رؤية Sam Altman: الذكاء الاصطناعي ومستقبل الابتكار
رئيس شركة OpenAI تحدّث بقوّة في مؤتمر الأمم المتحدة "الذكاء الاصطناعي من أجل الخير" متجاهلاً موجة الانتقادات والاتهامات الموجهة إليه
ركّز سام ألتمان، الرّئيس التّنفيذيّ لشركة OpenAI، في خطابه كمتحدّثٍ مميّزٍ في مؤتمر الذكاء الاصطناعي من أجل الخير يوم الخميس الفائت، في تجمّعٍ لوكالات الاتّصالات التّابعة للأمم المتحدة حول كيفيّة تسخير الوعد الاجتماعيّ لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. لكن أمضى ألتمان بعضاً من إطلالته الافتراضيّة في الإجابة عن أسئلةٍ صعبةٍ حول الحوكمة الإلكترونيّة، والجدل حول صوت الذكاء الاصطناعي، وانتقاداتٍ من أعضاء اللّجنة المُستقلّين.
يأتي ظهورُ ألتمان الأخير، الذي يتحدّثُ فيه عن فوائد الذكاء الاصطناعي، في وقتٍ تواجه فيه شركته مخاوف متزايدةً بشأن ممارساتها التّجاريّة وكيفيّة التّعامل مع سلامة الذكاء الاصطناعي. وتضمّن الحدث، الذي استمرّ لمدّة يومين وجمع بين قادة التّكنولوجيا، خطاباتٍ ومحادثاتٍ حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مثل: الروبوتات والرّعاية الصّحيّة والتّعليم والتّنمية المستدامة.
كما تزامنت الشّكوى الأخيرة في OpenAI مع إطلاق المنتجات الجديدة للشّركة في وقتٍ سابقٍ من شهر مايو، وهذا ما سبّب انزعاج نجمة هوليوود سكارليت جوهانسون، التي صرّحت بقولها إنّها صُدمت لسماع صوت ChatGPT مشابهٍ بشكلٍ غريبٍ لصوتها، على الرّغم من أنّ ألتمان رفض طلباً سابقاً منها لإعارة صوتها لنظام ChatGPT.
شاهد أيضاً: هل يصل الذكاء الاصطناعي إلى إدارة الشركات؟
تحدّث ألتمان بالتّفصيل عن الموضوعات المُتعلّقة بالذكاء الاصطناعي في مقابلةٍ مع نيكولاس مومبسون، الرّئيس التّنفيذيّ لمجلّة The Atlantic. لكنّه تجنّب قليلاً الإجابة على استفساراتٍ حسّاسةٍ، مثل شرح أنّ مبتكر ChatGPT يستخدم أصواتاً لجهاتٍ مشهورةٍ، مثل صوت جوهانسون. إذ صرّح: "إنّه ليس صوتها، لا ينبغي أن يكونَ كذلك. أعتذرُ عن الارتباك، من الواضح أنّك تعتقد أنّه كذلك"، مشيراً إلى أنّ النّاس سيكون لديهم آراء مختلفة حول مدى تشابه الأصوات. وأضاف ألتمان: "لا أعرف ماذا أقول بعد ذلك". كما لم يتابع تومبسون، الذي وقعت مجلّتهُ عقداً للمنتج والمحتوى مع شركة OpenAI قبل يومٍ واحدٍ.
ثم سأل تومبسون ألتمان عن الحوكمة في OpenAI، بما في ذلك فكرة لجنة الحوكمة: "ما زلنا نتحدّث عن كيفيّة تنفيذ الحوكمة. وأضاف: "ربّما لا ينبغي أن أقولَ الكثير الآن". أجابه ألتمان: "قل المزيد أيضاً". فردّ تومبسون وهو يضحكُ: "سوف تمرّ، أعتذر". أجاب ألتمان: أصبحت الرّقابة على الشّركات الكبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل أوبيناي، موضوعاً خطيراً بشكلٍ متزايدٍ، وأشار الباحث، الذي ترك الشّركة يان لايك بعد فترةٍ وجيزةٍ من الجدل حول جوهانسون، إلى خلافاتٍ مع كبار القادة الذين وصلوا إلى نقطة الانفجار، قائلاً: "إنّ الشّركة يجب أن تأخذَ المقعد الخلفيَ للمنتجات الفاخرة في مجال السّلامة".
جاء رحيل لايك بعد أيامٍ قليلةٍ من استقالة المؤسّس المشارك إيليا سوتسكيفير، قاد الاثنان معاً فريق OpenAI "التّوافق الفائق"، الذي تركّز عمله على مهمّة الشّركة لتطوير الذكاء الاصطناعي بأمانٍ، يتفوّق على البشر، ولكن تم الآن تفكيك هذا الفريق واستبداله بلجنة أمانٍ أخرى.
سأل تومبسون عن تعليقات الباحثة في جامعة جورجتاون هيلين تونر، التي كانت من بين مجموعةٍ من أعضاء مجلس إدارة OpenAI الذين تم فصلهم بعد صراعٍ محرجٍ على السّلطة مع ألتمان العام الماضي. انتقدت تونر، التي كانت جزءاً من مجموعةٍ لديها تحفّظات حول مخاطر سلامة الذكاء الاصطناعي، ألتمان على البودكاست لعدم الكشف عن المعلومات أو تزوير ما يحدث مع OpenAI أو الكذب الصّريح.
على سبيل المثال، قالت إنه عندما تم إصدار ChatGPT في شهر نوفمبر 2022، لم يتمّ إبلاغ الإدارة بذلك مسبقاً، فقد علمنا عن ChatGPT على تويتر.
قال ألتمان: "لا أتّفق مع ذكرى الأحداث. تونر تهتمّ بصدقٍ بالنّتائج الإيجابيّة للذكاء الاصطناعي العام، وأنا أقدّر ذلك لها، وأتمنّى لها كل التّوفيق. ربما لا أريد الدّخول في نقدٍ مفصّلٍ هنا".
قفزت أوبيناي على موجةٍ جديدةٍ من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المنتجة قبل 18 شهراً عندما أطلقت ChatGPT، وهو نظام ذكاء اصطناعي رائد، يولّد نصوصاً وصوراً ومقاطع فيديو جديدةً تعتمد على قاعدة بيانات واسعةٍ من النّصوص والكتب ووسائل الإعلام الأخرى عبر الإنترنت. منذ ذلك الحين ،أطلقت الشّركات العملاقة والشّركات النّاشئة الأخرى في مجال الذكاء الاصطناعي نسختها الخاصّة من هذه التكنولوجيا.
وقد جذبت مبادرة الأمم المتحدة "الذكاء الاصطناعي من أجل الخير"، انتباه واهتمام العالم، قبل الطّفرة الأخيرة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المنتجة، والتّقدّم السّريع للتّكنولوجيا وتسويقها.
وقال الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس عبر الفيديو: "الذكاء الاصطناعي يُغيّر عالمنا وحياتنا "، في إشارةٍ إلى التزاماته في مجالاتٍ، مثل: التّعليم والرّعاية الصّحيّة في المناطق النّائيّة، وزيادة غلّة المحاصيل وأنظمة الإنذار المُبكّر للكوارث الطّبيعيّة.
يهتمّ القادة السّياسيّون في جميع أنحاء العالم بشكلٍ خاصٍّ بأدوات الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تُسهّلَ انتشار المعلومات الخاطئة عبر الإنترنت، مع ضغطات قليلةٍ على الأزرار والبحث عن النّتائج، يُمكن نشر نصوصٍ وصورٍ تم إنشاؤها بواسطة الحاسوب على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الإنترنت، ممّا يؤدّي إلى طمس الفجوة بين الأخبار المُزيّفة والواقع.
وقال غوتيريس: "إنّ جعل الوعود حقيقةً واقعةً يتطلّب استخدام الذكاء الاصطناعي الذي يُقلّل من التّحيز والمعلومات المُضلّلة والتّهديدات الأمنيّة بدلاً من تفاقمها"، داعياً إلى الحاجة إلى مساعدة البلدان النّامية على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لصالحها والتّواصل مع غير المُتّصلين في جميع أنحاء العالم.