الرئيسية التنمية الغرابة تصنع التميز: كيف تُبرز ثقافتك الفريدة في عالم العمل؟

الغرابة تصنع التميز: كيف تُبرز ثقافتك الفريدة في عالم العمل؟

حين تصبح الهوية الفريدة ركيزة العمل، تتجلّى ثقافةٌ تعكس القيم، وتلهم الفرق، وتصنع عالماً مليئاً بالشّغف والإنجاز

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يُعرّف الغريب بأنّه: "شيءٌ خارقٌ للطّبيعة، أو غير مألوفٍ، أو مختلفٌ بشكلٍ لافتٍ عن المعتاد". قراءة هذه الكلمة وحدها قد تثير فيك شعوراً معيّناً، ربّما الحماسة أو القلق أو الفرح أو عدم الرّاحة... القرار لك في تحديد ما تشعر به، إذ يُعتبر وصف "غريب" مربكاً أحياناً؛ لأنّه يتحدّى المعايير المعتادة، ولكنّ الحقيقة هي أنّ الغرابة هي ما يجعلنا بشراً، ويميّزنا، ويشكّل جوهر هويّتنا.

حقّقت شركتنا "كاتاليست إنتجريتورز" (Catalyst Integrators) مكانةً مرموقةً ضمن قائمة Inc. 5000 لعام 2024، وذلك لأنّها تبنّت طابعها الخاصّ من الغرابة بكلّ ثقةٍ. كثيراً ما يسألنا الآخرون كيف بنينا ثقافتنا، وكيف يمكنهم تكرارها، أو ما إذا كانت لدينا "وصفةٌ سرّيّةٌ" موثّقةٌ. الإجابة ببساطةٍ هي: نعم، لدينا ذلك، وأنتم محظوظون بمعرفته.

ولكنّ ثقافتك، كشركةٍ أو كفردٍ، ليست بالضّرورة أن تكون مطابقةً لنا، فهي تعكس هويّتك الفريدة، إذ تبدأ هذه الثّقافة من قيمك الأساسيّة، وتظهر في التزامك بها، وفي معرفة ما تمثّله، وكيف تقدّم نفسك في هذا العالم. كما تنبع من الاهتمام الصّادق بالنّاس، ومن الشّغف الحقيقيّ تجاه العمل الّذي تؤدّيه أنت وفريقك. إذاً، هل تعبّر عن شخصيّتك الفريدة من خلال عملك؟ وهل طابع شركتك الغريب يتناسب مع هويّتك ويعبّر عنك؟

يتميّز كلّ واحدٍ منّا بأسلوبه الفريد، ويشكّل هذا التّفرد -كقادةٍ- طريقة أدائنا وظهورنا، ويؤثّر على طريقة عمل فرقنا أو مؤسّساتنا، إذ يقول المثل: "كما يكون القائد، تكون الفروق". ما تقدّمه كقائدٍ -من غرابتك، ومنظورك، وأسلوبك الخاصّ- سينعكس على مؤسّستك. وهذا، بلا شكٍّ، يعدّ أمراً إيجابيّاً.

كُن نفسك

هل تظهر للآخرين أنّ بإمكانهم أن يكونوا أنفسهم بشكلٍ فريدٍ ومميّزٍ؟

فكّر في الأمر: ما الّذي يجعلك تبرز كقائدٍ؟ ما الّذي يميّز ثقافة شركتك عن الشّركات الأخرى؟ وما الّذي يدفع أعضاء فريقك ليشعروا بالحماس عند مجيئهم إلى العمل؟ أظهرت الدّراسات أنّ الموظّفين الّذين يشعرون بالتّقدير لهويّتهم الحقيقيّة يكونون أكثر سعادةً وإنتاجيّةً. في الواقع، يؤدّي تعزيز ثقافةٍ تقدّر الفرديّة إلى زيادة التّفاعل، وتقليل معدّل الاستقالات، وتعزيز التّماسك بين أفراد الفريق.

عندما تركّز على الإجابة عن هذه الأسئلة، فإنّك لا تكتفي بتحديد ثقافة عملك، بل تساهم في تشكيلها، إذ تعطي الآخرين سبباً للانتماء، وهدفاً مشتركاً يمكنهم التّكاتف لتحقيقه. وفي عالمنا اليوم، يبحث النّاس عن أكثر من مجرّد راتبٍ، يبحثون عن الشّعور بأنّهم جزءٌ من شيءٍ ذي معنىً.

انظر إلى مثال "غوغل" (Google)، الّتي تُعرف بثقافتها الإبداعيّة والمرحة، إذ تتبنّى غوغل تقاليد فريدةً، وتحرص على دعم الفرديّة، مع استمرارها في الحفاظ على احترافيّتها كشركةٍ تقنيّةٍ رائدةٍ عالميّاً، أو تأمّل تجربة "بيسكامب" (Basecamp)، الشّركة الأصغر الّتي تتحدّى الأعراف التّقليديّة للشّركات، وتروّج لثقافةٍ تقوم على البساطة المقصودة والإبداع، كما تدعم بيسكامب بيئةً توازن بين الحياة والعمل، ممّا يخلق ثقافةً عميقة التّأثير تلهم فريقها وعملائها.

عندما تدمج ما يميّزك وما يجلب السّعادة إلى عملك، تنشئ ثقافةً تعكس حقيقتك، وتجذب الآخرين الّذين يشاركونك القيم نفسها. لفترةٍ طويلةٍ، طُلب منّا أن نفصل بين العمل والحياة الشّخصيّة، وأن نكون أشخاصاً مختلفين في المكتب عن المنزل. ولكنّ الحقيقة أنّنا أشخاصٌ متكاملون، ولا يمكننا إيقاف جزءٍ من شخصيّتنا عندما ندخل إلى العمل، ولا يجب علينا فعل ذلك.

كيف تتبنّى الغرابة؟

كيف يمكن أن تتبنّى الغرابة؟ وكيف تحدّد ملامحها في ثقافة شركتك؟ ربّما يتجلّى ذلك في تقاليد مكتبيّةٍ فريدةٍ، أو في الاحتفاء بالفرديّة عند التّوظيف. في كاتاليست إنتجريتورز، نظّمنا أنشطةً جماعيّةً لبناء الفريق، شملت جولاتٍ في الأماكن ذات الطّابع الاستوائيّ في مدينة بالم سبرينغز، مرتدين قمصاناً مميّزةً وصاخبةً. لم نفعل ذلك لأنّنا جميعاً نحبّ ذلك، بل لأنّ مديرة العمليّات لدينا تعشقها وأرادت مشاركتها معن، فشاركنا بحماسٍ، ليس فقط لأنّنا استمتعنا بالفكرة، بل لأنّنا نقدّر المديرة. أضفى هذا النّشاط البهجة، وأتاح لنا فرصةً للاسترخاء والضّحك، حتّى إنّنا توقّفنا عند مهرجانٍ في الشّارع ورقصنا مع موسيقيٍّ متجوّلٍ، إذ بدأ أحدنا بالرّقص، ثمّ تبعه آخر، حتّى انضمّ الجميع، بما فيهم من لم يكن ليجرؤ على ذلك بمفرده، واستمتعنا جميعاً بتجربةٍ لا تنسى.

إذا شعرت أنّ بعض جوانب غرابتك تحتاج إلى تعديلٍ، فهذا أمرٌ طبيعيٌّ ومقبولٌ تماماً. ولكن، لا تبقى الثّقافة جامدةً، بل تتغيّر وتتطوّر، ويمكنك إعادة تعريفها وصقلها بما يتناسب مع الظّروف، مع مراعاة أن تكون طبيعيّةً وغير مفتعلةٍ، وأن تحافظ على طابعها الإيجابيّ والمناسب.

عندما توفّر مساحةً للنّاس ليظهروا بشخصيّاتهم الحقيقيّة، بكلّ ما فيها من غرابةٍ وتميّزٍ، فإنّك تُطلق العنان لطاقةٍ استثنائيّةٍ، فتنشئ فرقاً أكثر سعادةً، وتعزّز الرّوابط بين الأفراد، وتطوّر ثقافةً تبرز في أفضل صورةٍ ممكنةٍ. لذلك، تبنّ غرابتك واحتفل بها، لأنّها ليست فقط ما يجعلك مختلفاً، بل ما يجعلك فريداً واستثنائيّاً.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: