الطاقة البديلة.. ماذا لو اختفى الوقود من كوكب الأرض؟
هل الإنسان قادر على تخيّل حياته بدون مصادر
هل الإنسان قادرٌ على تخيّل حياته بدون مصادر الطاقة النّاتجة عن الوقود الأحفوريّ؟ على الأرجح قبل عدة عقودٍ، كان هذا التخيّل كفيلاً بجعل الواقع جحيماً، لكن اليوم اختلف الحال كثيراً، وبات بالإمكان الحديث عن انتهاء عصر الوقود بشكله التّقليديّ، مع وجود الطاقة المتجددة، والتّي باتت تُعرَف بأنّها من أهم أشكال الاستدامة في عصرنا الحالي.
تقول دراسة أجرتها جامعة لابينرانتا الفنلنديّة، عام 2017، إنّه ومع حلول عام 2050، ستتمكّن الطّاقة المتجدّدة أو الطاقة البديلة من تغطية احتياجات الكون كلّه من التّدفئة، والكهرباء، والنّقل العام، والمصانع.
التوجه نحو الطاقة البديلة
يُشكِّل كل من الغاز والنفط والفحم، مصادر الوقود الأحفوريّ، ووفقاً للدراسات والخبراء فإنّ المخزون الحاليّ من الوقود الأحفوريّ لن يكفي أكثر من 50 سنة قادمة، جرّاء تزايد الاستهلاك، ما أدّى إلى ازدياد الاهتمام بالتُّوجه نحو الطاقة البديلة.
إضافةً إلى ذلك فإن استخدام الوقود الأحفوريّ، أدّى إلى تفاقم أزمة المناخ، وحدوث تغييّرات مناخيّة تهدّد البيئة والحياة على كوكب الأرض، وهذا كان عاملاً أساسيّاً مهمّاً في عمليّة التّوجه.
من أين سنحصل على الطاقة البديلة؟
هناك أربعة أنواع رئيسيّة للطّاقة النّظيفة أو المتجدّدة أو البديلة، يجري استخدامها على نطاق واسع في العالم حالياً، وهي: الطاقة الحراريّة الأرضيّة، والطّاقة الشّمسيّة، والطّاقة الرّيحية أو الهوائيّة، إضافةً إلى الطّاقة الكهرومائيّة، مع العلم أنً لكلّ واحدةٍ منها خصائصها ومميزاتها.
الطاقة الحرارية الأرضية
تتجاوز درجة حرارة الماغما الموجود في باطن كوكب الأرض الـ 6 آلاف درجة، أي تماماً مثل درجة حرارة الشّمس، تتدفق تلك الحرارة إلى منطقة قريبة من سطح الكوكب جرّاء التّحلل البطيء للجسيمات المُشعّة، حيث يجري استغلالها للحصول على الطاقة البديلة من خلال توربينات خاصة تستطيع توليد الكهرباء ثم تخزينها للاستخدام عند الحاجة. ووفقاً للإحصائيات، فإن الطّاقة النّاتجة عن هذا النّوع، تكفي ضعفي استهلاكنا من الكهرباء.
الطاقة الشمسية
الطاقة الشمسية هي الطّاقة التّي يستحيل التّفكير بالخوف من فقدانها، ويقول المختبر الوطني للطاقة المتجددة في أميركا، إنّ ساعة واحدة تكفي لإنتاج أكثر من احتياج جميع سكان الكوكب من الطّاقة لمدّةِ عامٍ كاملٍ.
ولكن، ما يعيب هذه الطّاقة هو عدم القدرة على تخزينها لوقتٍ طويلٍ، لذلك تُجرى الأبحاث اليوم للوصول إلى حلٍّ لهذه المشكلة، حيث تسعى أميركا للحصول على طاقةٍ من الشّمس تكفي نصف احتياجات مواطنيها من الكهرباء بحلول عام 2050م.
الطاقة الريحية
في الطاقة الريحية، تستخدم توربينات خاصّة، تحوّل الطّاقة الحركيّة للرّياح إلى كهرباء، وفي عام 2022، شكلّ هذا النّوع 16 بالمئة من مصادر الطاقة البديلة في العالم.
إذ توضع توربينات الطّاقة الريحية، في أماكنَ بعيدةٍ عن التّجمّعات البشريّة والأبنية الكبيرة، التّي تكثر فيها الرّياح، خصوصاً بالقرب من البحار التّي تتشكّل فيها عواصف بحريّة شديدة.
الطاقة الكهرومائية
يغطي الماء 71 بالمئة من مساحة الأرض، أي ضعفي البر تقريباً، وبالتالي فإنّه كان من المهمّ البحث في كيفيّة الاستفادة منه في توليد الطاقة النظيفة.
يقوم مبدأ الطّاقة الكهرومائيّة على استغلال حركة المياه، كما هو الحال في الاستفادة من طاقة الرّياح، لكن هنا لا يتم استخدام التوربينات، بل إنشاء محطّاتٍ خاصة تحوي سدّاً وخزّاناً لتخزين المياه فيه، ومع تدفّق المياه من السّد هبوطاً تُنتَجُ الطّاقة.
استخدام هذه الطّاقة ليس بالجديد، وهناك الكثير من نماذجها في العالم العربيّ، مثل: سد الفرات في سوريا مثلاً، والذّي يعتبر أحد أضخم السّدود بالعالم العربي، إذ إنّه ينتج كهرباءً بنحو 2 مليار ونصف kWh.
رغم أنّ العالم اتّخذ خياره في البحث عن مصادر الطاقة البديلة ومحاولة جعلها سائدةً، إلا أن هناك بعض السّلبيات فيها، مثل: تقلّبات الطّقس، إضافةً إلى ارتفاع كلفتها على الأفراد، إذ إنّ تركيب أيّ نوع من الطاقات البديلة بشكلٍ فرديٍّ يُحمّل الأفراد كلفاً عاليةً، ما يستدعي وضع خطّة وطنيّة لكلّ دولةٍ، بحيث يكون إنتاج الطّاقة عبر محطاتٍ خاصّةٍ وكبيرةٍ، تؤمّنها للمجتمعات البشريّة دون أن يقع عبء تركيبها بشكلٍ فرديٍّ على المواطنين.