تحسين حالة التركيز: 6 خطوات أساسية لزيادة إنتاجيتك!
طرق فعّالة لتعزيز التركيز وتحقيق الإنتاجية القصوى دون الشعور بالإرهاق، مما يضمن أفضل أداء لك لإنجاز المهام المطلوبة بنجاح.
في عالم الأعمال المتغيّر بسرعةٍ، أصبحت إدارة الذات بفعاليّةٍ ركيزةً أساسيّةَ للإنتاجيّة، فإذا لم تُتقن نفسك وعادات عملك وعقليَّتك وأسلوبك في التَّواصل، وحتَّى الأنشطة التي تختار المشاركة فيها، فلن تكون قادراً على العمل بكفاءةٍ، الأمر يتعلَّقُ بإيجاد طرقٍ ذكيَّةٍ للعمل بدلاً من العمل بجهدٍ أكبر ولفتراتٍ أطول لتحقيق أفضل أداءٍ لك. على سبيل المثال، الانتقال من اجتماعٍ لا فائدة منه إلى آخر هو بالتَّأكيد يُهدّد قدسيَّة الوقت، لكن هناك العديد من التّهديدات الأخرى التي يُمكن أن تسرقَ وقتنا وتحرمنا من إنتاجيَّتنا، وإليك بعض الأمثلة: صندوق البريد الإلكترونيّ الخاصِّ بك، والتَّركيز على أولويَّات الآخرين (إرضاء النَّاس)، وإشعارات الهاتف، والتَّمرير في وسائل التواصل الاجتماعي، والتَّسويف.
درسٌ في الإنتاجية الشخصية
هل ترغب في الوصول إلى المستوى التَّالي من تحقيق النَّجاح؟ إليك درسٌ سريعٌ: كن على علمٍ تامٍّ بتركيز يومك بأكمله على الأمور التي تهمُّك أكثر، كما ذكرتُ في مقدِّمتي، على الرَّغم من أنَّك قد تعتقد أنَّ الحلَّ يكمن في "إدارة الوقت"، فإنَّ ما يقوم به الأشخاص الأكثر إنتاجيَّةً بالفعل هو قدرتهم على إدارة أنفسهم بشكلٍ جيِّدٍ، إذ ما سيقرُّبك أكثر من إتقان إدارة الذات الخاصَّة بك هو شيءٌ مرتكزٌ على العلم.
ابحث عن حالة التركيز الخاصَّة بك
هل سبق لك أن مضت بضع ساعات وأنت مغمورٌ بعملك حتّى شعرت كأنّ الوقت قد مضى كاللّحظات؟ نسمع عن هذا كثيراً، ولكن هل نعرف ماذا يعني وكيف يُمكن تحقيق حالة "التركيز"؟يقترح العمل المتكامل لعالم النّفس الإيجابيّ المشهور ميهالي تشيكسنتميهالي، الذي ابتكر هذا المفهوم، أنَّه يمكننا تحقيق الإنتاجية القصوى مع مكافأة أنفسنا بالمتعة والمعنى.
فعندما نجرِّب الحالة المنسجمة، نستفيد من التَّجربة الذُّرويّة والأداء الذُّرويّ، بعبارةٍ أخرى، نواجه السُّرور ونؤدّي بشكلٍ أفضل؛ إنَّها المقولة القديمة "أن تكون في حالة التركيز العميق"، أنت خالٍ من التَّشتُّت، ومركِّزٌ تماماً على النَّشاط الحاليّ، لكن مع فائدةٍ مستقبليّةٍ حيث تتعلَّم، وتنمو، وتتحسَّن، وتؤدّي بأفضل ما لديك بشكلٍ مُدهشٍ.
6 خطوات لرفع حالة التركيز إلى مستوىً أعلى
يقول تشيكسنتميهالي إنَّه من أجل تجربة التركيز الحقيقيَّة، يجب أن تكون لديك أهدافٌ واضحةٌ مع هدفٍ محدَّدٍ بشكلٍ جيِّدٍ يأخذك إلى قمَّة الجبل، على سبيل المثال، عندما تبدأ أسبوعاً أو شهراً جديداً، تريد أن تجرِّب التركيز بأقصى درجاته من خلال اتّخاذ هذه الخطوات في سبيل تحقيق أهدافك:
- تأكّد من أنّ الاتّجاه الذي تسلكه واضح تماماً، ولا يوجد أيّ غموضٍ.
- كن ملتزماً بنسبة 100٪ بهدفك، مع وجود تركيزٍ كاملٍ من العقل والقلب.
- طابق هدفك المستقبليّ مع ما تساهم فيه في الحاضر، وفكّر في "الرّبح الحاليّ، والرّبح المستقبليّ" بدلاً من التّشبيه الخاطئ "لا وجع، لا ربح".
- تأكّد من أنّ صعوبة المهمّة ليست أعلى بشكلٍ ملحوظٍ من مستوى مهارتكَ، وإلّا ستواجه القلق الذي يقاوم التركيز الإيجابيّ.
- تأكّد من أن مستوى مهارتك للمهمّة ليس أعلى بشكلٍ ملحوظٍ من صعوبتها، وإلّا ستواجه حالةً من الانغماس الممل.
- تأكّد من أنّ صعوبة المهمّة تتناسبُ مع مستوى مهارتك.
من الواضح أنّه إذا كنت في نقطةٍ لا تستطيع فيها تحريك المهام أو دفع نفسكَ للقيام بالمزيد، فقد ترغبُ في تقييم بيئة عملك، وضغوط العمل، أو حتّى الرّئيس الذي تعمل له. فإذا كنت تعاني من الضّغط في العمل وتشعر بالإجهاد يوميّاً، سيؤدّي ذلك إلى القلق. ومن ناحيةٍ أخرى، إذا كنت في بيئة عملٍ لا تحدث فيها تحديّات، وأنت تقوم بمجرّد الرّوتين -تسجيل الحضور، وتسجيل الانصراف- دون وجود معنىً حقيقيّ وراء عملك -في كلتا الحالتين- ستجد صعوبةً في تجربة التركيز.