الذكاء الاصطناعي يساهم بـ12% من الناتج المحلي السعودي
تسعى المملكة لتحقيق نموٍّ في سوق الذكاء الصناعي ليصل إلى 9.2 مليار دولارٍ بحلول 2023، مع استثماراتٍ ضخمةٍ في الحوسبة السّحابيّة ومراكز البيانات
هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
تتوقّع الهيئة السّعوديّة للبيانات والذّكاء الاصطناعيّ (SDAIA) أن يساهمَ الذّكاء الاصطناعيّ (AI) بنسبةٍ تصل إلى 12% في النّاتج المحليّ الإجماليّ للمملكة بحلول عام 2030، وفقا لتقريرها الأخير "حالة الذكاء الاصطناعي في السعودية"، الّذي صدر قُبيل انعقاد قمّة الذكاء الاصطناعي العالميّة هذا الأسبوع، ويأتي هذا في ظلّ التّوسّع الكبير في الاستثمارات والتّطبيقات الّتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في مختلف القطّاعات الحكوميّة والخاصّة.
بحسب التّوقّعات، فإنّ الإنفاق السّنويّ على خدمات السّحابة العامّة سيشهد نموّاً بمعدّلٍ سنويٍّ مركّبٍ يبلغ 23% حتّى عام 2029، فيما يُتوقّع أن ينمو سوق الذكاء الاصطناعي في المملكة بمعدّل 29% سنويّاً، ليصل إلى 9.2 مليار دولارٍ بحلول نهاية العام 2023. ومن ناحيةٍ أُخرى، ستتضاعف الاستثمارات في مراكز البيانات لتبلغ 15 مليار دولارٍ بحلول عام 2030، ممّا سيرفع القدرة التّخزينيّة إلى 1300 ميغاواط.
التحول الرقمي في المؤسسات الحكومية
يشهدُ استخدام الذكاء الاصطناعي في الجهات الحكوميّة السّعوديّة نموّاً ملحوظاً، حيث تستخدم أو تختبر حوالي 39% من هذه الجهات تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما وتُركّز 74% من هذه الجهات على تحسين العمليّات التّشغيليّة، بينما تعمل 65% منها على تحسين العمليّات المُتعلّقة بتكنولوجيا المعلومات، وأظهرت البيانات أنّ 81% من الجهات الّتي تستخدم الذكاء الاصطناعي قد شهدت تحسّناً في تقديم الخدمات. علاوة على ذلك، خصّصت 43% من الجهات الحكوميّة ميزانيّاتٍ أو تُخطّط لتخصيص ميزانيّاتٍ لمشاريع الذكاء الاصطناعي خلال هذا العام أو العام المقبل.
المبادرات البارزة في الذكاء الاصطناعي
تعكس العديد من المشاريع التزام المملكة بتعزيز التّقنيّات الحديثة، ومن أبرز هذه المبادرات:
- منصة استشراف (Estishraf): الّتي تُقدّم تحليلات بياناتٍ تعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ لدعم اتّخاذ القرارات لأكثر من 100 جهةٍ حكوميّةٍ.
- منصة سواهر الوطنية (Sawaher): تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل تدفّقات الفيديو من أكثر من 15,000 كاميرا، وتقديم تنبيهاتٍ ورؤىً في الوقت الفعليّ.
- وزارة العدل: تستخدم تقنية التّعرّف الضّوئيّ على الحروف (OCR) لتسريع معالجة مستندات العقارات بدقّةٍ تصل إلى 98%.
- هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات (CST): تعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد أجهزة تقوية الإشارة غير القانونيّة، ممّا أدّى إلى تحسين الاتّصالات بنسبة 49%.
البحث والابتكار في الذكاء الاصطناعي
تستثمر السعودية بكثافةٍ في البحث والتّطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ تمّ إنشاء 11 مركز تميزٍ (CoEs) متخصّصاً في الذكاء الاصطناعي، بالتّعاون مع شركاتٍ، مثل Nvidia ومؤسسات محلية، تُركّز هذه المراكز على قطّاعاتٍ مُتعدّدةٍ، مثل: الإعلام وعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي التوليدي. بالإضافة إلى ذلك، تُوفّر منصة الوصول المفتوح الّتي أنشأتها الهيئة الملكيّة للمدينة (RDIA) إمكانيّة التّواصل بين الباحثين وموارد 12 مختبراً متخصّصاً في الذكاء الاصطناعي.
القوى العاملة والتعليم
يتزايد حجم القوى العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي في السعودية بسرعةٍ. بحلول عام 2022، كان هناك أكثر من 1,400 متخصّصٍ في الذكاء الاصطناعي، مع امتلاك 165,000 موظّفٍ لمهاراتٍ في الذكاء الاصطناعي. شهد عدد المتخصّصين في هذا المجال نموّاً سنويّاً يُقارب 54% بين عامي 2018 و2022. كما تعمل الجامعات السّعودية على تعزيز برامجها التّعليميّة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تُقدّم 86% منها برامج للحصول على درجات البكالوريوس في الذكاء الاصطناعي، و56% منها تُقدّم درجات الماجستير، و9% تُقدّم درجات الدّكتوراه في هذا المجال، كما وتسعى المملكة لتدريب مليون سعوديٍّ في مهارات الذكاء الاصطناعي بحلول 2030 ضمن مبادرة "مليون سعودي" الّتي أطلقتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي.
الحوسبة السحابية والبنية التحتية
تشهدُ السعودية تقدُماً ملحوظاً في قدراتها في مجال الحوسبة الفائقة، مع إنشاء عشرة حواسيب فائقة (supercomputers)، ثمانية منها مُصنّفة ضمن أفضل 500 على مستوى العالم. يُعد شاھین III في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST) الأسرع في منطقة الخليج، بقدرة أداءٍ تفوق ستّة أضعاف سابقه شاھین II. كما تستثمر المملكة بكثافةٍ في وحدات معالجة الرّسومات (GPUs)، حيث استحوذت KAUST على أكثر من 3,000 وحدةٍ من شركة Nvidia، فيما حصلت SDAIA على أكثر من 500 وحدةٍ من النّوع H100 من Nvidia.
تتضمّن استراتيجيّة الحوسبة السّحابيّة للمملكة خطّةً استثماريّةً بقيمة 18 مليار دولارٍ، بالإضافة إلى إطارٍ تنظيميٍّ للحوسبة السّحابيّة (CCRF) بهدف جذب الاستثمارات وحماية المستهلكين، كما وتمّ إطلاق منطقة الحوسبة السّحابيّة الخاصّة في عام 2023؛ لدعم نمو التّكنولوجيا الرّقميّة.
الاستثمارات والشركات الناشئة
تواصل صناديق رأس المال المغامر السعودية الاستثمار في الشّركات النّاشئة في مجال الذكاء الاصطناعي. بحلول أغسطس 2024، تم إبرام 42 صفقةً في هذا القطّاع، بما في ذلك استثماراتٌ بارزةٌ، مثل: استثمار واعد بقيمة 9 ملايين دولارٍ في SpiderSilk واستثمار أرامكو السعودية بمبلغ 108 ملايين دولارٍ في PASQAL. ارتفعت الاستثمارات في قطّاع الذكاء الاصطناعي في المملكة بنسبة 14% في عام 2023 لتصل إلى 1.7 مليار دولارٍ، كما وتسعى السعودية إلى جذب استثماراتٍ تصل إلى 20 مليار دولارٍ في هذا المجال بحلول 2030.