3 طرق سريعة لزيادة ذكائك العاطفي وإتقان التعامل مع المصاعب
مهارة حيوية تُمكّن الأفراد من فهم مشاعرهم ومشاعر الآخرين، مما يساعدهم على التعامل مع التحديات بفعالية وتجنب المواقف الصعبة
اكتسب الذكاء العاطفي (EQ) شهرةً واسعةً قبل عقودٍ عندما سلَّطت مجلة Time الضَّوء على كتاب Daniel Goleman الرَّائد Emotional Intelligence، بعنوانه الرَّئيسيّ: "ما هو معدَّل ذكائك العاطفي؟"، ومنذ ذلك الحين، حظي الذكاء العاطفي باعترافٍ كبيرٍ وأصبح سمةً جوهريَّةً للموظَّفين والقادة المُتميِّزين. [1]
ولكن، ما هو الذكاء العاطفي تحديداً؟ وكيف يُمكنك معرفة ما إذا كنت تتمتَّع به؟ بإيجاز، يبدأ الذكاء العاطفي بفهم الذَّات والآخرين، فهو يساعدك على إدراك الأسباب التي تجعل الأمور تحدث بطريقةٍ معيَّنةٍ، مع الأخذ بعين الاعتبار مشاعرك ومشاعر الآخرين.
كلَّما تحسنت في التَّعامل مع مشاعرك ومشاعر من حولك، يمكنك تعديل أسلوب تفاعلك، وفي أفضل الأحوال، يعني ذلك تجنُّبَ المواقف الصَّعبة أو على الأقل التَّعامل معها بقدرٍ أقل من التَّوتر.
استخدام الذكاء العاطفي للتَّعامل مع المواقف الصعبة
القلق والتَّوتر وخيبة الأمل والغضب والصراع وحتَّى الخيانة، كلُّها جزءٌ لا يتجزَّأ من التَّجربة الإنسانيَّة، خاصَّة عند التَّفاعل مع الآخرين. وفي أيَّة بيئة عملٍ، نحن دائماً منخرطون في علاقاتٍ متعدّدةٍ مع الزَّملاء، والرؤساءِ المباشرين، والبائعين، والعملاء، والمستثمرين، وغيرهم ممَّن تجمعنا بهم مصالحُ مشتركةٌ، ولنكن صريحين، سيُثار غضبنا في بعض الأحيان، وستكون الدَّراما شبهَ حتميَّةٍ.
من خلال ملاحظاتي أثناء تدريب فرق التَّنفيذ، يتَّضحُ أنَّ الذكاء العاطفي يكون فعَّالاً بشكلٍ مُذهلٍ في الأوقات العصيبةِ، والمواعيد النِّهائية الضَّيقة، أو عند تصادم الأطراف المختلفة بأجنداتٍ وشخصيَّاتٍ متباينةٍ، وهذا هو الوقتُ المثاليُّ لتفعيل ذكائك العاطفي إلى أقصى حدٍّ.
وعندما تبدأ الأمور في التَّصعيد، إليكَ ما أنصحُ به عملائي:
1. الاستجابة بدلاً من ردّ الفعل
من خلال اختيار الاستجابة بدلاً من ردّ الفعل، نحنُ نخلقُ مساحةً للتَّأمُّل في الوضع وتحديد الأسلوب الأفضل للتَّعامل مع الأمور، إذ نستغلُّ الصَّبر لصالحنا لتقييم الوضع، واكتساب منظورٍ أوسع، والاستماع دون إصدار أحكامٍ، ومعالجة الأمور بهدوءٍ. كما أنّ التَّوقُّف عن الرَّدّ الفوريّ، يعني أخذَ وقتٍ للتَّفكير قبل اتِّخاذ القرار، فبالتَّفكير العقلانيّ، ستصل في النَّهاية إلى استنتاجاتٍ أكثر حكمةً واتّزاناً، وعلى الرَّغم من أنَّ الصَّبر قد يكون مريراً في البداية، ولكن نتائجه حسنةٌ للغاية.
شاهد أيضاً: أول مؤشر للنجاح، هل هو الذكاء العاطفي أم الذكاء العقلي؟
2. انظر إلى الصورة الكاملة
استفد من ذكائك العاطفيّ بالنَّظر إلى الصُّورة الكاملة وإلى طرفي المشكلة، هذا يعني الاستفادة من مشاعرك ومشاعر الآخرين لاختيار نتيجةٍ مختلفةٍ مثل استجابةٍ رحيمةٍ لحلِّ نزاعٍ أو التَّعامل مع موظَّفٍ ضعيف الأداء. وتتطلَّب القدرة على رؤيَّة وجهاتِ النَّظر المختلفة رفعَ مستوى وعيك الذَّاتيّ، وهذا ركيزةٌ أساسيَّةٌ من ركائز الذكاء العاطفي، وفي هذا السّياق، سبق وأن صرّحَ Daniel Goleman، خبيرُ الذكاء العاطفي بهذا القول:
"إذا لم تكن قدراتُكَ العاطفيَّة تحتَ السَّيطرة، وإذا لم يكن لديك وعيٌّ ذاتيٌّ، إضافةً إلى القدرة على إدارة مشاعرك المزعجة، والقدرة على التَّعاطف وإقامة علاقاتٍ فعالةٍ، فلن تكون قادراً على الاستمرار طويلاً، بغضِّ النَّظر عن مدى ذكائكَ".
3. تفعيل مهارات الاستماع لديك
في المرَّة القادمةِ التي ينفجر فيها شخصٌ ما في وجهك، إليكَ طريقةٌ لإبهار ذلك الشَّخص بردِّك: حاول أن تسأل، "هل أنتَ بخير؟ ماذا يحدث؟"، ثمَّ، فقط... استمع.
وما سيأتي بعد ذلك قد يفاجئكَ، من المرجَّح أنَّك ستفتح الباب للشَّخص الآخرِ لشرح السَّبب الكامن وراء المشكلة، والآن، وصلتَ إلى فرصةٍ رائعةٍ أخرى، ألا وهي نزعُ فتيل الموقف من خلال النّقاش المفتوح.
في نهاية المطاف، إنَّ معرفة كيفيَّة التَّعامل مع مشاعرك الخاصَّة والرَّدَّ بطريقةٍ جيِّدةٍ مع الوعي بكيفيَّة شعورِ الآخرين هو المفتاحُ لقيادة نفسك بشكلٍ أفضل؛ إنَّها مهارةٌ يُمكن أن تعزِّز حقَّاً مسيرتك المهنيَّة وستكون قادرةً على رفعك إلى أعلى درجات السُّلم الوظيفيّ.