حيلة ذكية للحماية من هلاوس الذكاء الاصطناعي التوليدي!
تعرّف كيف يُمكن للتحكم بمخرجات الذكاء الاصطناعي في الوقت الفعلي أن يحمي سمعة شركتك مع المحافظة على القيمة المضافة لأعمالك
تقوم الشَّركات الكبرى بتجربة الذكاء الاصطناعي التوليدي، بينما تتحرَّك الشَّركات الصَّغيرة باتجاهه ببطءٍ، وهل الشَّركات الصَّغيرة بعيدةٌ عن فوائد روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي مثل Microsoft Copilot وChatGPT، أم أنَّه نهجٌ حكيمٌ وحذرٌ للشَّركات الصَّغيرة؟
معظم الشَّركات تتردَّد في التَّطبيق، وحوالي 5% من الشَّركات الأمريكيَّة تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي، وفقاً لدراسةٍ أجراها مكتب الإحصاء، وذكرتها صحيفة نيويورك تايمز.
ترى واحدةٌ من الشَّركات الصَّغيرة القيمة والمخاطر في الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتستخدمُ شركة Win-Tech -وهي شركةُ تصنيعٍ في مجال الطَّيران مع 41 موظَّفاً في كينيساو، جورجيا- ChatGPT لكتابة رسائل البريد الإلكترونيّ للموظَّفين، وتحليل البيانات، وصياغة إجراءات المكتب الأماميّ الأساسيَّة للشَّركة، وقد أعربت عن ذلك أليسون جيدنز الرَّئيسة المُشتركة في شركة Win-Tech لصحيفة التايمز.
تواجه Win-Tech تحدّياتٍ في جهودها لإدخال الذكاء الاصطناعي التوليدي لزيادة الإنتاجيَّة، وعلى سبيل المثال، ChatGPT قد يُعطي ردوداً غير مناسبة، وبالتَّالي يجب أن تكونَ الشَّركات حريصةً على عدم مشاركة المعلومات الشَّخصيَّة مع روبوت الدَّردشة، وليس هناك تطبيقات للذكاء الاصطناعي لزيادة الإنتاجيَّة على أرضية المصنع، وأوضحت أليسون لصحيفة التايمز: "لا توجد حالات استخدام كثيرةٌ على أرضيَّة الواقع حتَّى الآن".
تسلَّق هرم قيمة الذكاء الاصطناعي
لا يوجد نهجٌ عالميٌّ للذكاء الاصطناعي التوليدي، كما هو موضَّحٌ في كتابي الجديد "Brain Rush: How to Invest and Compete in the Real World of Generative AI" إذ تعتمدُ استراتيجيَّة الذكاء الاصطناعي التوليدي على أهدافكَ وقدراتكَ واحتياجات عملائكَ ونقاط قوَّة وضعف منافسيكَ وما تُريد تحقيقه.
إنَّ تسلُّقَ هرم القيمة هو أحد النُّهج للذَّكاء الاصطناعيّ التَّوليديّ، وهذه مجموعةٌ من 3 استخداماتٍ شائعةٍ لروبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي، وكلَّما اقتربت الشَّركة من القيمةِ، قلّ اعتمادها، إذ يحتوي هرم القيمة للذَّكاء الاصطناعيّ التَّوليديّ على 3 مستوياتٍ.
التَّغلُّب على الحواجز التي تحول دون الإبداع
توجد طرقٌ مختلفةٌ لبدء أنشطةٍ معيّنةٍ باستخدام روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي في قاعدة الهرم، مثل إنشاء رسائل البريد الإلكترونيِّ والتَّقارير، وإنشاء الصُّور ومقاطع الفيديو، أو برامج البرمجة، ويُمكن لهذه الروبوتات تحسين إنتاجيَّة الموظَّفين من خلال مساعدة الأشخاص على التَّغلُّب على الحواجز التي تحولُ دون الإبداع.
هذه هي أسهل طريقةٍ للشَّركات الصَّغيرة للحصول على قيمةٍ الآن، ولكن يُمكن للشَّركات الأخرى أن تفعلَ الشَّيء نفسه، لذلك ستكون مزاياكَ عابرةً.
زيادة خدمة العملاء وإنتاجيّة المبيعات
يُمكن للطَّبقة الوسطى من هرم القيمة زيادة إنتاجيَّتك، فمثلاً في صناعة التَّوظيف المؤقَّت، يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أن يُقلِّل بشكلٍ كبيرٍ من عدد المرشَّحين الذين يُرسلهم المجنَّد إلى الشَّركة قبل العثور على تطابقٍ.
ويُمكن أن تساعدَ روبوتات الدردشة الشَّركات أيضاً في حلِّ أسئلة العملاء بشكلٍ أسرعٍ، ومع ذلك، فإنَّ مثل هذه التَّطبيقات الموجَّهة للعملاء تحملُ مخاطر، مثل مخاطر مشاركة المعلومات الشَّخصيَّة مع العالم والهلوسة غير الصَّحيحة، ممَّا قد يؤدّي إلى عدم الرَّغبة في الإجابة على الأسئلة التي تُهدِّد سمعة الشَّركة.
ويخشى الرُّؤساء التَّنفيذيون من أنَّ الرُّدودَ غير الصَّحيحة النَّاتجة عن الذكاء الاصطناعي التوليدي تُهدِّد سمعة الشَّركة، وعلى سبيل المثال، نصح الذكاء الاصطناعي لغوغل النَّاسَ بإضافة الغراء إلى البيتزا الخاصَّة بهم، كما أشار جاك كيلي، المُساهم في فوربس جوبز. كذلك أنشأ روبوت الدَّردشة لشركة طيران كندا سياسة استرداد العملاء، وأجبرت محكمة كنديَّةٌ الشَّركة على إصدار استردادٍ فعليٍّ بناءً على سياسةٍ وضعها الذكاء الاصطناعي، حسبما ذكرت مجلة Wired.
إذا كان من المُمكن التَّغلُّب على هذه المخاطر، فإنَّ المستوى الثَّاني من هرم القيمة يُمكن أن يزيدَ الإنتاجيَّة بطرقٍ يصعب على المنافسين نسخها، ممّا يمنحهم ميّزةً تنافسيَّةً أكثر استدامةً.
ابتكار منحنيات نموٍّ جديدةٍ
إنّ الطَّبقة العليا من الهرم هي الأكثر قيمةً، وأعتقدُ أنَّ الشَّركات تحاولُ في إنشاء منحنيّات نموٍّ جديدة لأعمالها باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي؛ لمساعدة عملائها على النُّموّ بشكلٍ أسرعٍ.
على سبيل المثال، تحاولُ شركة Bullhorn التي تتّخذُ من بوسطن مقرّاً لها، دفع نموّ شركات التَّوظيف من خلال زيادة إنتاجيَّة المبيعات، بحيث يُمكن لكلّ مندوبِ مبيعاتٍ بيع المزيد، كما ذكرت في مقال نشر في مجلة .Inc في شهر يونيو.
حماية علاقات العملاء من "هلاوس" الذكاء الاصطناعي
تُقدِّم شركات التُّكنولوجيا حلولاً تمكّنها من حماية علاقات العملاء من "هلوسة" الذَّكاء الاصطناعيّ، ومثال على ذلك هو Aporia ،وهي منصَّةٌ للتَّحكُّم في الذكاء الاصطناعي مقرُّها في سان خوسيه، كاليفورنيا، ووفقاً لموقع SiliconAngle، قدَّمت Aporia "جدار حمايةٍ في الوقت الفعليِّ لتطبيقات الذكاء الاصطناعي للوسائط المتعدِّدة" في شهر مايو.
يسمح جدار الحماية الجديد للمهندسين بإضافة طبقةٍ من الأمان والتَّحكُّم بين التَّطبيقات والمستخدمين، ويكتشف النِّظام ويُخفِّف 94٪ من الرُّدود غير الصَّحيحة قبل أن تصلَ إلى المستخدمين عبر الدَّردشة أو الصَّوت أو الفيديو.
تقول Aporia أنَّ تقنياتها تعمل بشكلٍ جيدٍ: "تحاول المنافسة لدينا، إيجاد حلولٍ داخليَّةٍ، فهم يُبالغون في تصميم المبادئ التَّوجيهيَّة، إذا كان هناك تعبيرٌ تجديفيٌّ، لا تجيب" وقد قال ليران هاسون، الرَّئيس التَّنفيذيُّ لشركة Aporia ، في مقابلةٍ بتاريخ 3 يونيو: "تُوفّر Aporia اكتشافاً أفضل في الوقت الفعليّ".
إذاً، استخدم التَّحكُّم بالذكاء الاصطناعي لحماية سُمعتكَ، بينما تتسلَّق شركتكَ هرم القيمة.