المسمى الوظيفي: تعريفه وأهميتها في تطوّر المسار المهنيّ
حتّى الموظفين ذوي الخبرة يواجهون تحديّاتٍ في تطوير مساراتهم المهنيّة، ولكن مع المسمى الوظيفي المناسب، يُمكن توجيه التّطوّر الوظيفيّ بشكلٍ فعّالٍ
المسمى الوظيفي (Job Title) هو أكثر من مجرّد لقبٍ، فهو يعكس الهويّة المهنيّة للشّخص الموظّف، ويرمز إلى مجموعةٍ من المسؤوليّات والواجبات والصّلاحيّات الّتي يحملها، وفي عالم العمل المتغيّر باستمرارٍ، أصبح المسمى الوظيفي أكثر أهميّةً من أي وقتٍ مضى، حيث يساهم في بناء الهيكل التّنظيميّ للشّركات ويحدّد مسارات التّطوّر المهنيّ للموظّفين.
ما هو المسمى الوظيفي Job Title؟
المسمى الوظيفي (Job Title) هو العبارة الّتي تُلخّص دور الشّخص وعمله ضمن التّسلسل الهرميّ للشّركة أو المؤسّسة الّتي يعمل لديها، فهو ليس مجرّد سلسلة كلماتٍ قصيرةٍ ومحدّدةٍ أو وصفٍ للوظيفة وحسب، بل هو ما يعكس مستوى المسؤوليّة والخبرة والمهارات المطلوبة للقيام بالدّور الوظيفيّ أو المنصب، بما في ذلك مهارات الإدارة والقيادة والتّواصل مع الآخرين وضبط النّفس وغيرها من المهارات الشّخصيّة الأساسيّة في كلّ عملٍ.
أهمّية المسمى الوظيفي
تأتي أهمّية المسمى الوظيفي من خلال قدرته على منح الموظّف هويةً مهنيّةً واضحةً، ممّا يعزّز شعوره بالانتماء لمكان عمله، وزيادة إحساسه بالمسؤوليّة، إضافةً إلى الدّور الّذي تفرضه المسميّات الوظيفيّة في التّواصل بين العاملين داخل المؤسسة وخارجها، بحيث يعمّق لغة الحوار المشتركة فيما بينهم للتّعريف بأدوارهم ومهامهم.
ومن جهةٍ أُخرى يُساهم المسمى الوظيفي في بناء هيكلٍ تنظيميٍّ واضحٍ ودقيقٍ، ممّا يسهّل إدارة العمل وتوزيع مهام الموظّفين، ناهيك عن ارتباط المسمّى الوظيفي بمسارات التّطوير المهنيّ للموظّفين، ودعمه لهم في تحديد الأهداف المهنيّة والتّخطيط الأمثل لمستقبلهم الوظيفيّ.
معايير المسمى الوظيفي الفعّال
يجب أن يراعي المسمى الوظيفي النّاجح والفعّال المعايير التّالية:
- الدّقة والوضوح: ينبغي أن يكونَ المسمى الوظيفي دقيقاً وواضحاً، بحيث يعكس طبيعة العمل بدقّةٍ.
- الاختصار: من المهمّ جدّاً أن يكون مختصراً وسهل الحفظ والتّذكّر.
- التّعبير عن المسؤولية: يجب أن يعبّر المسمى الوظيفي عن مستوى المسؤوليّة المُلقاة على عاتق حامله.
- التّوافق مع الهيكل التّنظيميّ للمؤسّسة: يجب أن يتوافقَ المسمى الوظيفي مع الهيكل التّنظيمي للمنظّمة.
شاهد أيضاً: المهمة: تعريفها وأهمّيتها في بيئة العمل
ما هو التّسلسل الهرميّ للمسميات الوظيفية في الشّركة؟
تتدرّج المسميات الوظيفية ضمن التّسلسل الهرميّ لأيّ شركةٍ وفق القائمة التّالية:
- المدير التّنفيذيّ.
- مدير التّسويق الرّئيسيّ CMO.
- مدير الموارد البشرية الرّئيسيّ CHRO.
- المدير الماليّ الرّئيسيّ CFO.
- نائب المدير.
- نائب المدير المساعد AVP.
- مدير أوّل.
- مساعد المدير.
- مساعد تنفيذيّ.
- موظّفو قسم الإدارة.
- الموظّفون.
- المتدرّبون.
كيف تكتب المسمى الوظيفي في سيرتك الذّاتيّة؟
عند كتابة المسمى الوظيفي في سيرتكَ الذّاتيّة من الضّروريّ التّقيّد بما يلي:
ركّز أكثر على مهاراتك
ينبغي أن تكتبَ الاسم الوظيفي بشكلٍ مجرّدٍ في البداية، مع ضرورة إضافة شروحاتٍ داعمةٍ له، تزيد من توصيفه وتوضّح ماهيّة العمل الّذي تقوم به، وهنا من الضّروري تسليط الضوء على المهارات والإنجازات الّتي تمتلكها والّتي يُحقّقها عملكَ أو منصبكَ الوظيفيّ.
أدرج الكلمات الرّئيسيّة الدّلاليّة
في حال إعداد السيرة الذاتية لإرسالها إلى مؤسّساتٍ مختلفةٍ بهدف الحصول على وظيفة أفضل، فهنا من المهمّ جدّاً تضمين أكبر قدرٍ ممكنٍ من الكلمات والعبارات ذات الصّلة بعملك، إذ كثيراً ما تجذب المسميّات الوظيفيّة الواضحة أنظار أصحاب العمل عند تفقّد السّير الذّاتيّة المُرسلة إليهم من المُتقدّمين للوظائف.
ركّز على الإنجازات أكثر من المسؤوليّات
ينبغي على الموظّف إدراك أنّ امتلاك الخبرة اللّازمة للقيام بالعمل المطلوب لأيّ منصبٍ أمرٌ مهمٌّ جدّاً، لكن التّركيز على المهارات الّتي يحققها الموظف في عمله هي الأولى بالذّكر عند كتابة السّيرة الذّاتيّة.
ما هي التّحديّات الّتي تواجه المسمى الوظيفي؟
إنّ أبرز التّحديّات الّتي تواجه المسمى الوظيفي حاليّاً، يُمكن إدراجها ضمن التّالي:
- ظهور وظائف جديدةٍ ومسميّاتٍ وظيفيّةٍ عصريّةٍ بالتّزامن مع التّطوّر التّكنولوجيّ الحاصل، ممّا يُمثّل تحديّاً في تحديد المُسمّى المناسب لكلّ وظيفةٍ.
- مواكبة العولمة المُتسارعة الّتي تطلّب من الشّركات أن تتكيّفَ مع الثّقافات المختلفة، وبالتّالي مراجعة المسميّات الوظيفيّة التّقليديّة بما يتناسب مع كلّ البيئات الثّقافيّة المتنوّعة.
- التزام المؤسّسات بما يُعرف بالتّغيير التّنظيميّ الّذي يستدعي تغييراتٍ دوريّةً ومستمرّةً للمسميّات الوظيفيّة بما يواكب التّغيّيرات الحديثة.
في النّهاية، المسمّى الوظيفي هو عنصرٌ أساسيٌّ في مكان العمل، إذ يُؤثّر بشكلٍ كبير على أداء الموظفين ونجاح المؤسّسات، ومن خلال اختيار المسميّات الوظيفيّة المناسبة وبناء هيكلٍ تنظيميٍّ واضحٍ، يُمكن للشّركات أن تُعزّزَ من كفاءتها وفعاليّتها وتحقيق أهدافها الاستراتيجيّة.