التواصل الفعال: 5 طرق لبناء العلاقات الناجحة في العمل
استراتيجيات لربط عناصر العمل بفاعلية، إذ غالباً ما يغفل قادة الأعمال عن أهمية العلاقات الرئيسية المتعددة في ضمان التوسع والانتشار.
لطالما ساد اعتقادٌ خاطئٌ لديّ بأنّ الأعمال التّجارية النّاجحة تُبنى من خلال رؤيةٍ بطوليّةٍ أو ابتكارٍ فريدٍ من نوعه، وهذا في الحقيقة غير صحيحٍ، إذ إنّ عالم الأعمال يشبه سيمفونيةً متناسقةً من اللّاعبين والعناصر، ولا يمكن لأيّ عملٍ أن ينجحَ بالكامل، إلّا إذا تواصل كلّ شيءٍ فيه بانسجامٍ، وهنا تكمن أهميّة التّطوير والإبداع والتعلّم المستمرّ في تحقيق التّواصل والنّجاح المستدام.
لقد كنت أؤمن دائماً بهذه المبادئ، لكنّني لم أتمكن أبداً من شرحها ببراعةٍ كما فعل صديقي فيصل حق Faisal Hoque وديريك باير Drake Baer في كتابهما الشّهير Everything Connects "كلّ شيء متصل" . إنّ رؤى "حق" حول تحوّل الأعمال في عصر الإبداع والابتكار والاستدامة مستمدةٌ من خبرته الواسعة في تأسيس الشّركات ودراسته للفلسفة الشّرقية.
وبالاستناد إلى أفكار حق وتطبيقاً للعديد من دروسه ومعلوماته، نقدّم إليكم 5 استراتيجياتٍ ضروريةٍ لبناء روابط العلاقات القويّة في الأعمال التي تُحقّق النّجاح، سواء كنت رئيساً تنفيذيّاً أو رائدَ أعمالٍ:
تعلم كيفية العمل مع الآخرين وبناء علاقات قوية
لا يمكن لأيّ شخصٍ أن يحقّقَ النّجاح في عالم الأعمال بمفرده ولو كان رائداً في ذلك؛ لذلك يتطلّب بناء العلاقات جهداً واعياً من قبل الفرد، وهو جزءٌ مهمٌّ لدفع أيّ عملٍ إلى الأمام، كما من المهمّ أيضاً تجنّب الأشخاص الذين قد يثبطون عزيمتك أو يضيعون وقتك أو لا يهتمون بنجاحك.
نمّ الأفكار بتنمية الفضول
إنّ الفضول هو أفضل محفّزٍ للإبداع التّجاري والتّعلم وحلّ المشكلات والتّفكير، كما أنّ الأفكار هي نقطة البداية لأيّ استراتيجيّةٍ، فالعمليّة المستمرّة لاكتشاف الأفكار وتخطيطها وتنفيذها هي الطّريقةُ الوحيدة لمواصلة الابتكار؛ لذا ابدأ بتنمية فضول من حولك عبر تعزيز شبكة علاقاتك وتقوية تواصلك معهم.
استمرّ في التفاعل مع جمهورك المستهدف
في ظلّ الاقتصاد المبتكر والتّرابط الاجتماعيّ، يُصبح الارتباط العاطفيّ بين العملاء وعلامتك التّجارية هو مفتاح النّجاح والنّمو المستدام، كما يتطلّب ذلك تركيزاً على رسالة علامتك التجارية ومنتجاتك، بحيث تؤثر إيجاباً وتُشكّل رابطاً عاطفيّاً مع جمهورك، فالرّسائل البسيطة والمُحفّزة للتّفاعل أكثر تأثيراً من تلك التي تُركّز على مجرّد خصائص ووظائف المنتج.
تسريع النمو المستدام
لا يكفي إنشاء منتج وعلامة تجارية فريدة لتحقيق النّمو المستدام، إذ يجب أن يتبعَ ذلك عمليات بيعٍ قابلةً للتكرار بهدف ابتكار عملٍ قابلٍ للتوّسع، ويحتاج تسريع هذا النّمو إلى التّطوير المستمرّ، وتحفيز التّعاون، والقيادة ذات الرّؤية الواضحة، إلى جانب بناء روابط مشجعّة وإيجابيّة مع جميع الأطراف ضمن بيئة العمل.
ابتكار قيمة طويلة الأمد
لكلّ عمليّةٍ تجاريّةٍ نتائجٌ، إذ تُعرف النّتائج الإيجابيّة بالقيمة، وعادةً تكون النّتائج قصيرة الأمد كميّةً، بينما تكون النّتائج طويلة الأمد أكثر نوعيّةً، كما أنّ الطّريقة الأفضل والمستدامة في سبيل ابتكار قيمة طويلة الأمد، هي الاستثمار المستمرّ في قدراتنا كأفرادٍ ومنظماتٍ.
في عالم الأعمال، كما هو الحال في الحياة، لا يأتي النّجاح دون علاقاتٍ إنسانيّةٍ قويّةٍ، ولتعزيز ورعاية علاقاتك، إليك بعض المبادئ الرّئيسيّة من الكتاب الذي أستلهمُ منه ذلك:
- الصّدق: هو الأساس لبناء الثّقة والاحترام.
- التّواصل الواضح: ضروريٌّ لتحديد الاتّجاهات وتوجيه الفريق.
- التّفكير التّقدميّ: يساعد على التّعامل مع فريق عملٍ ذو نظرةٍ مستقبليّةٍ واضحةٍ في خطّطهم وقراراتهم الاستراتيجيّة.
- الإلهام والتّأثير: يحفّز الآخرين على إظهار أفضل ما لديهم للحفاظ على موقعهم المتقدّم.
- بناء بيئةٍ اجتماعيّةٍ: يُعزّز التّعاون وتبادل الأفكار.
- الرّؤية طويلة الأمد: تُساعد على التّركيز على الأهداف وتوجيه الشّركة نحو النّجاح.
وأخيراً لكلّ من بدأ أوّل خطوةٍ في عالم الأعمال أقول: طريق النّجاح لا ينتهي عند تأسيس الشّركة، بل هو مسارٌ طويلٌ يحتاج المثابرة والتّصميم، وهنا يتبادر إلى ذهني مثلٌ صينيٌّ قديمٌ يقول: "عندما تقطعون 90% من الطّريق، أنتم في منتصف الطّريق إلى وجهتكم، إذ إنّ الـ10% الأخيرة لإقامة الاتّصالات الصّحيحة هي النّصف الآخر من رحلتكم"، فهل أنتم مستعدّون تماماً لتيسير نجاحكم الشّخصي ونجاح شركتكم؟
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.