Google تحسّن قدرات محرك البحث بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي
تحسيناتٌ جديدةٌ في محرك بحث غوغل تمكّن المستخدمين من استفسارٍ فوريٍّ بالصوت عن الصور ومقاطع الفيديو، مع زيادة دقة النتائج وتنظيمها
تواصل شركة غوغل (Google) مساعيها في تطوير محرك البحث الخاص بها باستخدام تقنيّات الذّكاء الاصطناعيّ، لتسهيل تجربة البحث وتحسين دقة النّتائج. أعلنت الشركة عن تحسيناتٍ جديدةً تسمح للمستخدمين بطرح أسئلةٍ صوتيةٍ حول الصور ومقاطع الفيديو، وتقديم إجاباتٍ منظّمةً بشكلٍ أكثر دقةٍ. تمثّل هذه الخطوة تطوّراً طبيعيّاً لنهج غوغل الذي بدأته في مايو الماضي، حيث بدأت في عرض ملخصّاتٍ تعتمد على الذّكاء الاصطناعيّ للإجابة على بعض الاستفسارات.
ولأنّ التحوّل إلى الذكاء الاصطناعيّ في محرك البحث من أكبر التحوّلات التقنيّة التي تشهدها الصناعة الرقميّة منذ إطلاق أول هاتف "آيفون" قبل 17 عاماً، يُتوقّع أن تُسهم هذه الخطوة في جعل البحث أكثر تفاعليّةً وسهولةً، حيث يمكن للمستخدمين الاستفسار عن أشياء يرونها في الصور أو مقاطع الفيديو والحصول على إجاباتٍ مباشرةً.
على سبيل المثال، إذا كان المستخدم يشاهد صورةً لزهرةٍ أو حيوانٍ غير معروفٍ، يمكنه ببساطةٍ طرح سؤالٍ بصوتٍ عالٍ عبر "غوغل لينس" (Google Lens) للحصول على معلوماتٍ تفصيليّةٍ. هذه الميزة، التي تمّ إطلاقها منذ سبع سنواتٍ، تحقّق اليوم أكثر من 20 مليار استعلامٍ شهرياً، ممّا يعكس شعبّيتها الكبيرة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً. وتستهدف غوغل هذه الفئة تحديداً، حيث تواجه منافسةً شديدةً من منصات ذكاء اصطناعيّ أخرى مثل شات جي بي تي.
وتشمل التحسينات الجديدة التي أعلنتها غوغل، تمكين المستخدمين من طرح أسئلةٍ باللغة الإنجليزية حول مقاطع الفيديو أو الصور المتحرّكة، مثل تصوير مقطع فيديو لأسماكٍ تسبح في حوضٍ، وطرح أسئلةٍ حولها بصوتٍ عالٍ. لتحصل على إجاباتٍ فوريةٍ مستندةً إلى الذكاء الاصطناعيّ، ممّا يجعل البحث أكثر طبيعيةً وتفاعلاً.
حيث قال راجان باتيل، نائب رئيس قسم هندسة البحث في غوغل وأحد مؤسّسي "غوغل لينس" ، إنّ الهدف هو جعل البحث أسهل وأكثر توفّراً للجميع، بحيث يمكن للمستخدمين البحث في أيّ وقتٍ وبأيّ طريقةٍ يختارونها.
التّحديات المرتبطة بالذكاء الاصطناعيّ
على الرّغم من الفوائد الكبيرة لاستخدام الذكاء الاصطناعيّ ، إلّا أنّ هناك مخاوفٌ مستمرةٌ بشأن المعلومات المضلّلة. في بعض الحالات، تولّد التكنولوجيّا إجاباتٍ خاطئةً قد تقوّض مصداقيّة نتائج البحث. واجهت غوغل بالفعل انتقاداتٍ بسبب بعض الأخطاء الفادحة، مثل نصح المستخدمين بوضع الغراء على البيتزا أو تناول الصخور. فأرجعت الشركة هذه الأخطاء إلى فراغاتٍ في البيانات، وأحياناً إلى محاولاتٍ من بعض المستخدمين لتضليل التكنولوجيّا عمداً.
إلا أنّ غوغل أكّدت أنّها عملت على تحسين تقنيّاتها لتجنّب هذه الأخطاء، وأعلنت أنّها ستعتمد على الذكاء الاصطناعيّ لتنظيم النتائج الخاصة بالاستفسارات، خاصّةً تلك المتعلّقة بالوصفات والأطعمة، حيث سيتم تصنيف النتائج إلى مجموعاتٍ تحتوي على صور، مقاطع فيديو، ومقالاتٍ متعلقةٍ بالموضوع.
كما تثير التغييرات الجديدة بعض القلق لدى ناشري المحتوى، حيث يخشى البعض أن تؤدّي هذه الملخصّات المعتمدة على الذكاء الاصطناعيّ إلى تقليل الزيارات إلى مواقعهم، ممّا ينعكس سلباً على إيراداتهم من الإعلانات الرقميّة. ورغم أنَّ غوغل حاولت معالجة هذه المخاوف بإضافة روابطٍ لمواقعٍ أخرى داخل "نظرةٍ عامةٍ على الذكاء الاصطناعيّ" (AI Overviews)، إلّا أنَّ تأثير هذه الخطوة لا يزال مثيراً للجدل.
وفي تحليلٍ أجرته شركة "برايت إيدج" (BrightEdge) المتخصّصة في حركة البحث الشهر الماضي، أظهر أنَّ هذه الملخصات قلّلت من الزيارات لمواقعٍ مثل "ذا نيويورك تايمز" (The New York Times) و"تومز جايد" (TomsGuide.com) لكنّها ساهمت في زيادة الزيارات للمواقع المتخصّصة مثل "بلومبرغ" (Bloomberg.com) والمعهد الوطني للصحّة.