الإمارات العربية المتحدة محورٌ للمبادرات الخضراء استعداداً لـ COP28
Inc. Arabia تحاور قادة الصناعة والشركات الناشئة والخبراء حول مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة لتصبح مركزاً لتكنولوجيا المناخ.
الإمارات العربية المتحدة، المعروفةً تقليديّاً بأبراجها الشّاهقةِ وحياتها الفاخرةِ، سرعان ما تحوّلت إلى مركزٍ عالميٍ لتقنية المناخ ومبادرات الاستدامة. ومع اقترابِ موعدِ استضافة COP28، جعلت الإمارات من الاستدامةِ أولويةً، إذ تُطوِّر السّياسات وتُهيئ البيئةَ الدّاعمة لنموّ تقنيات المناخ.
تقول أليسا ماريانو، المُؤسسة المشاركة والرئيسة التّنفيذية لشركة بازارا، وهي سوقٌ لإعادة بيع الأزياء: "لقد أحسنت المنطقةُ صنعاً في دعمِ الشركات الناشئة المُركَّزة على المناخِ، بفضلِ المبادراتِ العديدةِ التي أطلقتها". وتهدفُ بازارا إلى تقليلِ الأثرِ البيئي الكبيرِ لصناعة الأزياء، عبر سوقها للملابسِ والسلعِ المُستعملةِ. وتُعتبر صناعةُ الأزياء ثاني أكبر مُلوِّثٍ في العالمِ، إذ تُنتج 10% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية.
تُضيفُ ماريانو: "كان الهدفُ الرئيسي من إنشاءِ بازارا هو تسهيلُ عمليةُ شراءِ وبيعِ السلع المُستعملةِ في المنطقةِ". ومنذُ إطلاقها، ساهمت الشركة في توفيرِ أكثر من 10,000 رطلٍ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
أمّا شركة إحفاز الإماراتية، فهي مُكرَّسة لإعادةِ التّدوير الداّئري. ويقول عليو محمد علي، المؤسّس المشارك والرّئيس التّنفيذي لشركة إحفاز لإعادة التدوير: "نحن نُعيد تدوير نفايات الطعام والسلع الاستهلاكية سريعة الحركة إلى سمادٍ عضويٍ ومنتجاتِ تنظيفٍ صديقةٍ للبيئة. ونحن نُقلِّل النفايات المتجهة إلى المكّبات، ونُخفّض من انبعاثات الغازات الدفيئة، ونُوفِّر بدائل مستدامةً لمنتجات التّنظيف التقليدية؛ نحن فخورون بمساهمتنا في اقتصادٍ أكثر استدامةً وتدويراً".
المستثمرون والحكومة في الإمارات يدعمون بشكل متزايد الشركات الناشئة في مجال تقنيات المناخ ومبادرات الاستدامة
تتضمّن "الأجندة الخضراء" للإمارات خطةً طويلةَ الأمد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك هدف تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 23.5% بحلول عام 2030. وبالإضافة إلى ذلك، ساهم إنشاء المناطق الحرة ومراكز الابتكار في جذب الشركات الناشئة الّتي تطوّر حلولاً مبتكرة للتّحديات المناخيّة العالميّة، بفضل توفير بيئاتٍ مواتيةٍ للأعمالِ. وهذا يأتي إلى جانبِ سياساتٍ مثل سياسة الاقتصاد الدّائري لدولة الإمارات، وكذلك مبادراتٍ أخرى من وزارة التغير المناخي والبيئة.
يؤكّد تشيراغ غوبتا، الشريك الإداري في شركة 8X Ventures للاستثمار في التّقنية العميقةِ، على الإمكانياتِ الكبيرةِ لدمجِ التقنية العميقة مع تقنيات المناخ لتقديمِ حلولٍ مبتكرةٍ، خاصةً في مجالاتٍ، مثل: إدارة المياه والصرف الصحي. "أي استثمارٍ في شركةٍ ناشئةٍ في المنطقة في مجال تقنيات المناخ، مدعوم بتقنيةٍ عميقةٍ قويةٍ، يٌمكن أن يولدَ نموّاً مستمراً وعميقاً على مر الزمان"، يقول غوبتا.
ومع ذلك، يرى الخبراء أنّ هناك مجالاً لزيادة الاستثمارات والحوافز، سواءً من المستثمرين أو الحكومات، لتسريع نمو الشركات الناشئة الصديقة للمناخ.
يقول علي: "اهتمامُ المستثمرين بتقنياتِ المناخِ والشركات الناشئة في مجال الاستدامة في تزايدٍ، ما يعكسُ تحولاً عالمياً نحو الاستثمارات المسؤولة. الحكومة داعمة من خلال الحوافز والأطر، ولكن هناك إمكانيةٌ لتبسيطِ اللوائحِ وتوفير خيارات تمويلٍ أكثر تحديداً. ويمكن للتعاون المعزّز بين القطاعين العام والخاص أن يُعزِّز النظام البيئي بشكلٍ أكبر".
COP28 كنقطة انطلاق
مع تحوُّل تركيزِ العالمِ إلى COP28، تبدو الإمارات مُستعدةً لتحقيق تأثيرٍ دائمٍ بالتزامها بالاستدامة. "أظنّ أنّ الزّخم سيتواصل بعد COP28"، تقول ماريانو، مُضيفةً أنّها فترةٌ مُثيرةٌ للشركات الناشئة في مجالِ تقنياتِ المناخ والاستدامة.
يُشدِّد عريف عميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي الماليّ العالميّ، على أهميّة الحلولِ الماليةِ المُبتكرة لدفع التّقدم نحو مستقبلٍ منخفض الكربون ومُقاوِمٍ للتغيُّر المناخي. ويُعتبر منتدى DIFC منصةً لاستكشاف مختلف التّقنيات المستقبلية للمناخ والاستدامة، والتي تُعدُّ جميعها حيويةً لتحقيقِ أهداف الصّفر العالميّة، وأهداف التنمية المستدامة للأمّم المتحدة، واتفاقيّة باريس.
يُبرز سودارشان باريك، نائب رئيس شركة CE Ventures، التزام المنطقة بتغيرِ المناخِ، مع ازديادِ اهتمامِ القطّاع الخاصّ بحلول المناخ. "شهدت مشاركة القطّاع الخاصّ في مجالِ العملِ المناخيّ ارتفاعاً ملحوظاً"، يلاحظ باريك، مُضيفاً أنّ الشركات بدأت تدرك دورها الحاسم في مكافحةِ تغير المناخ.
يقول علي: "بعد COP28، نتوقّعُ بيئةً أكثر ملاءمةً للشركاتِ الناشئة في مجال تقنياتِ المناخِ والاستدامةِ. ومن المحتملِ أن يجتذبَ الوعي المتزايد الذي سيولِّده COP28 المزيد من المستثمرين والشراكات، ويُحفِّز الابتكار. ويُمكِن لهذا الزخم أن يؤدّي إلى جعلِ الحلولِ المستدامة أمراً مألوفاً، مُفيداً لكلٍّ من الأعمالِ التّجارية والبيئيّة".