لماذا يُعتبر مستوى الأمن عبر الإنترنت أولوية لأصحاب الأعمال؟
مع استمرار المخاطر والمصالح بالتزايد، عليك أن تأخذ هذه الخطوات بعين الاعتبار الآن
بقلم شون كيم Sean Kim، الرئيس التنفيذي لـ Rype
في عالمِنا الذي يعتمدُ بشكلٍ كبيرٍ على التّكنولوجيا الرّقميّةِ اليوم، يعتبرُ أمانُ البياناتِ الحسّاسةِ أمراً أساسيّاً لأيّ عملٍ تجاريّ، خاصّةً لأولئك الذين يعملون عبر الإنترنت. كشخصٍ قامَ بإطلاقِ عدّةِ مشاريعَ عبرَ الإنترنت وتوسيعِها، أصبح لديّ تقديرٌ عميقٌ للدّورِ الحيويّ الذي تلعبه تدابيرُ الأمانِ القويّة في حمايةِ سمعةِ الشّركةِ وعملياتها. إليك لماذا يجبُ على قادةِ الأعمالِ الذين يديرون شركاتهم عبر الإنترنت أن يعطوا زيادةَ الأمانِ لديهم أولويةً عاليةً. [1]
تطور الأعمال عبر الإنترنت وتحديات الأمان
لقد غيّرَ الإنترنت طريقةَ تشغيلِ الأعمالِ بشكلٍ ثوريّ، مقدِّماً كفاءةً وقابليةً للتوسّعِ غير مسبوقين. ومع ذلك، تأتي هذه الرّاحةُ مع تحدّياتِ أمانٍ خاصّةٍ بها. أصبحت الأنظمةُ التّقليديّةُ المعتمدةُ على كلماتِ المرورِ، والتي كانت قياسيّةً في السّابقِ، أكثرَ عرضةً للاختراقِ والوصولِ غير المصرّحِ به. وفقاً لتقريرٍ من Verizon، تشكّلُ كلماتُ المرورِ الضعيفةُ أو المسروقةُ نسبةً كبيرةً من اختراقاتِ البياناتِ. وفي هذا السّياقِ، يظهرُ نظامٌ أكثرُ تعقيداً، مثل: الأمانِ البيومتريّ (باستخدامِ القياساتِ الحيويّةِ للشّخصِ)، كبديلٍ قويٍّ.
تقدّمُ المصادقةُ البيومتريّة للشّركاتِ حلّاً لمخاطرِ الأمانِ المتعلّقةِ بطرقِ تسجيلِ الدّخولِ التّقليديّةِ. وتعتمدُ المصادقةُ البيومتريةُ على خصائص جسديّة أو سلوكيّة فريدة للتحقّقِ من هويّة الفردِ. وسواءً من خلال بصماتِ الأصابعِ، أو التّعرّفِ على الوجهِ، أو الصّوتِ، أو مسحِ القزحيةِ، تقدّمُ القياساتُ البيومتريةُ مستوىً من الأمانِ يقاومُ الاستنساخَ أو الاختراقَ بشكلٍ كبيرٍ. وهذا يوفّرُ طبقةً إضافيّةً من الحمايةِ للبياناتِ الحسّاسةِ، مع تحسينِ تجربةِ المستخدمِ من خلالِ القضاءِ على الحاجةِ لتذكّرِ كلماتِ مرورٍ معقّدةٍ.
رؤية من خبير في الأمان البيومتري
للحصولِ على رؤىً أعمقَ حول إمكانياتِ الأمانِ البيومتريّ، تحدّثتُ مع آيفن كوين Ivan Quinn. كجنديٍّ سابقٍ في القوّاتِ الجوّيةِ الأمريكيّةِ متخصّص في الأمانِ الفعليّ بعدَ أحداثِ 11 سبتمبر، يتمتّعُ كوين برؤيةٍ فريدةٍ حولَ أهميّةِ المصادقةِ البيومتريّةِ وكان جزءاً أساسيّاً من تطويرها وتنفيذها على مدى العقدين الماضيين. هذا هو ما دفعهُ إلى تأسيسِ شركةِ Secure Planet، التي تختصُّ في منتجاتِ التعرّفِ على الوجهِ وخدماتِ تطويرِ البرمجيّاتِ.
يؤكد كوين بشكلٍ خاصٍّ على الدّقّةِ والموثوقيّةِ الاستثنائيّةِ للمصادقةِ البيومتريّةِ، خاصّةً في مجالِ التّعرّفِ على الوجهِ. فقد تقدّمت تكنولوجيا التّعرّفُ على الوجهِ بأشواطٍ كبيرةٍ في السّنواتِ الأخيرةِ، حيث يمكننا الآن تحقيقُ معدّلاتِ دقّةٍ كانت في وقتٍ مضى تُعتبرُ غير قابلة للتحقيقِ باستخدامِ أحدث خوارزميّاتِ التّعلّمِ العميقِ وكاميراتٍ عاليةِ الدّقّةِ.
تحسين تجربة المستخدم وإنتاجيته
يقدّم إدماجُ الأمانِ بواسطةِ التحقّقِ البيومتريّ تجربةَ مستخدمٍ سلسةً وبديهيّةً. فبعدَ الآن لا يحتاج المستخدمون إلى التعاملِ مع تعقيداتِ إدارةِ كلماتِ المرورِ، ممّا يؤدّي إلى زيادةٍ في معدّلاتِ الرّضا والاحتفاظِ بالمستخدمين. بالإضافةِ إلى ذلك، تؤدّي هذه العمليّةُ المبسّطةُ للمصادقةِ إلى زيادةٍ في الإنتاجيّةِ، حيث يمكن للموظّفين أن يكرّسوا المزيدَ من الوقتِ لمهامهم بدلاً من التّعاملِ مع قضايا تسجيلِ الدّخولِ.
علاوةً على ذلك، تقلّلُ المصادقةُ البيومتريّةُ بشكلٍ كبيرٍ من خطرِ اختراقاتِ الأمانِ النّاتجة عن كلماتِ المرورِ الضعيفةِ أو المسروقةِ. وتشيرُ أبحاثُ LastPass إلى أنّ حوالي 65%من المستخدمين يعيدون استخدام كلمات المرورِ أو يستخدمون بعض التّغييراتِ على نفسِ كلمةِ المرورِ عبر العديدِ من الحساباتِ، ممّا يشكّلُ خطراً أمنيّاً كبيراً. ومع المصادقةِ البيومتريّةِ، يتمّ تقليلُ هذا الضّعف بشكل كبيرٍ، ممّا يضمنُ أن يكون الوصولُ إلى البياناتِ الحسّاسةِ مقتصراً على الأفرادِ المصرّحِ لهم فقط.
شاهد أيضاً: كيف تطلق العنان لإمكانيات عملك بالذكاء الاصطناعي
البقاء في صدارة الامتثال التنظيمي
في المشهدِ التّنظيميّ الحالي، يُعتبر الالتزامُ بالتّشريعاتِ المتعلّقةِ بحمايةِ البياناتِ والخصوصيّةِ أمراً لا يمكن التّفاوضُ فيه. وفي إطارِ أنظمةٍ صارمةٍ مثل (قانون حمايةِ البياناتِ العامّةِ) GDPR في أوروبا و(قانون خصوصيةِ المستهلكِ) CCPA في كاليفورنيا، يمكنُ أن يؤدّي عدمُ الالتزامِ إلى غراماتٍ كبيرةٍ وأضرارٍ تمسُّ السّمعةَ. وتتناسبُ المصادقةُ البيومتريّةُ بسلاسةٍ مع هذه المتطلّباتِ التّنظيميةِ، ممّا يوفّرُ طبقةً إضافيّةً من التّأكيدِ على أنّ البياناتِ الحسّاسةَ يتمُّ التعاملُ معها بشكلٍ آمنٍ.
من خلالِ تجربتي في المشهدِ الديناميكيّ لشركاتِ التّكنولوجيا النّاشئةِ، شهدتُ بنفسي التّأثيرَ التّحويليّ للأمانِ البيومتري على الشّركاتِ التي تعملُ عبر الإنترنت. فمن خلال دمجِ المصادقةِ البيومتريّةِ في منتجاتهم، لا تقتصر الفائدةُ على تحصينِ قادةِ الأعمالِ لمنصّاتهم، بل يمكنهم أيضاً تحديدُ موقعهم كروّادٍ في مجالِ حلولٍ آمنةٍ ومبتكرةٍ للبرمجيّاتِ كخدمةِ SaaS.