بعد عامٍ مليءٍ بالكوارث.. لماذا لا يزال الاحتفال مهمّاً؟

يرغب الكثيرون في مجرّد إنهاء العام على خيرٍ؛ فبعد سلسلةٍ من الحروب والكوارث الطّبيعية والأزمات الاقتصاديّة سواء التي ترتبت على العزل الصّحيّ بسبب وباء كوفيد 19 أو التي كانت ناجمةً عن الصّراعات وتدهور الإنتاج، فإنّ الحديث عن الاحتفال بنهاية العام عموماً ربما يكون ضرباً من الخيال، أمّا في مكان العمل فهو بالتّأكيد من الأساطير.

لكن بيّنت إحصائياتٌ أنّ الشّركات الّتي تحتفل مع موظّفيها بنهاية العام تزيد من التّرابط بينها بالإضافة إلى التّعرّف على الإنجازات، فهذه الاحتفالات مجرّد وسيلةٍ لإظهار التّقدير للموظّفين والتّمتّع بالقليل من الاسترخاء مع رفع الرّوح المعنويّة، ولا يجب أن يكون الاحتفال بتكلفةٍ مرتفعةٍ على الإطلاق، فهناك أفكارٌ بسيطةٌ للغاية. فهل ترغب في التّعرّف على أفضل طرق الاحتفال بنهاية العام مع موظّفيك؟ وكيف يمكن أن يؤدّي هذا إلى زيادة الإنتاجيّة والنّجاح في شركتك؟ إذن تابع معنا الأسطر المقبلة.

معرفة ما الذي تحتفل به من الأساس

قد يقول بعض النّاس إنّنا لم نحقق أهدافنا وارتفعت الخسائر، أو إنّنا لم نحقق أرباحاً أو انتشاراً جيداً فعلى ماذا نحتفل؟ وفي الحقيقة فإنّ الاحتفال بنهاية العام لا يجب أن يكون هدفاً في حدّ ذاته، بل وسيلةً تسهم في ترقية العمل وتحسينه، فهل تعرف ما يجب أن تحتفل به حتّى في حالة عدم تحقيق كلّ الأهداف؟

• يمكنك الاحتفال مع فريقك بالطّريقة التي دعم بها كلٌّ منهم العمل حتّى في الأوقات الصّعبة والمضطربة.
• يمكنك الاحتفال أيضاً بقدرتهم على التكيّف والقيام بمهامٍ جديدةٍ عليهم.
• يمكنك الاحتفال بأنّك لم تتعرض للإغلاق على الرّغم من الظّروف الاقتصاديّة المضطربة في العالم بأكمله وهذا بالتّأكيد يعود في جزءٍ منه لروح الفريق واجتهاده.
• فالنّجاحٌ لا يتعلّق فقط بالوصول إلى الهدف على الرّغم من أهميّته، بل بالخطوات العمليّة والتغلّب على التّحديات والتّطور وعدم التّراجع.

كيف يؤثر الاحتفال بنهاية العام في نفسية الموظفين وإنتاجيتهم؟

عندما تحتفل بطرقٍ بسيطةٍ وغير مكلفةٍ بنهاية العام مع فريق العمل فهناك نتائجٌ سوف تحصل عليها فوراً مهما كان نشاط شركتك، ومنها:

التحفيز

التّحفيز المعنويّ شديد الضّرورة لزيادة إلهام الموظفين وتحقيق النّجاح، فمخطئٌ تماماً من يقول إنّ الموظف يعمل ويأخذ راتبه وهذا يكفي، بل لا بدّ من التّحفيز المعنويّ كلّ فترةٍ وليس باستمرار حتّى لا يفقد قيمته، ويعدّ الاحتفال برأس السّنة واحدةً من أفضل طرق تحفيز الموظفين ممّا يلهمهم لمواصلة النّجاح.

توحيد وتعزيز ثقافة وقيم الشركة

فالاحتفالات تضمن نوعاً من التّجمع قد لا يحدث كثيراً في أيام العمل العادية ممّا يزيد من التّقارب، ومن تبادل وجهات النّظر المختلفة خاصّة إذا كانت الشركة تمرّ بأوقات فيها الكثير من التّحديات.

تعزيز الإيجابية

من السّهل تماماً أن نتذكّر دائماً الأشياء السّيئة، ولكنّ الاحتفال بالأشياء والإنجازات الصغيرة يعيد التّركيز على الأمور الإيجابيّة ويبني الزّخم، ويزيد من الدّوافع لتحقيق الأهداف الكبرى.

تشجيع الترابط بين أفراد الفريق

من الضّروريّ أن نحرص على وجود ترابطٍ بين أعضاء الفريق، فليست المنافسة فقط بينهم هي ما تؤدّي للنّجاح، ولكنّ التّعاون والتّكامل يزيد من سرعة تحقيق الأهداف.

المكافأة والتقاط الأنفاس

عندما تحتفل مع فريق عملك برأس السّنة فأنت تكافئهم بطريقةٍ غير مباشرةٍ على وجودهم وعلى عملهم، وتمنحهم فرصةً أيضاً لالتقاط الأنفاس، والاستمتاع بهدنةٍ قصيرةٍ قبل مواصلة الكفاح من أجل تنمية العمل.

شاهد أيضاً: طريقة سهلة، بسيطة ومجانية لزيادة الإنتاجية والابتكار في اجتماعاتك

طرق بسيطة ومتنوعة للاحتفال بنهاية العام مع موظفيك

ليس من الضّروريّ أن يكون الاحتفال مكلفاً أو معقّداً، كما ليس ضروريّاً أن يكون في مكان العمل نفسه، فهناك أفكارٌ أكثر بساطةً لجأ إليها الكثيرون لهذا الاحتفال، ومنها:

جوائز الشركة

فإذا استغللت هذه المناسبة لتقديم جوائز لموظفيك سواء كنت تعمل معهم وجهاً لوجهٍ أو عن بعد سيكون الأمر رائعاً، وسواء كانت الجوائز عن أمورٍ مضحكةٍ ومسليةٍ، فقد خففت من التّوتر في بيئة العمل، أو كانت جوائز عن أمورٍ أكثر جديّةً مثل أفضل مندوب مبيعاتٍ، أو أفضل إنجازاتٍ، فإنّها ستكون وسيلةً رائعةً، ويمكن أن تكون الجوائز عبارةً عن بطاقاتٍ أو هدايا رمزيّةٍ، ويمكن أن تكون للجميع بطريقةٍ أو بأخرى وفقاً لمواطن التّميّز أو لأشخاصٍ معينين.

وهنا لا يجب عليك إغفال من يعمل بصمتٍ ويبقى دائماً خلف الكواليس، فلا تركّز فقط على الموظفين المنفتحين الّذين يبقون دائماً في بؤرة الضّوء، ولا تتجاهل أعضاء الفريق الأكثر هدوءاً فهم في الحقيقة السّببّ الأكثر أهميّةً في أيّ نجاحٍ حققته خلال العام الماضي.

إقامة مباراة تنافسية

من الوسائل البسيطة الّتي تزيد من البهجة وتحققّ احتفالاً إيجابيّاً برأس السّنة هو إقامة مباراةٍ بين فريق العمل سواءً في الهواء الطّلق أو بألعابٍ مكتبيّةٍ أو إلكترونيّة أو بإحضار مجموعةٍ من ألعاب الطّاولة أو غيرها، فهذه الطّريقة مفيدةٌ لمن يرغب في التّركيز على المتعة، وبناء روحٍ إيجابيّةٍ بين الفريق، ويمكن أن تكون المباراة في وقت استراحة الغداء أو بعد ساعات العمل أو تخصيص يومٍ لها.

تناول وجبة غداء احتفالية أو الذهاب في رحلة

فيمكن أن تخصص يوم الاحتفال ليطلب الجميع غداءه من مكانٍ واحدٍ، أو تذهبوا جميعاً لتناول الطعام معاً في مكانٍ ملائمٍ، وليس من الضّروريّ أن تكون الوجبة على حساب صاحب الشّركة، ولكن يجب أن تكون المأكولات المقدّمة ملائمةً للجميع دون مسببات حساسيّةٍ أو غيرها، ويمكن القيام برحلةٍ جماعيّةٍ إذا كانت ميزانية الشّركة والموظّفين تسمح بهذا، ويمكن أن تمتدّ لأيّامٍ أو ساعاتٍ عدّةٍ.

إقامة ورشة عمل

قد تفكر أنّ هذا محبطٌ قليلاً، وبعيدٌ عن الاحتفال برأس السّنة، ولكن إذا دمجّت الاحتفال بمحاولة إضافة مهاراتٍ جديدةٍ لفريقك فإنّ الأمر سيكون أكثر جاذبيّةً، وسيحرر الجميع أيضاً من ضغوط الرّوتين اليوميّ، وسيزيد من التّواصل بينهم، ويمكن أن تكون الورشة عبارةً عن محاضراتٍ أو عرض صورٍ وفيديوهاتٍ، أو حتّى عرض وجهات نظرٍ متنوّعةٍ لدى الفريق ليستفيد الجميع منها، أو عرض رأي بعضهم في طريقة العمل وغيرها من أمورٍ تخدم العمل وفي الوقت ذاته تزيد من التّرابط ومن تصحيح الأخطاء.

عرض المواهب

وهي من طرق الاحتفال برأس السّنة غير المكلفة على الإطلاق، فيمكن تخصيص وقت استراحة الغداء لعرض المواهب في الشّركة سواءً كانت موهبةً جادّة أو غير جادّة، فهذا يزيد من أواصر المعرفة بين جميع أنواع الموظفين، سواءً المنفذين أو الإدارة الماليّة أو الإدارة التقنيّة وغيرها.

شاهد أيضاً: تأثير بيئة العمل على الإنتاجية بطريقةٍ إيجابية وبناءة؛

وهكذا فإنّ الاحتفال برأس السّنة بين فريق العمل يمكن أن يتمّ خلال ساعةٍ واحدةٍ، أو عدّة ساعاتٍ ويمكن أن يكون بميزانيّةٍ بسيطةٍ أو ضخمةٍ أو دون تكلفةٍ على الإطلاق، لكنّ المهمّ أن يتمّ في أجواءٍ احتفاليّةٍ تخفف التّوتر، وتزيد من حالة الإيجابيّة وتمنح فريق العملٍ قدراً كبيراً من التّحفيز والإلهام لتحقيق المزيد من الأهداف معاً والتّغلّب على الصّعاب والتّحديات.