دبي تطلق منصة "دبي للذكاء الاصطناعي" لخدمات استعلامات المدينة الرّقمية
المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتوفير معلومات على مستوى المدينة للمقيمين والزّوار
برعاية صاحب السمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي ورئيس المجلس التنفيذي ورئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، أعلن مطر الهميري، الرئيس التنفيذي لهيئة دبي الرقمية، أمس عن إطلاق "دبي للذكاء الاصطناعي"، وهو خدمة استعلامات رقمية للمدينة تعتمد على الذّكاء الصناعي التّوليدي، وذلك خلال فعاليات ملتقى دبي للذكاء الصناعي التوليدي.
في محاضرةٍ رئيسة بعنوان "دبي الرقمية: منتج ذكاء اصطناعي على مستوى المدينة"، كشف الهميري عن أنّ المنصة الرقمية التي تغطي المدينة بأسرها ستقدم معلوماتٍ وخدماتٍ شاملة تشمل الرّعاية الصّحية، والترفيه، والأعمال، والتعليم، لجميع السكان والزوار عبر المدينة.
في جلسة نقاشية بعنوان "GenAI والأسئلة الوجودية للحكومة"، أوضحت موزة سويدان، الرئيس التنفيذي لقطاع التطبيقات والمنصات الرقمية في هيئة دبي الرقمية، أنّ "الطريقة التّي نقدم بها الخدمات ستتغيّر جذرياً، وقد بدأنا اليوم مع دبي للذّكاء الاصطناعي. سيكون دورنا في المستقبل مركزًا بشكل أكبر على التمكين والتنظيم بدلاً من تشغيل خدمات ونظم متعددة".
خلال الجلسة، أكد كريستيان غليش، رئيس قسم استراتيجية الحوكمة للتقنيات الناشئة عالمياً في الجمعية الأوروبية للبلوكتشين، على الحاجة
التقنيات الناشئة بشكل جماعي، مُشيرًا إلى أن "الإمارات العربية المتحدة تُعد مثالًا لكيفية معالجة موضوعات التقنيات الناشئة، مثل البلوكتشين، والذكاء الاصطناعي، بفعالية وخبرة. حالياً، نعمل على تنظيم هذه الموضوعات بشكل منفصل، لكن من الأساسي أن ندرك أنها تتقارب وتتطور معاً".
في محاضرة رئيسية أخرى بعنوان "البيانات الاصطناعية: الموجة التالية من حلول الخصوصية"، دعا يونس الناصر، الرئيس التنفيذي لهيئة دبي للبيانات والإحصاء، إلى استخدام البيانات الاصطناعية كحلٍّ لمعالجة القضايا الحرجة المتعلقة بالخصوصية والأمان لتطبيقات الذكاء الصناعي. البيانات الاصطناعية هي بيانات تُنتجها الذكاء الصناعي وتحاكي هيكل ومحتوى البيانات الحقيقية دون الكشف عن هويات الأفراد، مما يوفر توازنًا بين الخصوصية وجودة البيانات.
وأوضح كيف تلعب البيانات الاصطناعية دورًا محوريًا في تعزيز التحول الرقمي، بما يتماشى مع الأجندة الاقتصادية الطموحة لدبي D33، التي تهدف إلى المساهمة بمبلغ 100 مليار درهم إماراتي سنويًا في اقتصاد المدينة من خلال مشروعات التحول الرقمي. "في سياق متغير باستمرار من التقنيات المبتكرة، يجب علينا أن نجد طرقًا مبتكرة لتلبية متطلبات البيانات للتقنيات التحويلية مثل الذكاء الصناعي التوليدي. تلعب البيانات الاصطناعية دورًا حاسماً في تحقيق هذه المتطلبات،" ختم الناصر.
في هذا السياق، يُظهر مشروع "دبي للذكاء الاصطناعي" كيف يمكن للذكاء الصنعي أن يُحدث تحولاً جذرياً في الحياة اليومية للمواطنين والزوار على حدٍّ سواء، من خلال توفير معلومات وخدماتٍ شاملة تغطّي مجموعةً واسعة من القطاعات. ويُعتبر هذا الإطار جزءاً من استراتيجية دبي الرقمية الأوسع، التي تهدف إلى جعل دبي مركزاً عالمياً للابتكار والتكنولوجيا. ومن خلال هذه المنصة، يُمكن للمدينة أن تُعزّز من مكانتها كقائدة في استخدام التقنيات الرقمية المتطورة لتحسين نوعية الحياة لسكانها وزوارها.
وفي هذا السياق، يُعدّ مشروع "دبي للذكاء الصناعي" نموذجاً يُحتذى به في كيفية التحوّل الرقمي للمدن، بما يتوافق مع التّطلعات العالمية نحو مستقبل أكثر استدامة وشمولية. يُظهر هذا المشروع أيضاً الدور الذي يمكن أن تلعبه الحكومات في تمكين المواطنين والمؤسسات من استغلال فوائد التقنيات الناشئة بفعالية.
وبالنظر إلى الأهمية المتزايدة للبيانات في عالمنا المعاصر، يُسلط المشروع الضوء على أهمية البيانات الاصطناعية كوسيلة لحماية الخصوصية مع الحفاظ على جودة البيانات، وهو ما يُعزز من قدرة المدينة على تحقيق التوازن بين الابتكار التكنولوجي والاعتبارات الأخلاقية.
في الختام، يُعتبر مشروع "دبي للذكاء الصناعي" خطوة مهمة نحو تحقيق رؤية دبي 2021، التي تسعى لجعل دبي مدينة ذكية ومتصلة ومُبتكرة تُلهم العالم. ومن خلال التركيز على توفير خدمات ومعلومات شاملة تُسهم في تحسين نوعية الحياة، يُسهم هذا المشروع في تعزيز مكانة دبي كواحدة من المدن الرائدة عالمياً في مجال التكنولوجيا والابتكار.