتقد أنّ الشّخصَ الذي تقابله لن يحبّك، فإنّ هذا الاعتقاد قد يتحقّق فعلاً. ولكن بالمقابل، إذا دخلت اللّقاء، وأنت تتوقّع أنّ الشّخصَ الآخر سيُعجَب بكَ، فإنّ ذلك سيزيد من احتماليّة حدوث ذلك، فالأشخاص الذين يتوقّعون القبول الاجتماعيّ غالباً ما يُنظر إليهم على أنّهم أكثر جاذبيّةً وودّاً.
لكي تصبح محبوباً، ركّز على الآخرين أكثر من نفسكَ، وكُن دائماً مستعدّاً لطرح الأسئلة التي تظهر اهتمامكَ بالشّخص الآخر، واعتمد على مبدأ المعاملة بالمثل في الإعجاب، وأخيراً، تذكّر أنّ توقّعك للإعجاب من الآخرين يُمكن أن يتحقّق فعلاً. بهذه الطُرق البسيطة، يُمكنك أن تتركَ انطباعاً أوليّاً رائعاً، وتصبح أكثر جاذبيّةً في أعين من حولكَ.