بين التحدي والفرصة: الإمارات والسعودية تشقان طريق الابتكار والاستثمار
التطور والتفاؤل في قلب الشرق الأوسط، رؤى المستقبل واستراتيجيات النمو في عالم الشركات الناشئة والاستثمار.
ينقُلُ لنا القائمُون على الشّركات النّاشئة والمُستثمرُون آمالهُم في مُستقبلٍ واعدٍ لقطاع الاستثمارات والمشرُوعات الوليدة في منطقة الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا، على الرّغم من تباطُؤ زخم التّمويل. يُبرزُون الجُهُود والمُبادرات الإماراتيّة كعاملٍ تحفيزيٍّ للبيئة الاستثماريّة في المنطقة، مع التّأكيد على أنّ هذا النّشاط يرفعُ من حدّة التّنافُس بين الشّركات النّاشئة والصّناديق الاستثماريّة. يُشدّدُ المُستثمرُون على الأهميّة الاستراتيجيّة لموقع المنطقة والانفتاح الاقتصاديّ السّعُوديّ كمُحرّكاتٍ رئيسيّةٍ للنُّمُوّ.
تراجعُ الاستثمار
كشفت تقاريرُ حديثةٌ من مُؤسّساتٍ مثل ومضة وMAGNiTT عن تراجُعٍ في التّمويل خلال النّصف الأوّل من العام 2023 مُقارنةً بالعام السّابق، مع انخفاضٍ عامٍّ في عدد الصّفقات وحجم التّمويل. يذكُرُ MAGNiTT أنّ المُستثمرين يتجهُون نحو صفقاتٍ أقلّ حجماً، ممّا يعكسُ تحوُّلاً نحو الاستثمار في المراحل الأُولى للشّركات، وهُو ما كان سابقاً ركيزةً أساسيّةً في البُنية الاقتصاديّة للمنطقة.
فُرصةٌ للمُستثمرين
في حدث HeadStart بـ In5 دُبيٍّ، أفاد فادي عمُوديٌّ، مُؤسّسُ iQ Robotics، بتحوُّل دُبيٍّ التّجاريّ على مرّ السّنين. ينوهُ إلى أنّ السّياسات والمُبادرات الحديثة لتيسير دُخُول الشّركات الأجنبيّة إلى السُّوق ودعم الجيل الثّاني من الشّركات العائليّة تُعتبرُ دُبيّاً سُوقاً مغرياً للاستثمار.
استحدثت حُكُومةُ الإمارات مُؤخّراً سياساتٍ ومُبادراتٍ لتيسير إنشاء الشّركات، أبرزُها قانُونُ 2020 الّذي يُلغي مُتطلّبات الرّعاية للأعمال الأجنبيّة في دُبيٍّ وأبُو ظبيٍّ.
للشّركات العائليّة - الّتي تُواصلُ قيادة الاقتصاد المحلّيّ وتُشكّلُ نسبةً كبيرةً من الشّركات الخاصّة وتُسهمُ بجُزءٍ مُهمٍّ من النّاتج المحلّيّ - طُرحُ برنامج إدارة الشّركات العائليّة في دُبيٍّ، داعماً الجيل الثّاني من الشّركات العائليّة المُتخذة من دُبيٍّ مركزاً لها.
مع التّطوُّر المُستمرّ لبيئة الأعمال في الإمارات، تُواجه المنطقة مُنافسةً قويّةً. يُبيّنُ العمُوديُّ أنّ الجُدُد في السُّوق يُواجهُون صُعُوباتٍ في الاختراق أمام الشّركات الرّاسخة - خاصّةً في قطاعات الابتكار الاستهلاكيّ عبر الإنترنت. يُشيرُ إلى أنّ الموقع الاستراتيجيّ لدُبيّ يُسهّلُ الوُصُول إلى أسواقٍ مُربحةٍ في الشّرق الأوسط وأُورُوبا، ممّا يجعلُها نُقطةً جذبٍ للمُبتكرين.
في نقاشٍ بـ HeadStart، تحدّث رئيسُ ومضة، فادي غندُورٌ، عن إمكانيّات النُّمُوّ الكُبرى للمنطقة. يُلفتُ النّظر إلى اهتمام الشّركات العالميّة في التّكنُولُوجيا الماليّة بالقطاع الواعد للتّجارة الإلكترُونيّة في السّعُوديّة، مُؤكّداً على قُدرته على خلق زخمٍ وتحفيزٍ للنُّمُوّ.
مُنافسةُ المُؤسّسين
يُشاهدُ المُؤسّسُون أيضاً إمكانيّاتٍ كبيرةٍ في قطاع الشّركات النّاشئة بالإمارات، ويستمرُّون في النّظر إلى المُستقبل بتفاؤُلٍ رغم التّحدّيات. يتسمُّ السُّوقُ بالدّيناميكيّة والحيويّة، ويتجلّى ذلك في الحراك الّذي تُخلقُهُ الشّركاتُ النّاشئةُ الجديدةُ. لكنّ هذا لا يأتي دُون مُنافسةٍ شديدةٍ، فالمُؤسّسُون الجُدُدُ يجدُون أنفُسهُم أمام تحدٍّي إثبات جدارتهم والتّميُّز في بحرٍ من المشاريع الطُّمُوحة.
التّطلُّعُ إلى المُستقبل
بينما يستعدُّ القادةُ والمُستثمرُون للعام القادم، يركزُون على استراتيجيّاتٍ مُبتكرةٍ للتّغلُب على العقبات والاستفادة من الفُرص. يتطلّعُ الكثيرُون إلى تحقيق نُمُوٍّ مُستدامٍ عبر التّكنُولُوجيا والابتكار، بما يتوافقُ مع رُؤى الحُكُومات المحلّيّة لتطوير اقتصاداتها.
تُعتبرُ الإماراتُ والسّعُوديّةُ من الأسواق الرّائدة في المنطقة والّتي تجتذبُ الاستثمارات بفضل سياساتها المُواتية وبيئة الأعمال الدّاعمة. ومع استمرار هذه الدُّول في ابتكار الحُلُول وتقديم الحوافز للشّركات النّاشئة، يظلُّ المُستثمرُون مُتفائلين بأنّ هذه المنطقة ستظلُّ محوراً للنُّمُوّ والابتكار في السّنين القادمة.