أتفكّر بتوسيع شركتك الناشئة؟ إليك 7 استراتيجيات فعالة
إذا كان الفشل قابلاً للتوقّع، فمن الممكن تجنّبه أيضاّ
بقلم نوالا وولش Nuala Walsh، المديرة التنفيذية لمايند إكويتي MindEquity، عالمة سلوك، ومديرة غير تنفيذية عالمية.
معظمُ روّادِ الأعمالِ يعلمون أن 90% من الشّركاتِ النّاشئةِ تفشلُ، إذاً لماذا لا تزالُ تُستَنزفُ الملياراتُ كلّ عامٍ على الرّغم من توفّر ثروةٍ معرفيّةٍ، ودروسٍ مستفادةٍ، ودعمٍ متاحٍ؟ [1]
هل هو السّياقُ أم الشّخصيّةُ؟ الجوابُ يكمنُ في الاثنين، إذ إنّ السّياقَ مهمٌّ، ولكن الشّخصيّة أيضاً تلعبُ دوراً سواءَ كنت في وادي السّيليكون أو وادي النّهر.
الخبرُ السّارُ هو أنّهُ بإمكانكَ توسيع نشاطكَ بفعاليّةٍ وبأخلاقيّةٍ، إذ بالاستناد إلى مسيرتي المهنيّةِ التي دامت 30 عاماً في توسيعِ الأعمالِ الاستثماريّةِ الصّغيرةِ، أوجزُ لكم 7 استراتيجيّاتٍ للشّركاتِ النّاشئةِ الطّموحةِ:
1. التقليل من الأخطاء البشرية
تأخذُ الشّركاتُ النّاشئةُ الذّكيّةُ في الاعتبارِ مخاطرَ العاملِ البشريّ في عمليّةِ اتّخاذِ القراراتِ، مثل: العواطفِ، والاندفاعِ، والأخطاءِ في الحساباتِ. وبما أنّ إحدى طُرقِ منعِ الأخطاءِ البشريّةِ هي الأتمتةُ الاستراتيجيّةُ، قامت منصة التّجارة الإلكترونيّة Shopify بأتمتة جميعِ عمليّات الجردِ، ومعالجةِ الطلباتِ، والتّسويق لمساعدةِ الشّركاتِ على التّوسعِ.
يفهمُ ريتشارد برانسون الخوفَ وعدم اليقين. إذ قال: "لم نكن يوماً على يقين 100%... ولكن على مدى 45 عاماً، لطالما التزمنا بشعارنا: تباً لذلك، لنجرّب الأمرَ". إنّه يحثُّ القادة على عدم التّحرجِ من الفشلِ والبدءِ مرةً أخرى، مع الحفاظِ على الطّموح. "ابدأ بشكلٍ صغيرٍ وفكّر بشكلٍ كبيرٍ". أفضلُ القادةِ يديرون اندفاعاً للقطيعِ، ويبتعدون عن صيحاتِ السّوقِ العابرةِ التي تُهدّد التّدفقَ النّقديّ، وفي بعض الأحيان يعتمدُ ذلك على الكبرياءِ.
شاهد أيضاً: الشركات الصغيرة لم تعد كذلك.. خطط وطموح للعمل خارج الحدود
2. احتواء الكبرياء الذاتي (الأنا)
نعلمُ أنّ القادةَ غير المخضرمين يقعون فريسةً، لاتّخاذ قراراتٍ سيئةٍ؛ يحدثُ ذلك كثيراً. فعدمُ التّوافقِ بين الرّؤية والقدرة يُفاقم احتمالَ فشلِ الشّركةِ، وهذا أمرٌ يُمكن فهمهُ، فروّادُ الأعمالِ أشخاصٌ متفائلون يميلون إلى ثقةٍ مفرطةٍ بالنّفسِ. إنّها متلازمةُ "لن أفشل". وبينما تُعتبر الثّقةُ بالنّفسِ أمراً أساسيّاً في مرحلةِ النّمو، إلّا أنّ الثّقة المفرطةَ تنحرفِ بالقدرةِ على الحكمِ والتّمييز عن مسارها الصّحيحِ.
لا تدع الكبرياءَ والأنا يقتلان شركتكَ. عندما تُخطئ، اعترف بالخطأ وامضِ قدماً. في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، يأتي الإحراجُ الاجتماعيّ الذي يتّبعُ الخطأ بشكلٍ فوريٍّ، ويكون مؤلماً. حتّى المستثمرين المغامرين يِمكن أن يتأثرّوا في خضمّ سباقهم نحو المجدِ، خاصّةً أن أكثرَ ما يُؤثّر عليهم هو الكاريزما الرّياديةِ. فكّر في آدم نويمان Adam Neumann، الرّئيسُ التّنفيذي لشركة WeWork الذي استطاعَ تأمينِ مليارات الدولاراتِ من التّمويلِ وشهد لاحقاً انهيار إمبراطوريته.
3. البحث عن المشورة
إطلاقُ شركةٍ ناشئةٍ محفوفٌ بالشّكوكِ لذا تعلّم من الآخرين واستمع إلى نصائحهم. وفي هذا الصدّد حثّ ستيف جوبز بكلمةٍ مشهورةٍ في خطابِ تخرجٍ على "البقاء جائعاً، البقاء غبياً". البحثُ عن المشورةِ ليس علامة على الضّعف، بل إظهاراً للنّضجِ والتّواضعِ. وهذا ما يتوقّعه منك المستثمرون والعملاء والموظّفون، بل ويحترمونه أيضاً.
ستؤثّر أساليبُ القيادة المختلفةِ على الاحتمالاتِ. على سبيل المثال، يميل القادة الدّيمقراطيون إلى أن يكونوا أكثر انفتاحاً من الاستبداديين. في هذا عصرِ، التّكنولوجيا العالية، يلجأ البعضُ إلى الذّكاء الاصطناعيّ التّوليديّ للحصولِ على نصيحةٍ سريعةٍ. وفي المقابل، يُمكن لذلك أن يسرّعَ النّمو.
شاهد أيضاً: صفة وحيدة قد تجعل مهارات القيادة لديك أفضل من معظم المدراء
4. تجنب المنحدر الزلق
من المغري أن تلجأ إلى طرقٍ مختصرةٍ أو تحايلٍ على الأنظمةِ لتحقيقِ النّمو أو التّمويلِ. ومن الصّعبِ أن تكونَ صبوراً في عالمِ الجوائزِ الفوريةِ، خاصّةً إذا كنتَ تحلمُ بالجوائزِ وغلافِ المجلّاتِ. هذا هو الوقتُ الذي تبدأ فيه التّسويةُ الأخلاقيّةُ. ليس من المستغربِ أن الدّراسات تشيرُ إلى أن الشّركاتِ التي يقودها قادة أخلاقيّون عادةً تؤدّي أداءً أفضل؛ المثاليون قلّة ولكن الفائزين على الأقلّ يحاولون.
على سبيل المثال، تُعتبر شركةُ الملابسِ الخارجيّة باتاغونيا Patagonia مناصِرةً بارزةً للاستدامةِ البيئيةِ. إذ إنّ الإعلانَ الصاّدقَ سيولّدُ الثّقةَ دوماً. وحمْلة "الجمال الحقيقي" من Dove نالت استحساناً لتحدّيها للتّنميطِ. وعلى العكس، خضعت علامة الملابس التّجاريّة Abercrombie & Fitch مؤخّراً للتّدقيق بسبب استغلالها الجنسيّ لعارضيها الذّكورِ.
5. التعاون مع العمالقة
يُمكنكَ، كقائدٍ توّاقٍ للتّميزِ، رؤيةِ أنّه من المنطقِ أن تستعينَ بمصادرِ خارجيّةٍ فيما تفتقرُ إليه من مهاراتٍ أو لا تتمتّعُ به. فمن الممارساتِ الشّائعةِ التّعاون مع مؤسّساتٍ أكبر، حتّى وإن اعتبرها البعضُ تخفيفاً للقوّةِ. في الأدوارِ السّابقةِ عندما قمت بتوسيعِ نطاق عملِ شركتي من أوروبا، إلى آسيا والولايات المتحدة، كان السّرُّ هو الشّراكات الاستراتيجيّة مع شركاتِ التّوزيع، وهذا حجرُ الزّاويةِ بالنّسبة للنّمو.
بالمثلِ، نمت شركة ماكدونالدز بسرعةٍ من خلال نظامِ سلسلةِ الفروعِ مع حقّ الامتيازِ، مما سمحَ لرجالِ الأعمالِ المحليّين بالتّشغيلِ. وشركة تسلا تعاونت مع شركاتِ السّياراتِ لمشاركةِ تكنولوجيا المركباتِ الكهربائيّةِ، مما سمحَ بنمو السّوقِ، فالتّوافقُ الثّقافيُّ لا يُمكن افتراضه ويتطلّبُ أبحاثاً مكثّفةً.
شاهد أيضاً: 6 فروقات رئيسية بين النمو والتنمية المستدامة
6. القيام بأبحاث عميقة
البحثُ في البياناتِ بمفرده لا يجدي نفعاً بدون البحثِ السّلوكيّ. ويُعدُّ التّوسّعُ العالميُّ لشركة Airbnb وتخصيصِ الخدماتِ الشّخصيّة لها، واستراتيجيات الاحتفاظِ بالعملاء لشركةِ نيتفليكس، وتنويع أعمالِ شركةِ أمازون في مختلفِ القطّاعاتِ دليلاً على ذلك؛ ولكن تذكّر، ليست جميع المساعي ناجحةً.
يجعلُ انحيازُ البقاءِ تذكّرَ النّجاحاتِ -بدلاً من الفشل- أسهل بكثيرٍ؛ لكن المضمون مهمٌّ. فسوءُ اختيارِ الشّركاء يُمكن أن يُخربَ فكرةً رائعًة أو عملاً تجاريّاً ناجحاً. كما يمكن لمزودي الخدماتِ -من الأطرافِ الثّالثة- الذين تم اختيارهم بطريقةٍ غير موفّقة أن ينتهكوا حقوقَ الإنسانِ، ويؤدوا إلى هبوطِ سمعةِ الشّركةِ.
شاهد أيضاً: التفكير خارج الصندوق.. افتح الباب لعقلك واتركه يقودك نحو النجاح
7. معرفة متى تتقدم
لا يمتلكُ الموظّفون الطّموحون ما يكفي من الصّلاحياتِ لاتّخاذِ القرارِ. فمع تطوّر الشّركاتِ النّاشئةِ، يحتاجون إلى مهاراتٍ مختلفةٍ لتوسيعِ نطاقِ العملِ. عندما تشهدُ النّمو، تجنّب إغراء ترقيةِ المفضّلين لديك؛ فدائماً يرتّدُ ذلك بآثارٍ سلبيةٍ.
كن متواضعاً بما يكفي لمعرفةِ حدودكَ، لا تكن مثلَ شخصيّةِ لوغان روي في المسلسلِ الشهيرِ، الذي لا يستطيعُ تحديدَ خلافةٍ له في أعماله بسبب غروره. في بعض الأحيان، المضي قدماً يكون الأفضلَ بالنّسبةِ للعملاءِ والشّركةِ.
ينصحُ مارك كيوبان Mark Cuban روادَ الأعمالِ بـ "حلّ مشكلةٍ تشعرُ بشغفٍ حيالها". إنّها أساسٌ رائعٌ. ليس هناك رصاصة سحريّة. فالقادة هم بشرٌ يتهوّرون ويكونون غير صبورين ومغرورين، ومعرفةُ ذلك له قيمةٌ لا تقدّرُ بثمنٍ وقابلة للتّنبؤ.