استعد للنجاح في 2025: 4 عادات ستغير مستقبل عملك!
تفرض التّغيّرات السّريعة في التّكنولوجيا والسّوق تحديّاتٍ جديدةً، لكن بتبنّي استراتيجيّاتٍ مرنةٍ يُمكن تعزيز النّموّ والاستدامة في عالم الأعمال المتغيّر

كُنتُ أعلم أنّ هٰذا العام سيحمل في طيّاته الكثير من عدم اليقين؛ ربّما لم أتوقّع أن تصل الموجة إلى هٰذا القدر من التّقلّبات في وقتٍ قصيرٍ، ولكن عام 2025 قد بدأ، وهو يرمي بالمفاجآت من كلّ جانبٍ، فمن التّكامل السّريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، إلى ديناميكيّات العمل الهجين، والتّقلّبات الاقتصاديّة، والطّلب المتزايد على الاستدامة، هناك الكثير من التّحدّيات الجديدة الّتي ستجبر الشّركات الصّغيرة على مواجهتها، إليك بعض العادات الجديدة الّتي يمكن للمؤسّسين وأصحاب الأعمال اعتناقها هٰذا العام:
1. تبسيط العمليات باستخدام الذكاء الاصطناعي
مع ازدياد توافر أدوات الذكاء الاصطناعي وأهمّيّته في رفع مستوى الكفاءة، حان الوقت لاستغلال كامل إمكانيّاته. وفي شركتي "بلولاند" (Blueland)، احتضنّا الذكاء الاصطناعي بطريقةٍ لا تسهّل سير العمليّات فقط، بل تحسّن أيضاً أسلوب عمل الفريق، وترتقي بتجربة العملاء. ونحن الآن نعمل على دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف وظائفنا، بدايةً من دعم العملاء، ومروراً بتحليل البيانات والماليّة، وحتّى المحاسبة والشّؤون القانونيّة، فمن خلال أتمتة المهامّ الرّوتينيّة وتحسين آليّات اتّخاذ القرار، شعرنا فعليّاً بفوائد هٰذا الدّمج.
ومع ذٰلك، نحافظ دوماً على المنهجيّة الّتي تضع الإنسان في المقام الأوّل، ففريق العمل هو أوّلويّتنا الأساسيّة. وبينما يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين الكفاءة، نراه كأداةٍ تمكّن فريقنا من التّركيز على المهامّ ذات القيمة المضافة، دون أيّ نيّةٍ لاستبدال البشر. نحن نسعى لإزالة الأعمال المتكرّرة، ومنح فريقنا المجال ليبدع في المجالات الّتي تهمّ حقّاً، مثل الابتكار وتحقيق الأثر.
2. تخصيص فترات أو أيام خالية من الاجتماعات
أدّى عصر العمل الهجين بلا شكٍّ إلى زيادة إرهاق الاجتماعات، ففي ظلّ مرونة العمل، أصبح التّمييز بين الحياة المهنيّة والشّخصيّة ضبابيّاً، وغالباً ما تختفي حدود التوازن بين العمل والحياة الشخصية. لذٰلك، بالإضافة إلى توضيح توقّعاتٍ صحّيّةٍ حول هٰذا التّوازن لفريقنا، قرّرنا في عام 2024 اعتماد فتراتٍ ممنوعةٍ من الاجتماعات على مستوى الشّركة، بحيث يتمّ تخصيص فترتين، كلّ واحدةٍ مدّتها ساعةٌ واحدةٌ أسبوعيّاً. والهدف من هٰذه الفترات هو تعزيز التّركيز والإبداع عند الموظّفين، إذ يمكن للعاملين استخدام هٰذه الفترات بالطّريقة الّتي تناسبهم، سواء لحضور دروس اليوغا، أو الانخراط في جوٍّ خارجيٍّ، أو تخصيصها لأداء المهامّ دون مقاطعةٍ. وقد أثبتت هٰذه الخطوة أنّها لا تقلّل فقط من ضغط الجداول المزدحمة، بل تعزّز أيضاً الإنتاجيّة وسعادة الموظّفين بالعامّ.
3. إعادة النظر في القيم الأساسية للشركة بشكلٍ دوريٍّ
مع التّغيّرات السّريعة في السّوق وزيادة طلب المستهلكين على الأصالة والشّفافيّة، يصبح من الضّروريّ أن تضمن الشّركة وضوح رؤيتها وقيمها الأساسيّة، وأن تتماثل هٰذه القيم مع ممارسات العمل. وفي شركتنا، أبدأ كلّ اجتماعٍ لمجلس الإدارة، وكلّ لقاء خارجيٍّ للفريق، وكلّ جلسةٍ استراتيجيّةٍ نصف سنويّةٍ بقراءة بيانات مهمّتنا ورؤيتنا. قد تبدو هٰذه الممارسة بسيطةً، لكنّها تعدّ ضروريّةً في ظلّ الاستقطاب السّياسيّ الحادّ الّذي نشهده اليوم، إذ تساعد على ترسيخ عمليّة اختيار القرار على أسسٍ من القيم المشتركة، مثل رؤية بلولاند لمستقبلٍ خالٍ من النّفايات. لذلك، خصص بعض الدّقائق لتذكير الجميع بالقيم الجوهريّة للشّركة، فهٰذا يساهم في الحفاظ على الثّقة والملاءمة بين الظّروف الّتي تتغيّر بسرعةٍ.
4. بناء المرونة من خلال التخطيط للسيناريوهات
نظراً للتّقلّبات الاقتصاديّة والسّوقيّة المتوقّعة في عام 2025، تصبح القدرة على التّكيّف مهارةً حاسمةً، خاصّةً لأصحاب الأعمال الصّغيرة. في عام 2024، بدأنا بممارسة التّخطيط للسّيناريوهات بشكلٍ منتظمٍ. وأحد التّمارين الّتي أحبّها هو طرح سؤالٍ بسيطٍ: "ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث؟" عندما نخطّط لأيّ مبادرةٍ أو إطلاقٍ جديدٍ، نجتمع كفريقٍ ونطرح هٰذا السّؤال، ثمّ نجري عصفاً ذهنيّاً لإيجاد طرقٍ لمنع أو التّخفيف من المشاكل المحتملة، إذ يساعدنا رسم سيناريوهاتٍ متعدّدةٍ -سواءً كانت مثاليّةً، أو الأسوأ، أو الأكثر احتمالاً- على توقّع التّحدّيات، واغتنام الفرص، والاستجابة بثقةٍ للتّغييرات غير المتوقّعة.
إذا لم يكن التّوقّع لغير المتوقّع قد أصبح حقيقةً يوميّةً، فإنّ ذٰلك سيصبح ضروريّاً. ومن صاحب عملٍ صغيرٍ إلى صاحب عملٍ آخر، استعدّ للأسوأ، وتمنّى الأفضل، وضع خططاً جاهزةً لكل السّيناريوهات. على الرّغم من صعوبة تحقيق أهداف العمل، سواءً كانت تتعلّق بالنّموّ، أو الرّبحيّة، أو الابتكار، إلّا أنّ الوصول إليها لا زال ممكناً جدّاً حتّى في أصعب الظّروف.
شاهد أيضاً: كيف يحقّق المميزون النجاح بعاداتٍ بسيطةٍ؟