بيزوس يغيّر قواعد اللعبة: شاحنة كهربائية بسعرٍ يصدم Tesla!

يخوض بيزوس وماسك جولةً جديدةً من التّحدّي؛ هذه المرّة في ساحة السّيّارات الكهربائيّة، حيث تنافس بيزوس وماسك على عدّة جبهاتٍ على مدى سنواتٍ. تبادلا المراتب الأولى في قائمة أغنى أغنياء العالم، وتصارعا على عقدٍ فضائيٍّ ضخمٍ بقيمة 3 مليارات دولارٍ من وكالة "ناسا" (NASA) من خلال شركتيهما الفضائيّتين. ويبدو اليوم أنّهما يستعدّان لمواجهةٍ جديدةٍ، ولكنّ هذه المرّة في قطّاع السّيّارات الكهربائيّة.

يدعم جيف بيزوس سرّاً شركةً ناشئةً تدعى "سلايت أوتو" (Slate Auto) ويقع مقرّها في ولاية ميشيغن، وتسعى لمنافسة "تسلا" (Tesla) وغيرها من عملاء صناعة السّيّارات. أطلقت الشّركة في إطار حاضنة أعمالٍ أسّسها جيف ويلك، الرّئيس التّنفيذيّ السّابق لقسم المستهلكين في "أمازون" (Amazon).

بدأت الشّركة العمل بهدوءٍ منذ عام 2022، وجذّبت مئات الموظّفين من شركات سيّاراتٍ كبرى، مثل: "فورد" (Ford) و"هارلي ديفيدسون" (Harley-Davidson)، وتتولّى الشّركة المديرة التّنفيذيّة كريستين بارمان، وهي خبيرةٌ سابقةٌ لدى "كرايسلر" (Chrysler).

تطمح سلايت أوتو إلى إنتاج شاحنة بيك آب كهربائيّةٍ بمقعدين فقط، وبسعرٍ لا يتجاوز 25,000 دولارٍ، مع احتمال إطلاقها في أقرب وقتٍ خلال العام المقبل. يتوقّع أن تسمّح الشّركة للعملاء بتخصيص مراكبهم ابتداءً من هذا السّعر الأساسيّ، وقد قدّمت الشّركة طلباً لتسجيل شعارها التّجاريّ: "نحن نُنتجها، وأنت تُبدع في تشكيلها".

شاحنة بسعر خيالي

بفارقٍ كبيرٍ، يتفوّق السّعر المستهدف لشاحنة سلايت على أسعار معظم السيارات الكهربائية المتوفّرة حاليّاً. تبدأ "سايبرترك" (Cybertruck) من "تسلا" بسعر 82,235 دولاراً، وتليها "إف-150 لايتنينغ" (F-150 Lightning) من "فورد" بسعر يبدأ من 62,995 دولاراً، ويصل سعر "سيلفرادو" (Silverado) من "شيفروليه" (Chevrolet) إلى 87,300 دولاراً، بينما تُطرح "هامر" (Hummer) من "جي إم سي" (GMC) بسعرٍ يبلغ 98,845 دولاراً، أما "آر1 تي" (R1T) من "ريفيان" (Rivian)، فيبدأ سعرها من 69,900 دولاراً.

وبالمقارنة، يبلغ متوسّط سعر السّيّارة الجديدة في الولايات المتّحدة حاليّاً نحو 49,740 دولاراً، بينما يبلغ متوسّط سعر السّيّارة الكهربائيّة السّابقة 53,248 دولاراً، وإذا نجحت سلايت في تحقيق هدفها، فستقدّم خياراً يعدّ نصف هذا السّعر تقريباً.

ومن جهةٍ أخرى، تضاءلت الخيارات الاقتصاديّة أمام مشتري السّيّارات في السّنوات الأخيرة. في شهر أغسطس، أعلنت "ميتسوبيشي" (Mitsubishi) سحب سيّارتها "ميراج" (Mirage) من السّوق الأمريكيّة، وهي واحدةٌ من أرخص السّيّارات المتوفّرة بسعرٍ يزيد قليلاً عن 18,000 دولارٍ.

وكذلك، تخلّت كبرى شركات صناعة السّيارات في ديترويت -"جنرال موتورز" (General Motors)، و"ستيلانتس" (Stellantis)- عن تصنيع السّيّارات الصّغيرة والصّغيرة جدّاً قبل نحو 6 سنواتٍ، مرجعةً القرار إلى انخفاض الأرباح وازدياد الطّلب على السّيّارات الرّياضيّة متعدّدة الاستخدامات والشّاحنات. واليوم، لم يتبقَّ في السّوق إلّا سيّارةٌ واحدةٌ تقلّ سعرها عن 20,000 دولارٍ، وهي "نيسان فيرسا" (Nissan Versa). وفي سوق السّيّارات الكهربائيّة، تخلّت تسلا العام الماضي عن مشروع "موديل 2" (Model 2) الّذي كان يفترض أن ينافس بنفس فئة الأسعار الّتي تستهدفها سلايت.

يعتبر إنتاج شاحنةٍ كهربائيّةٍ بهذا السّعر المتدنّي خطوةً جريئةً، وقد بدأت سلايت بجمع التمويل لتحقيق ذلك. في العام الماضي، قدّمت الشّركة نموذجها إلى هيئة الأوراق الماليّة والبورصات الأمريكيّة، وأشارت إلى أنّها جمعت أكثر من 111 مليون دولارٍ، وقد تصل إلى 120 مليوناً بعد ذلك. وشملت قائمة المستثمرين ميلندا لويسون، مديرة مكتب عائلة جيف بيزوس، ممّا يؤكّد مشاركتها في الجولة الاستثماريّة.

ما الذي جذب بيزوس لدخول هذا المجال؟

قد يكون التّاريخ المشترك بين مؤسّسي سلايت وبيزوس هو ما دفعه للاستثمار في هذا المشروع؛ فقد تأسّست الشّركة في البداية تحت اسم "ري: كار" (Re:Car)، وكانت جزءاً من شركة "ري: بيلد مانيفاكتشورينغ" (Re:Build Manufacturing) الّتي شارك في تأسّيسها جيف ويلك، إلى جنب عددٍ من القادة السّابقين في أمازون.

ولكن لا يعني استثمار بيزوس في سلايت أن يتدخّل في تفاصيل الإدارة كما يفعل ماسك مع تسلا. فبحسب مؤشّر بلومبيرغ للمليارديّين، تبلغ ثروة بيزوس حوالي 192 مليار دولارٍ، وهو معروفٌ بتنوّع استثماراته عبر صندوقه العائليّ، حيث استثمر سابقاً في شركاتٍ، مثل: "أوبر" (Uber)، و"فيغير إيه آي" (Figure AI)، و"بيربلكسيتي إيه آي" (Perplexity AI).

شاهد أيضاً: شركة Xiaomi للهواتف الذكية تكشف عن أول سيارة كهربائية