ثورة صحيّة بقيادة Bioniq ودعمٍ من كريستيانو رونالدو
الرّئيس التّنفيذيّ فاديم فيدوتوف يبني رؤيةً مبتكرةً تعتمد على تحليل البيانات والذّكاء الاصطناعيّ لتقديم حلولٍ صحيّةٍ مصمّمةٍ لتلبية احتياجات كلّ فردٍ
هذا المقال متوفر أيضاً باللغة الإنجليزية هنا
الحصول على دعمٍ من نجمٍ بحجم كرستيانو رونالدو هو إنجازٌ لافتٌ لأيّ علامةٍ تجاريّةٍ، ولٰكن أن يستثمر شخصيّاً في شركةٍ ناشئةٍ، فهٰذا يرتقي بالقصّة إلى مستوًى مختلفٍ تماماً. هٰذا هو النّجاح الّذي حقّقته شركة "بيونيك" (Bioniq)، النّاشئة في مجال التّكنولوجيا الصّحّيّة ومقرّها لندن، بعد أن حظيت باستثمارٍ "كبيرٍ" من رونالدو، ممّا رفع قيمتها السّوقيّة إلى 82 مليون دولارٍ أمريكيٍّ.
تأسّست بيونيك عام 2019 على يد فاديم فيدوتوف وجيمس هاردي، وهي متخصّصةٌ في تقديم حلولٍ صحّيّةٍ تعتمد على البيانات، مع التّركيز على المكمّلات الغذائيّة المخصّصة. استثمار رونالدو جاء بعد جولة تمويلٍ من الفئة B بقيمة 15 مليون دولارٍ، قادتها شركات رأس المال المخاطر "إتش في كابيتال" (HV Capital) و "أنباوند" (Unbound). وبالإضافة إلى توسّعها في أوروبّا، خطت الشّركة خطواتٍ جرئةً نحو الأسواق العالميّة، حيث دخلت سوق دول مجلس التّعاون الخليجيّ في عام 2021.
يقول فيدوتوف، الرّئيس التّنفيذيّ للشّركة: "كان هدفي سدّ الفجوة بين الأبحاث العلميّة المتقدّمة وإدارة الصّحّة اليوميّة. تهدف بيونيك إلى توفير مكمّلاتٍ غذائيّةٍ مخصّصةٍ تستند إلى بيانات تحاليل الدّم، ممّا يمنح الأفراد حلولاً متفرّدةً لتحسين صحّتهم".
نجاح أيّ شركةٍ ناشئةٍ يتطلّب تلبية احتياجاتٍ غير ملباةٍ في السّوق، وهٰذا هو الأساس الّذي انطلقت منه بيونيك. في عالمٍ يضجّ بالمكمّلات الغذائيّة العامّة الّتي تفتقر إلى التّخصيص، كانت رؤية فيدوتوف هي جعل الصّحّة أكثر دقّةً وسهولةً في الوصول، من خلال نهجٍ صحّيٍّ مخصّصٍ.
تقدّم بيونيك مكمّلاتها في شكل حبيباتٍ مخصّصةٍ تعدّ بناءً على تحليلٍ دقيقٍ للبيانات الصّحّيّة لكلّ عميلٍ. وبعد عدّة أشهرٍ، يعاد التّحليل لمراقبة التّحسّن وضبط المكوّنات حسب الاحتياجات المستجدّة، ممّا يضمن فعاليّة المنتجات وتخصيصها لكلّ شخصٍ.
على عكس المكمّلات الغذائيّة التّقليديّة الّتي تقدّم بجرعاتٍ موحّدةٍ، تعتمد بيونيك على البيانات لتخصيص توصياتها بناءً على تجارب المستخدمين وتحليل المؤشّرات الحيويّة لكلّ فردٍ. الحبيبات الّتي تصنعها الشّركة تتميّز بسهولة الهضم، وتصنع في سويسرا لتطلق المغذّيات بشكلٍ تدريجيٍّ على مدار اليوم، ممّا يضمن امتصاصاً أفضل وأكثر استدامةً.
يضيف فيدوتوف: "حبيباتنا مصمّمةٌ بتقنيّة البريبايوتك لتعزيز الامتصاص. وبينما تقدّم المكمّلات التّقليديّة حلولاً عامّةً، نركّز نحن على تحليل البيانات الدّمويّة، ونمط الحياة، والأهداف الصّحّيّة، لنقدّم حلولاً مخصّصةً تتناسب بدقّةٍ مع احتياجات كلّ فردٍ".
استوحى فاديم فيدوتوف فكرة تأسيس "بيونيك" (Bioniq) من تجربته الصّحّيّة الشّخصيّة الّتي شكّلت نقطة تحوّلٍ في حياته. يقول فيدوتوف: "بعد معاناتي من مشاكل صحّيّةٍ لم يستطع الطّبّ التّقليديّ حلّها بالكامل، أدركت أنّ العالم بحاجةٍ إلى نهجٍ أكثر تخصيصاً للصّحّة والعافية". بعد سنواتٍ من العمل تحت ضغوطٍ هائلةٍ، وصل فيدوتوف إلى نقطة الانهيار في الثّلاثين من عمره، حيث شعر بالإرهاق وفقدان الطّاقة، ولم يجد أيّ حلولٍ مخصّصةٍ تلبّي احتياجاته. قرّر حينئذٍ أنّه بحاجةٍ إلى إيجاد طريقةٍ لتحسين أدائه الجسديّ والعقليّ، واستعادة تركيزه وطاقته. هٰذه التّجربة دفعته إلى إدراك فجوةٍ كبيرةٍ في السّوق، وكانت حافزاً له لإطلاق مشروعٍ يمكن أن يستفيد منه الجميع.
يقول فيدوتوف: "هٰذه الرّحلة ألهمتني لتأسيس بيونيك، حيث جمعت بين خبرتي في عالم الأعمال وشغفي بإحداث تغييرٍ جذريٍّ في كيفيّة تعامل النّاس مع صحّتهم".
تعتمد بيونيك اليوم على قاعدة بياناتٍ كيميائيّةٍ حيويّةٍ متطوّرةٍ وتكنولوجيا متقدّمةٍ حاصلةٍ على براءة اختراعٍ، إلى جانب خوارزميّات الذّكاء الاصطناعيّ، لتقديم مزيجٍ مخصّصٍ يصل إلى 120 نوعاً من مضادّات الأكسدة، الفيتامينات، المعادن، والأحماض الأمينيّة، بهدف تلبية احتياجات كلّ فردٍ بدقّةٍ. في حديثه لمجلّة Inc. Arabia، يقول فيدوتوف: "أعتقد أنّ المستقبل يتّجه نحو رعايةٍ صحّيّةٍ وقائيّةٍ تنبّؤيّةٍ، حيث تلعب البيانات الضّخمة والذّكاء الاصطناعيّ دوراً حاسماً. في بيونيك، نسعى جاهدين للبقاء في طليعة هٰذا التّحوّل".
تتميّز بيونيك اليوم بامتلاكها أكبر قاعدة بياناتٍ كيميائيّةٍ حيويّةٍ خاصّةٍ، مستندةً إلى بيانات تحاليل الدّم لأشخاصٍ من أكثر من 70 دولةٍ. ومن خلال تحليل بيانات كلّ فردٍ، تستطيع الشّركة تحديد اختلالات المغذّيات الدّقيقة وتقديم حلولٍ مصمّمةٍ خاصّةٍ.
يوضّح فيدوتوف: "عند العمل مع الرّياضيّين المحترفين، نركّز على أهدافهم الأدائيّة واحتياجاتهم الخاصّة بالتّعافي، مع ضمان توافق مكمّلاتنا مع معايير السّلامة الدّوليّة، حيث إنّنا معتمدون من الوكالة العالميّة لمكافحة المنشّطات".
لم تغفل بيونيك احتياجات المرأة، فقد طوّرت منتجاتٍ مخصّصةٍ لدعم صحّتها في مجالاتٍ مثل التّوازن الهرمونيّ والصّحّة الإنجابيّة.
وبالنّسبة لتوسّع الشّركة في مناطق دول مجلس التّعاون الخليجيّ، يشير فيدوتوف إلى أنّ دخول هٰذا السّوق تطلّب فهماً عميقاً للبيئة الصّحّيّة والثّقافيّة في المنطقة. ويختم فيدوتوف حديثه: "نحن فخورون بالتّعاون مع مؤسّساتٍ مثل "دائرة الثّقافة والسّياحة" في أبوظبي و "مختبرات البرج التّشخيصيّة" في السّعوديّة. هٰذه الشّراكات ليست مجرّد تعاونٍ تجاريٍّ، بل هي جزءٌ من رؤيتنا لإحداث تأثيرٍ إيجابيٍّ حقيقيٍّ على الصّحّة والعافية".
فاديم فيدوتوف يرى إمكاناتٍ هائلةً لشركته "بيونيك" (Bioniq) في منطقة دول مجلس التّعاون الخليجيّ، الّتي تشهد توجّهاً متزايداً نحو الحلول الصّحّيّة المخصّصة واعتماد التّقنيات القابلة للارتداء. يوضّح فيدوتوف قائلاً: "في بيونيك، نعتمد على خوارزميّاتٍ متقدّمةٍ وتعلّم الآلة لتحليل البيانات الصّحّيّة المستمدّة من تحاليل الدّم، وتقييمات نمط الحياة، والأجهزة القابلة للارتداء. في منطقة الخليج، حيث يوجد شغفٌ كبيرٌ بالتّكنولوجيا، قمنا بتطوير منصّاتٍ سهلة الاستخدام، بما في ذٰلك تطبيقنا، ليتمكّن العملاء من متابعة تقدّمهم الصّحّيّ بسلاسةٍ. هٰذا التّكامل بين التّكنولوجيا والصّحّة يمكّننا من تلبية التّوقّعات المرتفعة لعملائنا الّذين يبحثون عن حلولٍ صحّيّةٍ مخصّصةٍ ومريحةٍ".
ويضيف أنّ التّحدّيات الصّحّيّة الفريدة في المنطقة، مثل ارتفاع معدلات السّكريّ ومستويات الكوليستيرول، دفعت بيونيك إلى اعتماد نهجٍ مبتكرٍ. يقول فيدوتوف: "من خلال فهمنا العميق للتّحدّيات الصّحّيّة السّائدة هنا، مثل نقص فيتامين (د) والاضطرابات المرتبطة بنمط الحياة كارتفاع الكوليستيرول والاختلالات الهرمونيّة، قمنا بتكييف خدماتنا لتلبية هٰذه الاحتياجات بشكلٍ دقيقٍ".
مع توسّع بيونيك في الولايات المتّحدة وأوروبّا والشّرق الأوسط، يأتي دعم شخصيّةٍ بحجم كرستيانو رونالدو ليعزّز رؤية الشّركة، ويرفع من مصداقيّتها في الأسواق الجديدة. فإلى جانب استثماره، سيلعب رونالدو دوراً استراتيجيًّا في تطوير المنتجات، مستفيداً من خبرته كرياضيٍّ يركّز على الأداء العالي.
ويكشف فيدوتوف عن هٰذه الشّراكة قائلاً: "رونالدو كان من مستخدمي بيونيك منذ عام 2022، حيث بدأ بتجربة منتجاتنا كعميلٍ. ومع مرور الوقت، اكتشفنا تطابقاً كبيراً بين رؤيتنا وقيمنا، ممّا جعل شراكتنا طبيعيّةً وتلقائيّةً. نحن نسعى معاً لبناء علامةٍ تجاريّةٍ رائدةٍ تعتمد على أدلّةٍ علميّةٍ، تهدف إلى تمكين الأفراد من تحقيق أهدافهم الصّحّيّة بأفضل طريقةٍ ممكنةٍ".
نُشرت هذه المقالة لأول مرة في عدد نوفمبر من مجلة "عربية .Inc". لقراءة العدد كاملاً عبر الإنترنت، يُرجى النقر هنا.
شاهد أيضاً: تاريخٌ تكتبهُ اللّكمات: هتان السّيف