كيفية استخدام المرونة لتّغلب على التحديات في المشاريع الصغيرة
تعلّم كيف تكون صاحب عملٍ مرناً قادراً على تحويل الأوقات الصعبة إلى فرصٍ للنّموّ والتّطور.
يتطلَّب إدارة شركة صغيرة جهداً كبيراً، ومع ذلك، تجد العديد من رؤساء هذه الشَّركات لا يصمدون أمام التّحدّيات فحسب، بل يُحرزون نجاحاتٍ حتَّى تحت الضَّغط، ووفقاً لخبرتي، يتّسم أصحاب الأعمال الذين يصمدون في السُّوق في صفةٍ مشتركةٍ: ألا وهي المرونة. [1]
عندما تدير مشروعاً صغيراً، ستظهر عقباتٌ لا مفرَّ منها، ولن تسير الخُطط دائماً كما هو متوقَّع، لكن مع ذلك، تجد أصحاب الأعمال المرنين بوسعهم التّكيُّف مع المجريات، والتّعلُّم من الإخفاقات، ومواصلة العمل حتَّى عندما تصبح الأمور صعبةً، وأفضلهم أولئك الذين يتعلَّمون كيفية تحويل الأوقات الصَّعبة إلى فرصٍ للنُّموّ.
شاهد أيضاً: يتغلب الأشخاص الناجحون على هذه التحديات الخمس للخروج من مناطق الراحة
المرور بالفترات الصعبة أمرٌ حتميٌّ للنموّ
وراء كلِّ صاحب عملٍ ناجحٍ تاريخٌ حافلٌ بالتَّحدِّيات، وهذا هو السَّبب في إغلاق 21.9% من أصحاب الأعمال شركاتهم في السَّنة الأولى، بغضِّ النَّظر عن نمط الاستراتيجيَّة التي تتّبعها أو مدى الجهد الذي تبذله في عملكَ، ستفشلُ بعض الأمور أو تتسبَّب في تأخير سير العمل.
ولقد شهدنا فشل بعض أفضل الاستراتيجيّات لاحقاً عندما دخلت حيِّز التَّطبيق، فالأمر خاضعٌ للظّروفِ، وواقع السُّوق، والقليلِ من الحظِّ الجيّد أو السّيّئ وحسب، أمَّا الحلُّ فهو يكمن في توقُّع المشاكل حتَّى لا تكون مفاجأةً عند حدوثها، وبغضِّ النّظر عن ماهيّة المشكلة، من المُهمِّ أن يكونَ لديك خططٌ احتياطيّةٌ ومرونةٌ للتّعافي والنّهوض من جديدٍ.
شاهد أيضاً: حسب Sam Altman هذه الصفة مهمة لنجاح رائد الأعمال لكن يُستخف بها دائماً
التركيز فقط على ما يمكنك السيطرة عليه
تقول عبارةٌ رصينةٌ: "العقبةُ هي السَّبيل الذي سيوصلكَ إلى مبتغاكَ"؛ لذلك عندما تواجهنا التَّحدِّيات، علينا أن نتقبَّلها ونتعاملَ معها بشكلٍ مباشرٍ، بدلاً من تجنُّبها أو تجاهلها.
صحيحٌ أنَّه من المُغري التَّركيز على العوامل الخارجيَّة التي لا يمكنكَ السَّيطرة عليها، ولعب دور الضّحيّة عند مواجهة التّحدّيات، كما أنَّني أتفهَّم تماماً القلق بشأن الاقتصاد، واتّجاهات السُّوق في مجالكَ، وتخفيض أكبر منافسٍ لك أسعارَهُ، والتّقييمات السّلبيّة، وأموراً أخرى كثيرةً، لكن مع هذا كلُّه، أرى أنَّه بدلاً من التّمحور حول كيفيّة تغيير الأمور التي تقع خارج نطاق تأثيركَ مباشرةً، وجّه تفكيركَ نحو ما يمكنكَ السَّيطرة عليه أنت وفريقُكَ، وأوليه اهتمامكَ وتركيزكَ.
امتلك زمام أمورك
سترتكبُ أخطاءً بوصفكَ رائد أعمالٍ، ولا يمكنكَ تفاديها للأسف، ولكنَّ الأمر لا يتعلَّق بأخطائكَ، بل بكيفيَّة معالجتكَ لها والنُّهوض بعدها، وفيما يلي بعض النِّقاط التي عليكَ العمل عليها:
- تحمَّل المسؤوليَّة بدلاً من إلقاء اللّوم على العوامل الخارجيَّة.
- حلّل المشكلات لفهم أسبابها من جذورها.
- أجرِ تغييراتٍ لتجنُّب تكرار المشكلات.
- شارك الدُّروس المستخلصة مع فريقكَ.
- اعتنِ بنفسكَ جيداً.
في حال تجاهلت التَّحدِّيات التي تواجهكَ في العمل، فإنَّها لا محالة ستظهر لكَ في نهاية المطاف؛ لذلك ابحث عن الأشخاص الذين يمكنك أن تستفيدَ من خبراتهم، وخذ وقتاً لنفسكَ، وابنِ شبكةً من العلاقات لدعمكَ مهما كلَّف الأمر؛ لتحافظَ على صحَّتك وتركيزك، وقد لا ترى جدوى من الاعتناء بالنَّفس في البداية، ولكن اعتبره من قبيل العناية الضَّرورية التي من شأنها تزويدكَ بالطَّاقة لتحافظ على تركيزك أثناء قيادة الآخرين خلال التَّحدِّيات الطَّارئة، إذ إنّ فاقد الشَّيء لا يعطيه.
شاهد أيضاً: المشاريع الصغيرة تكسب في الجيل الجديد: قانون Secure 2.0 ومزايا التقاعد
حيّ على المرونة!
يتطلَّبُ اكتساب المرونة في مواجهة التّحدِّيات جهداً متواصلاً، ولكنَّه من أهمِّ المهارات التي يمكن لرائد الأعمال تطويرها، فمن خلال الاستعداد لمواجهة المشكلات المرتقبة والتَّخطيط لإيجاد الحلول للتَّعامل معها، والتّعلّم من الإخفاقات، والعناية بأموركَ الصّحيّة والنّفسيّة وحاجاتكَ المختلفة، ستمتلك الأدوات للتَّعامل مع الصُّعوبات وقيادة شركتك نحو النَّجاح، فلا تستهن أبداً بما يمكن للمرونة أن تفعله.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.