الرئيسية الريادة كيف تصمد في ظل تعريفات ترامب الجمركية؟ إليك 5 خطوات عملية

كيف تصمد في ظل تعريفات ترامب الجمركية؟ إليك 5 خطوات عملية

من رسمٍ جمركيٍّ بنسبة 10% يقيّد صادرات بريطانيا، إلى ضربةٍ قاسيةٍ وجّهتها نسبة الـ54% للصّين؛ إنّه ناقوس خطرٍ يستدعي تحرّكاً فوريّاً

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

رغم أنّ الرّسوم الجمركيّة الجديدة الّتي فرضها الرّئيس ترامب قد تبدو كاضطرابٍ غير مرحبٍّ به، فإنّك كرائد أعمالٍ تعلم جيّداً أنّ الصّدمات الخارجيّة كثيراً ما تكون الدّافع الحقيقيّ للابتكار وإعادة تصميم نماذج الأعمال. فقد تسبّبت هذه الإجراءات في إحداث هزّاتٍ قويّةٍ في الأسواق العالميّة، من تعريفةٍ جمركيّةٍ بنسبة 10% أثّرت على صادرات المملكة المتّحدة، إلى ضربةٍ قاسيةٍ بنسبة 54% على السّلع الصّينيّة. إنّها بمثل ناقوسٍ خطرٍ، يدعونا إلى التّحرّك الفوريّ، واتّخاذ خطواتٍ حاسمةٍ، وتحويل هذا التّحدّي إلى فرصةٍ تنافسيّةٍ حقيقيّةٍ.

إليك كيف يمكنك البدء اليوم: من خلال إعادة النّظر في سلسلة التّوريد، وتقوية البنية الماليّة لعملك، وإعادة ضبط استراتيجيّتك التّصديريّة، وبناء القدرة على التّكيّف في سوقٍ لا يمكن التّنبّؤ به:

1. أعد النظر في سلسلة التوريد الخاصة بك

ابدأ بفحص سلسلة التوريد الّتي تعتمد عليها بشكلٍ دقيقٍ؛ فهناك تحذيراتٌ أوروبيّةٌ من تداعياتٍ خطيرةٍ لهذه التّعريفات الجمركيّة، ستكون الشّركات الّتي تعتمد على استيراد المواد من مناطق ذات مخاطر مرتفعةٍ الأكثر تضرّراً؛ فإذا كنت تستورد مكوّناتٍ أساسيّةً من دولٍ تواجه زياداتٍ كبيرةً في الرّسوم -كالصّين مثلاً- فهذا هو الوقت المثاليّ لتنويع مصادر التّوريد.

تواصل مع مورّديك الحاليّين، وناقش معهم بصراحةٍ أيّ زياداتٍ محتملةٍ في الأسعار أو تأخيراتٍ في الشّحن. اسأل نفسك: هل يمكنني التّعامل مع مورّدين محلّيّين؟ أو التّوجّه إلى أسواق أخرى أقلّ تأثّراً بهذه التّعريفات؟

قد تميل إلى التّمسّك بالوضع الحاليّ، لكن تأمّل التّالي: دفعت سياسات ترامب دولاً -مثل فرنسا- لعقد اجتماعاتٍ طارئةٍ مع قادة الأعمال لمواجهة هذه الأزمة. استفد من هذا الشّعور بالإلحاح، وابدأ في استكشاف شركاتٍ جديدةٍ، والتّفاوض على شروطٍ أفضل، بل وحتّى الاستثمار في قدرات الإنتاج الدّاخليّ إن اقتضى الأمر. وتذكّر أنّ كلّ خطوةٍ تتّخذها الآن ليست مجرّد ردّ فعلٍ، بل هي استثمارٌ في مستقبلٍ أكثر مرونةً. حان الوقت لتحويل سلسلة التّوريد لديك إلى شبكةٍ قويّةٍ وقادرةٍ على التّكيّف مع أيّ صدمةٍ في بيئة التّجارة العالميّة المتغيّرة.

2. عزّز الاستراتيجية المالية لديك

بمجرّد أن تحدّد نقاط الضّعف في سلسلة التّوريد، انتقل إلى مراجعة استراتيجيّتك الماليّة بعمقٍ؛ فالتّعريفات الجديدة مصمّمةٌ لرفع التّكاليف، وهذا ما بدأ يثقل كاهل العديد من الشّركات الصّغيرة. كما تشير بعض التّقارير إلى أنّ رسوماً جمركيّةً بنسبة 26% على بعض الصّادرات الهنديّة مثلاً، قد تؤدّي إلى آثارٍ سلبيّةٍ على النّاتج المحلّيّ الإجماليّ هناك.

حتّى لو كانت الزّيادة في التّكاليف بسيطةً، فإنّها قد تقلّب ميزان الرّبحيّة في شركتك. لذلك، اجلس مع فريقك الماليّ أو مستشارين موثوقٍ، وابدأ في تحليل سيناريوهاتٍ مفصّلةٍ لكيفيّة تأثير هذه التّكاليف الجديدة على الأداء الماليّ. لا تترك مكاناً للتّخمين، وكن مستعدّاً لكلّ الاحتمالات.

ادرس هيكل التّكاليف في عملك بعيونٍ ناقدةٍ؛ فهل هناك نفقاتٌ يمكن تقليلها؟ هل يمكن إعادة توزيع الموارد بطريقةٍ أكثر كفاءةً؟ وإذا اضطررت إلى رفع الأسعار، فكن شفّافاً مع عملائك، واشرح لهم أنّ هذه التّغييرات ناتجةٌ عن عوامل اقتصاديّةٍ خارجةٍ عن إرادتك، مع تأكيد التزامك بالجودة والخدمة.

فكّر أيضاً في وسائل لتقوية موقفك الماليّ، مثل الحصول على قروضٍ قصيرة الأجل، أو إعادة التّفاوض مع المورّدين لتمديد فترات السّداد، أو تحديث العقود لتخفيف التّأثير الفوريّ. كلّ خطوةٍ ماليّةٍ تتّخذها اليوم هي حمايةٌ ذكيّةٌ من تقلّبات المستقبل.

3. أعد تقييم استراتيجيتك التصديرية

إذا كان جزءٌ كبيرٌ من عملك يعتمد على التصدير، فقد حان الوقت لإعادة تقييم استراتيجيّتك في الأسواق الدّوليّة. إذ إنّ سياسات ترامب تعيد تشكيل مشهد التّجارة العالميّة من جذورها. على سبيل المثال، أصبحت صادرات المملكة المتّحدة إلى الولايات المتّحدة تخضع لتعريفةٍ بنسبة 10%، وهو أمرٌ وصفه مسؤولون بريطانيّون بأنّه "مزعزعٌ للغاية"لذلك، لا بدّ من مواكبة هذا التّحوّل؛ فاستعن بخبراء التّجارة والمستشارين الصّناعيّين للحصول على رؤىً واضحةٍ حول تأثير هذه السّياسات على وضعك في السّوق العالميّة، وتواصل بشفافيّةٍ مع الموزّعين وشركائك الدّوليّين، وكن صريحاً بشأن التّغييرات المحتملة في الأسعار أو تأخّر التّسليم. فالشّفافيّة تعزّز الثّقة، وتفتح أبواباً لحلولٍ مشتركةٍ.

الأوضاع العالميّة ليست بسيطةً؛ فبينما تحاول دولٌ -مثل الصّين- استغلال هذه الرّسوم لترويج مفاهيم التّجارة الحرّة، تُسرع دولٌ أخرى لحماية أسواقها الدّاخليّة. استثمر هذه المعلومات لإعادة توجيه منتجاتك إلى الأسواق الّتي لا تزال فيها قدرتك التّنافسيّة عاليةٌ. وفكّر أيضاً في تعديل عروضك لتتناسب مع احتياجاتٍ جديدةٍ في السّوق، أو التّوجّه نحو أسواقٍ ناشئةٍ أقلّ تأثّراً بهذه الإجراءات، وطوّر قصّة علامتك التّجاريّة بحيث تعكس المرونة والقدرة على الابتكار. ففي عالمٍ يسوده الغموض، قدرتك على التّكيّف هي مفتاح التّفوّق.

4. كن مرناً في سوقٍ لا يتوقف عن التغير

لم تعد المرونة مصطلحاً عصريّاً فقط، بل أصبحت أداة بقاءٍ. ومع التّغيّر المستمرّ في السّياسات التّجاريّة العالميّة بشكلٍ شبه لحظيٍّ، فإنّ البقاء مطّلعاً ومتكيّفاً ضروريٌّ لا خيار. فاجعل من أولويّاتك متابعة مصادر الأخبار الاقتصاديّة الموثّقة، واضبط تنبّهاتٍ فوريّةً لكلّ مستجدٍّ يمكن أن يؤثّر في قطاعك. لكن لا تكتف فقط بقراءة الأخبار، بل شارك بفعاليّةٍ في المنتديات الرّياديّة، واحضر النّدوات، وانخرط في شبكات المهنة، حيث يناقش روّاد الأعمال استراتيجيّاتٍ واقعيّةً مستندةً إلى التّجربة الفعليّة.

ازرع ثقافة التّغيير السّريع ضمن شركتك، وحفّز أعضاء الفريق على تقديم أفكارٍ لتقليل المخاطر وتحسين الكفاءة، وخصّص جلساتٍ منتظمةً للعصف الذّهنيّ، فقد تفتح هذه الجلسات باباً لحلولٍ جديدةٍ لم تكن لتراها في زحام المهامّ اليوميّةأيضاً، استثمر في أدوات التّكنولوجيا الّتي تساعدك على اتّخاذ قراراتٍ سريعةٍ ومدروسةٍ، مثل أنظمة إدارة المخزون الذّكيّة أو أدوات التّوقّع الماليّ الفوريّ، إذ تمنحك هذه الأدوات ميّزةً تنافسيّةً حقيقيّةً في بيئةٍ متغيّرةٍ.

كما أنّ تبنّي عقلية المرونة يعني النّظر إلى التّحدّيات كفرصٍ للتّطوّر. صحيحٌ أنّ تعريفة ترامب تسبّبت في تقلّباتٍ، لكنّها أيضاً دفعت كثيرين لمراجعة ممارساتٍ قديمةٍ، واستكشاف كفاءاتٍ وفرص نموٍّ جديدةٍ. كلّ خطوةٍ تتّخذها اليوم -سواء كانت تغيير مورّدٍ أو دخول سوقٍ جديدٍ- تبني أساساً قويّاً يحمي عملك في أقسى الظّروف الاقتصاديّة.

5. قد بثقة ووضوح

هذه فرصتك لتثبت قدرتك على القيادة في الأوقات العصيبة؛ فأنت لا تدير أزمةً فقط، بل تعيد صياغة نموذج عملك ليناسب سوقاً عالميّاً أكثر تعقّداً. إذ إنّ القرارات الّتي تتّخذها اليوم لن تحمي فقط هوامش الرّبح، بل ستعزّز أيضاً من موقع شركتك كشركةٍ رائدةٍ مرونةٍ ومبتكرةٍ. وفي هذا المناخ المتغيّر، كلّ حوارٍ تبادر به، وكلّ استراتيجيّةٍ تراجعها، وكلّ عمليّةٍ تعدّلها، تقرّبك أكثر من تحويل الظّروف الاضطرابيّة إلى ميزاتٍ تنافسيّةٍ. 

بوجود سلسلة توريدٍ متنوّعةٍ، واستراتيجيّةٍ ماليّةٍ محكمةٍ، ونهجٍ تصديريٍّ مرنٍ، وعقليّةٍ تعتمد على التّكيّف، فإنّ عملك لن ينجو فقط من آثار تعريفات ترمب، بل سيستفيد منها لينمو ويزدهروتذكّر: احتضن التّغيير، وابدأ بثقةٍ، وسر بثباتٍ نحو مستقبلٍ مليءٍ بالفرص.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: