كن مرناً.. إليك 7 أسباب تجعل من التغيير تحدياً
التأقلم مع التغيرات أمرٌ حتميٌ وضرورةٌ للنمو والابتكار في عالم الأعمال المتسارع
إنَّ مواجهتكَ للتحدّياتِ في مجالِ الأعمالِ بوصفكَ صاحبَ شركةٍ صغيرةٍ أو رائد أعمالٍ ليس بالأمرِ الهيّنِ، فأنتَ تتناوبُ باستمرارٍ بين مجموعةٍ من المهمّاتِ، من إدارةِ الأمورِ الماليّةِ إلى قيادةِ فريقكَ، ولكن يبقى هناكَ جانبٌ يتعثّرُ فيه حتّى أكثرُ روّادِ الأعمالِ خبرةً: ألا وهو تبنِّي مبدأ التّغييرِ، والآن إليكَ 7 أسبابٍ تجعلُ التّغييرَ يبدو تحديّاً، وكيفَ يمكنُكَ مواجهتُها بشكلٍ مباشرٍ: [1]
عامل الخوف
يشكّلُ الخوفُ من المجهولِ تحديّاً صعباً لدى جميعِ النّاسِ على وجهِ العمومِ، لقد بنيت شركتكَ من الصّفرِ؛ لذا من الطّبيعيّ الشّعورُ بالخطرِ عند الدّخولِ في مجالاتٍ مجهولةٍ بالنّسبةِ إليكَ، ولكن تذكّر أنَّ المكاسبَ لا يمكنُ نيلها عادةً إلّا بالمجازفةِ، وأنَّ التّصدّي لهذا الخوفِ مباشرةً من خلالِ مقارنةِ المخاطرِ المحتملةِ بفرصِ النّموِّ قد يغيّرُ وجهةَ نظركَ.
محدودية الموارد
هل تعملُ بموارد محدودةٍ؟ فلا تقلق، لستَ وحدكَ؛ فالعديدُ من روّادِ الأعمالِ يخشون أن يستنزفَ التّغييرُ مواردَهم المحدودةَ بالفعلِ، والحلُّ هنا هو الاستثمار الاستراتيجي؛ إذ عليكَ إعطاءُ الأولويّة للتّغييرات التي ينتجُ عنها أكبر عائدٍ محتملٍ، والبدءُ بإجراءِ تغييراتٍ صغيرةٍ.
شاهد أيضاً: التغيير المستمر: استراتيجيات الابتكار لنمو الشركات في العام الجديد
الراحةُ في التّمسّك بالمألوف
قد يُشعركُ التّمسّكُ بالأشياء التي وجدتَها ذاتَ جدوىً بالارتياحِ، لكنّهُ في الوقتِ نفسهِ يمكنُ أن يؤدّي إلى الرُّكودِ، مثلما وصفَ ستيف جوبز ذلكَ بمقولتهِ الشّهيرةِ: "الابتكارُ يميّزُ بين القائدِ والتّابعِ"؛ لذا عليكَ تبنّي ثقافةِ الابتكارِ من خلالِ تشجيعِ الأفكارِ الجديدةِ ضمن فريقكَ.
نقص المهارات
من الشّائعِ الشّعورُ بعدمِ الاستعدادِ للتّغييرِ، ومع ذلكَ يقدّمُ العصرُ الرّقميُّ مواردَ وافرةً للتّعلّمِ؛ بدءاً من الدّوراتِ عبرَ الإنترنتِ وليس انتهاءً بفعاليّاتِ التّشبيكِ وبناءِ العلاقاتِ، فعليكَ تجهيزُ نفسكَ وفريقكَ بالمهاراتِ اللّازمةِ لتجاوُزِ التّحدياتِ.
شاهد أيضاً: 4 كتب لتعزيز التفكير الابتكاري والنجاح الريادي
التجارب السّابقة
هل سبقَ وأن مررتَ بتجربةٍ سيّئةٍ مع التّغييرِ؟ إذا كانَ الجوابُ: نعم، فقد حانَ الوقتُ لتحويلِ تلكَ الدّروسِ المُستفادةِ منها إلى نقاطٍ أساسيّةٍ لبدءِ العملِ؛ فعليكَ إذن تحليلُ ما حدثَ من أخطاءٍ، والتعلّمُ منها، والانطلاقُ بمبادرةِ التّغييرِ القادمةِ باستراتيجيّةِ مطوّرةٍ.
القلق حيال التّجاوزات
هل يساورُك القلقُ حولَ احتماليّةِ الإخلالِ بمبادئِ شركتكَ؟ إذ إنَّ التّغييرَ لا ينبغي له أن يتجاوزَ المبادئَ التي بُني عليها نظامُ الشَّركةِ، شارك أعضاءَ فريقكَ في عمليّةِ التّغييرِ، وتواصَل معهم بشكلٍ منفتحٍ، وتأكّد من أنَّ التّغيير يتناسبُ مع قيمكَ الأساسيّةِ.
الشكوك حول المنافع
هل تشكّكُ بمدى جدوى التّغييرِ؟ لا عليكَ، أدِّ مهمّتَكَ وحسب، وأجرِ البحثَ، وقمْ بالتّحليلِ وجمعِ البياناتِ؛ إذ يصبحُ اتّخاذُ القرارِ أسهلَ بكثيرٍ عندما تكونُ لديكَ معلوماتٌ كافيةٌ لدرءِ الشّكوكِ.
شاهد أيضاً: من التحول إلى التطور: تبَنّي تغيير رقمي من أجل نجاح طويل الأمد
سبل التأقلم مع التغيير
إنّ أهمّ سبل التّأقلم مع التّغيير هي:
- تسلّح بالعلمِ، وانشرِ المعرفةَ بين أعضاءِ فريقكَ: المعرفةُ قوةٌ، ابقَ على اطلاعٍ بشكلٍ مستمرٍّ حول الاتّجاهاتِ والتّقنياتِ الجديدةِ ضمنَ مجالِ عملكَ.
- تحرَّ آراء الخبراءِ: لا تتردّد في التّشاوُرِ مع الاستشاريين أو أصحابِ الخبرةِ في مجالكَ، فربّما تكونُ وجهاتُ نظرِهم لا تقدّرُ بثمنٍ.
- ابدأ بتغيراتٍ صغيرةٍ: اختبرِ التحدّياتِ بإحداثِ تغييراتٍ على نطاقٍ صغيرٍ قبل إجراءِ تغييرٍ شاملٍ.
- أنشئ ثقافةَ تعلّم: حُثَّ فريقَكَ على اعتناقِ مبدأ التعلّمِ كجزءٍ من الهويّةِ التّنظيميّةِ لشركتكَ.
- حلّلِ النتائجَ وتعلّم منها: تأمّل في التّجاربِ السّابقةِ، سواءٌ كانت جيدةً أم سيئةً، لتوجيهكَ في طريقكَ نحو التّغييرِ.
- التواصلُ بشكلٍ واضحٍ: حافظ على إبقاءِ فريقكَ مواكباً لأيّةِ مستجداتٍ، وأشركهُ في جميعِ تفاصيلِ العملِ. فالشّفافية هي مفتاح إدارة التّغيير النّاجحة.
- اسعَ إلى جني فوائد ملموسةٍ: ركّز على التّغييراتِ التي تقدّمُ فوائدَ واضحةً لشركتكَ.
وفِي الختام، التّغييرُ ليسَ أمراً حتمياً وحسب، بل هو ضروريٌّ للنّموِّ والابتكارِ في عالم الأعمالِ المتسارعِ في وقتِنا الرّاهنِ، ومن خلالِ إدراكِ المخاوفِ والتّحدياتِ الشّائعةِ المرتبطةِ بالتّغييرِ ومواجهتِها، يمكنكَ توجيهُ دفّةِ شركتكَ نحو النّجاحِ والاستدامةِ على المدى الطَّويلِ، وتذكّر أنَّ الشّيءَ الثّابتَ الوحيدَ في الأعمالِ هو التَّغييرُ نفسهُ، فبادِر إلى اعتمادهِ!