تحديات ابتكار منتج جديد في الشركات الكبيرة
بصفتك شركة منتجات استهلاكية ضخمة، تختلف نقاط قوتك في ابتكار المنتجات الجديدة عن الشركات التجارية الناشئة.
تشعر شركات المنتجات الاستهلاكية الكبرى (CPG) بالغيرة والقلق من العلامات التجارية الصغيرة، إذ كيف بمقدور رواد الأعمال المبتدئين، الذين ينقصهم الموارد والخبرة الصّناعية، أن يتفوقوا بإحداث تطوّراتٍ في القطاع الإنتاجيّ مع زيادة حصّتهم السّوقيّة على المدى الطّويل؟ في الحقيقة، إنّ العلامات التجارية الصّغيرة غالباً ما تتمتّع بميّزة الابتكار؛ لأنّها لا تملك الحجم والأنظمة المعقّدة التي تعطي الشّركات الكبيرة قوّتها.
ولكن هذا لا يمثّل الحقيقة بأكملها، إذ لا يتعلّق الابتكار بالتّوصيف بين كونه صغيراً ومبتكراً أو ضخماً وغير مبتكرٍ، حيث يمكن للشّركات الكبرى أن تستفيدَ من حجمها لتحقيق آليّةٍ مرنةٍ في التّطوير، تحاكي تلك الموجودة لدى الشركات الناشئة، إذ عندما تُعزّز الشركات الكبيرة الابتكار المتطوّر من خلال التّعاون مع شركاتٍ صغيرةٍ متطوّرة وإجراء تعديلاتٍ استراتيجيّةٍ في نهجها المعتمَد في تطوير منتجاتها، ستحقّق النّجاح المستقبليّ والاستمرار.
حجم المنتج وتوزيعه
تتميّز شركات الإنتاج الاستهلاكية الضخمة بقدرتها على إنتاج منتجاتٍ جديدةٍ بملايين الوحدات، وتوزيعها عبر البلاد خلال أشهرٍ قليلةٍ، إذ يعدّ النّهج الذي تعتمده تلك الشّركات في عمليّة الإنتاج والتّوزيع إنجازاً بارزاً في الوصول للمستهلكين ومعرفة متطلباتهم من المنتج، وهذا ما يعطي العلامات التجارية الكبيرة المشهورة، قوّتها وتأثيرها في السّوق، ولكن ذلك لا يخلو من الآثار السّلبيّة.
فكّر في التّالي: عندما تُصمّم عملياتٍ لإنتاجٍ محليٍّ، تُحقق نسبة 85% من حجم المنتجات الكليّ (ACV) خلال أشهرٍ قليلةٍ، فمن الطّبيعي هنا أن تواجه صعوبةً في التّكيف مع أيّ فكرةٍ للتّطوير، لاسيما التي تحتاج إلى منهجٍ أكثر مرونةً وأصغر في الحجم. في الواقع، قد يكون إنتاج 500 أو 5000 وحدة من فكرةٍ فريدةٍ وجديدةٍ على العالم شبه معقّدٍ كإنتاج مليون وحدة داخل الشّركة نفسها.
وجهة نظر الشركات الكبيرة: يمكن للشّركات الكبيرة الاعتماد على مجموعةٍ جديدةٍ ومنفصلةٍ من الشّركاء الخارجيّين، ممّن لديهم أفكار حديثة، للمساعدة في اختبار وتطوير الخطط الإنتاجيةّ. كما من المهمّ وضع معايير صحيحة لتفادي مخاطر الإنتاج بكمياتٍ محدودةٍ، مع ضرورة التّركيز على إنتاج الكمية الكافية من المنتج.
شاهد أيضاً: أفضل 10 شركات ناشئة في السعودية
فعالية التصنيع
عند امتلاككَ لمصنعٍ مختصّ بإطلاق منتجاتٍ محدّدةٍ، فإنّه من الأفضل تركيز جهودك على هذا المنتج والسّعي لزيادة مبيعاته، بدلاً من تشتيت تفكيرك بتنويع المنتجات وتطوير منتجٍ جديدٍ خارج نطاق قدرات المصنع الحاليّة. علاوةً على ذلك، من الضّروري توظيف فرق إنتاجٍ متخصّصةٍ في إدارة عمليّات الإنتاج وتحسين الجودة مع تقليل تكاليف التّصنيع في المصانع والشّركات الضّخمة.
فكّر في الحلول التّالية: عددٌ قليلٌ من الشركات الناشئة يمتلك قدراتٍ تصنيعيّةٍ على نطاقٍ واسعٍ، إذ إنّ الشّروع في العمل بحجمٍ صغير نسبياً مع شريك تصنيعٍ مشتركٍ هو السّائد ويتيح لك مرونةً ملحوظةً، كما أنّ التّفكير بالاستعانة بمصادر خارجيّة للتّصنيع المشترك غالباً ما يكون محفوفاً بالمخاطر ويتجاوز منطقة الرّاحة للعديد من الشركات. لكن، الانتقال إلى شركاء تصنيع خارجيّين جدد، يُمكن أن يُفتح آفاقاً للتّطوير بمرونةٍ أكثر.
أفكار العمالقة الصّناعيين: عندما تبدأ الشّركات الضّخمة في مجال المنتجات الاستهلاكية السّريعة برؤية الابتكار من خلال عدسةٍ تتجاوز إطار إنتاجهم المثاليّ الحالي، يصبح بمقدورها بشكلٍ أفضل تحقيق السّرعة والمرونة التي تتمتّع بها العلامات التجارية الرّياديّة، فقد يتطلّب الحصول على الدّعم وقتاً ومجهوداً، لكن أعظم الأفكار الإبداعيّة في الإنتاج، تنبع من التّفكير خارج الصندوق.
الخبرة المتخصصة والرأسمال المُستقر
يتطلّبُ تطوير وإطلاق منتجٍ منافسٍ وثوريٍّ، تعديل الأنظمة والعمليّات الدّاخلية لديك، حيث ستحتاج إلى تحصيل خبراتٍ إضافيّةٍ وتوسيع قدرات التّصنيع لضمان النجاح. في الواقع، تستثمر الشّركات الكبيرة موارد ضخمةً لضمان التّشغيل بكفاءةٍ عاليةٍ مع أعلى مستويات الجودة. وعلى الرّغم من سعي فرق تطوير الإنتاج نحو استكشاف آفاقٍ جديدةٍ، يتحفّظ البعض من فريق الإدارة والعاملين بالشّركة على الأفكار الجديدة.
بالإضافة إلى ذلك، يُعدّ الحفاظ على الأعمال التّجاريّة الرّبحية القائمة أمراً حيويّاً لبقاء الشّركة الإنتاجيّة، ويمكن أن يؤدّي سحب التركيز أو الموارد من النّشاط الأساسيّ إلى تداعياتٍ خطيرة جداً. وهذا هو السّبب الشائع الذي يدفع الشّركات الكبرى في مجال المنتجات الاستهلاكية السّريعة إلى التّركيز على توسيع خطوط إنتاجها واستكشاف أفكارٍ تقع ضمن محيط أساسياتها بالفعل.
فكّر في الأمر كما يلي: الشركات الناشئة عادةً ما لا تُثقل كاهلها بالتّكاليف الثّابتة المُستقرّة أو الأنظمة القديمة، إذ تمتلك بطبيعتها المرونة للبناء والتّكيف والتّغيير ولا تسعى إلى اتّباع النّهج المتبع من قبل الشّركات التّقليدية.
وجهة نظر الشركات الكبيرة: تعتمد الشّركات الضّخمة على الابتكار القادر على مواجهة المخاطر، إذ ولحسن الحظ يمكن لهذه الشّركات تخفيف المخاطر وإعادة التّفكير في تقييمها الصّحيح، مع بناء الثّقة من جديدٍ في الأفكار المبتكرة المحتملة، فما نراه مراراً وتكراراً هو أنّ الأدوات المستخدمة لدى معظم الشّركات الإنتاجيّة الكبيرة لتقييم امتدادات خطوط الإنتاجيّة ليست الأدوات الصّحيحة لتقييم الابتكار المواجه للمخاطر.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.