الرئيسية المفاهيم الدين غير المضمون: كيف يؤثر على مستقبلك المالي؟

الدين غير المضمون: كيف يؤثر على مستقبلك المالي؟

قراراتٌ ماليّةٌ تحتاج إلى الكثير من الدّقة، حيث تؤدّي القروض غير المضمونة إلى فوائد مرتفعةٍ قد تؤثّر على استقرارك الماليّ وتحدّ من خياراتك المستقبليّة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يعدّ الدين غير المضمون، أو ما يُعرف بـ"Unsecured Debt"، أحد أبرز الأدوات الماليّة التي يعتمد عليها الأفراد والشّركات لتمويل احتياجاتهم المختلفة. سواء كان ذلك لشراء الضّروريّات، أو تغطية النّفقات الطّارئة، أو حتّى توسيع الأعمال، فإنّ هذه الديون تمنح حريّة الاقتراض دون الحاجة إلى تقديم ضماناتٍ عينيّةٍ مثل العقارات أو المركبات. لكن، في ظلّ هذه الحريّة، تكمن مخاطرٌ حقيقيّةٌ تجعل هذا النّوع من الدّيون أكثر تعقيداً ممّا يبدو عليه للوهلة الأولى. فما الّذي يجعل الدين غير المضمون خياراً شائعاً رغم مخاطره؟ وكيف يمكن التّعامل معه بحكمةٍ لتجنّب الوقوع في دوامة الدّيون؟ 

ما هو الدين غير المضمون؟

الدين غير المضمون هو نوعٌ من القروض الّتي تُمنح للمقترضين دون الحاجة إلى تقديم أيّ أصولٍ كضمانٍ للمقرض. في هذه الحالة، يعتمد المُقرض فقط على الجدارة الائتمانيّة للمقترض، وتاريخه الماليّ، وقدرته على السّداد، ومن الأمثة على الدّيون غير المضمونة:

  • بطاقات الائتمان: عمليّات الشّراء اليوميّة الّتي يتمّ سدادها لاحقاً بفوائد مرتفعةٍ.
  • القروض الشّخصيّة: تُمنح للأفراد دون ضماناتٍ، وغالباً ما تُستخدم للأغراض الاستهلاكيّة أو الطّارئة.
  • الفواتير الطّبيّة غير المدفوعة: تظلّ ديوناً غير مضمونةٍ حتّى يتم تحويلها إلى جهات التّحصيل.
  • القروض الطّلابيّة (في بعض البلدان): تعتمد على التزامات الدّفع المستقبليّة دون ضماناتٍ عينيّةٍ.

لماذا يُعتبر الدين غير المضمون أكثر خطورة؟

يُعدّ الدين غير المضمون أكثر خطورةً؛ بسبب غياب أيّ ضماناتٍ ماديّةٍ تُتيح للمُقرِض استعادة أمواله في حال تخلّف المقترض عن السّداد، ممّا يجعل المُقرضين يعتمدون على الجدارة الائتمانيّة فقط، ما يدفعهم إلى فرض أسعار فائدةٍ أعلى لتعويض المخاطر المحتملة. بالإضافة إلى ذلك، يواجه المقترض احتمال التّورّط في ديونٍ متزايدةٍ نتيجة الفوائد المركّبة والرّسوم الإضافيّة عند التّأخير في السّداد. كما يعدّ التّأثير على التّصنيف الائتمانيّ  جانباً آخر من المخاطر، حيث يؤدّي التّخلّف عن السّداد إلى انخفاضٍ كبيرٍ في درجة الائتمان، ما يجعل الحصول على قروضٍ مستقبليّةٍ أكثر صعوبةً وتكلفةً.

ما الفرق بين الدين المضمون وغير المضمون؟

يكمن الفرق الأساسيّ بين الدين المضمون وغير المضمون في وجود ضماناتٍ ماديّةٍ. في الدين المضمون، يُطلب من المقترض تقديم أصلٍ ثمينٍ مثل العقار أو السّيارة كضمان، ممّا يمنح المُقرِض حقّ الاستحواذ على الأصل في حالة التّخلّف عن السّداد، وبالتّالي تقلّ المخاطر على المُقرِض. أمّا الدين غير المضمون، فلا يحتاج إلى أيّ ضماناتٍ، ممّا يزيد من المخاطر على المُقرِض، ويؤدّي إلى فرض معدّلات فائدةٍ أعلى لتعويض ذلك. أيضاً، في حالة التّخلف عن السّداد، يمكن أن يؤدّي الدين غير المضمون إلى إجراءاتٍ قانونيّةٍ مباشرةٍ أو تدهور التّصنيف الائتمانيّ، في حين أنّ الدّين المضمون يقتصر تأثيره على فقدان الأصل المرهون. لهذا السّبب، غالباً ما يكون الدين المضمون أسهل في الحصول عليه، وأقلّ تكلفةً من حيث الفوائد مقارنةً بالدين غير المضمون.

كيف تدير ديونك غير المضمونة بذكاء؟

لتدير ديونك بذكاء، اتّبع النّصائح التّالية:

  • لا تقترض إلّا عند الحاجة: قبل التّقدّم بطلبٍ للحصول على قرضٍ غير مضمون، اسأل نفسك: "هل يمكنني العيش بدونه؟" إذا لم يكن القرض ضروريّاً، فقد يكون تجنّبه هو القرار الأفضل.
  • سدّد الدّيون بأسرع وقتٍ ممكنٍ: كلّما طال أمد الدّين، زادت تكلفته بسبب الفوائد المركّبة، فحاول دفع أكثر من الحدّ الأدنى كلّ شهرٍ لتقليل العبء الماليّ.
  • راقب درجة الائتمان الخاصّة بك: تحسين تصنيفك الائتماني يساعدك في الحصول على معدّلات فائدةٍ أقلّ مستقبلاً، لذا تجنّب تأخير السّداد أو تراكم الدّيون.
  • تفاوض على أسعار الفائدة: في بعض الحالات، يمكنك التّفاوض مع المقرضين لخفض الفائدة، خاصّةً إذا كنت تمتلك سجلّاً ائتمانيّاً جيّداً.
  • لا تعتمد على الدّيون لسدّ ديونٍ أخرى: يؤدّي استخدام بطاقة ائتمان لسداد قرض شخصي أو العكس إلى دخولك في دوّامةٍ لا نهاية لها من الدّيون والفوائد المتزايدة.

الدين غير المضمون سلاحُ ذو حدّين، إذ يُمكن أن يكون أداةً مفيدةً في بعض الحالات، لكنّه قد يتحوّل إلى عبءٍ ثقيلٍ إذا لم يُدار بحكمةٍ. لذلك، فإنّ اتّخاذ قراراتٍ ماليّةٍ مدروسةٍ، والالتزام بسداد الدّيون في مواعيدها، والبحث عن بدائل أقلّ كلفةً، يمكن أن يساعد على تجنّب الأزمات الماليّة المستقبليّة. 

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: