تقاسم الأرباح مع الموظفين منفعة للجميع
إن تحفيز الفريق على الانخراط والاستثمار في أهداف المكاسب والأرباح هو أحد السبل لابتداع ثورة إيجابية في سير وتطوير العمل.
إنّ لدى عالم الشّركاتِ مشكلة صوريّة قد اختلقتها الشّركات الكُبرى ألا وهي تعاظم الطّمع، إذ إنّه المصطلحُ الأحدث، وذلك لوصف عندما ترفَع الشّركات الأسعار بوتيرة أسرع وبشكل أعلى لتغطية التّكاليف المتزايدة وتأثير الطّلب المنخفض، إلّا أنّهم ليسوا يغطون فقط التّكاليف بل يزيدون الأرباح. وبناء على ذلك استفاد أكثر من 700 من كُبرى شركات العالم من أرباح غير مُحتَسَبَة بقيمة تتجاوز 1 تريليون دولار في عامي 2021 و2022، وهو ارتفاع بنسبةِ 89% من إجمالي الأرباح مقارنةً بالأعوام بين 2017 و2020.
لقد كدّس الطمع الشّركاتي حصّةً كبيرةً من اللّوم على تفاقم التّضخم والفجوة في الثّراء. على كلّ حال، هناك حلّ موجود لتوحيد المصالح وتعزيز توزيعٍ أكثر استحقاقيّة للثّروة. ابتعاداً عن الاعتقاد المُتعارَف عليه بأن تقاسم الأرباح مع الموظفين هو لعبة معدومة المحصّلة (مكسب أحد يعني خسارة الآخر)، اتّخذت المبادرة لتقديم برنامج تقاسم مكاسب مفعَمٍ بطابعِ اللّعب. وذلك من خلال تحفيز قوة العمل لدينا لإعطاء الأولوية للنّمو، نحن ندفع الشّركة قُدُماً ونضمن منافع متبادلة للمنظمة ومساهميها، وأهلها.
ها هنا قولنا الفصل الجديد: سوف أمنح مليون دولار لموظفينا عبر برنامج مستندٍ إلى النّقد مرتبطٍ بتحقيق أهداف الرّبح. إنّي لا أرى إيثاراً خالصاً، لأنّ من المنطق التّجاريّ السّليم أن يكون للموظفين استثمار عميق في نمو الشّركة، تماماً كما حال اقتراح خيارات للأسهم. مع ذلك، على عكس خيارات الأسهم، والتّي يصعب التّحكم فيها وتسييلها، يتيح لي هذا البرنامج تحديد فترة زمنية أكثر دقة ومكافأة مالية لمشاركتها مع الموظفين، ما يخلق قيمةً هائلةً للمساهمين في الوقت عينه.
لأكون منصفاً على أكمل وجه، أرغب حتى في أن يتشارك الموظفون قليلاً من معاناتي كرئيسٍ تنفيذيٍ، كي نتمكن معاً من تجاوز أي تقلباتٍ صوب مسعانا المشترك. إذ يتعلّق هذا البرنامج بمكافأة النّجاح وتعزيز الشّعور الجماعيّ بالمسؤولية. من خلال تحمل التّحديات والاحتفاء بالانتصارات جنباً إلى جنب، نخلق رابطة أقوى داخل فريقنا ونعزز التّزامنا بالنمو والازدهار المتبادل.
أصول التأثير المشترك
العام الماضي، حينما عزمنا على بيع الشّركة، كان من الجليّ أنّ تخميننا سيكون مستنداً على EBITDA، وهو مقياس الأرباح قبل الفائدة، والضرائب، والإهلاك، واستهلاك الدين. على كلٍّ، بعد مناقشات مكثَّفة مع مصرفيِّين وشركات عدّة، بِتُّ أنا ورئيس الشركة على ثقةٍ من أنّ بمقدورنا مضاعفة تقييم EBITDA للشّركة وقيمتها الإجمالية 4 مرّات في خلال السّنتين إلى الثّلاث سنوات المُقبلة. هذا الإدراك قادنا إلى اتّخاذ قرار بعدم البيع وبدلاً من ذلك التّركيز على نمو الشّركة.
لكي تتكلّل هذه الخطة الطّموحة بالنّجاح، علِمت أننا بحاجة إلى أن يكون كلّ موظف منخرطاً بالكامل في هدفنا المشترك. مع العلم أنّ تحدّياً بارزاً وحيداً كان أنّ معظم النّاس لم يكونوا على دراية بمقياس EBITDA. ولردم هذه الفجوة، ابتكرت طريقة ملموسة لجعل الفكرة أبسط للفهم والرّبط؛ نظام مكافآت فريد باستخدام العملات المادّية والافتراضيّة. وهكذا، وُلِد برنامج التّأثير المشترك. إذ إنّ التّأثير المشترك هو تسمية كنّا نستخدمها لهذا البرنامج الّذي طوّرناه داخليًا، ولا يمتّ بصلة إلى العملة الرّقمية التّي تتشارك الاسم ذاته. عملةٌ واحدة تُوَزَّع لكل شخص، وأيّ عملات إضافية يجري تتبّعها بشكلٍ افتراضيّ.
كيف شرحت وأقنعت الموظفين بالبرنامج
مجرّدةٌ من أي قيمة مالية في الحالة الرّاهنة، ستكتسب هذه العُملات قيمة بمجرد إدراكنا لهدف الرّبح الشّهري لمدة 3 أشهر متتالية أو غير متتالية بنجاح. أنا في طور إجراء اجتماعات أُحاديّة افتراضية لتوزيع المجموعة الأولى من العملات، وشرح البرنامج، وإخبار الجميع بمدى أهميّتها في مساعدتنا على بلوغ أهدافنا، ثم سأوزع المجموعة الثّانية والأخيرة على الأرجح من العملات خلال اجتماعنا الشّامل للشركة في لاس فيغاس في وقتٍ مبكر من العام المقبل. سيُحدَّد الرّصيد بناءً على مساهمات كل فرد بين التّوزيع الأوليّ وتوزيع لاس فيغاس.
في حين أنّ القيمة الدّقيقة لكلّ عملة لا تزال متهلهلة، فإنّي أتوقع أنّها سوف تتراوح بين 500 و1000 دولار. إذ إنّ تحقيق الهدف بشكلٍ أسرع سيعزّز قيمة كل عملة مع اقترابنا من معدل التّشغيل الشّهري المُستَهدَف، وأنا أتوقّع إتمام توزيع ما لا يقلّ عن مليون دولار من العملات على ما يقرُب السّبعون من موظّفينا.
تُمنح هذه العملات بناءً على اعتقاد بأن الجميع سيعملون نحو هدفنا المشترك الجديد. أطلب من الجميع أن يتصوّروا ما يمكنهم فعله خلال تلك الفترة للمساهمة في تقييم EBITDA، وأن يرسلوا لي فقرة عن كيف يبدو ذلك، بألّا أُلزِمهم بكل عنصر في قائمتهم. عوضًا عن ذلك، أريدهم لهم أن يروا ما بمقدورهم فعله لتحقيق تقدمٍ هادفٍ صوب هدفنا؛ لديهم الآن مصلحة حقيقيّة في الأمر.
لماذا يجب أن يعمل التأثير المتبادل
لقد اعتدنا الإدارة الفصليّة للأعمال تبعاً للأهداف. برغم ذلك، عندما كنا نُدرك أو نفشل في تحقيق أهداف الإيرادات، يكون معظم النّاس متخبّطين إذ لم يكن واضحًا كيف لمساهماتهم أن ترتبط مباشرة بالإيرادات. يعمل التأثير المشترك على معالجة هذا الانفصال.
يمكنك أن تلعب دور محامي الشّيطان وتسأل لمَ يحتاج النّاس إلى دافع إضافيّ في الوقت الّذي يتقاضون فيه بالفعل راتباً. إلّا أنّ هذا أمرٌ لا يقتضي تفكيراً عميقاً. إذ سيكون النّاس أكثر اكتراثاً لهدفنا عند وجود مكافأة بقيمة نحو 5000 إلى 10000 دولار على الطّريق، وهي فائدة كبيرة للمساهمين. نحن نجعل هدف تقييم EBITDA وقْعاً لكلّ مجهوداتنا.
وجدت شركة Gallup أنّ 32 في المئة فقط من الموظفين قد اُعتُبِروا ملتزمين في عام 2022، وأحد الأسباب الجوهريّة لذلك كان الافتقار إلى الوضوح حيال أدوارهم. إنّ إجبار الموظفين على كتابة أهدافهم ومشاهدة الإيرادات محلّقةً يخلق شعورًا بالارتباط والإنجاز، وهو وسيلة ممتعة لتعزيز التّفاعل والاستبقاء. كما أن اللقاء على المستوى الشّخصي يساعد منح النّاس الشّعور بأنهم في مرأى ومحطّ تقدير حتى عندما تُخفَض الأولويّة لمشروعٍ ما، يمكننا الحفاظ على معنويات الفريق مرتفعة من خلال شرح القرار في سياق تعزيز تقييم EBITDA.
لقد نمت شركتنا بسرعةٍ رهيبة على مدار السّنوات القليلة الماضية، لذا فالهدف قابل جدًّا للتحقيق إذا ما تقدّمنا جميعاً سويّاً. ذاك الزّخم الجماعيّ هو السّبب الأكبر في كوني مقتنعاً بأن هذا البرنامج سيكون ناجحاً. وعندما تحين اللّحظة، سيكون من الأهميّة بمكان أن نحتفل بإنجاز هذه المهمة الكبيرة معاً.
دورة فضيلة من المنفعة المتبادلة
على الرّغم من أن برنامج التأثير المُشتَرَك مُصمَّم لمساعدتنا في تسريع تحقيق هدفنا EBITDA، غير أنّنا لن نكون قادرين قط على الحصول على قياس دقيق تماماً لتأثيره لأننا، بالطبع، لا يمكننا إجراء اختبار A/B. بحلول يناير، سيكون لدينا خطّ رؤية أوضح حيال الموعد الّذي سنبلغ فيه الهدف. في الوقت الرّاهن، سنعاين الفوائد الفورية العديدة لزيادة التّفاعل والمتعة المُشتَرَكة للموظفين؛ إنّها دورة نزيهة من التّحسّن المستمرّ.