فكّر خارج الصندوق: استراتيجيات الأثرياء في التطور والنجاح
من إتقان فنّ التفويض إلى التعلم المستمر وبناء شبكة علاقات واسعةٍ، خطوات عليك تعلّمها كي تصبح ناجحاً
يتناول الأثرياء مسألة التَّميُّز في التفويض بجديَّةٍ أكبر من مجرَّد التَّغلُّب على المنافسين في السُّوق، ولقد كان لي شرف اللّقاء بعددٍ منهم، ولمست هذه الحقيقة بنفسي، وأذكر منهم أندرو كارنيجي، أحد أهمّ روَّاد الصِّناعة في القرن التَّاسع عشر، وثاني أغنى رجلٍ في تاريخ أمريكا، الذي عبَّر ذات مرَّةٍ عن فلسفته في العمل قائلاً: [1]
"أرأيتم كلَّ المصانع التي أنشأتها تلك؟ ما فائدتها إن لم يكن هناك قوىً بشريَّةً تعمل فيها؟ أجل، إنَّ العمّال هم حجر الأساس في العمل، ومنهم تستمدُّ المصانع قيمتها".
ليس في نيتي التَّقليل من أهميَّة العمل بجدٍّ، فبالتَّأكيد أنَّ جبينك المتصبِّب عرقاً هو الذي يقودك نحو تحقيق أوَّل "مليونٍ" لك، لكنَّ إتقان فنّ التَّفويض هو سبيلك لتصل إلى تحقيق "عشرة ملايين" وأكثر. وبالنِّسبة إليَّ، أصبو إلى الرِّيادة في ميدان التَّفويض، والتَّعاون مع أشخاصٍ أذكى منِّي دافعاً إيَّاهم لبلوغ القمَّة في الأداء، وتأسيس فريقٍ متميِّزٍ يضمن لي الهيمنة على السُّوق.
لكن من أجل التَّمكُّن من التَّفوّق على المنافسين يستلزم الأمر عنصرين آخرين أساسيّين أيضاً، وهما:
إنشاء شبكة علاقات فعالة خارج الوسط المعتاد
خارج الدَّائرة المعروفة، يقبع سرٌّ عظيمٌ يفيد بأنَّ علاقةً واحدةً فقط، سواءً كانت مع مستشارٍ، أو شريكٍ، أو موظَّفٍ، قادرةً على تغيير المسار تغييراً جذريَّاً سواءً في عملك أو في حياتك، وعندما نلقي نظرةً على الأساليب التي يتَّبعها الأثرياء في علاقاتهم، نجد أنَّهم يتفنَّون في انتقاء الأشخاص الَّذين يتواصلون معهم، ويعرفون تمام المعرفة كيف يختارون الشَّخص المناسب للاستعانة به في لحظات القرار الفارقة؛ إنَّهم يجيدون تأسيس شبكة علاقاتهم بدقَّةٍ متناهيةٍ.
أذكر هذه الأمثلة من تجربتي: عندما تولَّى آل ليفي -مؤلِّف كتاب The 7-Power Contractor: Run Your Contracting Business with Less Stress and More Success- أداء مهمَّةً استشاريَّةً لشركتي، كشفت لي تجربته الطَّريقة التي يجري بها التَّفويض والتَّدريب بكفاءةٍ عاليةٍ، وعندما ساندني جياني كارا في إطلاق البودكاست الخاصِّ بي، تمكَّنت من تأسيس علامة تجارية ذات قيمةٍ مضافةٍ في مجال الخدمات المنزليَّة، ما جعل هذا البودكاست يتخطَّى عتبة المليون تحميل، ولولا سعيي الحثيث وراء التَّواصل الفعَّال والعلاقات المثمرة، ولمَّا تسنَّى لي اللِّقاء بهؤلاء الأشخاص الاستثنائيين وغيرهم من الشَّخصيَّات الرَّائعة التي أسهمت في تطوير شركتي.
وأبشِّرك، ليس من الضَّروريّ أن تكونَ من أصحاب المليارات لتشرع في نسج شبكة علاقاتك الخاصَّة، وإنَّما كلُّ ما عليك هو أن تخطو خطوتك نحو العالم الرَّحب الفسيح.
ولتبدأ في ذلك أنت بحاجةٍ إلى بعض الإرشادات من بينها: الانخراط في أيِّ حدثٍ يثير اهتمامك، وبسط جسور التَّواصل مع الأشخاص الإيجابيّين والمتعاونين، وجمع التَّبرُّعات لمبادراتٍ تخدم المجتمع، بالإضافة إلى تقديم نصائح استشاريَّةٍ مجانيَّةٍ استناداً إلى خبرتك الشَّخصيَّة.
ومن خلال ذلك تكون قد أدركت أنَّ السِّرَّ يكمن في القيمة المضافة من قِبلك أولاً، فعن طريق اتّباع هذا الأسلوب، ستجد أنَّ ما تقدِّمه يعود إليك أضعافاً مضاعفةً.
شاهد أيضاً: رحلة صقل القيادة: من التفويض إلى الاستقلالية وبناء فريق أقرانٍ متمكّنٍ
التعلم المتواصل
لدى الأثرياء هوس بالتَّعلُّم، إذ يَعدُّ ريتشارد برانسون Richard Branson نفسه "طالباً مدى الحياة"، وكان إيلون ماسك Elon Musk يُخصِّص عشر ساعاتٍ يوميَّاً للقراءة، أمَّا بيل غيتس Bill Gates، فقد كان يلزم نفسه بـ"القراءة المتواصلة" عندما كان في سنٍّ صغيرةٍ، والسَّبب وراء ذلك بسيطٌ، وهو أنَّ المعرفة تراكميَّةً، فكلَّما قرأت أكثر، زادت معرفتك.
قد يعترض بعضهم، ويقول إنَّ أمثال هؤلاء الأشخاص يملكون من الثَّروة والوقت ما يسمح لهم بالتَّعلُّم بكلّ سهولةٍ، لكن، وعلى سبيل المثال، أنا نفسي نلت درجة الماجستير في إدارة الأعمال بينما كنت أدير مشروعي الخاصّ في مجال أبواب المرآب وأسدُّد ديوني بمفردي، والآن، أنا أقف على رأس شركةٍ تضمُّ 700 موظَّفٍ، وما يزال التَّعلُّم جزءاً لا يتجزَّأ من روتيني اليوميّ، فدائماً ما توجد فرصةٌ للتَّحسين.
وتتمحور الأساليب المفضَّلة لديَّ للتَّعلُّم بأربعةٍ أشياءٍ، من ضمنها: الغوص في عالم الكتب، واستكشاف الشَّركات عبر زيارتها، والحوار مع روَّاد الأعمال والخبراء المخضرمين، وتطبيق الأشياء التي تعلَّمتها (وهذا هو الأهمُّ).
السر في تحقيق المزيد من النجاح
إنَّ مجرَّد إدخال تحسيناتٍ تدريجيَّةٍ بسيطةٍ على طريقة أدائك لعملك لن يفي بالغرض، إذ يجب عليك من أجل تحقيق ما تصبو إليه التَّفكير والتَّصرُّف بطريقةٍ جديدةٍ؛ ليغدو عندها الخروج من منطقة الرَّاحة واجباً مفروضاً لا مجرَّد خيارٍ، وبغضِّ النَّظر عن وجهة نظرك حول الأثرياء، الحقيقة تقول إنَّهم يعملون ضمن مقياسٍ مختلفٍ تماماً، فضلاً عن كونهم نموذجاً يُحتذى به للتَّعلُّم والنُّمو.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.