سبتمبر: كيف تحوّل العودة للروتين إلى انطلاقة جديدة ومميزة؟
بطرح الأسئلة الصحيحة وتحديد أهداف صغيرة، يمكنك تحويل كره العودة للروتين والالتزامات بعد العطلة إلى فرصة للتوازن بين متطلبات الحياة والاستمتاع بما تحب
مع اقتراب نهاية العطلة الصّيفيّة وحلول شهر سبتمبر، يعود الجميع إلى المدارس ويستأنفون روتيناً جديداً، سواء كانوا طلّاباً أو موظّفين أو حتّى أرباب أُسرٍ، كما يُعتبر شهر سبتمبر فرصةً للتّفكير والتّأمّل في حياتنا الشّخصيّة والمهنيّة، حيث يرى الكثيرون أنّ هذا الشّهر يحمل بداياتٍ جديدةً أكثر تأثيراً من يناير، ورغم أنّ العودةَ إلى الرّوتين الدّراسيّ أو المهنيّ بعد فترةٍ من الرّاحة قد تكون متعبةً في بعض الأحيان، إلّا أنّها تُتيح لنا أيضاً فرصةً للتّخطيط وإدخال التّحسينات على حياتنا.
أهميَّة سبتمبر: بدايةٌ جديدةٌ
بالنّسبة للعديد من الأشخاص، يتجدَّدُ الشّعور بالنّشاط مع بداية شهر سبتمبر، وعلى الرّغمِ من أنَّ العام الجديد في يناير يكونُ غالباً هو الوقت المناسب للتأمُّل والتّغيير، إلَّا أنَّ سبتمبر يمتلكُ سِحراً خاصّاً حيثُ يرتبط بالبدايات الجديدة نتيجةً لانتهاء موسم العطلات الصّيفيَّة والعودة إلى الرّوتين اليوميّ، حتّى لو لم يكن لديكَ أطفالٌ في المدرسة، فإنَّ ذكرياتِ سنوات التّعليم تجعلُ من هذا الشّهر وقتاً مناسباً للتّغيير وإعادة تنظيم حياتِك.
يتباطأُ العملُ خلال شهري يوليو وأغسطس بسبب العطلات الصّيفيَّة، ممَّا يجعلُ سبتمبر وقتاً ملائماً لاستعادة النّشاط، ويُمكنُ استغلالُ هذا الشّهر في تعزيز الرّوتين اليوميّ أو حتّى البدء بعاداتٍ جديدةٍ، كما يُشيرُ علماءُ النّفس إلى أنَّ سبتمبر قد يكونُ وقتاً أفضل من يناير لبدء التّغييرات الشّخصيَّة؛ لأنَّه يأتي بعد فترةٍ من الاسترخاء والهدوء.
المخاوف المرتبطة بسبتمبر
وعلى الرّغم من فوائد العودة إلى الرّوتين، يُعاني العديد من النّاس ممّا يُسمَّى بمخاوف سبتمبر، وهي مشاعرٌ مختلطةٌ من التّوتر والقلق والنّدم المرتبطة بنهاية فترة الرّاحة الصّيفيَّة وبداية موسمٍ أكثر نشاطاً، وفقاً لتقريرٍ نَشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، فإنَّ هذه المخاوف تشملُ القلق من العودة إلى ضغط الحياة اليوميَّة. ولكن لا يجبُ أن تكون العودةُ إلى الروتين مُرهقةً دائماً، إذ هناك طرقٌ للتّعامل مع هذا الشّعور والبدء بروحٍ إيجابيَّةٍ، فتقترحُ المدربة التّنفيذيَّة جيسيكا استغلال هذه الفترة لتقييم ما كان ناجحاً وما يحتاج إلى تغييرٍ في حياتك، كما تنصحُ باستخدام بداية العام الدّراسيّ كفُرصةٍ للتّفكير في الرّوتين الجديد وإجراء التّعديلات المناسبة.
أسئلةٌ يجب أن تطرحَها على نفسك
قدَّمت جيسيكا وأن 5 أسئلةٍ يجب أن تطرحَها على نفسِك في شهر سبتمبر؛ لمساعدتِك على إعادة تقييم حياتِك الشّخصيَّة والمهنيَّة، فهذه الأسئلة تُساعد في تحديد ما يمكنُ تحسينُه وما يجب الحفاظ عليه:
- ما هي الفُرص الّتي يُمكن أن تأتي من هذا الرّوتين الجديد؟ يُمكن أن يمنحَك الروتين الجديد فُرصةً جديدةً، سواء في العمل أو الحياة الشخصيَّة، وربَّما تجد أنَّ تغيير بعض العادات أو المهامّ اليوميَّة قد يفتح لك آفاقاً لم تكنْ تتوقّعها.
- أين أريدُ أن أقضي المزيد من الوقت جسديّاً؟ قد ترغبُ في تخصيص وقتٍ أكبر لممارسة الرّياضة، أو قضاء وقتٍ مع العائلة، أو حتى تحسين بيئة عملكَ.
- ما هي المشاريع التي كانت في الخلفيَّة والّتي يمكنُ إحياؤها الآن؟ ربَّما لديك مشاريعٌ مؤجّلةٌ أو أهدافٌ لم تتمكّن من التّركيز عليها في السّابق، وسبتمبر هو وقتٌ مثاليٌّ لإعادة إحيائِها.
- كيف كان الخريف الماضي، وكيف يمكنني تكرار بعض الأشياء الجيّدة؟ تذكَّر التّجارب الجيّدة من العام الماضي، وحاول تكرارَها أو تحسينَها في هذا العام.
- كيف يُمكنني الاستمرار في بعض الأشياء الّتي استمتعت بها طوال الصّيف، حتّى لو كانت بسيطةً؟ لا تتخلَّ عن الأشياء التي جلبَتْ لكَ السّعادة خلال الصّيف، وحاول دمجَها في روتينك الجديد.
التّعامل مع مخاوف سبتمبر
إذا كُنت لا تزالُ تشعر بمخاوف سبتمبر بعد التّفكير في الأسئلة السّابقة، هناك بعض النّصائح الأُخرى الّتي قد تُساعدُك على التّأقلّم، يُمكنك محاولة تقسيم المهامّ الكبيرة إلى أهدافٍ أصغر وأكثر قابليّةً للتّحقيق، ممَّا يجعلُ التّحدّيات أقلَّ صعوبةً ويزيدُ من إنتاجيَّتك، كما يُمكنك أيضاً تدليل نفسكَ ببعض الأمور التي تُساعدك على العودة إلى الرّوتين مثل شراء أدواتٍ مكتبيَّةٍ جديدةٍ أو إضافة لمساتٍ شخصيَّةٍ إلى مكتبك.
شهر سبتمبر ليس مجرَّد نهايةٍ للعطلة الصّيفيَّة، بل يُمكن اعتبارُه بدايةً جديدةً تمنحُك الفرصة للتّأمُّل في حياتك وتحسينها، ومن خلال طرح الأسئلة الصّحيحة على نفسِك والاهتمام بتحديد الأهداف الصّغيرة، يُمكنك تحقيقُ التّوازن بين متطلّبات الحياة والاستمتاع بالأنشطة الّتي تجلبُ لكَ السّعادة.