5 استراتيجيات للبحث عن عمل جديد دون المساس بالوظيفة الحالية
أساليب ونصائح ذكية لتحديث سيرتك الذاتية والبحث عن وظائف جديدة دون التأثير على أدائك في عملك الحاليّ.
سواءً بسبب كثرة المشكلات أو بُعد المكان أو عدم تلبية الاحتياجات الماديَّة أو الوظيفيَّة، فإنَّ الكثيرون يجدون أنفسهم راغبين في ترك وظيفتهم الحاليَّة والبحث عن عمل جديدٍ، ولكن كيف يتمُّ الأمر مع ضغطِ العمل الشَّديدِ الذي لا يترك فرصةً للتَّنفُّس مع المسؤوليَّات العائليَّة والمنزليَّة وأوقات النَّوم والانتقالات.. هذا ما سنتعرَّف عليه الآن.
حدّد وقتاً ثابتاً يوميَّاً أو أسبوعيَّاً للبحث عن عمل
قبل أن تبدأَ في البحث عن وظيفةٍ ألقِ نظرةً سريعةً على التزاماتك اليوميَّة والأسبوعيَّة لتقرّرَ متى تلتزم بمهمَّة البحث عن وظيفةٍ، نعم؛ فهي بمثابة وظيفةٍ منفصلةٍ تتضمّن تصفّح الإعلانات وإجراء المقابلات وتحديث السّيرة الذَّاتيَّة وغيرها، ويوصي خبراء إدارة الوقت بتخصيص ما لا يقلُّ عن ساعتين إلى 3 ساعات أسبوعيَّاً على الأقلّ، ويمكن أن تمتدَّ إلى ساعةٍ يوميَّاً لا تفعل بها أيّ شيءٍ سوى ما يتعلَّق بالبحث عن الوظيفة التي ترغب بها، فمن الأخطاء التي يقع فيها من يبحث عن عملٍ أنَّه يُطارد الأمر في كلّ وقتٍ فلا ينجح في مسعاه ولا يلتزم بمتطلَّبات وظيفته الحاليَّة في الوقت ذاته، فيخسر الوضعين. [1]
خذ وقتك كاملاً في تحديث سيرتك الذاتية دون الوقوع في فخ الكمال
قبل أن تطَّلعَ على الوظائف في مواقع التَّوظيف المختلفة احرص جيِّداً على تحديث ملفك الشَّخصيّ على لينكد إن وإضافة خبراتك الجديدة إلى السِّيرة الذَّاتيَّة، وهي على الرَّغم من أنَّها خطوةٌ بديهيَّةٌ، إلَّا أنَّها شديدةُ الصُّعوبة على الكثيرين خصوصاً من مضى عليهم وقتٌ طويلٌ في عملهم ولا يعرفون الطُّرق الحديثة في تحديث السّيرة الذَّاتيَّة.
لذا ليس من المحرج طلب نصيحةٍ من صديقٍ لتحديث سيرتك الذَّاتيَّة وفقاً للمعايير الحديثة وليس تلك الَّتي حصلت بها على وظيفتك الأولى، خصوصاً إذا مرَّت سنواتٌ على التحاقك بها، ويمكن أن تخصّصَ وقتاً يوميَّاً بعد ساعات العمل تلتزم فيه تماماً بهذه المهمَّة الأساسيَّة.
ولكن تجنَّب المماطلة تماماً في هذه المرحلة، ولا تسعَ إلى الكمال المطلق، وتأكَّد من صعوبة إجراء كلّ التَّحديثات في جلسةٍ واحدةٍ؛ لذا لا تشعر بالإحباط من طول وقت هذه المهمَّة، بل خصِّص لها ولو 10 دقائق فقط يوميَّاً وستجد نفسك خلال أسبوعٍ على الأكثر أتمَّمت الأمر بكفاءةٍ.
لا تستخدم أجهزة الشركة واحرص على استخدام أجهزتك الشخصية
إنَّ الوقتَ الذي تخصِّصه للبحث عن عمل لا يجب مطلقاً أن يكونَ خلال وقت دوامك الحاليّ، وبالطَّبع ليس على أجهزة الشَّركة، فمعظم الشَّركاتِ إن لم تكن الشَّركات كلُّها تراقب استخدام الموظَّفين للإنترنت، وبالتَّأكيد لن ترغبَ في أن يعرفَ رئيسك الحاليّ ببحثك عن عمل قبل أن تجدَ ما ترضى عنه بالفعل، فهذا كفيلٌ بزيادةِ الضَّغط عليك لتظهرَ بصورة غير الملتزم بالمهامّ المكلَّفِ بها، وبالتَّالي تكليفك بالمزيد من المهامّ التي قد تقضي على فرصك تماماً في العثور على الوظيفة الجديدة. [3]
شاهد أيضاً: ماذا تفعل عندما تكتشف أن موظفاً لديك يعمل في أكثر من وظيفة بدوام كامل؟
استعدّ لضغط عملين في الوقت ذاته
من المنطقيّ أنَّك إذا وجدت الوظيفة المناسبة سوف تُخبر أصحاب العمل الجدد عن حاجتك لمدَّة أسبوعين؛ لتخبرَ مديرك القديم بتركك للعمل، ولكن إذا لم يكن هذا متاحاً، فاستعدَّ لضغط عملين معاً في الوقت ذاته، فأنت ما تزال على قوِّة عملك القديم، ولا بدَّ من احترام التزاماتك تجاهه إلى أقصى حدٍّ ممكنٍ، وتذكَّر أنَّك اخترت البحث عن عملٍ جديدٍ لخطوةٍ مميزةٍ في حياتك؛ لذا لا مانع من تحمُّل القليل من الضَّغط، وللتَّقليل من المجهود الإضافيّ احرص على إنجازِ مهامك القديمةِ أولاً بأولٍ خلال بحثك عن وظيفةٍ قد تأتي في أيّ وقتٍ.
لا تخبر أحداً مطلقاً في شركتك ببحثك عن عمل
بعض المديرين قد ينظرون لبحثك عن عملٍ وكأنَّه خيانةٌ ولا يتقبّلون الأمر نهائيَّاً، ولكن من ناحيةٍ أخرى بعض الموظَّفين يُخبرون زملاءهم بأنَّهم يبحثون عن عملٍ جديدٍ لمحاولة الضَّغط على الإدارة القديمة؛ لتحسين الرَّواتب أو ظروف العمل، وهذا من أسوأ الأخطاء التي يمكن أن تقعَ بها.
فرغبتكَ في تحسين ظروف العمل أمرٌ مختلفٌ تماماً عن بحثك عن وظيفةٍ جديدةٍ، فلا تستخدمها كوسيلةٍ للضَّغط لأنَّ هذا سيعود سلباً عليك بأسرع ممَّا تتخيَّل، كما احرص على إخفاء تعليقاتك ومشاركاتك لإعلانات الوظائف حتَّى لا يصل الأمر إلى مديرك الحاليّ قبل أن تلتحقَ بوظيفةٍ جديدةٍ بالفعل. [2]
شاهد أيضاً: التوظيف القائم على المهارات: سبب رفض السير الذاتية الغنية بالشهادات
وعموماً بيَّنت الإحصاءات أنَّ أصحاب العمل يُفضِّلون توظيف الأشخاص الَّذين لديهم وظيفة بالفعل وليس العاطلين عن العمل، فهذا دليلٌ على كفاءتهم في أغلب الأحيان؛ لذا فرصتك في البحث عن عملٍ خلال وظيفتك الحاليَّة كبيرةٌ، وإذا تمكّنت من الجمع بين الوظيفتين سواءً بساعاتِ عملٍ مرنةٍ أو إضافيَّةٍ، فإنَّ هذا يزيد من خبراتك ومن خياراتك المستقبليَّةِ، ولكن في كلِّ الأحوال لا تتهاون مطلقاً في مهمَّاتك الحاليَّة ولا تُثير المشاكل مع مديركَ، بل حافظ على إيجابيَّتك، فلا تزال تعمل لديهم وتعتمد عليهم ماديَّاً كما أنَّه من المفيد للغاية الاحتفاظ بعلاقاتٍ جيّدةٍ حتَّى النَّهاية.