كيفية استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لبناء علامتك التجارية
كيف تُنشئ شخصيّةً خاصّةً للوصول إلى جمهورك المستهدف ودعم علامتك التجارية.
بقلم روي ديكيل Roy Dekel
في عصر وسائل التّواصل الاجتماعيّ أصبح بناء العلامة التّجارية أمراً أكثر أهميّةً من أيّ وقتٍ مضى. ونحن نتعرّض على الدّوام لوابلٍ من استراتيجيّات التّسويق، وتحليلات الأداء، وخوارزميّاتٍ معقّدةٍ تَعِدُ برفع وجودنا على الإنترنت إلى أعلى المستويّات. [1]
ولكن في خضم كلّ هذا الضجيج، هل فاتتنا أبسط وأكثر استراتيجيةٍ فعّالةٍ؟ ماذا لو قلت لكم إنّ المفتاح الحقيقيّ لبناء علامتك التّجارية على وسائل التّواصل الاجتماعي يكمن في إنشاء شخصيةٍ قابلةٍ للتّواصل بدلاً من التّركيز على مصطلحات التّسويق أو العمليّات القياسيّة؟
كيفية إنشاء شخصية لعملك على وسائل التواصل الاجتماعي
تخيّل التصفّح عبر تغذية وسائل التّواصل الاجتماعي الخاصّة بك ومصادفة علامةٍ تجاريةٍ تتناغم فوراً معك، فتشعر وكأنّهم يتحدّثون إليك مباشرةً، يفهمون احتياجاتك، ويشاركونك قيمك.
هذه هي القوّة التي تتمتّع بها شخصيّةٌ جيّدة التّصميم، إذ إنّ إنشاء شخصيّةٍ لعملك على وسائل التواصل الاجتماعي ينطوي على تطوير صوٍت، وأسلوبٍ، وشخصيةٍ مميزةٍ تتماشى مع جمهورك المستهدف، وإليك كيفيّة القيام بذلك:
- تعرّف على جمهورك: لإنشاء شخصيّةٍ قابلةٍ للتّواصل، يجب عليك فهم من تحاول الوصول إليه، قم بالبحث في الشّريحة المستهدفة وتعمّق في معرفة اهتماماتهم، ورغباتهم، ونقاط الضّعف لديهم. فكلّما كنت أكثر فهماً لجمهورك، كلّما كنت أكثر فعاليّةً في تشكيل شخصيتكَ وفقاً لاحتياجاتهم.
- حدّد صوتك: بمجرّد معرفتك بجمهورك، يكون الوقت قد حان لتحديد صوت علامتك التّجارية. هل أنت طريفٌ وفكاهيّ، أم جادٌّ وتثقيفيّ؟ اختر لهجةً تتناسب مع تفضيلات جمهورك المستهدف وتعكس قيم علامتكَ التّجارية.
- تحلَّ بالمصداقية: المصداقيّة هي الرّكيزة الأساسيّة للشّخصية القابلة للتّواصل. يبحث مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بشكلٍ متزايدٍ عن اتصالاتٍ حقيقيةٍ، كما يمكنهم اكتشاف عدم المصداقية عن بُعدٍ. اعتنِ بتفرّد علامتك التّجارية، وشارك قصّتك، ودع شخصيتك تتألّق، فالعيوب هي التي تجعلك إنسانيّاً قابلاً للتّواصل.
شاهد أيضاً: لماذا يحتاج المدراء إلى فريقٍ خارجيٍّ لإدارة وسائل التواصل الاجتماعي؟
أمثلة شخصية: إضافة طابعٍ شخصيٍّ إلى علامتك التجارية
عندما يتعلّق الأمر ببناء شخصيةٍ قابلةٍ للتّواصل لعلامتكَ التّجارية على وسائل التّواصل الاجتماعي، فإنّ الإمكانيّات لا حصر لها. ولكن السّرّ هو اختيار شخصيةٍ تتناغمُ مع جمهوركَ المستهدف، وتتناسبُ مع هويّة علامتكَ التّجارية. لذلك دعونا نستكشفُ بعض الأمثلة على الشّخصيات التي يُمكن أن تضيفَ طابعاً خاصّاً وتفرّداً إلى وجودكَ على وسائل التّواصل الاجتماعيّ:
- الشّخصية الفكاهيّة والطّريفة بذكاء: إضافةُ الفكاهة إلى شخصيّة علامتكَ التّجارية يُمكن أن يكونَ وسيلةً قويةً للتّفاعل مع جمهورك. ويمكن لشخصيّةٍ فكاهيّةٍ وسريعةِ البديهة أن تجعلَ محتواك مسليّاً وقابلاً للمشاركة وسهل التّذكّر؛ اعتمدتْ علاماتٌ تجاريةٌ مثل وينديز Wendy's وأولد سبايس Old Spice هذه الشّخصية بنجاحٍ عبر استخدام اللّعب بالكلمات بشكلٍ ذكيّ، والرّدود الفكاهيّة، والمحتوى المضحك الذي يحافظ على انشغال متابعيهم وترفيههم.
- الشّخصية الغريبة والمبدعة: تتيح الشّخصية الغريبة والإبداعيّة لعلامتك التّجارية أن تبرزَ من بين الحشد من خلال تبنّي الغرابة والتفرّد. إذ إنّها تعتمد على التّفكير خارج الصندوق وتضفي على محتواك أفكاراً وصوراً غير تقليديّة؛ استغلت علاماتٌ تجاريةٌ مثل إيربنب Airbnb وميلتشيمب Mailchimp هذه الشّخصية عبر عرض محتوى خياليّ وجاذبٍ بصريٍ يأسر انتباه جماهيرهم.
- الشّخصية الواثقة والمتمكّنة: تلهم الشّخصية الواثقة والمتمكّنة جمهوركَ وتحفّزه. نتحدّث عن كونكَ مصدر تشجيعٍ، وتوفيركَ لرؤى قيّمةٍ، وتعزيزكَ للثّقة لدى متابعيك. نجحت علاماتٌ تجاريةٌ، مثل: نايكي Nike ودوڤ Dove في تجسيد هذه الشّخصية بنجاحٍ من خلال مشاركة قصصٍ ملهمةٍ، وتعزيز قبول الذّات، ودعم القضايا الاجتماعيّة.
- الشّخصية التّعليمية والتّثقيفية: تضع الشّخصية التّثقيفية والتّعليمية علامتك التّجاريّة في موقع سلطةٍ معرفيّةٍ في صناعتكَ. وتشتمل هذه الشّخصية على توفير رؤى قيّمةٍ ونصائح ومحتوى تعليميّ يساعد جمهوركَ في حلّ المشكلات وتحسين حياتهم؛ اعتمدت علاماتٌ تجاريةٌ، مثل: هاب سبوت HubSpot، ونيل باتيل Neil Patel هذه الشّخصية من خلال مشاركة دليلٍ مفصّل، واتجاهات الصّناعة، ونصائح عمليّةٍ لتأسيس أنفسهم كمصادر موثوقةٍ للمعلوماتِ.
- الشّخصية الملهمة والمحفّزة: تركّز الشّخصية الملهمة والتّحفيزية على الارتقاء بجمهوركَ وإشعال شرارةِ التّغيير الإيجابيّ. تتضمّن هذه الشّخصية مشاركةَ قصص النّجاح، والمرونة، والنّموّ الشّخصي؛ اعتمدت علاماتٌ تجاريةٌ، مثل: تيد TED وريد بول Red Bull هذه الشّخصية من خلال عرض أفرادٍ ملهمين، ومشاركة قصصٍ تحفيزيةٍ، وتعزيز موقفٍ إيجابي مبادرٍ يتناغم مع متابعيهم.
تذكّر، هذه الشّخصيات هي مجرّد أمثلةٍ، ويجب عليكَ تكييفها لتتناسبَ مع هويّة علامتكَ التّجارية الفريدة وجمهورك المستهدف. فالمفتاح هو اختيار شخصيةٍ تتوافقُ مع قيم علامتكَ التّجارية وتتناسبُ مع تفضيلات جمهوركَ.
شاهد أيضاً: كيف تكون الشخصية الأكثر جاذبية في الغرفة؟
الرّسالة النّهائية:
بناء علامةٍ تجاريةٍ على وسائل التّواصل الاجتماعي هو ماراثون، وليس سباقاً قصيراً، وهو يتطلّب نهجاً استراتيجيّاً وتفانيّاً، والتزاماً لا يتزعزع لإيجاد شخصيّةٍ قابلةٍ للتّواصل تتماشى مع احتياجات جمهوركَ وهويّة عملكَ.
وبدلاً من التّركيز فقط على مصطلحات التّسويق والعمليّات القياسيّة، ركّز على بناء علاقاتٍ حقيقيةٍ، ومشاركة قصصٍ صادقةٍ، وإنشاء شخصيّةٍ يُمكن للنّاس التّواصل معها. مع الاستراتيجيّة الصّحيحة والعقلية الملائمة، يُمكنك بناء علامةٍ تجاريةٍ ناجحةٍ على وسائل التّواصل الاجتماعي تعزّز الرّوابط الهادفة وتدفع نحو النّموّ على المدى الطّويل.