ثورة الذكاء الاصطناعي بين حماس المدراء وقلق الموظفين!
اكتشف التباين في وجهات النظر حول تأثير الذكاء الصناعي على الإنتاجية في بيئات العمل المختلفة
عندما ينظرُ المدراء التّنفيذيّون إلى الذكاء الاصطناعي (AI)، يرونهُ وسيلةً لتعزيز الإنتاجية. ولكن، عندَ سؤالِ الموظّفين عن رأيهم في هذه التّكنولوجيا، نجدُ أنّ نظرتهم أكثر تشاؤماً، وهذا ما كشفت عنهُ دراسةٌ حديثةٌ نشرتها منصّةُ العمل الحر "Upwork". وفقاً لبحثِ الشّركة، يتوقّع 96% من المديرين التّنفيذيّين أن استخدامَ أدوات الذكاء الصناعي سيزيدُ من مستويّات الإنتاجيّةِ في شركاتهم. بالمقابل، أفادَ 77% من الموظّفين الذين يستخدمون هذه الأدواتِ أن التّكنولوجيا قد خفّضت بالفعلِ من إنتاجيّتهم، وزادت من عبءِ عملهم. [1]
وتعودُ هذه الفجوةُ إلى عدّة أسبابٍ، منها الوقتُ الّذي يقضيهِ الموظّفون في تعلّم كيفيّة استخدامِ الذّكاء الصناعيّ، والتّحقق من صحّةِ نتائجهِ، ومواكبةِ توقّعات المدراء الّذين يعتقدون أنّ الذكاء الصناعي يُمكنهُ أن يزيدَ من حجمِ العملِ.
تعكسُ هذه الاختلافاتُ الكبيرةُ في وجهاتِ النّظرِ التّحديات الّتي تواجهها تكنولوجيا الذّكاء الصّناعي في بيئاتِ العملِ، ورغم الحماسِ الكبيرِ حول الذكاء الصناعي، خاصّةً بين المستثمرين والمديرين الّذين يرونه كوسيلةٍ لأتمتةِ المهامِّ الرّوتينيّةِ، إلّا أنّ الكثيرَ من وعودِ هذه التكنولوجيا لم تتحقّق بعد، إذ لا يزالُ العديدُ من الموظّفين مُرتبكين حول كيفيّة دمجِ الذّكاء الصّناعي في روتينهم اليوميّ، وهذا دون التّطرقِ إلى المخاوفِ من فقدانِ الوظائفِ بسبب الأتمتةِ.
وأحدُ الأمثلةِ البارزةِ هو تجربةٌ رئيسةٌ مشاركةٌ في شركة طيران مقرّها جورجيا، حيثُ ذكرت في حديثها مع صحيفةِ The New York Times عن صعوباتها في تطبيقِ الذّكاء الصنّاعي في مكانِ العملِ، فقد اضطرّت إلى وضعِ ملاحظةٍ على شاشةِ الحاسوبِ كتذكيرٍ لها بدمجِ الرّوبوت الذّكيّ "ChatGPT" في عملها اليوميّ.
شاهد أيضاً: هل يصل الذكاء الاصطناعي إلى إدارة الشركات؟
وتشيرُ بيانات Upwork إلى أنّ العديدَ من الموظّفين يشعرونُ بالضّياع، على الرّغم من حماسِ رؤسائهم، فقد أفادَ 47% من الموظّفين الّذين شملهم الاستطلاعُ بأنّهم "ليس لديهم فكرةٌ عن كيفيّة تحقيقِ زياداتِ الإنتاجيّة" الّتي من المفترضِ أن يُوفّرها الذكاء الاصطناعي. ويقولُ تقريرٌ Upwork: "الموظّفون متحمّسون لإمكانيّات الذّكاء الصّناعي مثل قادتهم، حيث يعتقدُ 65% منهم أنّ هذه التّقنيات يُمكن أن تزيدَ من الإنتاجيّة، ومع ذلكَ، هذا لا يتوافقُ بالضّرورةِ مع ما يختبرونهُ في العملِ".
ومع ذلكَ، فإنّ العديدَ من الشّركات تمضي قُدماً في اعتمادِ الذّكاء الاصطناعي، إذ وجدت Upwork أنّ 39% من الشّركات تفرضُ استخدامَ أدوات الذكاء الاصطناعي، بينما تُشجّعُ 46% استخدامها. بعبارةٍ أُخرى، 85% من الشّركات الّتي شملتها الدّراسةُ تندفعُ باتّجاه استخدامِ الذكاء الصناعي بدرجاتٍ متفاوتةٍ، وهذا التّوجه يأتي مع توقُّعٍ أن يتمكّنَ الموظّفون من إنجازِ المزيدِ من الأعمالِ بوجودِ الذّكاء الصّناعيّ، ممّا يُساهم في شعور 65% منهم بأنّهم لا يستطيعون مواكبةَ مطالبِ رؤسائهم.
وشملَ الاستطلاعُ، الّذي أجراهُ معهد أبحاث Upwork، حوالي 2500 من المديرين التّنفيذيّين والموظّفين والمُستقلِّين؛ لمعرفةِ آرائهم حول الذّكاء الاصطناعيّ.