انطلاقة مبهرة لدوري السيارات المستقلّة والمسيرّة (A2RL)
الدوري المدعوم بالذكاء الاصطناعي يُحدث تحولاً في تجربة سباق السيارات خلال أول سباق له في حلبة مرسى ياس
حلبة مرسى ياس في أبو ظبي، التي لطالما كانت ميداناً لسباقات جائزة أبوظبي الكبرى على مدى الخمسة عشر عاماً المنصرمة، استقبلت يوماً مميَّزاً في السَّابع والعشرين من أبريل، وهذا اليوم شهد عودة الحياة بشكلٍ متجدّدٍ إلى هذا الموقع الفريد، حيث تجمّع أكثر من 10,000 متفرجٍ، واستقطب أكثر من 600,000 مشاهدٍ عبر الإنترنت في فترةٍ دامت لاثنتي عشْرة ساعةً، لمشاهدة أوَّل سباقٍ ذاتيّ القيادة يُقام في المنطقة.
دفع دوري أبوظبي للسباقات الذاتية (A2RL)، الذي ينظِّمه مجلس أبحاث التُّكنولوجيا المتقدِّمة في أبو ظبي (ATRC) تحت مظلَّة ASPIRE، بحدود التُّكنولوجيا ورياضة السَّيَّارات إلى آفاقٍ جديدةٍ، وشمل الحدث ثمانية سباقاتٍ فريدةٍ من نوعها تضمَّنت سيَّارات Dallara Super Formula (SF23) المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي والمُصمَّمة خصوصاً لهذا الغرض، واختُتم بالسّباق النهائي العالميّ الأوَّل لأربع سيَّاراتٍ، حيث توجت جامعة TUM (جامعة ميونيخ التّقنيَّة) من ألمانيا بالفوز.
شاهد أيضاً: A2RL ثورة في عالم القيادة المستقلّة تدور على حلبة مرسى ياس
يعدُّ A2RL جزءاً من سلسلة مشروعاتٍ تهدف إلى التوصل إلى حلولٍ مبتكرةٍ لأكبر التَّحدّيات التي يواجهها المجتمع العالميُّ، ويقول فيصل البناي، الأمين العام لمجلس البحوث الاستراتيجيَّة ومستشار شؤون البحوث الاستراتيجيَّة والتُّكنولوجيا المتقدّمة لرئيس الدَّولة: "بتقديم سيارات السباق المستقلَّة والمسيَّرة التي تتنافس عجلةً بعجلةٍ، لقد أعدنا تعريف دور دولة الإمارات العربيَّة المتَّحدة في مجال الابتكار، ووضعنا معياراً جريئاً للتَّنقُّل العالميّ، وهذا الحدث ليس مجرَّد سباقٍ؛ بل هو لحظةٌ تحوليَّةٌ حيث تتلاقى التكنولوجيا مع الخيال والطُّموح".
خورام حسن، مدير A2RL، تحدَّث لموقع عربيَّة .Inc قائلاً: "في السباقات التقليدية، يكون السَّائق هو البطل، ولكن في سباقاتنا، البطل هو المبرمج"، وأضاف: "هذا السّباق ليس فقط للمهووسين بالتكنولوجيا بل هو متاحٌ للجميع، وأيُّ مبرمج للذكاء الاصطناعي من أيّ مكانٍ في العالم يمكنه أن يبرز مواهبه هنا ويحتضنها".
أشاد معالي الدُّكتور سلطان الجابر، وزير الصِّناعة والتكنولوجيا المتقدِّمة، والعضو المنتدب والرَّئيس التَّنفيذيِّ لشركة أدنوك، والَّذي يُعدُّ الرَّاعي الرئيسيَّ للحدث، بدور التِّقنيَّات المتقدِّمة قائلاً: "التَّقدُّم في مجال الذَّكاء الاصطناعيِّ يعدُّ بتغييرٍ جذريٍّ لكلِّ صناعةٍ، وبصفتنا الرَّاعي الرَّئيسيَّ، تفخر أدنوك بدعم تحقيق الابتكارات العلميَّة ودفع حدود الابتكار في هذا المجال".
شاهد أيضاً: سباق A2RL الافتتاحي يجذب أكثر من 10,000 متفرج
خورام حسن أشاد أيضاً برؤية أبو ظبي وجهودها المتواصلة في قيادة المجالات التكنولوجية، مضيفاً: "فقط في مكان مثل أبو ظبي يُمكن تحقيق إنجازٍ كهذا، ليس الأمر متعلِّقاً فقط بالقوَّة الماليَّة، بل بالقيادة الحكيمة لهذا البلد، وهذه ليست مجرَّد تجربةٍ علميَّةٍ بل منصَّة عالميَّة يُرحِّب فيها بالجميع للمشاركة والتَّفاعل"، وأضاف حسن: "هذا يعدُّ تغييراً حقيقيّاً لقواعد اللُّعبة، حيث يُمكن لمن يملك العلم والمعرفة أن يشارك بغضِّ النَّظر عن مكانه أو خلفيَّته".
ميدان التَّجربة لمبتكري المستقبل
على هامش الحدث، أقيم تحدّي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرّياضيات (STEM)، حيث أتيحت الفرصة لطلاب المدارس الثَّانوية والجامعات لإظهار مهاراتهم التكنولوجيَّة والهندسية، وقال ستيفان تيمبانو، الرَّئيس التَّنفيذيُّ لـ ASPIRE: "في كلِّ ما نقوم به في ASPIRE، نسعى دائماً إلى دمج عناصر العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرِّياضيات؛ لأنَّ هدفنا هو تعزيز ثقافة المعرفة في أبوظبي ودفع عجلة التَّقدُّم التكنولوجي".
شارك في التَّحدّي، الذي أقيم قبل السِّباق الرَّئيسيِّ، تسعة عشر فريقاً من ثماني عشرة مدرسةٍ في أبوظبي، إضافةً إلى فريقٍ من نادي الأولاد والبنات من جنوب شرق ميشيغان، وتنافس الطُّلاب في بناء وبرمجة سيارات المستقلَّة والمسيَّرة بمقياس 1:8، مازجين مهاراتهم البرمجيَّة مع المبادئ الهندسيَّة في سباقٍ مثيرٍ، وفي نهاية السّباق، تمَّ تتويج جامعة هيريوت وات بالفوز في هذه المنافسة العلميَّة المحفّزة.
الإنسان ضدَّ الآلة في A2RL
كما قدَّم الحدث فرصةً فريدةً لمقارنة مهارات الإنسان مقابل الآلة في سباقٍ تجريبيٍّ خاصٍّ شهده الجمهور قبل السّباق الرَّسميّ، ودانييل كفيات، السَّائق السَّابق في الفورمولا 1، واجه تحدّياً غير معتادٍ عندما تنافس ضدَّ سيَّارةٍ مستقلَّةٍ ومسيَّرةٍ طُوِّرت بواسطة معهد الابتكار التكنولوجي (TII). بعد سباقٍ مثيرٍ، تمكَّن كفيات من التَّفوُّق بفارقٍ ضئيلٍ قدره 10.38 ثانية.
شاهد أيضاً: A2RL تُحدث ثورة في سباقات المركبات ذاتية القيادة والمسيّرة
ملتقى المشجِّعين في A2RL
وفيما يتعلَّق بتجربة المشجِّعين خارج المضمار، فقد تضمَّن الحدث منطقةً تفاعليَّةً تحت مسمَّى "Fanzone"، حيث قدَّمت تجاربَ غامرةً استقطبت اهتمام الجماهير، وجون دين، فنيُّ إلكترونيات الطيران القادم من إنجلترا، أخبرنا بأنَّه سافرَ خصوصاً إلى أبو ظبي ليشهد الحدث مع ابنه الصَّغير، معبِّراً عن دعمه للتكنولوجيا الجديدة، ومنطقة Fanzone قدَّمت متحفاً غامراً للذكاء الاصطناعي ومحطات للألعاب التفاعلية، مثل: إعدادات ألعاب Pixoul وألعاب الواقع الافتراضيّ، ومن الجدير بالذّكر أنَّ محاكيات سباقات Gran Turismo، وبطولات RC Racing، وأنشطة الكارتينغ للصّغار حقَّقت نجاحاً كبيراً بين الأطفال والشَّباب.
وقال أنجاد سينغ، أحد الحضور: "أنا معجبٌ بالقيادة المستقلَّة المسيَّرة وأؤمن حقَّاً بأنَّ هذا هو مستقبل التَّنقُّل، وهذا الحدث يُعدُّ بمثابة دفعةٍ للنظام البيئي بأكمله. وفي النهاية، أعتقد أنَّنا سنتجه نحو عصرٍ يُصبح فيه قيادة الإنسان للسَّيَّارة أمراً نادراً".