أهم التقنيات الرائدة في قطاع التجزئة لعام 2025
من أدوات الذكاء الاصطناعي إلى نقاط البيع المتطوّرة، تعرّف على أفضل الابتكارات الحديثة لتعزيز تجربة العملاء وزيادة كفاءة سلاسل التّوريد

للحفاظ على تحديث عملك في قطاع التجزئة وجعله مواكباً لعام 2025، من الضّروريّ متابعة أحدث التّقنيّات، إذ تقدّم الأدوات والمنصّات التّقنيّة الحديثة الحلول المثلى لتحقيق أهدافك بكفاءةٍ عاليةٍ. وفيما يلي نستعرض أهمّ التّقنيّات الّتي ستحدث تحوّلاً في صناعة التجزئة خلال عام 2025، بدءاً من عمليّات التّوريد وصولاً إلى تحسين خدمة العملاء:
1. الذكاء الاصطناعي التوليدي
لقد أصبح الذكاء الاصطناعي من أكثر الموضوعات انتشاراً في السّنين الأخيرة، ومؤخّراً برز فرع الذكاء الاصطناعي التوليدي -وهو تقنيّةٌ تتعلّم من البيانات الموجودة، وتستخدمها لتوليد محتوى جديدٍ- كأحد أهمّ الاتّجاهات الّتي يجب متابعتها في عام 2025. ومع تطوّره المستمرّ، يساهم الذكاء الاصطناعي التوليدي في إعادة تشكيل قطاع التجزئة عبر:
- تبسيط العمليّات: تحسين كفاءة سير العمل الدّاخليّ.
- تعزيز التّخصّيص: تقديم تجارب مخصّصةٍ لكلّ عميلٍ.
- تمكين تجارب تسوّقٍ أكثر اندماجاً: خلق بيئاتٍ تسوّقٍ تفاعليّةٍ وجذّابةٍ.
عندما ننظر إلى تطبيقاته المتنوّعة، سواء خلف الكواليس أو في التّفاعل المباشر مع العملاء، يظهر مدى تأثيره الكبير. فمثلاً، استخدمت شركة "رايدر سيستم" (Ryder System) تقنيّات معالجة اللّغة الطّبيعيّة لتصنيف مراجعات العملاء تلقائيّاً، إذ تمّ تنظيف البيانات وتحليل المراجعات إلى كلماتٍ مبسّطةٍ تعكس ملاحظات العملاء وإجراءاتهم ومشاعرهم بدقّةٍ تصل إلى 96%، ثمّ وسّمت هذه النّصوص بالنّتائج المرجوّة، واستخدمت لتدريب نموذجٍ إحصائيٍّ، ممّا مكّن النّظام من تصنيف النّصوص الجديدة باستخدام بنكٍ معرفيٍّ متكاملٍ، وقد أدّى ذلك إلى توفير بيانات مراجعاتٍ مصنّفةٍ بدقّةٍ، تخدم أقسام التّسويق وخدمة العملاء بكفاءةٍ.
ومن جهةٍ أخرى، يمكّن الذكاء الاصطناعي التوليدي من إنشاء تجارب تسوّقٍ فائقة التّخصّيص، ومن خلال تحليل سجلّات الشّراء وأنماط التّصفّح والبيانات الأُخرى الخاصّة بالعملاء، يمكن تعديل المحتوى وتقديم توصياتٍ ومنتجاتٍ تتناسب مع الاحتياجات والتّفضيلات والسّلوك الفريد لكلّ عميلٍ، إذ يعزّز هذا التّخصّيص شعور العملاء بأنّهم مفهومون ومقدّرون، ممّا يساهم في خلق تجربة تسوّقٍ ممتعةٍ، ويعزّز الولاء للعلامة التّجاريّة.
2. أنظمة نقاط البيع
توفّر أنظمة نقاط البيع رؤى فوريّةً حول معاملات العملاء، وأداء المنتجات، واتّجاهات المبيعات. ومع تنوّع أسلوب الشّراء عبر القنوات المختلفة، تتوفّر الآن كمّيّةٌ أكبر من البيانات الّتي يمكن الاستفادة منها. إذ أدركت المزيد من العلامات التّجاريّة وتجّار التّجزئة قيمة هذه البيانات، فقاموا بتعزيز استراتيجيّاتهم متعدّدة القنوات، ممّا يفتح فرصاً أكبر لتحقيق المزيد من المبيعات وتبنّي طرق دفعٍ متنوّعةٍ. ويساعد هذا النّهج في جمع بياناتٍ شاملةٍ عبر القنوات المادّيّة والرّقميّة، ما يمكّنك من فهم سلوك الشّراء بدقّةٍ أكبر، وتحسين التّنبّؤات، وإدارة المخزون بكفاءةٍ، وفي النّهاية رفع مستوى تجربة العملاء.
3. التجارة الاجتماعية
يشهد التّكامل السّريع بين منصات التواصل الاجتماعي ووظائف التّجارة الإلكترونيّة بروز التّجارة الاجتماعيّة كأحد أهمّ تقنيّات سلسلة توريد التّجزئة، فقد أحدثت متاجر "فيسبوك" (Facebook)، والتّسوّق عبر "إنستقرام" (Instagram)، ومتجر "تيك توك" (TikTok)، وغيرها من المنصّات ثورةً في الطّريقة الّتي يكتشف بها المستهلكون المنتجات، ويتفاعلون معها ويشترونها. ولم تعد التّجارة الاجتماعيّة مجرّد إضافةٍ، بل أصبحت من الاتّجاهات الرّائدة الّتي تعيد تشكيل تجربة التّسوّق الحديثة.
ومن ناحيةٍ أخرى، أصبح فهم التّركيبة السّكّانيّة للعملاء أهمّ من أيّ وقتٍ ماضٍ للشّركات الّتي تبيع المنتجات. ورغم أنّ العمر ليس العامل الوحيد في وضع استراتيجيّة التّجارة الاجتماعيّة، إلّا أنّه يعدّ من أهمّ العوامل. ووفقاً لاستطلاعٍ حديثٍ أجرته شركة "غودادي" (GoDaddy) شمل 1,500 مستهلكٍ أمريكيٍّ، فإنّ نشاط الشّراء على منصّات التّواصل الاجتماعيّ قويٌّ جدّاً، إذ يقوم أكثر من واحدٍ من كلّ خمسة مستهلكين بعمليّات شراء أسبوعيّةٍ على هذه المنصّات. على سبيل المثال:
- أفاد 52% من "جيل الألفيّة" (Millennials) بأنّهم أجروا عمليّات شراء خلال الأشهر الثّلاثة الماضية من فيسبوك، مقارنةً بـ35% من جيل X "والجيل الطّفريّ" (Boomers)، و31% من جيل Z.
- كما قام 52% من مستجيبي جيل Z بشراء منتجاتٍ عبر تيك توك خلال الفترة نفسها، مقارنةً بـ37% من جيل الألفيّة و12% فقط من جيل X والجيل الطّفريّ.
ومن المتوقّع أن يستمرّ هذا الاتّجاه في تقديم فوائد كبيرةٍ لكليهما: تجّار التّجزئة والمستهلكين، ممّا يعزز التّحول نحو تجارب تسوّقٍ أكثر سلاسةً وتخصّصاً وكفاءةً في عام 2025.
عام 2025 المزدهر
يمثّل عام 2025 فرصةً ثمينةً للنّموّ والتّعلّم، مدفوعاً بمزيجٍ من الابتكار التّقنيّ، وتغيير أولويّات المستهلكين، وقبول الشّركات لهذه التّطوّرات. ستظلّ المبيعات أولويّةً قصوى، ولكن الآن أكثر من أيّ وقتٍ ماضٍ، ستتحقّق هذه المبيعات من خلال اعتماد الأدوات الأكثر فاعليّةً الّتي تمكّنك من الوصول إلى العملاء أينما كانوا، وتقديم تجارب إيجابيّةٍ وذات معنى في كلّ نقطة تواصلٍ. بهذه الاستراتيجيّات والتّقنيّات المتطوّرة، يصبح بإمكانك تعزيز تنافسيّة عملك في قطاع التّجزئة وتحقيق نجاحٍ مستدامٍ في عام 2025 وما بعده.