الرئيسية الابتكار دينو فاركي: بين إرثٍ عريق وتحوّلٍ يستشرف المستقبل

دينو فاركي: بين إرثٍ عريق وتحوّلٍ يستشرف المستقبل

"لسنا هنا لنلقّن الإجابات، بل لنعلّم أبناءنا كيف يصوغون أسئلتهم في عالمٍ تغيّرت فيه قواعد المعرفة".

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

في منصبه كرئيسٍ تنفيذيٍّ لمجموعة "جيمس للتعليم" (GEMS Education) في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، يجسّد دينو فاركي الامتداد الثّالث لجيلٍ من الروّاد، كرّسوا أنفسهم، على مدى أكثر من ستّين عاماً، لصياغة تجربةٍ تعليميّةٍ متفرّدة. بدأ هذا الإرث العريق حين ارتحل جدّاه، كي. إس. فاركي وزوجته ميريامّ فاركي، من الهند إلى الإمارات عام 1959، وقد كانا معلّمين حملا على عاتقهما رسالة التّعليم، ونقلاها إلى ابنهما ساني فاركي، الذي وضع أسس مجموعة "جيمس للتعليم"، ليجعل منها اليوم إحدى أضخم المؤسّسات التّعليميّة الخاصّة في العالم. أمّا حفيدهما دينو فاركي، فقد تسلّم الشّعلة ليكمل المسيرة، ويقودها برؤيةٍ تستشرف المستقبل، ولا تنسلخ عن الجذور. 

ورغم أنّ المؤسّسة تفاخر اليوم برعايتها أكثر من 200 ألف طالبٍ ينتمون إلى أكثر من 176 جنسيّةً، فإنّ دينو فاركي يرى أنّ الأثر الحقيقيّ لا يقاس بالأرقام وحدها، بل يتجلّى فيما يغرس في نفوس النّاشئة من قيمٍ ومبادئ تشكّل وعيهم، وتحدّد معالم قراراتهم في المستقبل. يقول في حديثه إلى مجلّة "عربية .Inc" على هامش فعاليّة "إنفستوبيّا" (Investopia) لعام 2025 في أبوظبي: 

"إنّ ما نقوم به على أرض الواقع، سواءً تعلّق الأمر بنتائجنا الأكاديميّة أو بالجامعات التي يلتحق بها طلّابنا، ليس هو جوهر رسالتنا الأعظم. فنحن نولي اهتماماً بالغاً بغرس القيم الصّحيحة في نفوس الشّباب، لأنّها هي التي ستزوّدهم بالبوصلة الأخلاقيّة لاتّخاذ قراراتٍ رشيدةٍ في عالمٍ متسارع التّحوّلات". 

لكن، وعلى الرّغم من هذا الإرث التّعليميّ العريق، فإنّ دينو فاركي يدرك أنّ قطاع التّعليم لا يزال متعطّشاً إلى التّجديد والتّحديث، ويحتاج إلى تحوّلاتٍ جذريةٍ ليواكب روح العصر. ويضيف موضّحاً: "لا تزال مناهجنا الدّراسيّة امتداداً لمنظومةٍ صمّمت لعصرٍ صناعيٍّ مضى. لم يعد الأمر يتعلّق فقط بإعادة النّظر في محتوى المناهج، بل يستدعي إعادة هيكلةٍ شاملةٍ لأساليب التّقييم والاختبارات. فإذا تأمّلنا طبيعة الامتحانات اليوم، وجدناها تتمحور حول قياس جودة الإجابة. لكن في عصر الذّكاء الاصطناعيّ والتّعلّم الآليّ، بات الوصول إلى الإجابة أسهل من أيّ وقتٍ مضى. لذا، لا بدّ أن تتطوّر أدوات التّقييم بحيث لا تختبر الإجابة فحسب، بل تقيّم جودة السّؤال ذاته الذي يطرحه المتعلّم". 

وحين سئل دينو فاركي عن التّحدّي القائم بين الحفاظ على التّقاليد التّعليميّة الرّاسخة من جهةٍ، والسّير بخطىً جريئةٍ نحو التّجديد من جهةٍ أخرى، أجاب من غير تردّدٍ: "لا أراه توازناً بين كفّتين؛ بل هو مسارٌ واحدٌ ينبغي أن نكمله بالتّوازي، بعدلٍ وإنصافٍ. نحن مسؤولون عن بناء المستقبل بالقدر نفسه الذي نحن فيه أوصياء على إرثنا وتقاليدنا". 

نُشرت هذه المقالة لأول مرة في عدد مارس من مجلة "عربية .Inc". لقراءة العدد كاملاً عبر الإنترنت، يُرجى النقر هنا.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: