منصة TAP تجمع تمويلاً بقيمة مليون دولار
بهدف التّركيز على توفير فرص عملٍ مبتكرةٍ للشّباب العربيّ باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي
هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
في خطوةٍ طموحةٍ لتعزيز سوق العمل في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، أعلنت منصَّة "تسريع المواهب" (Talent Acceleration Platform) -أو ما يُعرف اختصاراً بـ(TAP)- والّتي تتّخذ من هولندا مقرّاً لها، عن جمع تمويلٍ بقيمة مليون دولارٍ أمريكيٍّ، إذ تهدف المنصَّة إلى توسيع نطاق منصّتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتسهيل البحث عن الوظائف.
قاد جولة التّمويل شركة "إنفست إنترناشونال" (Invest International) الهولنديّة، بمشاركة مستثمرين ملائكيّين متخصّصين في الاستثمارات ذات الأثر الإيجابيّ، إذ يُعدُّ هذا التّمويل نقطة انطلاقٍ نحو تحقيق أهداف المنصَّة الّتي تسعى إلى تقديم نموذجٍ مبتكرٍ في خلق فرص عملٍ للشّباب في المنطقة.
تأسّست المنصَّة في عام 2018 على يد جعفر شنَّار وكريستيان فيزجاك، بهدف خلق فرص عملٍ في قطّاع غزة. ومع مرور الوقت، تطوَّرت إلى منصّةٍ شاملةٍ تستهدف الشّباب المحرومين في فلسطين والأردن ولبنان، من خلال مساعدتهم على بناء مساراتٍ مهنيّةٍ مستدامةٍ دون الحاجة إلى الهجرة، إذ توفّر المنصَّة برامج تدريبيّةً تمتدّ على مدى 16 أسبوعاً عبر الإنترنت، تُمكِّن المشاركين من تأمين وظائف عن بُعد مع شركاتٍ أوروبيّةٍ. وخلال عام 2023، ساهمت المنصَّة في تحقيق أكثر من 100 وظيفةٍ عن بُعد في الشّرق الأوسط، ما يُمثّل ضعف العدد الّذي حقّقته في عام 2022.
في مقابلة مع مجلة "عربية .Inc" أوضح فيزجاك، الرّئيس التّنفيذي للمنصّة، أنّ التّمويل الجديد سيساهم في خلق 1000 وظيفةٍ إضافيّةٍ وإطلاق منصّةٍ جديدةٍ في منتصف عام 2025، وستعتمد هذه المنصَّة على أدواتٍ مدعومةٍ بالذكاء الاصطناعي، مثل: بناء شبكاتٍ مهنيّةٍ وإدارة طلبات التّوظيف والتّفاعل مع المرشدين المهنيّين.
وأشار فيزجاك إلى أنّ المنصَّة ستُقدِّم ميّزاتٍ مبتكرةً، مثل اقتراحاتٍ لتوسيع شبكات التّواصل المهنيّة على لينكدإن، وتنظيم جهود التّوظيف، وتعزيز التّفاعل مع المرشدين، إذ تهدف هذه الخطوات إلى تعزيز الإدماج الاقتصاديّ وتزويد الشّباب في الاقتصادات الهشَّة بالأدوات اللّازمة للعثور على فرص عملٍ.
قال فيزجاك: "تهدف هذه الميّزات إلى تحويل الدّيناميكيّة من تقديم طلباتٍ تقليديّةٍ إلى بناء شبكاتٍ مهنيةٍ فعَّالةٍ، حيث إنّ 80% من الوظائف يتم الحصول عليها من خلال العلاقات المهنيّة"، وأضاف: "من خلال تمكين الشّباب المحرومين بهذه الأدوات، ستساهم المنصّة في ديمقراطيّة الوصول إلى فرص العمل وتعزيز الإدماج الاقتصاديّ".
تعتزم المنصَّة توسيع برامجها التّجريبيّة بالتّعاون مع منظّماتٍ غير حكوميّةٍ ومؤسّساتٍ دوليّةٍ لتوفير وصولٍ أكبر للطّلاب إلى خدماتها، وستركّز أيضاً على تحسين أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصّة بها لتلبية احتياجات المستخدمين بشكلٍ أفضل.
وتواجه المنصَّة تحديّاتٍ تشغيليّةً في مناطق النّزاعات والاقتصادات المتعثّرة، لكنّها استطاعت تحقيق نجاحاتٍ في مجالاتٍ، مثل: التّسويق الرّقميّ، ومبيعات تقنية B2B، وتطوير البرمجيّات، وإدارة المنتجات. كما تشهد تزايداً في الطّلب على صُنَّاع المحتوى، ومديري وسائل التواصل الاجتماعي، والمتخصّصين في تحسين محرّكات البحث.
أشارت المنصَّة إلى أنّها استفادت من التّعاون مع جهاتٍ، مثل البنك الدّوليّ، لتوفير دعمٍ للشّركات الدّوليّة في توظيف الكفاءات، كما استعانت بشبكةٍ من المرشدين، غالبيتهم من محترفي المنطقة الّذين يعملون في شركاتٍ عالميّةٍ، لمساعدة الشّباب في بناء مساراتٍ وظيفيّةٍ ناجحةٍ.
وأكّد فيزجاك أن المنصَّة تُركّز على منح الشّباب الأدوات اللّازمة للاستفادة من حوافزهم الذّاتيّة لتحقيق التّطوير المهنيّ، واختتم بالقول: "نؤمن بأنّ لدى الشّباب في المنطقة طاقةً غير محدودةٍ ورغبةً قويّةً لتحسين حياتهم، ونحن هنا لدعمهم في تحقيق ذلك".
