الموظفون الشباب يعانون الوحدة والحلّ في يد المدراء
تقريرٌ جديدٌ يكشف أن الموظفين تحت سن 35 يعانون من الوحدة أكثر من غيرهم ويسعون للانتقال إلى وظائف جديدة، بينما يمكن للمديرين تحسين الوضع عبر تعزيز الانخراط والتواصل
في الولايات المتّحدة وكندا، أفاد حوالي ربع الموظّفين الذين تقلُّ أعمارهم عن 35 عاماً بأنّهم يشعرون بالعزلة "لفتراتٍ طويلةٍ خلال اليوم"، وذلك وفقاً لتقرير جالوب الجديد حول حالة مكان العمل العالميّ. وهذا التّقريرُ شملَ ردودَ 128,278 موظّفاً من مختلف أنحاء العالم في عام 2023، وكشفَ أنّ هذه النّسبة تتجاوزُ بشكلٍ ملحوظٍ نسبة 15% من الموظّفين الذين تتجاوزُ أعمارهم 35 عاماً، وكذلك نسبة 20% من الموظّفين على مستوى العالم.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرَ التّقريرُ أنّ 60% من الموظّفين الأصغر سنّاً في المنطقة يبحثون أو يترقّبون فرصاً وظيفيّةً جديدةً، مقارنةً بـ 43% من زملائهم الأكبر سنّاً. وصف جيم هارتر، كبير العلماء في جالوب، هذه النّتائج بأنّها "مُقلقةٌ"، مشيراً إلى أنّ هذه الظّاهرة ليست بمعزلٍ عن المكان الذي يختارهُ النّاس للعملِ ومدى حصولهم على التّطوير المهنيّ اللّازم.
أظهرَ البحثُ أنّ العمل عن بعد يُزيدُ من صعوبةِ التواصل الاجتماعي بين الموظّفين، كما ووجدَ مسحٌ أجراه مركزُ بيو للأبحاث في عام 2023 أنّ 53% من الموظّفين الذين يعملون من المنزلِ جزئيّاً على الأقلّ، يعتقدون أنّ "العمل من المنزل يُؤثّر سلباً على قدرتهم على الشّعور بالارتباط بزملائهم".
يُفسّر هذا النّقصُ في التّواصل الاجتماعيّ جزئيّاً سبب تفضيل الموظّفين الأصغر سنّاً للعمل الهجين أو الحضور للمكتب مقارنةً بنظرائهم الأكبر سنّاً، وفقاً لتقريرٍ حديثٍ صادرٍ عن شركة BambooHR للموارد البشريّة.
لكنّ الأمرَ لا يقتصرُ على العمل عن بعد وحده الذي يساهمُ في شعورِ الموظّفين الأصغر سنّاً بالوحدة، حيث يقولُ هارتر إنّ هناك عوامل أخرى تلعبُ دوراً في ذلك، مثل وضوح الأدوار والمسؤوليّات الوظيفيّة. ويستطيعُ المديرون لعبَ دورٍ محوريٍّ في تعزيز انخراط الموظّفين الأصغر سنّاً وبناء روابط أقوى بينهم وبين زملائهم.
وينصحُ هارتر بأن يقوم المديرون المتميّزون بتوضيح مهمّة المنظّمة وهدفها لأعضاء الفريق، مضيفاً: "يجب على المديرين إجراء محادثات أسبوعيّةٍ مع كلّ موظفٍ، والاستماع لما يجري بشكلٍ جيدٍ وما لا يجري، ومعرفة العوائق التي تقف في الطّريق، وتحديد الأولويّات والأهداف بوضوحٍ".
لكن هذه الجهود لن تُؤتي ثمارها إلّا إذا كان المديرون أنفسهم منخرطين ومتحمّسين، وأشار هارتر إلى أنّ مستوياتِ انخراط المديرين حاليّاً ليست أفضل بكثيرٍ من مستويات انخراط الموظّفين العاديّين، وفقاً للتّقرير.
لذلك، يجب أن يكونَ تعزيز انخراط المديرين وإحساسهم بالارتباط أولويّةً أيضاً، وأكّد هارتر أنّ: "وظيفة المدير لم تكن يوماً أكثر صعوبةً وتحديّاً ممّا هي عليه الآن، لكنّها أيضاً لم تكن أبداً بهذه الأهمّية".