استراتيجيات فعالة للحصول على وظيفتك الأولى بعد التخرج
البحث عن وظيفتك الأولى بعد التّخرج قد يبدو كرحلةٍ شاقة، لكن كلّ خطوةٍ تقوم بها اليوم تضع حجر الأساس لمستقبلك المهنيّ
إذا كنت تسعى للحصول على وظيفتك الأولى، فلا بدّ أن تعلم أنّ العمل بعد التّخرّج يعدّ واحداً من أصعب التّحدّيات الّتي تواجه الكثيرين، إن لم يكن الجميع بلا استثناءٍ. قد تجد من يبدأ حياته العمليّة مبكّراً خلال سنوات الدّراسة، لكن لا يتمكّن الجميع من الاستفادة من هذا الأمر. وعلى الرّغم من أهمّيّة الدّراسة، فإنّ الحياة العمليّة عادةً ما تكون شديدة الاختلاف عمّا درسته.
فلماذا يجد الكثيرون صعوبةً كبيرةً في الحصول على الوظيفة الأولى؟ وكيف يمكن العمل بعد التّخرّج دون خبرةٍ؟ وما الّذي يجب أن تبحث عنه في وظيفتك الأولى؟ كلّ هذا وأكثر سنتعرّف عليه الآن.
لماذا من الصّعب الحصول على وظيفتك الأولى؟
تتنوّع الأسباب الّتي تجعل الحصول على وظيفتك الأولى صعباً إلى حدٍّ كبيرٍ. بين الأسباب العامّة مثل الحالة الاقتصاديّة وندرة فرص العمل في مجال تخصّصك، إلى الأمور الشّخصيّة المرتبطة بمدى استعدادك الفعليّ لبدء الحياة العمليّة، قد يكون الأمر أكثر صعوبةً؛ ممّا يتوقّعه معظم الخريجين. ومن أهمّ أسباب صعوبة الحصول على الوظيفة الأولى: [1]
التّأخّر في البحث عن الوظيفة لما بعد التّخرّج
يعتقد الكثير من الطّلّاب أنّهم إذا بحثوا عن وظيفةٍ وهم طلّابٌ، فسيكون مجهوداً ضائعاً، حيث لن يلتفت إليهم أحدٌ من أصحاب العمل قبل التّخرّج. هذه رؤيةٌ خاطئةٌ تماماً؛ إذ تبحث العديد من الشّركات عن طلّابٍ شغوفين يتمتّعون بالنّشاط. فضلاً عن أنّ معظم المتقدّمين للوظائف لا يستوفون كلّ الشّروط. لذا، احرص على بدء البحث عن العمل قبل التّخرّج، ممّا سيساعدك في الحصول على خبرةٍ عمليّةٍ مبكّرةٍ، وتجنّب المنافسة الشّديدة عند التّخرّج وامتلاء سوق العمل بباحثين عن وظائف. كما سيساعدك ذلك في تقليل التّوتّر والضّغط النّاجم عن البقاء بلا عملٍ بعد التّخرّج، مع التّعرّف الصّحيح على متطلّبات سوق العمل.
عدم اليقين بشأن التّخصّص
يتفاجأ الكثير من الطّلّاب بقلة طلب سوق العمل على مجال دراستهم، ممّا يسبّب لهم الكثير من الإحباط؛ وبالتّالي لا يبحثون بطريقةٍ صحيحةٍ عن العمل المناسب. مع زيادة فرص العمل عن بعدٍ، يجب توسيع مجال بحثك ليشمل دولاً أخرى. وإذا لم يكن هذا ممكناً، ففكّر في أفضل الموادّ الدّراسيّة الّتي استمتعت بها خلال الدّراسة، وترتبط أكثر بسوق العمل. ابدأ في البحث عن مسارٍ مهنيٍّ متعلّقٍ بها، حتّى إذا لم يكن ما تطمح إليه في البداية. سيفتح العملٍ لك آفاقاً جديدةً، ويوسّع من شبكتك الاجتماعيّة، ويزيد من خبرتك العمليّة.
عدم الاهتمام بالمواهب الشّخصيّة
يقع الكثيرون في فخّ الاتّجاه إلى الوظائف ذات البريق المرتفع، دون أن يكون لديهم شغفٌ حقيقيٌّ تجاهها، وهذا يظهر من السّيرة الذّاتيّة ومن المقابلات. مع الاهتمام بالتّخصّص، يجب الاهتمام بمهاراتك وسماتك الشّخصيّة وطبيعتك. تتوفّر العديد من الاختبارات مثل IKIGAI واختبار السّمات الشّخصيّة الخمس الكبرى، يمكنك تحميلها عبر الإنترنت للتّعرّف على الوظيفة الملائمة أكثر لنمط شخصيّتك، ممّا يساعدك في الحصول عليها دون خبرةٍ. الشّغف والمهارات المرتبطة من أهمّ الأمور الّتي يبحث عنها أصحاب العمل الآن.
التّقدّم إلى إعلانات الوظائف فقط
تتوفّر العديد من الطّرق للحصول على وظيفتك الأولى، منها أساتذتك في الجامعة، وزملاؤك، وأصدقاؤك على مواقع التّواصل الاجتماعيّ وغيرها. لا يجب تضييق نطاق البحث للتّقدّم للوظائف المنشورة فقط؛ إذ أثبت آخر استطلاعٍ للرّأي على لينكد إن أنّ 85% من الوظائف لا تنشر على الإنترنت، بل يقتصر التّرشيح لها من الدّاخل. هنا عليك توسيع أفقك ووسائل البحث عن وظيفةٍ، مع سؤال الخبراء في مجالك وحضور الفعاليّات المهمّة للتّعرّف على أفضل الوظائف المتاحة.
عدم التّحضير الجيّد
يصمّم بعض المرشّحين للوظائف سيرتهم الذّاتيّة بطريقةٍ إبداعيّةٍ، مع التّحضير الجيّد للغاية قبل كلّ مقابلةٍ، والحصول على محفظة أعمالٍ احترافيّةٍ. لكنّ الأغلبيّة تتجاهل هذه الخطوات على أساس أنّها لا تتمتّع بالأهمّيّة الكبيرة، وأنّ التّقدير النّهائيّ والشّهادات هي الأهمّ. كلّ تفصيلٍ في السّيرة الذّاتيّة مهمٌّ؛ فلا يجب إهمال أيّ شيءٍ، بل التّحضير الجيّد لكلّ وظيفةٍ، بدءاً من تعديل السّيرة الذّاتيّة لتتلاءم مع الوصف الوظيفيّ، وتحتوي على كلماتٍ منه، وانتهاءً بالاستعداد الفائق للمقابلة والتّدرّب على الأسئلة المتوقّعة. التّوتّر يكون شديداً، ويجب أن تتعلّم السّيطرة عليه قدر المستطاع. [3]
أفضل طرق الحصول على الوظيفة الأولى
يستغرق الحصول على الوظيفة الأولى لدى البعض من 3 إلى 6 شهورٍ. وعلى الرّغم من أنّ الفترة ليست طويلةً للغاية، إلّا أنّها قد تمثّل عمراً بأكمله لشخصٍ حديث التّخرّج يتمتّع بالكثير من الشّغف ومتعجّلٍ لدخول سوق العمل. ومن أهمّ الخطوات الّتي تساعدك في الحصول سريعاً على وظيفتك الأولى: [2]
تحليل نفسك وإمكاناتك
لكي تنجح في كتابة سيرةٍ ذاتيّةٍ احترافيّةٍ وقويّةٍ وذات مصداقيّةٍ، لا بدّ في البداية أن تقيّم ذاتك بمهنيّةٍ واحترافيّةٍ دون مبالغةٍ أو تقليلٍ من شأنك. لا تتصوّر أنّك تعرف بالفعل كلّ شيءٍ عن نفسك؛ فهذا أمرٌ مختلفٌ عند البحث عن الوظيفة. تتوفّر العديد من الاختبارات المهنيّة لتقييم مهاراتك ونقاط ضعفك واهتماماتك وطموحاتك. هذه الخطوة الأكثر أهمّيّةً في الرّحلة لتعرف ما يحفّزك بالفعل وما تجيده في إطار مهنتك، أو في تخصّصٍ آخر. كما سيضع التّقييم مؤشّراتٍ لك لما يجب أن تبدأ في تحسينه من صفاتٍ ومهاراتٍ إذا كنت تستهدف مجالاً محدّداً.
البحث بكلّ الطّرق المتاحة والحديثة
قبل اتّخاذ قرارٍ نهائيٍّ بشأن الوظيفة الّتي ترغب في شغلها، يجب البحث في الوظائف الّتي تتعلّق بمجالات الاهتمام، ومعرفة المتطلّبات المتعلّقة بكلّ وظيفةٍ، وما الّذي تملكه من مهاراتٍ يؤهّلك لها وما الّذي ينقصك. إذا كانت الوظائف المتاحة ليست في مجال تخصّصك تحديداً، ففكّر في إضافة تخصّصٍ فرعيٍّ في مجالٍ أو أكثر تهتمّ به، أو الحصول على تدريبٍ داخليٍّ. تتنوّع بشدّةٍ الآن مواقع التّوظيف، سواءٌ المحلّيّة أو العالميّة، والّتي توظّف عاملين من جميع الجنسيّات والمهارات عن بعدٍ. لكن يجب الاهتمام بالبحث الجيّد وعدم التّسرّع في قبول أوّل وظيفةٍ تعرض عليك، بل تحقّق جيّداً من مراجعات الشّركة والموظّفين الحاليّين والسّابقين وظروف العمل، وهل ستتلاءم معك أم لا.
كتابة سيرةٍ ذاتيّةٍ تفصيليّةٍ احترافيّةٍ
ينصح خبراء التّوظيف بأن تأخذ وقتك كاملاً في كتابة سيرتك الذّاتيّة، مع مراجعتها أكثر من مرّةٍ واستشارة بعضٍ من الأكبر منك سنّاً أو أحد أساتذتك إذا استلزم الأمر. بل إنّ البعض يؤكّد ضرورة الحصول على دورةٍ سريعةٍ في كتابة سيرةٍ ذاتيّةٍ احترافيّةٍ؛ فالأمر أصبح أكبر بكثيرٍ من مجرّد رصد شهاداتك ومهاراتك ومجالات اهتماماتك.
إنّها وثيقةٌ تعبر بها تماماً عن نفسك. ومهما كانت خبرتك ومستوى تعليمك وتقديراتك النّهائيّة، يجب أن تقرأ كثيراً عن الخطوات الاحترافيّة لكتابة السّيرة الذّاتيّة، وطريقة تقسيمها، واختيار القالب الملائم لنوع مهنتك. اهتمّ بإدراج كلماتٍ مفتاحيّةٍ من كلّ وظيفةٍ في وصف السّيرة الذّاتيّة؛ فهذا يتطلّب إنشاء سيرةٍ ذاتيّةٍ لكلّ وظيفةٍ تتقدّم إليها، أو على الأقلّ تعديل السّمات والمهارات بما يتلاءم مع المكتوب داخل الوصف الوظيفيّ في الإعلان. هذا يزيد من سرعة وصولها إلى مسؤولي التّوظيف في المكان والعبور من روبوتات الذّكاء الاصطناعيّ الّتي تصفّي السّير الذّاتيّة وفقاً للكلمات المفتاحيّة.
إنشاء "بورتفوليو" أو محفظة أعمالٍ
إذا كانت السّيرة الذّاتيّة لا تتعدّى صفحةً أو صفحتين، فإنّ محفظة الأعمال تكون أكثر تفصيلاً. هي مفيدةٌ عموماً لكلّ المجالات، وأكثر أهمّيّةً بكثيرٍ للمجالات الإبداعيّة مثل التّصميم والإعلان والفنون المسرحيّة والبرمجيّات وألعاب الفيديو والهندسة المعماريّة. ترصد من خلالها أهمّ المشروعات الّتي اشتركت بها، بدءاً من المشروعات الطّلّابيّة إلى التّطوّعيّة وحتّى المستويات الاحترافيّة. من الأفضل أن تختار محفظةً رقميّةً يسهل الوصول إليها من كلّ مكانٍ ومكانٍ، وقتٍ والاطّلاع عليها، مع ضرورة تعديلها والإضافة عليها كلّ فترةٍ.
الاهتمام بملفّك التّعريفيّ على لينكد إن
أصبح لينكد إن من المنصّات الاجتماعيّة الرّئيسة في التّوظيف. فهو المكان المثاليّ لتوسيع شبكتك المهنيّة والبحث عن وظائف تتعلّق بمجالك، خصوصاً إذا كان في تكنولوجيا المعلومات أو التّصميم أو المبيعات. يجب أن تتطابق المعلومات في ملفّ لينكد إن مع سيرتك الذّاتيّة ومحفظة الأعمال، لأنّ هذا ما يبحث عنه مسؤولو التّوظيف عند قراءة السّيرة الذّاتيّة.
الحصول على خبرةٍ عمليّةٍ في مشروعاتٍ واقعيّةٍ
في حين أنّه من الأفضل بدء التّدريب خلال الدّراسة والحصول على خبرةٍ عمليّةٍ، لكن إذا لم تتوفّر لك الفرصة فلا بأس؛ لم تتأخّر كثيراً. توجد العديد من الطّرق للحصول على خبرةٍ عمليّةٍ مثل العمل المستقلّ أو البحث عن فرص تدريبٍ أو استكمال تحدّياتٍ عبر الإنترنت. توفّر بعض المؤسّسات فرص تدريبٍ متنوّعةً، وفي الكثير من الأحيان سوف تنهي التّدريب مقابل القليل من المال، أو دون مقابلٍ، لكن لا شيء يعادل الخبرة العمليّة. هذه المشروعات سوف تمنح قيمةً أكبر لسيرتك الذّاتيّة، خصوصاً إذا دعمتها بأرقامٍ واضحةٍ تؤكّدها عند المقابلة، أو في محفظة الأعمال.
توسيع شبكتك الاجتماعيّة
تعتبر دائرة علاقاتك واحدةً من أهمّ طرق البحث عن وظيفةٍ بعد التّخرّج، والّتي تبدأ من أساتذتك في الجامعة، أو من الخبراء الّذين تدرّبت معهم على مشروعاتٍ، وأيضاً المشاهير في مجالك الّذين تتابعهم باستمرارٍ. يمكنك الاستفادة من الأحداث الّتي تقام وتتعلّق بمجالك. في العصر الحاليّ، قد لا يهمّ كثيراً ما تعرفه بقدر ما يهمّ من تعرف. هذا لا يعني التّركيز فقط على العلاقات، ولكنّها من الأساسيّات للعثور على الوظيفة الّتي ترغب بها وتقييم مهاراتك في الوقت ذاته ومنحك نصائح بشأن جودة إنتاجك وطريقة تحسينه.
التّدرّب على مهارات المقابلة
قد تصل أكثر من مرّةٍ إلى مرحلة المقابلة، لكنّ الأمر يتوقّف عند هذا الحدّ. إذن، الأمر لا علاقة له بشهاداتك ومستوى تعليمك وخبرتك، لكنّه يتعلّق أكثر بمهاراتك الشّخصيّة. هنا يجب أن تعمل على المهارات النّاعمة، مثل التّواصل والثّقة بالنّفس وعدم التّوتّر وغيرها. لم تعد المهارات النّاعمة تقلّ أهمّيّةً بأيّ حالٍ من الأحوال عن المهارات التّقنيّة في تعيين الموظّفين. يمكنك التّدرّب على أسئلة المقابلات المتنوّعة في مجالك، والحصول على نصائح من خبراء في المجال بشأن أفضل طريقةٍ للنّجاح في المقابلة، بدءاً من طريقة اختيار الملابس إلى الجلوس وغيرها من أمورٍ لا يجب تجاهلها.
إتقان ترجمة خبراتك بما يتوافق مع الوظيفة
إذا لم تتوفّر لك الخبرة الدّقيقة الّتي يبحث عنها صاحب العمل، يمكنك الاستفادة من خبراتك السّابقة الّتي تتعلّق بالوظيفة إلى حدٍّ كبيرٍ. مثلاً، إذا اشتركت في حملةٍ لجمع التّبرّعات في الحرم الجامعيّ، ونجحت فيها بأرقامٍ واضحةٍ، فهذا يعني قدرتك على التّفوّق في وظيفة المبيعات. إذا كانت لديك خبرةٌ في تنظيم الرّحلات والفعاليّات، فهذا يعني قدرتك على إدارة المهامّ والإنجاز. لا تتجاهل أيّ خبراتٍ سابقةٍ تمتّعت بها خلال دراستك.
ما الّذي يجب أن تبحث عنه في وظيفتك الأولى بعد التّخرّج؟
قد تقول في نفسك الآن: "أنا أبحث عن أيّ وظيفةٍ، وليس لي طلباتٌ محدّدةٌ". قد يبدو هذا جيّداً في ظروفٍ اقتصاديّةٍ سيّئةٍ، أو عندما ترغب فقط في خبرةٍ عمليّةٍ مؤقّتةٍ تدعم بها سيرتك الذّاتيّة. لكن اختيار الوظيفة الّتي ستمارسها لمدّة 5 أو 10 سنواتٍ مقبلةٍ على الأقلّ ليس من الأمور الّتي يمكن أن تتعجّل بها. يجب أن تكون لديك أهدافٌ واضحةٌ لما ترغب في أن تقدّمه لك الوظيفة، وتضع هذه الأهداف أمامك دائماً، ممّا سيزيد من شغفك أوّلاً، وبالتّالي سيرفع من درجة نجاحك وتفوّقك بها. من أهمّ ما يجب أن تضعه في اعتبارك عند البحث عن وظيفتك الأولى: [4] [5]
1. إلى أين ستقودك في المستقبل؟
وظيفتك الأولى هي حجر الأساس في حياتك المهنيّة. حاول التّأكّد من أنّها ستفتح أمامك المزيد من الفرص في المستقبل. يمكنك التّعرّف على ذلك من خلال القراءة عن الشّركة، وتتبّع مسار الموظّفين، وطبيعة المشروعات الّتي تعمل عليها، والطّريقة الّتي يترقّى بها أصحاب الإنجازات.
2. هل ستعلّمك مهاراتٍ جديدةً؟
إذا لم تكن وظيفتك الأولى هي ما تطمح إليه فعليّاً، فلا ترفضها دون أن تسأل نفسك ما الّذي يمكنك أن تتعلّمه منها. مثلاً، وظيفة التّعامل مع قواعد البيانات قد تكون خارج طموحاتك، لكنّها ستدعمك بمهاراتٍ قابلةٍ للنّقل في أيّ وظيفةٍ أخرى، وتزيد من براعتك في تحليل الأرقام. الحال نفسه في مجال المبيعات؛ قد لا تخطّط للبقاء فيه طوال عمرك، لكنّك ستتعلّم منه إدارة الوقت وتقييم احتياجات العملاء والتّواصل الجيّد. فكّر فيما يمكن أن تتعلّمه فعليّاً من وظيفتك قبل قبولها.
3. ما ثقافة الشّركة ومدى ملاءمتها لك؟
قد يبدو هذا للبعض منتهى الرّفاهية أن تختار ثقافة الشّركة، لكن تذكّر أنّ وظيفتك الأولى قد تحدّد مصيرك لسنواتٍ طويلةٍ. حاول طرح الأسئلة الصّحيحة عنها، بدءاً من طريقة العمل المفضّلة لدى أصحاب العمل، وما التّوقّعات منك، وهل ستعمل مع فريقٍ، أم بمفردك، وساعات العمل وغيرها من تفاصيل تساعدك في تحديد قدرتك الفعليّة على تقديم أفضل ما لديك في هذه الوظيفة لتكون بداية نموٍّ مهنيٍّ حقيقيٍّ، وليس مجرّد إهدارٍ للوقت والطّاقة.
البحث عن الوظيفة الأولى لن يكون سهلاً على الإطلاق، بل يتطلّب الكثير من الصّبر والمحاولات. من المهمّ جدّاً أن تتمتّع بالتّفاؤل، ولا تكفّ عن المحاولة مع استمرار التّدرّب والتّعلّم ومراقبة الاتّجاهات الحديثة في مجالك أو مجالاتٍ قريبةٍ. تتبّع شغفك قدر المستطاع ولا تنسه؛ فالمهمّ ألّا تقف ساكناً وتفقد الأمل.